وكأن الشهر الذي ارتبط اسمه بأشهر الأكاذيب، وفقا للثقافة الأوروبية أبي أن يرتبط داخل حزب الوفد إلا بتجدد الصراع علي رئاسة الحزب بين الفصيلين: النعماني والأباظي.. وقائدا الفصيلين -للمصادفة- عاشا فترة دراسية حياتية طويلة داخل المجتمع الأوروبي، خاصة فرنسا بالفعل؟ فأحداث الصراع بين الفريقين طفت خلال هذا الشهر علي السطح مجددا، ولكن كانت هذه المرة من تحت قبة البرلمان، إذ يسعي د.نعمان جمعة رئيس حزب الوفد السابق لاستعادة رئاسته للحزب من خلال عدد من الاستجوابات التي يتقدم بها أحمد ناصر عضو المجلس والمنتمي لجبهة د.نعمان، طالب من خلالها بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة لصالحه خاصة الحكم الذي لم يعتد بفصله من الحزب.. وتضمن نص الاستجواب الذي تقدم به ناصر لرئيس الوزراء ووزراء العدل والداخلية والشئون القانونية تفاصيل أحداث «أبريل الدامي» عام 2006 وحتي آخر حكم قضائي صدر في 2008 من القضاء الإداري بإلغاء حكم أول درجة الذي لم يعتد بفصل د.نعمان جمعة والذي اعتبره جمعة ينظر في القضية من حيث الشكل وليس المضمون. ورغم أن 18 أبريل الجاري سيشهد حكمًا في دعوي جمعة الجديدة ضد محمود أباظة، إلا أن ناصر أسرع بتقديم الاستجواب قبل أيام من حكم أبريل الجاري، طالب فيه بتنفيذ الأحكام التي تمكن جمعة من العودة رئيسا للوفد.. وجاء بالاستجواب: «محمود أباظة» ما زال يمارس مهامه غير الشرعية أمام جميع جهات الدولة ومنها مجلس الشعب الذي يرأس فيه الهيئة البرلمانية. وشهدت نفس الجلسة هجوما مماثلا علي وضع الحزب من جانب النائب الوفدي عبدالعليم داود والتي قرر الحزب التحقيق فيها.. ولم يكن تجدد الصراعات الوفدية علي الرئاسة هي أزمة أبريل الوحيدة حيث تسبب الحديث عن تعديل اللائحة لمد عضوية الهيئة العليا سنة إضافة في غضب بين الاعداد الكبيرة التي كانت تعد نفسها لخوض معركة الهيئة العليا والتي ظهرت في شكل قوائم متنافسة.. وهو ما جعل عناصر بالحزب تتحرك ضد عدم اكتمال نصاب الهيئة الوفدية ليبطل التصويت أو التصويت ب«لا» علي التعديل، الأمر الذي ردت عليه قيادات بولس حنا بمطالبة الجميع بتسديد الاشتراكات للمشاركة في التصويت علي جدول أعمال الجمعية العمومية الطارئة وتوعية قواعد الوفد بأن الهدف من التعديل تلافي حدوث انقسامات بالتزامن مع الانتخابات الداخلية للحزب. وأن عددًا كبيرًا يتطلع للترشح في انتخابات الحزب وبالتزامن مع هذا رددت عناصر عددًا من الأقاويل التي تظهر في مثل هذه الأجواء كالقول بأن فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ود.السيد البدوي عضو الهيئة العليا يقفان ضد اكتمال انعقاد العمومية والذي ردت عليه عناصر أخري بأن مجموعة أباظة قادرة علي حشد جمعية عمومية ناجحة. ولم تقتصر سخونة الأحداث داخل الوفد عند هذا الحد، حيث تسبب إعلان فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ترشيح نفسه علي رئاسة الحزب وإعلان السيد البدوي دعمه له حالة جديدة من الجدل داخل لجان المحافظات حول التربيطات الانتخابية وغيرها من أشكال الاتصالات بالقواعد لجذب مزيد من المناصرين، خاصة أن أباظة قرر خوض معركة الرئاسة دون أن يعلن عن ذلك بشكل مباشر. وتردد بالمحافظات أن أباظة يريد السيطرة علي الحزب بهذه التعديلات اللائحية حتي لا يربط مصير رئاسة الوفد بمصير الهيئة العليا كما كان الحال في ظل اللائحة الحالية قبل تعديلها.. وردت قيادات بالحزب علي ذلك بالتأكيد علي أن اقتراح التعديل، كان مقدمًا منذ التعديلات الأولي للائحة، إلا أنه لم يفعل، لأنه قوبل بالرفض!