موقفنا ثابت تجاه سد النهضة.. ومصر تحتفظ بحقها وفقًا للقانون الدولى أكد د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية أن مصر منخرطة فى المشاورات الجارية بنيويورك والخاصة بنشر قوة دعم الاستقرار الدولية بقطاع غزة. جاء ذلك خلال لقاء مع المحررين الدبلوماسيين، حول مستجدات المشاورات الجارية بنيويورك والخاصة بنشر قوة دعم الاستقرار الدولية بغزة مؤكداً أن المشاورات مستمرة، ومصر تتشاور فى هذا الصدد مع الولاياتالمتحدة بشكل يومي، وأيضاً هناك مشاورات مع كل أعضاء مجلس الأمن ومع المجموعة العربية من خلال الجزائر الشقيقة باعتبارها العضو العربى داخل مجلس الأمن. وأضاف: نأمل فى أن يأتى القرار الأممى بالشكل الذى يحافظ على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، وأيضاً يتيح نشر القوة الدولية فى أسرع وقت ممكن ولكن وفقاً لتحقيق التوافق، وبما يجعل هذا القرار من خلال صياغته المُحكمة قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع. وتابع: أننا نتحرك وهناك ملاحظات للعديد من الدول، وهم منخرطون فى النقاش فى نيويورك، ونأمل فى أن يتم التوصل إلى صياغات توافقية تعكس الشواغل وأولويات كل الأطراف، ودون المساس بالثوابت الفلسطينية خاصة الحق الأصيل للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على كامل التراب الوطني، وأيضاً أن الجانب الفلسطينى هو الذى يتولى أموره، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها، وأشار إلى أن أية ترتيبات ستكون بطبيعتها مؤقتة لحين المضى قدماً فى الأفق السياسى وتجسيد حل الدولتين. وحول التحضيرات الجارية لاستضافة مصر لمؤتمر التعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، قال وزير الخارجية: إن كافة التحضيرات الموضوعية واللوجيستية والمفاهيمية للمؤتمر تمت، وننسق مع كل الأطراف المعنية. وفيما يتعلق بتوقيت انعقاد المؤتمر، قال: نعمل عليه مع الجانب الأمريكى والدول الأوروبية والدول التى أعربت عن رغبتها الشديدة فى أن تكون مشاركة فى عقد هذا المؤتمر المهم وعلى رأسها: ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهناك أيضا الدنمارك واليابان والاتحاد الأوروبى ومجلس التعاون الخليجى ودول خليجية، والجميع طلب المشاركة فى عقد وتنظيم هذا المؤتمر المهم جنباً إلى جنب الجانب المصري، بالإضافة إلى الشركاء الأساسيين وعلى رأسها: الأممالمتحدة وسكرتير عام الأممالمتحدة أنطونيو جويتريش والبنك الدولى وكذلك الحكومة الفلسطينية. وفيما يخص الجهود المصرية بشأن السودان.. قال الدكتور بدر عبدالعاطي: «إننا نتابع كل التطورات الخطيرة التى تحدث فى الفترة الأخيرة خاصة سقوط الفاشر، وما تلاها وما تزامن من فظائع وانتهاكاتٍ سافرة لحقوق الإنسان ولحقوق المدنيين.. مشدداً على أننا ندعم دائماً الدولة الوطنية ومؤسساتها فى السودان. وأشار إلى ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أن وحدة السودان وسيادتها وسلامة أراضيها تُعد أمراً شديد الأهمية بالنسبة لمصر.. موضحاً أن أية كيانات موازية مرفوضة تماماً، وأى محاولات لتقسيم السودان لن نسمح بحدوثها ولن نقبل بها تحت أى ظرف من الظروف.. وأضاف وزير الخارجية، أن مصر تتواصل مع الحكومة السودانية ومجلس السيادة وسوف يكون هناك تبادل للقاءات والزيارات خلال الأيام القليلة القادمة، بالإضافة إلى التواصل شبه اليومي.. موضحاً أن مصر تكثف اتصالاتها مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية وأيضاً مع الإماراتوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان مسعد بولس كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشئون العربية والإفريقية متواجداً فى القاهرة منذ أيام على هامش افتتاح المتحف المصرى الكبير، ونتحدث على ضرورة التحرك السريع لتنفيذ إعلان الرباعية الصادر فى 12 سبتمبر الماضي. من ناحية أخرى.. أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن الفترة السابقة شهدت إعادة تموضع للموقف الإقليمى والدولى لمصر، بشكل عكس المكانة التى تستحقها مصر كدولة محورية تسعى للسلام والاستقرار. وقال: إن كل النجاحات التى حققتها مصر فى الفترة الأخيرة سواء فيما يتعلق بإنهاء الحرب فى غزة أو انعقاد قمة شرم الشيخ التى كانت قمة ناجحة بحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وحضور كل قادة الدول الأوروبية ثم الافتتاح المبهر للمتحف المصرى الكبير بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة انعكس بشكل إيجابى على مكانة مصر .. والفضل فى ذلك يعود للقيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي. ولفت الوزير عبدالعاطى إلى النجاح الساحق الذى حققه الدكتور خالد العنانى والتصويت غيرالمسبوق الذى حصل عليه، وما تبع ذلك من عضوية مصر فى المجلس التنفيذى لليونسكو، وأيضاً عضوية مصر فى مجلس حقوق الإنسان بعد غياب 7 سنوات، حيث استطاعت مصر أن تعود لعضوية المجلس بأغلبية كبيرة، وهو ما يعكس أيضاً حجم الإنجازات التى حققتها مصر على صعيد الملف الحقوقي، وفى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أعلنها الرئيس. وأشار إلى أنه كان هناك حديث عن تخفيض تصنيف المجلس القومى لحقوق الإنسان، ولكن بفضل كل الإنجازات التى تحققت فى مصر فى الفترة الأخيرة على صعيد ترقية أوضاع حقوق الإنسان، استطاعت مصر والمجلس أن يحتفظ بالتصنيف «أ»، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولى فى المسار الذى تسير فيه مصر تحت قيادة الرئيس السيسى فى مجال توسيع المناخ السياسي. وأضاف وزير خارجية، أن مصر تنخرط فى العديد من الأزمات والملفات، مشيراً إلى أن هناك 3 أو4 ملفات ما زالت جهود الوساطة المصرية مستمرة وقائمة فيها، وتم تقديم طلبات للاستعانة بحكمة القيادة المصرية والدبلوماسية المصرية. وأشار إلى القمة المصرية الأوروبية الأولى التى عُقدت مؤخراً بعد ترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وكانت زيارة الرئيس السيسى شديدة الأهمية فى توقيتها. وقال وزير الخارجية: إنه لأول مرة يعقد قادة الاتحاد الأوروبى لقاءً موسعاً على عشاء عمل بهذا الحضور المكثف مع رئيس دولة ليست من المعسكر الغربي، حيث شهد عشاء العمل 19 من قادة الدول الأوروبية، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبى ورئيسة المفوضية الأوروبية، وكان حواراً ثرياً وحواراً غنياً جداً وهو ما يكشف الثقة التى توليها القارة الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبى فى حكمة الرئيس السيسى باعتبار أمن مصر ركيزة للاستقرار فى المنطقة. وكشف الدكتور عبدالعاطي، عن رأى أحد القادة الأوروبيين الذى ذكر صراحة أنه لو لم يكن الرئيس السيسى على رأس السلطة عام 2014 لكان مستقبل أوروبا ومصر ومنطقة الشرق الأوسط مختلفاً تماماً وشديد السلبية، وأن وضع القارة الأوروبية فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والمنطقة رغم كل التحديات وما حققته مصر على صعيد الاستقرار كان نتيجة للقيادة الحكيمة للرئيس السيسي. ورداً على سؤال حول سد النهضة.. قال الوزير عبدالعاطي: إن الموقف المصرى ثابت وواضح بأن المسار التفاوضى وصل لطريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي، وبسبب المواقف الأحادية الإثيوبية، وإن مصر تحتفظ بحقها الذى كفله القانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة، فى الدفاع عن مصالحها إذا تعرضت لأى ضرر. وحول قرب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وزيارة كوشنر وويتكوف الحالية لإسرائيل لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق، والتى تناقش أهم نقطتين وهما: نزع سلاح حماس ووجود قوة دولية فى القطاع، ورؤية مصر فى هذا الصدد مع الأطراف المعنية.. قال: «إننا ندفع بكل قوة للدخول فى المرحلة الثانية من الاتفاق»، مضيفاً أنه وبالتأكيد فإن مسألة نشر قوة دولية أمر مهم .. ومسألة الانسحاب الإسرائيلى من القطاع مسألة مهمة للغاية. ولفت إلى أن هناك تشاوراً مع كل الأطراف المعنية فى نيويورك، وأن مصر تنسق مع الجانب الفلسطينى والجانب العربى وكل الدول المنخرطة فى هذا الأمر، بالإضافة للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، وأيضاً مع الجانب الصينى والاتحاد الأوروبي. من جانب آخر استقبل وزير الخارجية، سيرجي شويجو سكرتير مجلس الأمن الروسى. وأكد حرص مصر على تخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع وتسريع وتيرة إعادة الإعمار. وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في ضوء اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين.