أكد المعارض السورى وحيد صقر مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بلندن وعضو تيار التغيير الوطنى والتحالف الوطنى الديمقراطى السورى أن سوريا لن تتحول للحكم العسكرى بعد سقوط بشار الأسد ونظامه وأن الجيش الحر سيكون نواة للجيش الوطنى السورى الذى سيشكل غطاء لحماية الدولة المدنية فى المستقبل. وانتقد الائتلاف الوطنى باعتباره طبخة قطرية بامتياز ومحاولة البعض اعتبار إيران جزءا من حل الأزمة السورية رغم كونها سببًا مباشر فى تعقيدها.
وعبر عن خشيته من أن يتجه أعضاء الائتلاف الوطنى إلى حوار مع النظام، وشدد على أن سوريا لن تذهب إلى المجهول داعيًا العقلاء من المعارضة إلى تغليب مصلحة الوطن والبعد عن الطائفية والإقصاء.
كما طالب الرئيس محمد مرسى بدعم الدور المصرى للثورة السورية من خلال تكوين قوة ردع عربية لحماية الشعب السورى من حمامات الدماء التى تراق يوميًا وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك للثورة السورية الآن؟
الثورة وصلت إلى مرحلة اللاعودة وأصبحنا فى الرحلة الأخيرة لسقوط النظام بكل رموزه التى ساهمت فى قتل الشعب والتنكيل به والجميع على يقين أن الشعب السورى قادر على تحقيق الاستقلال رغم مرور الثورة ببعض المطبات والانتكاسات التى تسبب فيها المجتمع الدولى بعجزه عن اتخاذ قرارات حاسمة فى الملف السورى ووقف مجازر الأسد.
■ ما وصفك لحالة التباين الموجودة بين صفوف المعارضة؟
المعارضة السورية عاشت طوال تاريخها فى وضع قمعى منذ حافظ الأسد الأب وحتى بشار الابن مما جعلها غير مرتبطة أو متوحدة بشكل عام ولكن هذا لا يعنى أنها مختلفة بشكل كامل الآن فهذا الأمر غير صحيح.
فإذا كانت هناك خلافات أيديولوجية فإن المعارضة بجميع أطيافها تتفق على هدف واحد وهو «إسقاط النظام» وبالنسبة لتيار من المعارضة تحتضنه قطر فقد طالبناهم بالتعلم من المجلس الوطنى لكى لا يرتكبوا نفس الأخطاء ويعملوا على إنهاء حقبة الأسد فى أسرع وقت.
■ هل تعنى أنك مختلف مع المجلس الوطنى والائتلاف برئاسة الخطيب؟
مع احترامنا لكل التيارات السياسية المعارضة فى سوريا إلا أننى أتصور أن الطريقة التى تم بها اختيار هيئة الائتلاف الوطنى تجعلها طبخة قطرية بامتياز ولذلك فقط طالبنا أحمد معاذ الخطيب ورياض سيف أن يعملا على توحيد جميع تيارات المعارضة وعدم إقصاء أحد، لأن هناك العديد من القوى السياسية السورية خارج الائتلاف وهذا ما يتطلب من الائتلاف أن يعمل من أجل وحدة المعارضة فى الآليات والعمل.
■ هل ترى أن هناك تيارًا بعينه يسيطر على الائتلاف؟
نعم المجلس الوطنى السورى والإخوان يسيطرون على الائتلاف فهناك 39 عضوًا من إجمالى 64 عدد أعضاء الائتلاف من المجلس الوطنى السورى، والإخوان المسلمين وبعض المجموعات السياسية التى تمت صياغتها فى تركيا ودمجها فى مكون المجلس ليحصلوا على أكبر عدد من المقاعد داخل الائتلاف الوطنى.
■ وكيف ترى امكانية توحيد المعارضة؟
يجب ألا تتكرر أخطاء المجلس الوطنى السورى ويهمنا نحن كمعارضة أن نكون فى خدمة الحراك الداخلى وإغاثة اللاجئين وأن يكون هناك شفافية واضحة فى اتخاذ القرار الذى يتعلق بمصير الوطن ودعم الجيش الحر بكل قوة وعلى جميع الجهات، ولن نقبل إقصاء أى تيار سياسى أو «وأد» الثورة أو توجيه أى فصيل إلى الحوار مع النظام.
■ ما دور المعارضة فى دعم الجيش الحر؟
على المعارضة أن يكون لها دور فى خدمة صفوف الجيش الحر والمجموعات العسكرية وأن هناك إنصافًا فى توزيع المساعدات العسكرية والمادية لكل مكونات الحراك دون أن يكون هناك مال سياسى خاضع للانتماء والولاء.
■ هل تتوقع حكمًا عسكريًا بعد سقوط الأسد؟
حال أن تستقر سوريا سيكون هناك دور كبير للعسكر والكتائب المسلحة والجيش الحر الذى سيكون غطاء للدولة المدنية وحاميًا لكل مؤسسات الدولة من الإنهيار وضمانًا للمعارضة السياسية بالخارج والداخل ولكن الحكم العسكرى مرفوض ولن نقبل به ولن تكون سوريا المستقبل محكومة من قبل العسكر فوجودهم ضرورى لحماية الدولة والوطن والمؤسسات على أن يكون هناك فصل تام للسلطات فى سوريا الحديثة من أجل بناء دولة ديمقراطية عصرية، وأقول لكل من يتصور ذلك لا تفكروا فى دولة عسكرية لن نسمح لكم بذلك وسيكون الجيش الحر شريكًا فى بناء دولة مدنية ديمقراطية فيها فصل واضح بين الجيش والسلطة.
