أكد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة انتهاء الفرعونية في مصر للأبد وانتهاء عصر الحاكم المستبد الديكتاتور إلي غير رجعة، وقال إن مقاطعة الانتخابات ليست حلا إيجابيا، وذكر أن الوقت الحالي غير مناسب لإجراء محاكمات ثورية لرموز النظام السابق وكان يجب عقدها بعد الثورة مباشرة، ولكن عدم اتفاق الثوار علي قيادة موحدة حال دون ذلك. وكشف عرب في حوار شامل ل«روزاليوسف» أن مأزق الوضع السياسي الحالي بإجراء انتخابات رئاسة بلا دستور أو برلمان سببه عدم كتابة الدستور أولا، وأوضح أن الثقافة في مصر تبقي قوة الوطن الناعمة ومن الأفضل بقاؤها وزارة مستقلة بعيدة عن الآثار. ورفض وزير الثقافة في حواره المساس بالقضاء، وذكر أن البديل للقضاء هو الفوضي لأنه يحفظ استقرار البلاد، كما رفض اقتراح تشكيل مجلس رئاسي وقال إن ذلك لم يعد مناسباً حاليا مع انتهاء الانتخابات الرئاسية وأعلن ايقاف ترجمة كتب المؤرخين الإسرائيليين الجدد وصعوبة تحول مصر إلي دولة مثل إيران.
■ قضت المحكمة الدستورية مؤخرا بعدم دستورية قانون العزل السياسي.. هل الحكم الصادر لصالح شفيق وجه الدفة أكثر للمرشح د.محمد مرسي؟ - ليست قضية شفيق أو مرسي إنما الذي سوف يأتي به الصندوق لن يكون هناك حاكم مستبد وفرعون ديكتاتور في المستقبل بالمجتمع المصري اختلف عما قبل 25 يناير، ومصر لن تعود للوراء ولن يعود الحاكم المطلق الملهم الزعيم ووزير الداخلية كما كان ولا الوزراء أو المؤسسات فلن تعطي صلاحيات لوزير كوزير الإسكان مثلا ليمنح الأراضي والعطايا كما يريد. ■ ما رأيك في الاتهامات الموجه للمجلس العسكري بالتخطيط لمؤامرة لفوز شفيق بالانتخابات؟ - الكلام كثير وهو مجرد كلام فقط فكلنا ذهبنا للصناديق ورأينا كيف تسير المسألة بشكل ديمقراطي ووجود مندوبين في جميع اللجان وغلق وفتح الصناديق بقواعد فنية وقانونية فلا معني للحديث عن تزوير، ولكن يمكن القول إن هناك أخطاء فنية بسيطة. ■ ما الخطأ الذي قام به المجلس العسكري الذي أدي للغضب الشعبي ضده؟ - عدم البدء بالدستور الذي كان سيجبنا العديد من المشاكل وكانت الحالة تستقر في المؤسسات وإعادة تأهيلها. ■ عقب الاحتجاجات الشديدة بعد الحكم بعدم دستورية قانون العزل وحل البرلمان ما رد فعل الحكومة وألم تفكر بالاستقالة؟ - الحكومة تعمل في ظروف صعبة جدا وكل واحد يأمل أن يذهب إلي حال سبيله لكن ظروف البلد لاتسمح بالتصرف بهذا المنطق لأننا في أزمة والحكومة متضامنة للخروج منها للوصول إلي رئيس جمهورية منتخب ومؤسسات تعظم من دورها ثم المرحلة الدستورية والحكومة ليست راغبة في البقاء أو سعيدة به. ■ البعض يؤرخ بانتهاء المرحلة الانتقالية مع الحكم الصادر؟ - يوجد فرق بين المرحلة التاريخية والسياسية، فالتاريخية هي بداية الجمهورية الثانية ولم تكتمل هياكلها ومؤسساتها، وذلك لأنه لأول مرة تجري انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ولأول مرة المصريون يشعرون بأن حياتهم الديمقراطية تغيرت، أما بالنسبة للمرحلة السياسية فهي لم تنته ونحن في وسط الأزمة السياسية والذين يقترحون الحلول لابد أن يدركوا حجم ما يقولون فالبلد في حاجة لاستكمال المشوار في الصندوق، ومصر ماضية للمستقبل. ■ ما رأيك في دعوة المقاطعة للانتخابات في ظل المأزق الحالي للاختيار بين د.أحمد شفيق ود.محمد مرسي؟ - المقاطعة ليست حلا إيجابيا وأنا لن اقاطع ومن يريد المقاطعة فهو حر. ■ ما تعليقك علي الحكم الصادر ضد الرئيس المخلوع وأعوانه وردود فعل الشارع المصري؟ وهل ضاعت الأموال المهربة؟ - القاضي يتعامل مع مستندات وقانون وأقدار القضاء مهما كانت نتيجة الأحكام وبالنسبة لمساعدي العادلي الذين حصلوا علي البراءة يوجد استشكال علي الحكم ومهما كانت النتيجة ليس أمامنا إلا أن نمضي في المسار الذي اتفقنا عليه: الديمقراطية والصناديق وترك القضاء، والبديل عن القضاء هو الفوضي وبالنسبة للقضايا الأخري لم تغلق فقضية البورصة ستأتي بأشياء كثيرة وليس من مصلحة أحد أن يخفي ويجامل ومشاكل الفساد لم تنته. ■ ما رأيك في المطالبات بإعادة المحاكمة وامكانية وجود محاكمات ثورية؟ - لا أعرف مدي مناسبتها في تلك المرحلة، فالمحاكمات الثورية كان يجب أن تكون من البداية ومثلا ثورة 1952 قامت بتحولات ومحاكمات ثورية، أما في المرحلة الحالية فهل نستطيع تحديد قيادات لدرجة أن يفوضها الشعب للقيام بتلك المهمة؟ ومن السلطة السياسية التي من حقها القيام بذلك؟ وما هي الآلية المناسبة لإجراء المحاكمات الثورية؟ ■ هل يعني ذلك أننا تصرفنا منذ بداية المرحلة بشكل خاطئ؟ - بالطبع كانت هناك أولويات وفي مقدمتها البدء بالدستور باعتباره القاعدة القانونية والتشريعية والعقد التوافقي المجتمعي بين السلطة والمجتمع وبما أن رقم واحد اختل حدث كل ما حدث في مصر. ■ هل ترجع عدم وجود محاكمات ثورية لعدم توحد القوي السياسية والبحث عن مصالحهم؟ - طبعاً عدم التوحد وبصرف النظر علي المكاسب فكلهم وطنيون ومحترمون لكن لم تكن هناك قيادة ذات مرجعية. ■ ما رأيك في مطالبات البعض مؤخرا بمجلس رئاسي مدني يضم د.محمد البرادعي د.عبدالمنعم أبوالفتوح د.محمد مرسي، و.حمدين صباحي؟ - أوافق بشرط الحصول علي اجماع توافقي. ■ هل يكون بالاستفتاء علي سبيل المثال؟ - الوقت متأخر لذلك ولا بديل عن الانتخابات الرئاسية والفترة الانتقالية أربع سنوات في عمر الأوطان لحظة ولم يعد يمكن أن يأتي حاكم ليحكمنا بآرائه ووفق مشيئته. ■ في رأيك كيف يمكن امتصاص غضب الشارع بعد زيادة الفجوة بينه وبين المجلس العسكري؟ - يجب أن يتحاور الثوار فيما بينهم والجماعات السياسية فيما بينها ثم فتح حوار بين المجلس العسكري والمجتمع للخروج من الأزمة. ■ ما رأيك في المطالب بتنحي المجلس العسكري جانبًا ومدي خطورة ذلك علي مصر؟ - كيف ذلك وما هو البديل. ■ البديل مجلس رئاسي مدني؟ - ما هي الآلية التي سيتم الاختيار علي أساسها ومن الذي سوف يختار أعضاءه والتوافق الشعبي بمعني الاستفتاء صعب في المرحلة الحالية. ■ هل ضاع حق الشهداء؟ - لن يضيع وادعو الجميع لجمع الأدلة والاتجاه للمحكمة فتلك القضايا لا تسقط بالتقادم. ■ مع زيادة الاحتجاجات تتردد الأقاويل بالخوف من إعلان الأحكام العرفية؟ - لا أعتقد فالمجتمع تغير. ■ كيف تمتص الحكومة غضب الشارع؟ - الحكومة تعمل في ظروف غاية في الصعوبة ولديها العديد من المشاكل، البترول والطاقة والأعباء المالية الجديدة وكثير من البنية الأساسية تحتاج إلي أموال ومنها صيانة محطات الكهرباء. ■ هل أزمة البنزين مفتعلة كما يردد البعض؟ - ليست مفتعلة إنما يوجد خلل قد يكون هناك خلل في طرق تهريب البنزين لمناطق مجاورة لمصر متاحة في ظل التسيب أو سوء إدارة الأزمة من ناحية شركات البترول والمحطات لخلق سوق سوداء، لكن الكمية الأساسية متوافرة خلال الفترة الماضية إلي الآن لكن الأزمة في التوزيع. ■ هل يعني ذلك أن الحكومة عاجزة عن حل الأزمات وموجودة لتسيير الأعمال فقط؟ - الحكومة تعمل ولكننا نتحدث عن بلد به 90 مليوناً وفي ظل مشكلات المؤسسات الاقتصادية التي لا تعمل بكل طاقتها والناس في حالة من الغضب وكل ذلك يؤدي للأزمات. ■ ما رأيك في التخوفات من تصفيات المتهمين الذين حصلوا علي براءة في المحاكمة والخوف من المواجهة بين مؤيدي النظام السابق والإخوان؟ - المصري لا يحب الدماء أو القتل وإن حدث شيء من هذا فهو أمر خارج عن السياق ولا أتوقع حدوثه ولن يلجأ أي وطني إلي ذلك لأنها ستكون بربرية وعنفاً. ■ ما رأيك في الفزع من تقييد حرية الإبداع من قبل الإخوان في حالة الفوز بالرئاسة؟ - الناس لديها مبررات للتخوف، لكنني لا أشعر بذلك لأن المجتمع المصري الذي يلبس بطريقته ويتعامل بطريقته ويستمتع بشتي أنواع الفنون لن يقبل بتغيير هويته المجتمعية. ■ وماذا عن فزاعة تاريخ الإخوان وتحول مصر إلي دولة كإيران؟ - الحالة مختلفة والمقارنة غير موضوعية ومصر حالتها تقترب من أوروبا الشرقية والبرتغال ونحن في الطريق لنهاية ومستقبل أفضل. ■ هل انتهيتم لقرار بخصوص قانون لضمان حرية الإبداع؟ - يعقد المجلس الأعلي للثقافة نهاية الشهر الحالي مؤتمرًا لحرية الإبداع وسنري بماذا سيخرج هل بقانون أو بفكرة أن الإبداع خط أحمر. ■ شهدت وزارة الثقافة خلال الأسابيع الماضية معارك تكسير عظام بين القيادات واتهامات بالفساد فما الحلول التي ستتخذها للتهدئة؟ - الحوار مفتوح وأسهل شيء تجهيز ملف ولدينا الجهات الرقابية التي تدين أو تبرئ وكل من لديه مشكلة ويمتلك مستندات أطالبه بالذهاب لتلك الجهات فنحن لن نتستر علي الفساد ولا توجد في الفترة الحالية أية تحويلات للنيابة وبالنسبة لملف تأجير كافيتريات الأوبرا تم تغريم رئيس دار الأوبرا الأسبق نصف مليون جنيه تستردهم الوزارة. ■ هل ستشهد الوزارة تغييرًا بالقيادات؟ - لا يوجد علي المدي القريب وحاليًا تم الإعلان عن بعض الأماكن للقيادات بالمركز القومي للترجمة ومركز الهناجر وذلك التقليد سنتبعه مع جميع القطاعات التي بها مشاكل ود.أحمد مجاهد سيكمل انتدابه بهيئة الكتاب. ■ رفعت إدارة الأمن من قبل تقريرًا عن حالة المتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية وحذرت من كارثة سرقة أو حرق؟ - أي متحف مفتوح مؤمن كاملاً وأتابع يوميًا تأمين جميع القطاعات. ■ لماذا قررت جرد اللوحات بمكتبك؟ - باعتبارها لوحات قيمة فيجب نقلها ونضع بدلاً منها لوحات أخري عادية. ■ ماذا قررت بشأن اللوحات بسفارتنا بالخارج عقب سرقة لوحة «ذات العيون» منذ سنوات؟ - يجري الرصد مع وزارة الخارجية وسندرس عودة اللوحات المهمة. ■ ما رأيك في دمج وزارتي الثقافة والإعلام؟ - من الأفضل أن تظل مستقلة، فالثقافة هي القوة المهمة الأساسية الناعمة ومصر تبوأت مكانتها من الثقافة وهي تاج علي رءوس المثقفين وهي مسألة مهمة ويجب أن تظل الوزارة تؤدي دورها وتتواصل مع المؤسسات الأخري التعليم والإعلام. ■ كيف ستحل إشكالية عدم حصول الوزارة علي نسبة 10٪ من وزارة الآثار التي كانت مقدرة خلال السنوات الماضية؟ - سننتظر لحين أن تحل الآثار مشاكلها المالية. ■ هل تؤيد عودة دمج الآثار بوزارة الثقافة؟ - مصلحة الآثار أن تبقي منفردة وهي تحتاج لدعاية ودعم وتسويق. ■ صعود الإخوان في الانتخابات يوضح عدم وصول الثقافة للجميع ولاتزال دغدغة المشاعر الدينية سائدة؟ - المتابع سيشعر بأنشطة الوزارة ونعمل في المرحلة المقبلة للتواصل مع وزارة التعليم للاهتمام بالأنشطة ونحن في مرحلة شديدة الالتباس لكن ليس أمامنا إلا استكمال الهياكل والتعاون بين الوزارات. ■ ألا تلاحظ أن الجيل الجديد أصبح مستعدًا للشهادة أكثر من الحياة فهل هذا يأس؟ - كنا في مرحلة صعبة وطبيعي أن الناس غاضبة ونتفهم ذلك لكن البكاء علي اللبن المسكوب لن يفيد كثيرًا نريد أن يحاسب من أخطأ ولكن ينبغي النظر للمستقبل والشباب أكثر أهمية من الكبار ونريد أن نبني البلد مع الوضع في الاعتبار أن من أخطأ يقدم للجهات المعترف بها وإلا لو تركنا كل مجموعة تحاسب حسب رأيهم ستكون كارثة في الوطن. ■ ما هي خطة وزارة الثقافة الفترة المقبلة وأهمل برامجها؟ - لدينا إعلان جوائز الدولة نهاية الشهر ورفض فكرة فصل المجلس الأعلي للثقافة عن الوزارة وإقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسب الظروف السياسية في البلد وهناك خطة جديدة للنشر في الوزارة بتواجد منافذ للبيع تمتد إلي حلايب وشلاتين ووجود طبعات شعبية من الكتب الصادرة عن المجلس الأعلي للثقافة والمركز القومي للترجمة مع الحاجة لدعم الدولة لذلك والجديد لدينا هو توقف ترجمات كتب المؤرخين الإسرائيليين الجدد للمراجعة للوصول إلي ما يفيد. وأضاف أن الوزارة تعاني من مشاكل مالية بسبب تقليص وترشيد الموازنة ونحن متفهمون لذلك والمشاكل الحالية سببها الضغوط النفسية.