لم يكن مشهد فوز الوفد بعقد انتخابات ديمقراطية نزيهة هو نهاية المطاف بالنسبة لمسيرة الوفد السياسية حيث عكست المطالب الوفدية التي انهالت علي د. السيد البدوي رئيس الحزب حالة الترقب التي تعيشها قيادات الحزب بمختلف اتجاهاتها حيث شملت جملة المطالب التي ساقها الوفديون قائمة كبيرة إذ احتوت علي ما اعتبروه ضمانات للإصلاح الداخلي وعودة الوفد لصدارة المشهد السياسي علي الساحة. ولم تكن المطالب الوفدية مقصورة فقط علي أنصاره وإنما شملت أيضًا أنصار محمود أباظة رئيس الوفد السابق وتضمنت القائمة دعوة للم الشمل وعدم تصفية الحسابات بأي شكل من الأشكال سواء داخل الحزب أو الجريدة، حيث وصفت قيادات اللجوء لهذا الأسلوب ببداية النهاية للحزب. وفي مواجهة هذا الأمر أقسم البدوي لقيادات الحزب والجريدة خلال اجتماعاته بهم أنه لن يكون له أي شلة سواء في الحزب أو الجريدة مستطردًا «من يقل لكم أنه من شلتي فسأواجهه بمن قال له هذا». وفي المقابل طالب أباظة أنصاره بالعمل مع البدوي وأكدها أباظة بزيارة الحزب أكثر من مرة، ورغم ذلك تسود بينهم تخوفات وحالة من الترقب الحذر لدرجة جعلت بعضهم يبدون تخوفهم مما سموه «قصر الترشح في انتخابات الشعب» علي أنصار البدوي خاصة أن عددًا كبيرًا من أنصار أباظة كان يرغب في خوض المعركة الانتخابية. وردد آخرون أن الصراع مؤجل لانتخابات الهيئة العليا المقرر إجراؤها بعد عام بحسب التعديل اللائحي، خاصة أن عددًا كبيرًا من جيل الوسط يسعي لعضويتها. وهذا أحد التحديات التي ستواجه الوفد.. والعبرة بالقدرة علي التغلب عليها كما حدث في انتخابات الرئاسة. ويوجه البدوي في المقابل رسائل تطمين للجميع مفادها أنه رئيس لكل الوفديين. واشتملت جملة المطالبات بالدعوة لحل مشاكل بعض اللجان العامة وسط حالة من عدم الاستقرار، حول التوقيت.. فهناك من اقترح أن تكون عقب انتخابات الشعب.. وهناك من طالب بالتعجيل وسيكون الحسم من خلال نتيجة الاجتماعات التي ستعقدها قيادات حزبية مع أعضاء اللجان العامة. وسارعت عناصر من أنصار أباظة بالإعلان عن رفضها، لأي شكل من أشكال التصفية علي مستوي لجان المحافظات، معتبرة اجراء الانتخابات هو الحل لمواجهة أي تلاعب. وعلمت روزاليوسف أن الجولات التي تقوم بها قيادات الحزب ستهدف إلي حل هذه الخلافات والاستعداد لانتخابات مجلس الشعب. وأمام ذلك أعلن البدوي أنه لن يلجأ لأسلوب الفصل أو تجميد العضوية إلا في حالة ارتكاب العضو أمورًا مخلة بالشرف، وذلك علي خلفية الاحتجاجات التي ابدتها قيادات ببعض المحافظات مما سموه تصفية الحسابات عبر فصل عناصر بالشرقية والبحيرة وغيرهما بعد الإطاحة بنعمان جمعة. وسادت نفس الأجواء داخل جريدة الحزب، إذ سرت شائعات عن «التغيير» رغم نفي د. البدوي المتكرر لهذا الأمر، مؤكداً أنه سيطالب القيادات الحالية فقط بالتغيير والتطوير ليزداد توزيعها، ولكنه وضع مجموعة من الضوابط أهمها الفصل بين الحزب والجريدة حتي لا يتحكم أحد من قيادته في المواد التحريرية، وقال: لن أتدخل في شئون الصحيفة التحريرية لصالح أعمالي.. وسأدعم المؤسسية داخل الحزب، حتي تستطيع الجريدة منافسة الصحف الخاصة، حيث إنه تحدي صلاح دياب مالك «المصري اليوم» وقال له إن جريدة الوفد سوف تصل توزيعاتها، خلال شهر من الآن إلي 40 ألف نسخة. وكان لافتاً تعجيل عناصر من أنصار أباظة باستبعاد نفسهم من مواقعهم دون طلب من البدوي، مثل المستشار الإعلامي لأباظة عبد العزيز النحاس وصلاح سليمان بالشئون القانونية. وتسود حالياً داخل الحزب حالة من الحراك علي مستوي الاستعداد لانتخابات الشعب ومستوي الهيئة البرلمانية بعد انضمام عضويات جديدة لها من مستقلي مجلس الشعب، عقب الممارسات الديمقراطية التي سادت الانتخابات الأخيرة للحزب. وقال منير فخري عبد النور سكرتير عام الوفد أن انضمام عضويات جديدة للحزب، هو رد فعل للدعاية التي حصل عليها عقب انتخاباته الداخلية الأخيرة التي اتسمت إلي حد كبير بالديمقراطية، متابعاً: هذا درس لمن يظنون أن الوفد حزب نخبة.. فالحزب اثبت أنه يعبر عن كل طبقات المجتمع بمختلف أطيافها.