صناعة الغزل والنسيج بشبرا الخيمة تواجه أزمة, فقد ارتفعت أسعار الغزول في خلال شهر واحد بنسبة20% ومع هذه الارتفاعات ارتفعت أسعار الكهرباء وأجور العمالة . مما أدي الي أزمة في صناعة النسيج والمطلوب عدم تصدير القطن المصري وجعله للصناعة الوطنية فقط.يقول المهندس عبد الله مصطفي صاحب مصنع نسيج بشبرا الخيمة: إن أزمة النسيج والمصانع بدأت مع انهيار محصول القطن في الهند وباكستان, وهذه الدول تريد أن تحمي الصناعة الوطنية من الأصناف المختلفة من الغزول التي كانت تساعد بشكل أو بآخر في استمرار الصناعة المحلية في مصر وذلك لاستكمال الصناعة المحلية المطلوبة.. ونظرا لأن المساحة المزروعة من القطن لا تكفي تعاقدات التصدير والصناعة المحلية في آن واحد فكان يتم استكمال الكميات المطلوبة من هذه البلاد التي تصدر الي جميع أنحاء العالم من الأصناف المختلفة التي تستخدم في التصنيع المحلي وفي حال وقف الاستيراد من هذه البلاد, وعدم كفاية المساحة المزروعة من القطن المصري الأمر الذي أدي الي عدم توافر الكميات المطلوبة لمصانع الغزل والنسيج في مصر. وبالتالي ارتفاع أسعار القطن, مما نتج عنه عدم قدرة المصانع علي المنافسة علي هذه الأسعار حيث كان سعر طن الغزول لا يقل عن14 جنيها لكل طن وصل في هذه الفترة الي23 جنيها للطن.. وبالتالي عجزت مصانع الغزل والنسيج عن الاستمرار بهذه المنظومة من الأسعار سواء في التصدير أو الانتاج المحلي, مما أدي الي توقف الكثير من مصانع الغزل وبالتالي مصانع النسيج التي تحتوي علي عدد كبير من العمالة. ويشير المهندس عبد الله الي أن الأمر يتطلب تدخلا سريعا من وزارتي الصناعة والمالية لدعم هذه الصناعة في الوقت الراهن, وكذلك عمل بعض الاقتراحات للحد من هذا الارتفاع الجنوني اذا كان يتم بيع الأقطان من مصانع الغزل مباشرة من مصانع النسيج التي توقفت بنسبة كبيرة دون تدخل بعض التجار الوسطاء مثل تطبيق نظام الحصص الذي كان يعمل به في الماضي وكذلك البحث عن أسواق جديدة لاستيراد احتياجات هذه المصانع من الخامات المطلوبة لسد الفجوة من محصول القطن المصري وكذلك عمل بعض التسهيلات في الجمارك للمستوردين والألياف الصناعية من الخارج. القشة.. والبعير المهندس أسامة عبد الرسول الخبير بمهنة الغزل والنسيج يقول: إن مشكلة غزول القطن في الوقت الحالي كالقشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لصناعة المنسوجات في مصر فمنذ3 أعوام مضت والمصانع الصغيرة والمتوسطة تعاني من ارتفاع أجور العمال المستمر مع ارتفاع في أسعار الكهرباء مع ارتفاعات متتالية في عناصر تكلفة المهنة مع الضغوط المستمرة من قبل تجار الأقمشة علي عدم رفع قيمة تشغيل المتر مما أدي الي ارتفاع تكلفة المنتج علي هذه المصانع دون أن يقابلها ارتفاع فيما يحصل عليه المنتج بنتيجة التشغيل وعلي الرغم من كل هذا تأتي أزمة الخيوط المصرية من حيث وجودها.. من عدمه أو ارتفاع سعرها خلال ال6 أشهر الماضية مما أدي الي توقف مصانع كثيرة لعدم قدرتها علي شراء الغزول بالأسعار المرتفعة حيث إن تقبل السوق الآن ارتفاعا في سعر متر القماش وأيضا واكب ارتفاع اسعار الاقطان أرتفاع آخر في أسعار خيوط الألياف الصناعية التي يتم تشغيل أكثر من80% من هذه المصانع بها فحدث ركود في التشغيل خوفا من عدم بيع المنتج بالأسعار الجديدة. يقول محمد مرزوق صاحب مصنع لصناعة النسيج بشبرا الخيمة: ارتفاع اسعار الغزول بصورة كبيرة وصل بمقتضاه سعر طن الغزل الي20 ألف جنيه للطن ولكن سعر طن الغزل كان منذ شهر واحد فقط14 ألفا و500 جنيه للطن ولكن هذه القفزة ضربت صناعة النسيج في مقتل حيث إن في هذا العام ارتفع سعر الغزول أكثر من مرة وبالتالي ارتفاع الأسعار الخارجية مما جعل العمال يطالبون برفع أجورهم بصورة ملحة كما ارتفعت أسعار الكهرباء في هذا الشهر مما جعل هناك عبئا شديدا علي مصانع النسيج في شبرا الخيمة, حيث إن المصنع الموجود في شبرا الخيمة يقوم بإنتاج أقمشة للمواطن محدود الدخل الذي ليس في استطاعته أن يدفع الكثير. تسهيل.. وتثبيت يشير محمد مرزوق الي أنه لابد من تسهيل إجراءات الاستيراد مع تثبيت الأسعار بالنسبة للغزول من قبل الدولة لمدة6 أشهر علي الأقل, موضحا أن الشركة القابضة تقوم بتثبيت الأسعار لمدة عام ونريد منها الآن تثبيت الأسعار لمدة شهور ولابد للدولة من الوقوف خلف المصانع المنتجة وتدعيمها وأخذ حصتي من الغزول من خلال البطاقة الضريبية والسجل التجاري الموجودة الآن.. حيث إن المصانع توقفت تماما, وارتفعت الأسعار بنسبة35 الي40% وارتفعت المصنعية للعمال من5 آلاف جنيه الي6 آلاف جنيه للطن بنسبة20%. يقول جمال بيومي محام وتاجر وصاحب مصنع منسوجات: أعمل في صناعة الغزل والنسيج منذ ما يقرب من44 سنة وهذه الصناعة متوارثة عن أجدادي ولكن ما يحدث لهذه الصناعة نريد أن تضربها في مقتل حيث إن ارتفاع الأسعار بالنسبة للغزول بصورة مبالغ فيها يجعل سوق الأقمشة تتوقف تماما وكذلك ما يحدث الآن من ارتفاعات بالنسبة للكهرباء والعمالة في تصاعد مستمر وعدم توافر العمالة المدربة علي صناعة الغزل والنسيج مما يضرب هذه الصناعة في مقتل. ويضيف أفكر أنا وأولادي الآن بغلق هذه المصانع تماما والبعد كل البعد عن صناعة الغزل والنسيج لأننا نحتاج إلي من يقف بجانبنا.. دون جدوي.