الرئيس: مصر لا تعارض تحقيق أي تنمية للشركاء والأشقاء في دول حوض النيل    وزير التعليم العالي يفتتح المجمع الطبي لمؤسسة "تعليم" بمحافظة بني سويف.. صور    الغرف التجارية: أسعار الأسمنت مرتفعة رغم زيادة الإنتاج وانخفاض الصادرات    الملك عبد الله يستقبل مصطفى مدبولي بالديوان الملكي    غرفة الجيزة التجارية ناعيةً علي المصيلحي: قامة وطنية خدمت الوطن في مجال التجارة والتموين    سيد عبد الحفيظ يعلّق على أزمة زيزو وجماهير الزمالك: الرد الرسمي من حق الأهلي    الأعلى للإعلام يحيل شكوى الزمالك ضد أحمد شوبير إلى لجنة الشكاوى    وقف عمل عمال النظافة خلال وقت الذروة بمحلية نجع حمادي بقنا.. والمواطنون: قرار سليم    مفتي الأردن: الفتوى تتغير بتغيُّر الأشخاص والظروف ولا يمكن للذكاء الاصطناعي مراعاة هذه الأبعاد    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    تقرير: إسبانيا تخاطر بعداء ترامب نتيجة سياساتها الدفاعية وعلاقاتها مع الصين    شبانة يكشف: منتخب مصر يواجه نيجيريا قبل كأس الأمم    لن تتخيل.. سعر خاتم الألماس الذي أهداه كريستيانو رونالدو إلى جورجينا    إخلاء بعض المناطق السكنية غرب اليونان إثر اندلاع عدة حرائق    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    كريستال بالاس يهاجم يويفا بعد حرمانه من الدوري الأوروبي    بعد تحقيقه إيرادات ضعيفة هل سيتم سحب فيلم "ريستارت" من دور العرض؟    خصم يصل ل25% على إصدارات دار الكتب بمعرض رأس البر للكتاب    وفد مجموعة الحكماء الداعمة للسلام يزور مستشفى العريش العام    خبراء: قرار إسرائيل احتلال غزة ينتهك حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    بعد 6 شهور.. وائل جسار يعود لإحياء الحفلات الغنائية في أوبرا دبي    تجديد تكليف الدكتور حسن سند قائمًا بأعمال عميد حقوق المنيا    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    إنجاز طبي جديد بقنا العام: إنقاذ سيدة من نزيف حاد بتقنية دقيقة دون استئصال الرحم    "أبو كبير" تنعى ابنها البار.. ماذا قال أهالي الشرقية عن الراحل علي المصيلحي؟ -صور    الجمعة.. فرقة واما تحيي حفلاً غنائياً في رأس الحكمة    هاني تمام: "القرآن يأمرنا بالمعاشرة بالمعروف حتى في حالات الكراهية بين الزوجين"    كامل الوزير: عمل على مدار الساعة لتحقيق مستوى نظافة متميز بالقطارات والمحطات    قطع مياه الشرب عن مدينة ديرمواس بالمنيا غدا لمدة 6 ساعات    خاص| وسام أبوعلي يستخرج تأشيرة العمل في أمريكا تمهيدا للانضمام إلى كولومبوس كرو (صورة)    كيف تحمى نفسك من ضربة الشمس فى موجات الحر.. خبير صحة عامة يجيب    الرئيس الصيني يؤكد: العلاقات الثنائية مع البرازيل في أفضل حالاتها    الدقهلية تبدأ مهرجان جمصة الصيفي الأول 2025 للترويج للسياحة وجذب الاستثمار    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    حملات موسعة لهيئة البترول للتصدي لمخالفات تداول وتوزيع المنتجات البترولية    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    اليوم.. إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    حزب الوعي: زيارة الرئيس الأوغندي لمصر يعكس الإرادة السياسية لقيادتي البلدين    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف الأردن بمطاحن الدقيق    الجمعة.. قصور الثقافة تقيم فعاليات متنوعة للأطفال بنادي الري احتفالا بوفاء النيل    محافظ الجيزة يترأس اجتماع اللجنة التيسيرية لمشروع تطوير منطقة الكيت كات    محمد نور: مقياس النجاح في الشارع أهم من لقب «نمبر وان» | خاص    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    موعد والقناة الناقلة لمباراة الزمالك والمقاولون العرب    تزامنًا مع ارتفاع الحرارة.. محافظ الشرقية يكلف بتوفير "مياه باردة" لعمال النظافة    الأمم المتحدة: أكثر من 100 طفل يموتون جوعا في غزة    تحرير 131 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    أول هبوط في سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 12-8-2025 صباحًا    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحليم خدام ل«الشروق»:الأسد ينتظر مصير القذافى ونظامه سيسقط خلال أسابيع
رجال بشار يهرِّبون عائلاتهم خارج سوريا.. ومقتل آصف شوكت يصيب عائلة الأسد بالتصدع
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 07 - 2012

