أولا لن يستطيع أحد إسقاط مصر مهما حدث ستظل مصر شامخة صامدة بشبابها وشيوخها وأطفالها.. لان الشعب العظيم تظهر أصالته الحقيقية عند الشدائد.. هذا الشعب معدنه نفيس وثمين وأصيل في مواجهة التحديات. شباب مصر الذي استمر أكثر من 01 أيام صامداً رغم كل الظروف ومعه أجندة مطالب استجابت الدولة لمعظمها.. ورفضوا كل الدخلاء الذين حاولوا ركوب الموجة والحصول علي مكاسب. البعض من الكبار استهان بالشباب في وقفتهم يوم 52 يناير السلمية ونسجوا اجواء من التشاؤم حول شبابنا.. لكن ما حدث ان الشباب فرض نفسه بوقفته الشجاعة علينا جميعا. تحية لكل شباب مصر في ميدان التحرير.. وعندما تم فرض حظر التجول واختفي رجال الشرطة تماما من كل الشوارع وأقسام الشرطة وهرب الآلاف من السجناء عن سجون مصر.. وقف شباب مصر في شكل مجموعات في كل شارع وحاره وهو ما أطلق عليه اللجان الشعبية لحراسة الممتلكات العامة والخاصة والسيدات والاطفال بالعصي والشوم حتي من لديه كلب كبير خرج به. في الشارع ووضعوا المتاريس والحجارة وقسموا أنفسهم علي طوال ال42 ساعة لحماية الأمن وتصدوا للسجناء الهاربين وعصابات النهب والسلب ومنع عصابات الفوضي للترهيب في شوارعنا. وبذلك وفروا الأمن للناس في غياب الشرطة. واثبت الشباب المعدن الأصيل والنفيس لهم وظهر التلاحم بين كل مسلم ومسيحي، الكل يتصدي ويقدم حياته ليحمي الناس. هذه هي مصر الحقيقية المتحضرة وشباب نبيل وطني واع والذي لم يفهمه الكثيرون.. التعليمات تغيرت وشباب مصر بخير ليس هم مشجعي الأندية والجالسين علي الكافيهات.. وعلينا ان نقيم حوارا مع الشباب كل فترة لنعرف ماذا يريدون وكيف يفكرون لان الشباب هو المستقبل وعلينا الاستفادة من طاقاتهم وحيويتهم. لقد فرض حزب شباب 52 يناير نفسه بقوة علي الشارع المصري وتفوق علي أحزاب كبيرة اختفي قياداتها في الجحور، وعبر حزب الشباب عن مطالب الشعب. لقد خرج الشباب إلي الشارع بعد ان حطم حاجز الخوف.. العالم نظر إلي الشباب باعجاب خاصة انه منظم ورفض الشباب كافة رموز المعارضة.. والشباب هم مستقبل مصر وهم الباقون تذهب حكومة وتتغير وجوه وتتبدل سياسات وتختفي اسماء وتبقي مصر شامخة وهؤلاء الشباب اعادوا الروح إلي كل مصري ولم تكن ثورتهم زوبعة في فنجان. أما نهاية مشهد شباب ميدان التحرير. شباب 52 يناير وهو مشهد صعب ولكن اثبت الشباب ان مصر فوق الجميع وامان مصر فوق الجميع رغم الشهداء والمصابين من رصاص الشرطة واشتباكات المؤيدين والمناوئين ويجب ان يحاسب كل مسئول عن الانفلات الأمني وهروب السجناء والاختفاء المريب لرجال الشرطة لعدة أيام حتي تمكن وزير الداخلية الجديد اللواء محمود وجدي في اعادتهم إلي الشوارع. الشباب قدم روحه من أجل مصر التي نستحق ان نموت من أجلها وعلي الجميع عدم الاستهانة بشباب مصر الذي لا يعرف الخوف.. ومصر لن تعود إلي الوراء بفضل هؤلاء الشباب.