شهدت صناعة الغزل والنسيج بشبرا الخيمة والتى بدأت على يد رائد الاقتصاد المصرى طلعت باشا حرب انهيارا تاما بإغلاق أكثر من 4650 مصنعا ابوابه وتشريد الاف العمال. وكانت نكبة هذه الصناعة قد بدأت عام 1995 بعد إعلان تحرير تجارة القطن والذى كان بمثابة دق اول مسمار فى نعش صناعة الغزل والنسيج المصرى خصوصا فى مدينة شبرا الخيمة. «روزاليوسف» انتقلت الى شبرا الخيمة قلعة صناعة الغزل والنسيج فى القاهرة الكبرى سامى الحوفى صاحب مصنع ألقى بمسئولية ما حدث فى هذه الصناعة على عاتق الحكومة التى تركت اصحاب الشركات يواجهون مصاعب السوق ولم تساعدهم فى عملية الاحلال والتجديد المطلوب لتطوير الماكينات وتحديثها لمواجهة التطور العالمى والتكنولوجى الموجود فى العالم. واشر الى أن ما نشاهده فى المعرض العالمى "الايتما " يؤكد تخلف ماكينات مصانع الغزل فى الامر الذى لايساعد على الجودة المطلوبة للمنافسة فى السوق العالمية. ويرى الحوفى أن تحرير سعر القطن كان الضربة القوية فى ظهر هذه الصناعة عام 1995 وبداية الخصخصة وبيع شركات القطاع العام كانت بمثابة مؤامرة على هذه الصناعة. ويرى رمان السيد ان مصانع القطاع الخاص الآن تعانى من مشاكل عديدة أدت الى تشريد 65% من العمالة المصرية وانضموا لطابور البطالة ونطالب بأن يجلس جميع الاطراف مع الحكومة لإنقاذ هذه الصناعة التى ترفع من اقتصاد البلد ولابد من احياء صندوق دعم الحاصلات الزراعية لدعم الفلاح بعيدا عن تحمل الشركات بهذه الاسعار التى لم تمكنها من المنافسة. يضيف عاطف فؤاد مدير مصنع النسيج بشبرا الخيمة ان هناك 200 مصنع صغير بشبرا الخيمة تم اغلاقها لإفلاسها مما أدى الى تشريد آلاف العمال وذلك بسبب ارتفاع اسعار الخامات الرئيسية التى يتم شراؤها من الخارج بعد اهمال زراعة القطن فى مصر. واوضح عاطف ان المشكلة ليست مشكلة فرد ولكنها ازمة دولة حيث تعرضت هذه الصناعة لهزة كبيرة منذ خمس سنوات وتضاعفت اليوم لافتا الى مادة البولستر " الفتلة" كان سعرها فى الماضى 34 الفا وصلت مؤخرا الى 46 الفاً ويشير محمد سليمان الى ان هناك مصانع فى ايطاليا تم إغلاقها فى مجال النسيج ويقوم المستوردون بشراء ماكيناتها ومتبقيات المواد الخام اللازمة لتلك الصناعة ويتم العمل بها على الرغم من رداءتها ولكن نحن مضطرون لذلك . ويطالب محمد عرفة بضرورة عودة زراعة القطن وتوفير المواد الخام ومحاربة المنتجات الرديئة التى تأتى الي مصر من شرق آسيا وتسببت فى حدوث ركود فى السوق و الاقتصاد المصرى.ويلفت عاطف ابوزيد احد العمال فنى تبريد وتكييف وعامل بأحد المصانع الى انه تعلم هذه الحرفة عندما كان تلميذا فى المرحلة الاعدادية واصبح الآن مهددا بالتشرد من العمل بعد تشريد الكثير من العاملين بسبب إغلاق مصانع النسيج. ويضيف محمد حمدى مدير احد مصانع النسيج ان ارتفاع الدولار تسبب فى إلحاق خسائر فادحة بصناعة الغزل فى مصر لانه يعمل فى صناعة فتلة "الشتنلة" التى تدخل فى صناعة الستائر والانتريهات. ويتحدث احمد وجيه خريج معهد سياحة وفنادق ويعمل فى مجال الخردة ان هناك مصانع كثيرة تم إغلاقها وبيع ماكيناتها كخردة وبأسعار بخسة بسبب عدم تشغيل هذه المصانع لارتفاع اسعار الخامات . ويشكو حسن سعد السيد صاحب محل نسيج من معاناة استيراد النسيج من الخارج منها ارتفاع الشحن والجمارك والضرائب كل شهر مؤكدا انه يحصل على الكيلو من الخارج بمبلغ 16جنيها فى حين ان الشركات العامة المصرية تمنحه لهم فى حالة توافره ب26 جنيها مما يدفع البعض الى اتباع اساليب غير مشروعة فى الحصول على هذه المستلزمات موضحا انه تم ضبط 165 الف حاوية مهربة على حدود ليبيا.وتساءل لماذا لم توفر الدولة مناخاً جيد لهؤلاء التجار والمستوردين وذلك للنهوض بهذه الصناعة التى تم إغلاق 4650 مصنع غزل ونسيج منها وتشريد آلاف العمال .