أكد المعارض السورى عمار قربى رئيس تيار التغيير الوطنى فى حواره ل«روزاليوسف» على أن الموقف الدولى تجاه الثورة السورية صفر والموقف العربى مجرد كلام ولا توجد خطوات عملية على الأرض من أجل حماية الشعب السورى من القتل والقمع. وشدد على أن الشعب لن يسمح بدولة عسكرية بعد سقوط الأسد على رغم أن الساحة السورية مفتوحة لجميع التشكيلات العسكرية الوطنية والمتطرفة. واعتبر أن الأسد يقدم جيش سوريا كقربان من أجل حماية نفسه ويستعين بأكثر من 150 ألفًا من عناصر الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله والشبيحة لذبح شعبه. ونفى أن يكون التحالف الوطنى الديمقراطى السورى موجه لأحد وإنما يعمل لمصلحة سوريا وتوحيد جهود المعارضة. وأشار إلى أن الموقف المصرى مازال باردًا وفاترًا وينتظر أن يكون دور مصر على قدر حجمها الإقليمى والعربى وإلى نص الحوار. ■ ما تقييمك للأوضاع فى سوريا بعد اقتراب الثورة من نهاية عامها الثانى؟ الأوضاع الآن شديدة الصعوبة والتعقيد وهناك تضحيات كبيرة من جانب الشعب السورى الذى يقتل بشكل يومى ولكن هناك أسباب كثيرة لوصول الثورة السورية لهذا المستوى المعقد وعلى رأسها الموقف الدولى الهزيل وعدم جدية الموقف العربى وبعُد الصراع عن القيم الديمقراطية وما زالت مشاهد الاستبداد قائمة وما زالت المعارضة تعانى من مظاهر الاقصاء وستظل هذه الصفات ملتصقة بالمعارضة وما زالت فى حاجة إلى مزيد من الوقت للقضاء عليها. ■ وما وضع الجيش الحر الآن فى الداخل السورى؟ الجيش الحر وضعه الآن جيد وأفضل من ذى قبل بعد إعادة هيكلته وتقسيم جبهاته إلى شمالية ووسطى وجنوبية وساحلية وشرقية وهذا يؤكد اقتراب ساعة الحسم لإسقاط النظام بعد أن أصبح أكثر تنظيمًا وقدرة على القتال والمناورة. ■ وماذا عن التنظيمات المسلحة المتطرفة داخل سوريا الآن؟ الساحة السورية أصبحت الآن مفتوحة لجميع التيارات فى ظل تخلى النظام عن مسئوليته فى حماية الشعب وتحوله إلى ألة للقتل والقمع لشعبه.
مما سمح بتشكيل مجموعات غير منتظمة لها أجندتها الذاتية وهناك مجموعات تابعة للجيش الحر، بالإضافة إلى أن النظام فتح المجال واسعًا أمام البلطجية والشبيحة واستخدام هذه العناصر فى قمع الشعب . ■ لماذا لم يتفكك الجيش النظامى حتى الآن رغم هذا الحجم من الانشقاقات؟ المشكلة أن معظم الانشقاقات بالجيش النظامى فردية ولا يوجد انشقاق عمودى بمعنى انشقاق كتيبة كاملة أو لواء كامل أو قرار جماعى من جانب عناصر الجيش. ولذلك فإن الجيش المتبقى مع بشار الأسد ما زال متماسكًا ويستخدمه على حسب الحاجة، فمثلاً الفرقة الرابعة والحرس الجمهورى، وهم شديدو الاخلاص للنظام، يستخدمهم فى عمليات الاقتحام والمداهمة بينما باقى الجيش يستخدمه «قربانًا» فى مقدمة الصفوف ليحمى نفسه من الجيش الحر أو يستخدمه فى الدعم اللوجيستى للشبيحة. ■ هل من الممكن أن يتحول الجيش الحر إلى حاكم عسكرى لسوريا بعد نجاح الثورة؟. لا نستطيع أن نعتمد الحكم المسبق على أى وضع مستقبلى وطالما أن الجيش الحر ما زال ملتزمًا بمسئوليته وهو حماية الرئيس والعملية الديمقراطية وما زال دون الخضوع لأجندة سياسية فنحن نقدر ذلك، بالإضافة إلى أن الجيش الحر وقياداته أعلنت أكثر من مرة إنها ستكون تشكيلاً عسكريًا وطنًا يحمى الدولة السورية ولن تكون طرفًا فى أى مشاكل سياسية، وهذا ما يؤكد أن دورهم سيقاصر على أن يكونوا نواة للجيش الوطنى السورى الذى سيحمى الديمقراطية بالداخل. ■ وما تقييمك للمعارضة فى الداخل؟ الوضع فى سوريا بالسابق لم يكن يسمح بالمعارضة الحقيقة وأى شخص كان يعارض كان مصيره السجن والاعتقال، ولذلك كانت معارضة الداخل دائمًا لها سقف للحديث ولا تستطيع أن تحاسبها على أقوالها وأفعالها الآن وهى تحت مظلة وقمع النظام الأسدى. ■ وهل المشاركة اليوم فى التحالف الوطنى الديمقراطى السورى يعنى أنكم ضد الائتلاف السورى برئاسة أحمد معاذ الخطيب؟ هذا المؤتمر هذا التحالف نتيجة عمل متواصل منذ شهرين سابقين لإعلان الائتلاف الوطنى السورى وليس له علاقة بأى عمل آخر. ■ هناك تباين فى أعداد الضحايا منذ بداية الثورة السورية ما حقيقة ذلك؟ لا يوجد احصاء رسمى أو موثق عن كلفة الثورة من الضحايا لعدم وجود ظروف مناسبة للاحصاء وهذا ما يجعل هنك تضارب فى الأرقام، ولكن نستطيع أن نقول إن عدد من اعتقل منذ بداية الثورة حتى الآن سواء استمر فى محبسه أو خرج منه يبلغ نحو 300 ألف شخص وهى أعداد تتعدى ما يتم اعتقاله فى الحروب العسكرية أما عن عدد اللاجئين السوريين فأعدادهم ضخمة ففى مصر مثلاً لدينا عشرات الآلاف يقيمون بدون تسجيل ويعتمدون على أنفسهم فى المعيشة وغير مسجلين كلاجئين، أما فى الداخل السورى منهم ما يقارب 2 مليون لاجئ وهم فارين من منطقة إلى أخرى واللاجئون فى الخارج نحو 3 ملايين لاجئ وعدد القتلى والجرحى مئات الألوف ولا توجد أرقام دقيقة عنهم. ■ كيف تقيم الموقف الدولى تجاه الأزمة السورية؟ لم يحدث تغيير حقيقى فى الموقف الدولى فهو ثابت سواء ضد النظام أو معه وتستطيع أن تقول إنه صفر ولم يتعد الكلام. ■ كيف ترى دعم إيران للنظام السورى؟ إيران تدعم النظام بكل قوتها وتبذل الغالى والنفيس من أجل حمايته وسلامته وتدعمه بالمجموعات المسلحة من حزب الله والحرس الثورى، وهناك ما بين 100 ألف و150 ألف شبيح غير نظامى منهم عدد كبير من الإيرانيين وعناصر من حزب الله يساعدون الأسد فى قمع الثورة . ■ لديك تجربة تفاوض مع النظام الدولى حول الأزمة ما تعليقك عليه؟ الموقف الدولى لم يتغير وما زال يدعم النظام وهناك انفعال فى الخطاب الدولى نحو الأزمة ولا أتوقع أن يحدث تغير حقيقى به إلا إذا كان هناك عمل حقيقى على الأرض يجبره على دعم الثورة وهو على سبيل المثال تغير الموقف بالنسبة للجيش السورى الحر وحسمه للمعارك العسكرية مع الجيش النظامى لصالحه ولصالح الثورة. ■ وكيف تقيم مواقف حزب الله؟ شريك مع النظام السورى فى ذبح شعبنا وقتله ووجوده فى الداخل السورى أمر واقع لا يستطيع أن ينكره أحد. ■ كيف ترى الموقف المصرى؟ فى بداية الثورة كنا كسوريين نلتمس العزر للمصريين نظرًا لمشاكلهم المتعددة، ولكن بعد مرور أكثر من عام لم يُعد مفهومًا لدى الشعب السورى هذا البرود والفتور فى الموقف المصرى وكان يجب على النظام الجديد وهو فى حالة ثورية أن يتخذ قرارات لصالح الثورة السورية ونأمل أن تستعيد مصر دورها الريادى والإقليمى فى المنطقة العربية. ■ هل يوجود تنسيق بين إخوان مصر وسوريا؟ لا أعتقد ذلك ولكن سوريا متنوعة فى طوائفها وتياراتها السياسية وليس للإخوان فى سوريا أى أفضلية وإن كانت شديدة التنظيم فإن قوتها تعود إلى تشتت القوى الليبرالية والمدنية وهى التى تتيح للإخوان أن يكونوا قوة داخل أى تشكيلات سياسية تمت فى رحاب المعارضة السورية، فقد سيطروا على 30٪ من المجلس الوطنى السورى. ■ ما توقعك بشكل النظام المقبل فى سوريا بعد سقوط الأسد؟ يتوقف على طريقة سقوط النظام فإذا هرب بشار الأسد فإن هذا الوضع سيجعل أشخاص يصعدون إلى السلطة بدون انتخاب وهذه مشكلة. وإذ تم قتل بشار الأسد فهذا أمر آخر والحل هو سقوط النظام على يد الجيش الحر والثوار وهذا يجنب سوريا مصيرًا لا نعرفه ولا نجلس للبكاء على الاطلال والانتخابات ستحدد مصير النظام المقبل وشكله ولا يوجد أحد يستطيع أن يقول إنه يمثل الثورة بعد سقوط النظام. ■ كيف ترى سوريا المستقبل؟
سوريا المستقبل تواجهها الكثير من الصعوبات والتحديات فالشعب السورى دولته الآن مدمرة وأوضاعها صعبة ولابد من العمل لبناء سوريا بجهود الجميع ومشاركة الجميع ونريد سوريا ديمقراطية مدنية تحقق النظام الديمقراطى وتقبل بالتعددية.