علي خلفية الانتخابات المقرر إجراؤها داخل الوفد علي مقعد رئاسة الحزب يفتح غداً باب تلقي طلبات الترشيح لهذه المعركة الداخلية لمدة 5 أيام تنتهي 9 مايو الجاري ومن المقرر أن يخصص يوما 10 و11 مايو لتقديم التظلمات والاعتراضات والتنازلات وفي اليوم التالي 12 مايو يدعو رئيس الحزب لانعقاد الجمعية العمومية للوفد في 28 من نفس الشهر لانتخاب رئيس الحزب الجديد. والمفاجأة أنه بعدأن اقتصرت المعركة بين محمود أباظة رئيس الحزب وفؤاد بدراوي أعلن د.السيد البدوي نفسه مرشحاً ولم يحدث ما دعا إليه المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للحزب من التوافق علي مرشح واحد وطرحه خلال العمومية المقبلة للاستفتاء فإن الأجواء الحالية داخل الحزب لا تنبئ بحدوث مثل هذا التوافق المنشود خاصة بعد تصريحات نائب رئيس الحزب محمد سرحان ضد بدراوي. ورغم عدم إفصاح الوفديين عن اتجاهاتهم بشكل معلن إلا أن المؤشرات الحالية لأوضاع المرشحين داخل الوفد تنبئ بأن جبهة فؤاد بدراوي ود. السيد البدوي قد حققت نجاحاً ملحوظاً في حملتهما الدعائية استعداداً لهذه المعركة غير أن اسهم رئيس الحزب الحالي مازالت هي الأقوي قياساً علي ما جري خلال انعقاد العمومية الطارئة في 16 أبريل الماضي خاصة أنه سيعمل علي زيادة هذا الفارق الطفيف خلال جولاته للمحافظات. ومن المقرر أن يستثمر فيها أباظة دعمه لمرشحي حزبه في انتخابات الشوري علي أن يعقد بهذه المحافظات مؤتمراً موسعاً بغرض دعم المرشح والترويج لنفسه بهدف إقناع الوفديين بخطورة هذه المرحلة في تاريخ الحزب وضرورة استمرار عمليات الإصلاح داخل الوفد خاصة أن هذه هي النقطة التي يرتكز إليها أباظة في عودته عن قراره بعدم الترشح بدعوي مصلحة الحزب والمرحلة الحرجة. المناصرون لبدراوي اعتبروا الحديث عن رغبة السيد البدوي عضو الهيئة العليا في خوض معركة رئاسة الوفد لا تعني محاولات شق الصف بعد ما حققه بدراوي من تقدم ونجاح في حملته إلا أنه بحسب مصادر داخل الحزب فإن البدوي تعرض لضغوط كبيرة من أنصاره لخوض المعركة الانتخابية بما في ذلك ضغط من جانب بدراوي لدرجة أن عناصر رددت«الاهم هو أحراز الهدف في مواجهة أباظة». وعلي الجانب الآخر حاول أنصار بدراوي استغلال ما جاء علي لسان محمد سرحان نائب رئيس الوفد ضدهم في عمل نوع من الدعاية المضادة خصماً من رصيد أباظة بالاضافة للتنديد بالطريقة الأباظية في إدارة الحزب. أهم ما يثير القلق داخل الحزب الأخضر بين أنصار أباظة هو فوز خصمه خاصة بين قيادات جيل الوسط، لأن الأوضاع في هذه الحالة ستغير المعادلة السياسية داخل الوفد، الأمر الذي قد يطيح بأحلام هذه القيادات الوسط في التمدد داخل الوفد، حتي أن بعضهم يحضر لقاءات بدراوي داخل المحافظات حتي يجهض ما يمكن أن ينقص به من تأييد أباظة بين الوفديين في المحافظات. وكانت ردود الأفعال قد تباينت حول حقيقة ترشح البدوي من عدمه، ففي الوقت الذي رحبت فيه محافظات بهذا الترشح ارتبكت أخري وبدأت معركة استقطاب الأنصار ويأتي هذا الارتباك لعدة أسباب أولها أن المراقبين اعتقدوا أن المعركة مقصورة علي أباظة وبدراوي وجهزوا استعداداتهم علي هذا النحو وثانيها أن هذا الإعلان سيؤدي لإعادة ترتيب الخطط والتحركات والتي استقر عليها أطراف الصراع داخل الحزب. وفي الوقت الذي أكدت فيه عناصر أن خوض البدوي للمعركة مازال محل دراسة نفت أخري ذلك مؤكدة أن البدوي هو المرشح الوحيد في هذه المعركة وأن ما تردد حول خوض بدراوي كان مجرد تكتيك انتخابي لافتين لاستطلاعات يقوم بها بدراوي والبدوي لحساب نسبة الأصوات الحقيقية التي يستطيعون الحصول عليها ورددت عناصر ليس مهما أن يخوض بدراوي أو البدوي المعركة وإنما الأهم هو ترشح الأقدر علي إحراز الهدف في مواجهة محمود أباظة رئيس الحزب. وعلي الفور أعلنت مجموعة من الحركات التي أعلنت عن نفسها مؤخرًا داخل الحزب تأييدها للدكتور. السيد البدوي وكان في مقدمتهم ما تسمي نفسها بجبهة الإصلاح وأكد بعض أعضائها أنهم لن يختلفوا حول بدراوي أو البدوي وأنهم ينتظرون القرار النهائي لهم خاصة في ظل تحفظ د. السيد البدوي علي الإعلان. وتركز الجبهات المتصارعة الآن علي وضع خريطة للمؤيدين وأخري للمعارضين وذلك من خلال جولات بالمحافظات.