في تطور سريع نتيجة تجدد أجواء الصراع بشكل معلن بين كل من جبهتي محمود أباظة الرئيس السابق لحزب الوفد، ود. السيد البدوي شحاتة رئيسه الحالي، دخلت لجان المحافظات فيما يشبه التسابق المحموم لجذب المزيد من المؤيدين لحسم عمومية 17 سبتمبر الجاري لصالح كل منهما وضد إجراء تعديلات لائحية .. خاصة أن الفصيل الأباظي يرفض هذه التعديلات. وتشهد الهيئة العليا حالة من التوتر علي خلفية هذا القرار، خاصة أنها قد وافقت في وقت سابق علي تعديل أباظة بتأجيل انتخاباتها لمدة عام.. وردد أنصار أباظة أن قرار البدوي بمثابة صدام مع الهيئة العليا بشكل مباشر ومعلن. وأمام ذلك ردد أنصار البدوي أن محمود أباظة الرئيس السابق هو سبب الأزمة متهمين إياه بالرغبة في السيطرة علي الحزب بهيئته العليا بعد نجاح البدوي لمدة عام كامل لهز موقف رئيس الوفد الجديد أمام مؤسسات الحزب. بينما يلتزم أباظة الصمت رافضًا في المقابل مطالب أنصاره بالتدخل لحسم الأزمة والصراع، حتي لا يتهم بالوقوف ضد البدوي رغم الإلحاح الذي استند لكونه عضوًا بالهيئة العليا ورئيس للهيئة البرلمانية للحزب. وبعيدًا عن موقف الجبهتين ظهر فريق ثالث داخل المكتب التنفيذي والهيئة العليا يرفض تشويه الصورة الديمقراطية التي اتت بالبدوي رئيسا للحزب وذلك من خلال طرحه مبادرة للتوافق فيما بين الطرفين، إلا أنها فشلت أمام تصاعد حدة الصراع. وتركز جبهة أباظة في تحريضها الهيئة الوفدية علي رفض التعديلات حتي لا يحكم البدوي بمفرده الحزب بعد يوم 18 سبتمبر، إذا ما صوتت الجمعية العمومية علي سحب الثقة من الهيئة العليا الحالية متهمين البدوي بمحاولة تشكيل هيئة عليا ومكتب تنفيذي تابعين له وتصفية الحسابات مع انصار أباظة لإبعاد سيطرته علي الحرب بشكل تام. وتشير المؤشرات الأولية لتحركات الفريقين إلي أن نتائج العمومية الأخيرة ستحسم صراع تعديل اللائحة لصالح البدوي.. واستنادًا لهذا ترجع قيادات بالهيئة العليا فشل أي تحركات لسحب الثقة من رئيس الحزب من خلال الهيئة العليا وإلي أن الأمر يتطلب عرضه بعد ذلك علي الجمعية التي صوتت مؤخرًا لصالح البدوي ضد أباظة. وفي سياق متصل، كان أن اشتعلت حرب البيانات بين الفريقين فضلاً عن بيانات عن القواعد.. ففي الوقت الذي اعلنت فيه لجنة الوفد بالإسكندرية في اجتماع هيئة مكتبها، الموافقة علي التعديلات أصدر من يطلقون علي انفسهم اسم «الوفديون الوطنيون» بيانًا يترقبون فيه محمد سرحان نائب رئيس الحزب، ويطالبون بالغاء تعديلات أباظة علي المادة 22 من اللائحة. فيما أصدرت الجبهة الوفدية للاصلاح والتغيير بيانًا لتأييد قرار البدوي لتعديل اللائحة تحت شعار «من أجل اصلاح الوفد» ودافع البيان عن د.السيد البدوي مستشهدًا بانجازاته التي حققها خلال ال3 شهور التي تولي فيها رئاسة حزب الوفد.. كتشكيل اللجان النوعية وإعادة معهد الوفد للدراسات السياسية، وكذلك الصحف الاقليمية . وأشار البيان أيضًا إلي زيادة عضوية الحزب، مهاجمًا من وصفهم بالقلة التي تستهدف تعطيل عرس الديمقراطية وهدم انجازات الوفد! وحذر أنصار أباظة من تشكيل الهيئة العليا قبل أن يتم تشكيل لجان الوفد بالمحافظات، بعد المعركة البرلمانية المرتقبة.. وسط تخوفات من ضم عناصر جديدة للهيئة الوفدية بما يغير خريطة الجمعية العمومية للحزب. ومن المقرر أن تشهد المرحلة المقبلة اتصالات مكثفة بالمحافظات لحسم الصراع، إذ يحرص البدوي علي شرح أهداف التعديل حتي لا تتأثر الهيئة الوفدية بشوشرة الرفض من خلال بيانات اعلامية مكثفة ترد علي الانقسامات الموجهة له، داعيًا لحوار موسع حول تعديل اللائحة لحين انعقاد العمومية! بينما يغلق الحزب اليوم باب تلقي طلبات الترشيح من أجل معركة الشعب المقبلة. وبحسب ما كشف قيادي بالحزب، فإن عدد المرشحين المقرر عرض أسماؤهم علي المكتب التنفيذي كان قد وصل إلي 145 مرشحًا بخلاف مرشحي بورسعيد الذين لم تحسمهم اللجنة وانعكست الصراعات الداخلية للحزب، وألقت بظلالها علي المعركة المرتقبة حيث اتهم أنصار د. السيد البدوي رئيس الوفد محمود أباظة الرئيس السابق بالتنازل عن مقعده لصالح الحزب الوطني إذ تراجع عن الترشح لصالح شقيقه أمين أباظة وزير الزراعة معتبرين ذلك خصمًا من رصيد الحزب في مقاعد البرلمان. فيما اتهم أنصار أباظة البدوي بالهروب من تداعيات جراح معركة الشعب بالإسراع في تعديل اللائحة حتي لا تتأثر شعبيته داخل الحزب بسبب الجروح التي ستتخلف عنها المعركة في ظل كثرة المرشحين.