في حرب «باردة» جديدة بين المعسكرين «البدوي» و«الأباظي» للفوز بأكبر عدد من المقاعد داخل الهيئة العليا للوفد كان أن فرضت العديد من علامات الاستفهام نفسها علي رءوس أعضاء الهيئة الوفدية.. ومن ستكون له الغلبة في المعركة المرتقبة بين أنصار رئيس الحزب السابق «محمود أباظة»، ورئيسه الحالي د. السيد البدوي شحاتة. إذ يسعي حاليًا كلا الفريقاين للاستحواذ علي الأغلبية في الهيئة العليا المقبلة.. وبحسب مصادر بلجان المحافظات فإن هناك عددًا كبيرًا يسعي للترشح لهذه الانتخابات، خاصة من بين أبناء جيل الوسط، ومن لم يحالفهم الحظ في الانتخابات الأخيرة، متوقعين تصاعد حدة الصراع والانقسامات بسبب زيادة الراغبين في الترشح من القواعد. يأتي هذا في الوقت الذي تطرح فيه أصوات بالحزب، تعديل اللائحة، لزيادة أعضاء الهيئة العليا لمواجهة هذا الطموح المتنامي بين راغبي الانضمام.. خاصة أن قيادات حزبية تؤكد وجود اتجاه قوي لتعديل اللائحة الداخلية، لزيادة عدد هيئات مكاتب الأقسام بما يزيد أعضاء الهيئة الوفدية بعد انتخابات الهيئة العليا. وتؤكد المصادر أن الحزب أرجأ تشكيل اللجان لمدة 6 شهور بهدف تعديل اللائحة لما بعد انتخابات الهيئة العليا، المقرر إجراؤها نهاية مايو المقبل، فيما تشدد قيادات وفدية علي أن الهدف من التأجيل إرجاء الصراع بلجان المحافظات، حتي لا ينعكس بدوره علي انتخابات الهيئة العليا مما يؤدي إلي تأزم الموقف وتفاقمه. بينما ذهب فريق ثالث إلي التأكيد علي وضع دراسة دقيقة للجان المحافظات، قبل إجرائها بالفعل، واللافت أن أنصار محمود أباظة يرددون أن البدوي أرجأ إعادة هيكلة الجمعية العمومية حتي لا تؤثر علي أغلبيته داخل الهيئة الوفدية التي جاءت به رئيسًا للحزب في الانتخابات التنافسية التي شهدتها أروقة بولس حنا قبل شهور بينه وبين أباظة. ويتحرك أنصار البدوي في المحافظات لإنهاء ما أسموه سيطرة أباظة علي أغلبية الهيئة العليا ويتخوف أنصار الرئيس السابق من سيطرة الرئيس الحالي علي الهيئة الجديدة. وتتوقع مصادر بالجبهتين حدوث انشقاقات داخلية في كل منها نظرًا لتحمس عناصر كثيرة داخل الجبهتين للترشح للهيئة العليا، ولذا ستواجه كل جبهة مأزقًا حقيقيا في تمكين عناصرها بأي حال من الأحوال. ويتسابق الفريقان لحصد مزيد من الأصوات داخل الجمعية العمومية، خاصة أنها كانت منقسمة بين أباظة والبدوي وتركز مجموعة الرئيس السابق علي ما أسموه كشف حساب الرئيس الحالي والتي حددوها في الآتي: التذبذب حيال المشاركة في الانتخابات البرلمانية، واتخاذ قرار الانسحاب دون فصل النواب.. وحضوره الجلسة الافتتاحية للبرلمان.. في الوقت الذي رفض فيه الاعتراف بشرعية البرلمان الحالي. ويتهكم أنصار أباظة علي حكومة الظل الوفدية، متسائلين عن جدواها وأهميتها في ظل عدم وجود هيئة برلمانية للوفد في عهد البدوي؟! وتأتي في مقدمة أخطاء البدوي من وجهة نظر الفريق الأباظي: اندفاعه في الحوار والتنسيق مع حركات سياسية، بعكس ما كان عليه الوفد في وقت سابق من التركيز فقط علي الأحزاب الشرعية، خاصة أنه وقع معهم بيانات مشتركة. وكان أن اشتعلت حرب الاتهامات بين أنصار الفريقين بعد أن اتهم أنصار أباظة البدوي بالسعي لتشكيل الهيئة العليا من عناصر منظمة حديثًا للحزب وليس لها تاريخ داخله.. وهو ما تنفيه عناصر تابعة لجبهته.. وفي المقابل يتهم الفريق الثاني أباظة بمحاولة إدارة الحزب من الباطن.. والسيطرة عليه من الخارج.