دخلت الثورة السورية منعطفا خطيرا.. اقتربت من الحسم.. عرفت كيف توجع النظام.. كيف تصل إلى قدس أقداسه.. إلى مبنى المخابرات والأمن القومى.. لتفتك بثلاثة من كبار أعمدته وأركانه.. وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية إدارة الأزمة السورية حسن توركمانى.. لتحشر النظام فى الزاوية.. تذيقه من كأس الفراق.. وتجعل أخت الرئيس بشرى وأمها أنيسة تبكيان.. تنتحبان على زوج الأولى وأبى أولادها شوكت.. كما تنتحب أسر بقية الشهداء والمصابين فى درعا والرستن وحمص وحماة واللاذقية وجميع المدن السورية. لإلقاء المزيد من الأضواء على هذا المنعطف الذى تمر به الثورة السورية حاورت «الشروق» عبد الحليم خدام، نائب رئيس الجمهورية السورية الأسبق، الذى أكد على أن نظام بشار الأسد يترنح بعد مقتل رجاله الكبار.. وأن سقوطه سيكون فى غضون أسابيع، متوقعا ارتفاع وتيرة الانشقاقات فى الجيش السورى والانضمام للثوار، بالتوازى مع تصدعات أخرى فى أركان النظام.


خدام الذى انشق عن نظام الأسد فى ديسمبر 2005، ويقيم فى باريس منذ هذا التاريخ لا يرى نهاية لبشار ابن رفيق عمره حافظ الأسد إلا على طريقة الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى.. الموت على أيدى الثوار الذين قتل فلذات أكبادهم وأحبابهم.. وينفى بشدة أى تواجد لقوات أجنبية أو شركات أمنية مثل «بلاك ووتر» الأمريكية تقاتل إلى جانب الجيش السورى الحر المعارض.

نائب الرئيس السورى الأسبق يطالب بتدخل دولى سريع للتعجيل بإسقاط نظام الأسد؛ لأن ذلك من وجهة نظره سيحقن دماء سورية كثيرة يمكن أن تسيل حتى يسقط النظام.. ويعتب فى هذا على الجامعة العربية التى لم تدفع لهذا التدخل المنشود على غرار ما حدث فى ليبيا.

المعارضة شىء والثوار شىء آخر بحسب خدام الثوار هم الذين يقاتلون ببسالة ضد النظام ويدفعون ضريبة النظام أما المعارضة فهم أناس بالخارج، لا علاقة لهم بالثورة، ولا يوافق خدام على أن ل«الإخوان المسلمين» فى سوريا أو أى فصيل معارض إسهاما واضحا فى القتال ضد قوات الأسد.. بل إنه يرى أن تيار الإسلام السياسى لن يحصل على دور كبير فى سوريا ما بعد الأسد.

وعلى عكس المتخوفين من انزلاق سوريا إلى أتون حرب طائفية يرى خدام أن الشعب السورى مجبول على الوحدة الوطنية، وأن الحرب الأهلية بعيدة عن منال أعداء سوريا.. ويطمئن الخائفين على السلاح السورى الثقيل والكيماوى من أن الثوار أكثر حرصا على تأمينه من أى قوى أخرى؛ لأنه ملك الشعب السوري، وبالتالى لن يصل إلى أى قوى متشددة.

الموقف الروسى الصلب خلف نظام بشار يراه خدام محاولة من الدب الروسى لإعادة زمن القياصرة ومجد الاتحاد السوفيتى السابق، سوريا توفر لهذه الإمبراطورية المنشودة إطلالة على المياه الدفيئة.. وفرصة للتحكم فى منابع النفط فى المشرق العربى، خصوصا فى ظل تحالفها مع إيران.

وفيما يلى نص الحوار:

● كيف ترى العملية النوعية التى نفذها الجيش السورى الحر بقتل ثلاثة بارزين من أركان النظام السورى؟

أنا لم أستغرب هذه العملية النوعية.. بل كنت أتوقعها، خصوصا بعد سلسلة المجازر التى ارتكبها نظام بشار الأسد على مدار ال16 شهرا الماضية.. ونتيجة هذه المجازر بات الشعب السورى غير قادر على تحمل مزيد من الضحايا وهو مكتوف الأيدى، فكان رده القاسى الذى طال أركان النظام، والمتابع لمجرى العمليات اليومية على الأراضى السورية سيلحظ ارتفاع وتيرة الانشقاقات فى الجيش السورى، وانضمامهم للجيش السورى الحر، وهو ما يعجل برحيل الأسد من حكم سوريا.

● وكيف تتوقع ردة فعل النظام على هذه العملية النوعية فى المدى المنظور؟

رغم توقعى ردة فعل انتقامية من قبل القوات الموالية لبشار الأسد، فإننى أؤكد أن النظام يترنح الآن جراء هذه العملية.. لقد أصابت فردا من أفراد عائلة الأسد.. وهو آصف شوكت زوج بشرى الأسد شقيقة الرئيس السورى، وأجد أن النظام سيقاسى فى محاولة جمع شتاته.

● وما هى دلالة تركيز الجيش السورى الحر المعارض على نقل مسرح العمليات إلى العاصمة دمشق؟

نقل مسرح العمليات إلى دمشق يعود إلى أن استراتيجية بشار الأسد وأركان نظامه كانت تقوم على أنه ما دامت المعارك والاحتجاجات بعيدة عن دمشق وحلب العاصمة الاقتصادية للبلاد فهو فى مأمن، ويمكنه أن يقاوم أكثر.. ويناور، ومن هنا جاءت استراتيجية الجيش السورى الحر للهجوم على الأسد فى دمشق، التى هى المركز.. وعندما ينفجر المركز، ستسقط الأطراف دون عناء يذكر، علما بأن جيش الثوار استولى على مواقع ومدن استراتيجية على كامل الأراضى السورية.

وأستطيع أن أؤكد أن العملية التى استهدفت مبنى الأمن القومى السورى والقادة الكبار الذين راحوا ضحيتها أعطى مؤشرا مهما جدا على قدرة الجيش السورى الحر وكفاءته القتالية العالية، وهو ما أعطى إشارة قوية على اقتراب سقوط نظام بشار الأسد.. إن مقتل شخصيات فى حجم آصف شوكت وضعت أسرة الأسد فى حرج بالغ سيجعلها تتخبط فى قراراتها خلال الفترة القصيرة المقبلة.

● هل تتوقع استمرار العمليات النوعية للثوار خلال الفترة المقبلة أم أن عيون النظام ستكون أكثر حذرا؟

مفاعيل هذه العملية أكثر مما يتوقع أى مراقب.. ليس بالضرورة تحدث عمليات بوزنها، لكن يكفى أنها ستشجع عمليات الانشقاقات على نظام الأسد من الدائرة المحيطة به عسكريا ومدنيا.. الناس باتوا يشعرون أن هذا النظام إلى زوال.. وبالتالى سيقفز الجميع من هذه السفينة الغارقة قبل أن يتم القبض عليهم ومحاسبتهم كمجرمى حرب أو كأعداء للثورة، وهذا من شأنه تضييق الخناق على الأسد والتعجيل بنهايته.

● برأيك كم يتبقى من عمر النظام بعد انتقال المعارك إلى عرين الأسد فى دمشق؟

باعتقادى أن نظام الأسد يترنح الآن كما سبق أن أشرت.. وعدد المقربين منه والمدافعين عنه فى تضاؤل.. وأنا أرى أنه سيسقط خلال الأسابيع القليلة المقبلة.. إنه يلفظ أنفاسه الأخيرة الآن.. وإقدامه على عمليات واسعة النطاق سيعجل برحيله؛ لأن ذلك سيزيد الثوار تصميما على إسقاط نظامه.. الشعب السورى وصل إلى نقطة اللاعودة.. ولا سبيل أمامه إلا إسقاط هذا النظام لنيل حريته وكرامته والثأر لدماء شهدائه.

● هل ترى أن الجيش السورى الحر يمتلك العتاد الكافى لخوض معركة طويلة مع النظام ومجاميعه الأمنية وقواته النظامية؟

أعترف بأنه رغم تضحيات الثوار إلا أنهم خلال المرحلة المقبلة الحاسمة يحتاجون لدعم لوجستى كبير على صعيد العتاد اللازم لخوض الأيام الحاسمة المقبلة.. ونأمل أن تبادر الدول العربية والغربية بمد الثوار بالسلاح الكافى كى يتخلصوا من حكامهم المستبدين.

● سيد خدام.. هناك أحاديث متواترة عن وجود مقاتلين أجانب وشركات أمنية أمريكية على غرار «بلاك ووتر» تعمل جنبا إلى جنب مع الثوار.. ما رأيك؟

هذا كلام غير صحيح بالمرة.. لا يوجد أى قوات أو أفراد يقاتلون نظام الأسد على الأراضى السورية سوى الثوار السوريين الذين يدفعون ضريبة الدم لأجل تحرير وطنهم.. من يقولون هذا الكلام مغرضين، ويشككون فى إصرار الشعب السورى وتصميمه على إسقاط هذا النظام الذى مارس عليه القهر.

● لكنك أحد أهم الداعين لتدخل عسكرى أجنبى على غرار طريقة تدخل «الناتو» فى ليبيا؟

نعم دعوت لذلك وما زلت.. لأن خيار التدخل العسكرى الأممى فى سوريا لايزال مفتوحا، وأرجو أن يتم فى أسرع وقت كى يتم وقف حمام الدم الذى يعيش فيه الشعب السورى.. والذى يدفع ثمنه من دماء أبنائه.. إن تدخل عسكرى سريع وناجز سيجهز على نظام الأسد فى وقت أقصر.. ويوفر دم السوريين.

● فى هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها سوريا.. هل من رسالة توجهها لبشار الأسد وأنت من عمل مع والده لأكثر من 40 سنة؟

أقول له سلم نفسك طواعية إلى الثوار كى تلقى محاكمة عادلة على جرائمك أنت والزمرة الفاسدة التى أحاطت بك.. أقول له سلم نفسك قبل فوات الأوان.

● بحكم معرفتك بالرئيس السورى.. هل تتوقع منه الإقدام على مثل هذه الخطوة؟

لا أعتقد أن يسلم نفسه.. إنه عنيد.. ولذلك أرى أنه سيلقى مصير العقيد معمر القذافى الذى لقى حتفه بطريقة مهينة.. كنت أتمنى أن يأخذ العظة والعبرة من القذافى.

● هل لديك أى معلومات عن انشقاقات تحدث فى الدائرة القريبة من بشار الأسد؟

لدى معلومات أن الذعر والخوف يسيطران على عائلات الرجال المقربين من بشار بعد العملية التى استهدفت جهاز الأمن القومى، لدرجة أن الكثير منهم سارعوا بإخراج زوجاتهم وأبنائهم إلى خارج سوريا.. ولم يبق إلا هؤلاء الرجال فقط.

● تحليلات كثيرة تتخوف من انزلاق سوريا إلى حرب طائفية على غرار ما جرى فى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.. هل توافق على ذلك؟

أنا واثق من أن سوريا ما بعد الأسد ستكون أكثر لحمة ووحدة وطنية.. وأثق بأن الشعب السورى لن ينزلق لا إلى حرب طائفية أو مذهبية.. هذه دعاية يروجها النظام الحالى كى يحتفظ بأكبر عدد من الأنصار حوله.. لو أن خيار الحرب الطائفية مطروحا كنا شاهدناه عبر ال16 شهرا الماضية.

● ولكن سيد خدام.. ألا تتخوف من انتشار السلاح فى أيدى فئات عديدة من الشعب.. ومن تفتت الدولة السورية وظهور ظاهرة الميليشيات التى دفع لبنان ثمنها غاليا؟

لا أتخوف مطلقا من وجود السلاح فى أيدى قطاعات واسعة من الشعب السورى.. إنهم لم يلجأوا إلى هذا الخيار إلا للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم من بطش قوات الأسد وجماعات الشبيحة الموالية له.. لقد طالبت مرارا وتكرارا الدول العربية بتسليح الشعب السورى كى يتمكن من الدفاع عن نفسه، لكن لم يصلنا شىء له وزن.

