اقترب ثوار كوت ديفوار من الإطاحة بالرئيس لوران جباجبو وسط معارك عنيفة في أعقاب هجوم خاطف في جميع أنحاء البلاد، وهجوم علي أبيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد، ولا يزال الغموض يحيط بالموقع الذي يختبئ فيه جباجبو ولم يتسن تأكيد التقارير التي أشارت إلي استيلاء الثوار علي مقر إقامته، حيث باءت محاولات الاتصال بعدد من المقربين منه بالفشل. ونقلت قناة "فرانس 24" الإخبارية عن جان مارك سيمون قوله إن جباجبو لم يكن في مقر إقامته لكن من المحتمل أن يكون في القصر الرئاسي. وقال آلان توسان مساعد جباجبو لمحطة "إي تيلي" التليفزيونية الفرنسية إن الزعيم المحاصر يفضل "الموت علي الاستسلام". وقال شهود إن الحرس الجمهوري الموالي لجباجبو يتبادل القصف المدفعي وإطلاق النار في منطقة كوكودي قرب منزل جباجبو مع ثوار الشمال "القوات الجديدة" التي تسيطر علي المناطق الشمالية وتدعمها قوات من الجيش تعمل تحت اسم جديد هو "القوات الجمهورية لكوت ديفوار". غير أن أعدادا كبيرة من قوات جباجبو هجرته علي ما يبدو، حيث قال مصدر عسكري طلب عدم ذكر اسمه "لقد ترك رجال الأمن وجنود آخرون يقدر عددهم بنحو خمسة آلاف جندي مواقعهم، ولم يتبق سوي الحرس الجمهوري الموالي لجباجبو والطلاب المسلحين وعددهم نحو ألفي مقاتل هم الذين لا يزالون يقاتلون دفاعا عن مقر إقامة جباجبو". وتمر كوت ديفوار بأزمة سياسية قوية بعدما رفض جباجبو التنازل عن السلطة لمنافسه واتارا عقب انتخابات جرت في شهر نوفمبر الماضي، التي قالت الأممالمتحدة إن جباجبو خسر فيها، وقالت المنظمة الدولية إن جباجبو خسر الانتخابات، غير أن قوات الثوار الموالية لحسن واتارا لم تبدأ في شن تحركات عسكرية جادة إلا في الأسابيع الأخيرة بعد فشل العقوبات وجهود الوساطة في زحزحة جباجبو عن موقفه. وقال باتريك اتشي المتحدث باسم واتارا إن الثوار استولوا علي قناة "آر تي أي" التي تديرها الدولة والتي كانت تبث دعاية موالية لجباجبو. وتوقفت القناة عن البث مساء الخميس الماضي. من جهة أخري أعلنت حكومة رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن واتارا السبت انها عثرت علي "عدة مقابر جماعية" في غرب البلاد محملة انصار لوران جباجبو مسئوليتها. بينما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ما لا يقل عن 800 شخص لقوا حتفهم خلال أعمال عنف طائفية شهدتها مدينة "دويكويه" الواقعة غرب كوت ديفوار. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس ان القتلي سقطوا يوم الثلاثاء الماضي بعدما تمكنت القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا من السيطرة علي مدينة "دويكويه"التي كان يسيطر عليها قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو. كما بدأ الرعايا الأجانب الذين يبحثون عن مأوي من المعارك الضارية التي تشهدها أبيدجان في التوافد علي قاعدة عسكرية فرنسية في المدينة. وأفادت الأنباء أن نحو 1400 شخص يحتمون الآن بالقاعدة في منطقة بور بوريت قرب مطار أبيدجان وبينهم مواطنون فرنسيون ولبنانيون وجنسيات أخري.