■ ما موقفك من التدخل العسكرى؟
التدخل العسكرى أصبح ضروريا الآن ويجب أن يكون حقيقيا بالتعاون مع الجيش الحر لأن الذى يخيف الجميع هو ما بعد سقوط النظام، ولذلك فنحن بحاجة إلى نواة وطنية رادعة تحمى الدولة من التصادم والانتماءات غير المنظمة.
الإيرانيون مساهمون وشركاء فى قتل الشعب السورى من خلال الدعم المادى والعسكرى، ولدينا معلومات مؤكدة أن الحرس الخاص لبشار الأسد من قوات «الباسيج» الإيرانية والحرس الثورى الإيرانى وهناك أكثر من 10 آلاف من عناصره وضباطه تدير غرف العمليات الخاصة بالثورة وتوجه الضابط والجنود النظاميين فى إدارة الأزمة والقمع، وهناك معلومات أكثر خطورة تؤكد على أنهم يوزعون على أفراد الجيش منشطًا يدمر خلايا المخ بعد فترة للتنكيل بأفراد الشعب دون شعور أو إحساس بالشفقة والرحمة.
■ ما تقييمك للموقف الدولى؟
الموقف الدولى إجمالاً غير واضح تارة يكون داعمًا وضد وجود بشار الأسد وتارة أخرى يهددون وتارة نرى صمتًا واضحًا على المجازر التى تحدث للشعب السورى ومن غير المنطقى أن يصمت المجتمع الدولى على الدعم الكبير من روسيا لبشار.
■ هذا ينقلنا إلى الموقف الروسى تجاه الأسد.
الموقف الروسى داعم رئيسى للنظام وممول أساسى للسلاح له منذ السبعنيات وتتجاوز المبالغ التى تنفق على شراء الأسلحة الروسية 4 مليارات دولار سنويًا وهذا المخزون الضخم فى السلاح يستخدمه الأسد الآن لقتل شعبه، بالإضافة إلى عدم الوضوح تجاه المعارضة بين الترحيب والتهديد! وبعد ذلك دعم لا متناهى للنظام.
■ ماذا عن الموقف الأمريكى من الثورة؟
لازالت الولاياتالمتحدةالأمريكية تبحث عن البديل للنظام الذى يضمن أمن إسرائيل ويضمن أيضًا عدم وجود متطرفين ضدها بعد سقوط النظام وتعلم فى الوقت ذاته أن بشار يحاول إيهام العالم بأنه يدير حربًا بالنيابة عنهم ضد المجموعات المتطرفة وهذا سبب عدم وجود موقف أمريكى حاسم بالنسبة للثورة.
■ ولكن هناك تحركات من الاتحاد الأوروبى؟
لم يرتق الموقف الأوروبى للمطلوب بعد باستثناء العقوبات الاقتصادية ورغم وجودها لا زالت هناك حالات تسهيل لدخول الشحنات إلى الداخل السورى مما يجعل قرارات الاتحاد الأوروبى حبرًا على ورق وبجمع الموقفين معًا الأمريكى والأوروبى نرى انه لا يوجد موقف حقيقى وحاسم منهم وإلا لتغيرت المعادلة تمامًا منذ فترة.
■ هل تحمى إسرائيل الأسد؟
ما زالت إسرائيل غطاء قوى لبقاء الأسد وإذ قامت برفع هذا الغطاء وهذه الحماية عن الأسد سيتخذ المجتمع الدولى مباشرة مواقف حاسمة ضده وسيتم اسقاطه على الفور.
■ وكيف يساهم حزب الله اللبنانى فى الأزمة السورية؟
يساهم حزب الله منذ بداية الثورة فى قمعها ودعم بشار الأسد بجميع الطرق وهناك توفيق للعديد من حالات التدخل والقمع من جانب عناصر حزب الله فى قتل السوريين ولذلك فهو شريك للنظام السورى فى ذبح الشعب.
■ وكيف نقيم الموقف المصرى خاصة مع الظروف التى تمر بها مصر؟
نحفظ الموقف المصرى فى قلوبنا بعد أن قدم العديد من الدعم للاجئين السوريين فى مصر ولكننا فى الوقت نفسه نرفض محاولة جعل إيران جزء من الحل وإذ كان الرئيس المصرى محمد مرسى حريصًا على دور مصر فعليه أن يدعم ارسال قوات ردع عربية لأنه ليس مقبولاً أن تكون إيران جزءًا من حل المشكلة ولا نفهم أصلاً وجودها لأنها جزء من تعقيد المشكلة وليس حلها.
■ ماذا تطلبون من الدول العربية؟
نتمنى أن تقوم الدول العربية بإرسال قوات ردع لحماية الشعب السورى ووقف حمامات الدم لانقاذ الأطفال والشيوخ والنساء من القتل والذبح اليومى.
■ كيف ترى سوريا الآن؟
أرى أن سوريا تسير الآن إلى المجهول إذا لم يحدث تدخل عسكرى يحسم الأزمة السورية لصالح الشعب.
■ وما بعد بشار؟
أريدها سوريا المصالحة غير الطائفية الديمقراطية وأقول للعقلاء والحكماء أن يستعدوا لمصالحة وطنية بدون طائفية وسيكون لجميع أبناء الشعب السورى دور حقيقى فى بنائها.