وهنا أنا أؤكد لأنه بمجرد إنجاز هدف الثورة الأكبر بإسقاط بشار الأسد ونظامه لن يحتاج الشعب السورى للاحتفاظ بهذا السلاح.. ببساطة لأن سوريا فيها دولة.. نعم هذه الدولة أصابها الكثير من التصدعات.. لكن ما يتبقى منها يمكن البناء عليه من خلال تدشين أجهزة أمنية وطنية.

● على ذكر السلاح.. هناك مخاوف أمريكية وأوروبية من أن تصل ترسانة السلاح الكيماوى والثقيل كصواريخ «سكود» الروسية متوسطة المدى لجماعات متطرفة فى ظل ضعف قبضة النظام على البلاد.. هل تشاطرهم هذا التخوف؟

أود فى هذا السياق أن أشدد على أنه ليس فى مقدور الثوار فى سوريا استخدام هذا السلاح.. ومن فى مقدورهم التعامل معه من الضباط المنشقين هم أحرص على الحفاظ على هذا السلاح من نظام الأسد نفسه.. لأن هذا السلاح ببساطة ملك للشعب السورى.. بل إنهم سيحافظون عليه من أى قوى تحاول العبث به.

● تحدثت قبل قليل عن حالة اللحمة الوطنية داخل سوريا.. لكننا لم نلحظ ذلك من خلال حالة الاختلاف التى تضرب صفوف المعارضة.. خصوصا فى اجتماعها الأخير فى القاهرة.. ما ردك؟

للأسف الشديد كثير من الناس فى خارج سوريا يخلطون بين الثورة والمعارضة.. صناع الثورة الحقيقيون هم أولئك الرجال الأشداء الذين يواجهون الآلة الأمنية القمعية فى الداخل.. الذين يقدمون أرواحهم رخيصة فداء للوطن.. أما المعارضة فى الخارج فهى ليست مرادفا للثورة.. هؤلاء مجموعة من السياسيين الذين يريدون جنى الأرباح وتحقيق المكاسب.. إذن فالمعارضة شىء والثورة شىء آخر.

ودعنى هنا أشير إلى نقطة مهمة جدا أود أن أوضحها للقارئ المصرى، وهى أن هناك فارقا كبيرا بين المعارضة المصرية فى عهد حسنى مبارك وبين المعارضة السورية، وهو أن المعارضة المصرية ساهمت بقوة فى إسقاط النظام المصرى السابق.. أما نظيرتها السورية فلم يكتب لها أن تشارك بنفس القدر فى مواجهة النظام السورى لأنها كانت خارج الوطن.

● لكن الذى يتردد أن جماعة الإخوان المسلمين تساهم بقوة فى الحرب الشعبية ضد نظام الأسد.. أليست هذه إحدى جماعات المعارضة؟

أستطيع أن أؤكد أنه لا الإخوان المسلمين ولا أى فصيل فى المعارضة السورية له دور أساسى فى القتال الذى يخوضه الشعب السورى ضد نظام بشار الأسد.. الذين يقاتلون ويضحون بأرواحهم هم الشباب السورى الوطنى الذى خرج يطلب الحرية لبلاده.

● هل تخشى من سيطرة تيار الإسلام السياسى على مقاليد الأمور فى سوريا بعد سقوط نظام الأسد على غرار ما حدث فى مصر وتونس؟

لا أعتقد أن الإسلاميين سينجحون فى السيطرة على مقاليد الأمور فى سوريا؛ لأن الحالة السورية مختلفة عن المصرية.. فى سوريا يوجد لدينا تيار إسلامى وزيادة فى نسبة المتدينين، الذين لم يجدوا أمامهم سوى اللجوء إلى الله نتيجة القهر والقمع الذى يمارسه نظام الأسد بحقهم.. لكن بلورة هذا التدين إلى حركة سياسية.. لا أرجح هذا الأمر.

● لكن هناك تخوفا مسيحيا واضحا من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم فى سوريا.. بدليل انحياز رجال الدين المسيحى إلى بشار الأسد ضد الثورة؟

بداية أود أن أوضح أن الطائفة المسيحية فى سوريا طائفة أقلية صغيرة العدد، وذلك يرجع إلى موجات الهجرة إلى الخارج التى ضربتها منذ عام 1958 نتيجة حركة التأميم والإصلاح الزراعى، لأنه ضرب اقتصادياتها، ولا يمكننا القول بأن المسيحيين السوريين كلهم يؤيدون الأسد، توجد قطاعات ليست قليلة منهم انخرطت فى الثورة.

