وتبقي مصر فوق الجميع.. حكاما ومحكومين، أغلبية ومعارضة، فعلي مر التاريخ كانت الغلبة للمعدن المصري الأصيل، ذلك المعدن الذي يبرق ويزيد لمعانا وقت الشدة والضيق في كل الأزمات والمحن، إنني عشت لحظات فارقة وساعات عصيبة كان قلبي فيها يخفق خوفا ورعبا علي هذا الوطن. لكنني كنت علي ثقة ويقين في قدرة أبناء هذا الشعب علي التفاعل والتلاحم مع أزماته وقضاياه، اتذكر ساعات الرعب المثيرة التي تزامنت مع لحظة الإنسحاب الأمني الأكثر إثارة، كيف هب شباب مصر الأبطال لحماية أموالهم وأعراضهم العامة والخاصة، لقد هب الشباب لحماية وطنهم والتعبير عن وطنيتهم في ملحمة سيفتح لها التاريخ صفحاته إلي آماد بعيدة. إنني أنظر إلي هذا الجنين الذي شاهدنه جميعا لحظات مخاضه وها نحن جميعا وعلي الهواء مباشرة نتابع لحظات ميلاده، أنظر إليه بإعجاب وانبهار، فالإيجابية بدأت تشبه الكابوس، لكننا نشعر بالفخر والاعتزاز لكل ما جري فهو الحراك الاجتماعي الذي تحول إلي حراك سياسي تقبلته القيادة السياسية وجميع القوي السياسية الوطنية بشكل غير مسبوق. إننا يا سادة في مفترق طرق تحتاج منا إلي «قولة حق» و«لحظة صدق» إنها ساعة العقلاء من أبناء هذه الأمة العريقة، فيا أيها العقلاء هبوا بآرائكم ومقترحاتكم وقدموها لوطنكم الغالي، مصر أرضا ونيلا وتاريخا وحضارة، مصر الأبية الشامخة ما حققته من انتصارات لم يتحقق إلا بفضل أبنائها ذوي المعدن النفيس وذوي الأخلاق النبيلة، علي كل فنحن جميع أمام لحظات فارقة وتاريخية في عمر هذا الوطن. ، إننا أمام متغيرات جديدة وجذرية تحتاج منا إلي مزيد من العقل والتروي حتي نستوعب حماسة الشباب وحقوقهم المشروعة في التغيير من أجل حياة أفضل، إننا في أمس الحاجة إلي العقلاء الذين، يبعدون أباريق الزيت عن فوهات اللهب، إننا في أمس الحاجة إلي أطروحات ورؤي وأفكار خلاقة تناسب تلك المرحلة العصيبة في حياتنا. إننا ضد التهييج وضد ركوب تلك الموجة التاريخية لحركة الشباب المصري الطاهر والنقي أما تلك الأحزاب الورقية والجماعات التي طالما غزلت من آلام الجماهير مستقبلا لها ولأعضائها، أقول لهم في الفترة المقبلة لا وجود لكم ولأمثالكم. إننا بقدر احترامنا ومؤازرتنا لحقوق المواطنين الشرفاء بقدر رفضنا ومقاومتنا لكل دخيل عميل صاحب أجندة خاصة ومصالح ضيقة، إنني أكرر ومن خلال هذا المنبر الوطني أننا في أمس الحاجة إلي العقلاء من أبناء هذا الوطن العظيم. فيا أبناء مصر إننا أمام حكومة جديدة برئيس حكومة طالما حلمت أنا شخصيا به أن يكون رئيسا للحكومة منذ سنوات، أمام نائب للرئيس معلوم عنه الوطنية والشموخ والاباء أمام رئيس أعلن عن عدم ترشحه لفترة قادمة، تلك المتغيرات تجعلنا أمام واقع جديد يحتاج منا إلي فكر جديد ورؤي جديدة ومسئوليات جديدة تماما.