قاد الشهيد محمد محمد زرد وحدته للاستيلاء على النقطة 149 أثناء حرب أكتوبر، وأسر 20 إسرائيليا، وتحامل على نفسه حتى رفع علم مصر.. رغم إصابته برصاصتين فى بطنه خلال المعركة التى استخدم فيها السلاح الأبيض. فى السادس من أكتوبر من عام 1973م، كلفت القيادة المصرية السرية الأولى من كتيبة الشهيد محمد زرد بتنفيذ عملية اقتحام وتدمير النقطة الحصينة 149، التى سبق لها التدريب على تنفيذها مرات عديدة قبل السادس من أكتوبر.. وتحدد للتنفيذ الساعة الثانية والثلث من يوم 6 أكتوبر، ومع التمهيد النيرانى للمدفعية المصرية المركزة، بدأ التنفيذ. وكانت المسافة بين خندق زرد ورجاله وبين النقطة الحصينة لا تتعدى المائة متر، ولكنها منطقة مكشوفة وشديدة الخطورة...وبنى زرد خطته على التقدم بمفرده إلى منتصف المسافة زاحفا ثم ينهض ويركض بأقصى سرعة إلى دشمة العدو. تحاشيا الرصاص الاسرائيلى المنهمر بغزارة من الموقع وهو لا يملك إلا عددًا قليلا من القنابل اليدوية وسلاحه الشخصى مسدس من عيار 9 مم، وعند منتصف المسافة تقريبا نهض زرد وبيديه قنبلتان كان قد نزع فتيلهما وركض فى اتجاه دشمة العدو ومن ثم اعتلاه وألقى بقنبلة بداخله عبر فتحه التهوية.. وبعد دقيقتين دلف بجسده الى داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التى كان قائدا لها وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة.. وجه له الجنود الإسرائيليون من داخل الموقع سيلًا من الطلقات النارية أخرجت أحشاءه من جسده، لتتأكد فرقته من استشهاده. وما هى إلا ثوان معدودة.. وإذا بباب الحصن يفتح من الداخل.. ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكا أحشاءه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط عليه بصعوبة لاستكمال فتحه وينادى عليهم: «اعبروا فوقى اصعدوا لأعلى اكملوا عملكم طهروا النقطة». اندفع الجنود المصرين الى داخل الحصن وأكملوا تطهيره.. ثم حملوا قائدهم إلى اعلى الحصن وقبل أن يفارق الحياة.. لمس علم مصر.. وهو يرتفع فوق آخر حصون خط بارليف اقوى حصون العالم فى التاريخ العسكرى لتصعد الروح إلى بارئها. امر المقاتل سمير أحد رجاله بنقل قائده الجريح إلى غرب القناة، حيث تعهدته أيدى أطباء مستشفى السويس بالعناية فى محاولة لإنقاذه، لكن تكتمت إدارة المستشفى نبأ استشهاده.. لشهرته الواسعة فى ذلك القطاع.