● ما هى مفاعيل سقوط نظام بشار الأسد الوشيك على لبنان المرتبط تاريخيا بسوريا؟

عندما يذهب نظام بشار الأسد ستكون العلاقة بين سوريا ولبنان علاقة بين دولتين جارتين.. أى سينتهى زمن وصاية سوريا على لبنان.. النظام الجديد فى سوريا لن يعمل على التدخل فى لبنان.. ولا فى أى دولة أخرى.. تركيز كل الفصائل الوطنية السورية ستكون منصبة على إعادة بناء ما تهدم فى سوريا عبر العقود الماضية من اقتصاد وبنية تحتية ونظام سياسى.. أى أن مجهودنا الرئيسى سيكون منصبا على الشأن الداخلى.

● هل نستطيع القول أنه بانهيار نظام الأسد فى سوريا سيحدث انهيار مماثل لمحور إيران سوريا حزب الله حماس.. أو محور الممانعة كما يطلق عليه؟

دون أدنى شك أن رحيل بشار الأسد يعنى أن هذا الحلف الذى أضيف إليه روسيا والمسيطر على سوريا ولبنان والعراق وأجزاء من فلسطين سيسقط.. وتنحصر إيران فى شأنها الداخلى.. وستضعف وضعية حزب الله فى لبنان.

● كيف تقيم موقف الولايات المتحدة وإسرائيل من الثورة السورية؟

موقف الولايات المتحدة كان واضحا من البداية وهو عدم التدخل العسكرى المباشر لإسقاط نظام الأسد.. هى تضغط عليه بكل الطرق، وتدعم المعارضة كى يتم إسقاط النظام من الداخل، نظرا لحساسية موقع سوريا.

أما بالنسبة لإسرائيل فهى الأكثر سعادة الآن.. لأن سوريا فى أضعف حالاتها فى هذه الأثناء.. وستحتاج لسنوات طويلة كى تتعافى، وما يهم تل أبيب أن تبقى سوريا فى هذه الوضعية أكبر فترة ممكنة، خصوصا مع اقتراب حليفها بشار الأسد من السقوط.

● وبم تفسر صلابة الموقف الروسى الداعم للنظام السورى؟

الكثير فى العالم العربى لم يعد يدرك أن روسيا الآن تراودها أحلام الإمبراطورية السوفيتية.. وأحلام القياصرة.. وهذه الأحلام لن تتمكن من تحقيقها إلا من خلال الاحتفاظ بموطئ قدم على المياه الدفيئة، وسوريا هى وجهتها على هذه المياه.. كما أنها تتحالف الآن مع إيران، وهذا التحالف يهدد المشرق العربى بكامله.. يهدد منابع النفط، ومن هنا تأتى مساندة موسكو لنظام بشار.

● وكيف تقيم الموقف التركى من الأزمة السورية منذ بدايتها؟

تركيا دولة شقيقة وجارة، واستضافت مشكورة عددا كبيرا من اللاجئين السوريين.. لكنها لا تستطيع أن تقوم بتحرك عسكرى إلا فى إطار حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، وهى معذورة فى عدم إقدامها على دعم أى عمل عسكرى على الأراضى السورية لأن روسيا تقف بالمرصاد.

● هل أنت راض عن أداء الجامعة العربية فى الأزمة السورية؟

موقف الجامعة العربية من الثورة السورية موقف النائم نومة أهل الكهف.. كنت أنتظر من هذه الجامعة أن تسعى لاستصدار قرار بالإجماع يدعو المجتمع الدولى للتدخل فى سوريا لوقف قتل المدنيين، كما فعلت فى الأزمة الليبية.. لكنها للأسف لم تفعل هذا وظلت متمسكة بمبادرة هشة لم تظهر أى مفاعيل لها على الأرض.

● هل ترى أن خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفى أنان لاتزال مطروحة على الطاولة؟

لا أعتقد ذلك لأن هذه الخطة ماتت منذ زمن لأنها لم تنجح فى تحقيق أى من أهدافها، سواء على صعيد وقف قتل المدنيين أو فتح ممرات آمنة أو سحب الآليات من الشوارع، وبالتالى لم يبدأ أى حوار جدى لرحيل الأسد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.