القاضي أحمد بنداري: بيان الرئيس السيسي يؤكد استقلال الهيئة الوطنية للانتخابات    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي    مصر تستعد لبدء تشغيل المنظومة الجديدة للتأشيرة السياحية في المطارات    "الرئاسة الفلسطينية": الإدارة الأمريكية مطالَبة بجدية أكبر لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات    رسميا.. تعافي تريزيجيه من الإصابة    مصرع طفل صدمته سيارة في قنا    مساعد وزير الخارجية يشيد ببرامج الاتحاد الأفريقي لإعادة إعمار الدول الخارجة من النزاعات    «الدلتا التكنولوجية» أفضل جامعة صديقة للبيئة    ساديو ماني يكشف كواليس خلافه مع محمد صلاح ويؤكد: منذ ذلك اليوم أصبحنا أقرب    شيخ الأزهر يهنئ السلطان هيثم بن طارق والشعب العماني باليوم الوطني    دموع الإيمان تهز القلوب، الشرقية تكرم عبد الله رغم عدم فوزه في "دولة التلاوة" (صور)    مهرجان شرم الشيخ المسرحى يكرم مخرجى الألفية الثالثة.. تفاصيل    سانوفي تطلق دواء "ساركليزا" في مصر لتمنح مرضى سرطان المايلوما المتعددة أملًا جديدًا في العلاج    عضو الحزب الجمهورى: إسرائيل لا تعترف بأى قرار ولا تحترم أى قرار دولى    سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في بنك الخرطوم المركزي (آخر تحديث)    في اليوم العالمي للطفل، تعلمي طرق دعم ثقة طفلك بنفسه    الداخلية تضبط صاحب فيديو «عصا البلطجة» بالجيزة    محافظ الفيوم يوجه بسرعة رفع مخلفات الطبقة الأسفلتية القديمة بشارع عدلي يكن لتيسير الحركة المرورية    يونيفيل: استقرار هش على طول الخط الأزرق ونسير دوريات مع الجيش اللبناني    فقرة بدنية في مران الزمالك قبل مواجهة زيسكو    رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    الشيخ رمضان عبد المعز: العمل الصالح هو قرين الإيمان وبرهان صدقه    وكالة الطاقة الذرية تدعو إلى مزيد من عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية    محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل غدا الجمعة    مستشفى الناس تحتفل بتدشين أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط وتعلن تحولها لمدينة طبية    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    وزير الرياضة: نمتلك 55 محترفاً في دوري كرة السلة الأمريكي NBA    ارتفاع أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 20 نوفمبر 2025    الموسيقار عمر خيرت يتعافى ويغادر المستشفى    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    من زيورخ إلى المكسيك.. ملحق مونديال 2026 على الأبواب    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    حل الأحزاب السياسية في مصر.. نظرة تاريخية    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    إيمان كريم: المجلس يضع حقوق الطفل ذوي الإعاقة في قلب برامجه وخطط عمله    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات في مجال التأمين    والده ل في الجول: أشرف داري لا يفكر في الرحيل عن الأهلي    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    سبورت بيلد: صلاح هو المشكلة الأكبر أمام تألق فيرتز في ليفربول    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    د. شريف حلمى رئيس هيئة المحطات النووية فى حوار ل«روزاليوسف»: الضبعة توفر 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا والمحطة تنتقل إلى أهم مرحلة فى تاريخها    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حبيب : خطايا الإخوان صرفت الجماهير عنهم
نشر في الوفد يوم 07 - 06 - 2012

في القاهرة الجديدة التي تشبه جنات الخلد في الأعالي، حيث دشن رجال النظام السابق وجمال وعلاء والشلة ممالكهم من «جيبي وجيبك» انتقل د. محمد حبيب نائب مرشد الاخوان السابق «المستقيل» لمسكنه الجديد..
أصبح يشارك بارونات النظام السابق نفس الهواء ونفس المساحة الجغرافية، يتسوق من نفس «مولاتهم».. سبحان مقلب القلوب والأبصار.. الرجل الذي كان يعد عليه ضباط أمن الدولة أنفاسه، أصبح من كريمة المجتمع نال خير متاع الدنيا - الستر وراحة البال - فيما هم فيه من النكد والشقاء.. كان الطريق المؤدي لشقته يغرق تحت اللون الأخضر في الوقت الذي كانت فيه الطائرة تحلق بالرئيس السابق مبارك فوق سماء طرة في انتظار أن يهبط لنهايته المأساوية.. لابد أنها لحظة سعادة لا تكرر، تلك التي يرى فيها الاسلاميون وفي القلب منهم الاخوان وهم يشاهدون الانتقام ممن ظلمهم تجري وقائعه على الهواء مباشرة وبدون أن يتدخل مقص الرقيب.
بماذا تفسر ذلك التراجع في شعبية الاخوان؟
- هو انعكاس للأداء خلال الفترة الماضية حيث وقعوا في مجموعة من الأخطاء خلال الفترة من الثالث والعشرين من يناير حتى الرابع والعشرين من مايو أهمها ما يتعلق بلجنة اختيار الدستور والطريقة التي اختير بها أعضاء اللجنة التي حظى فيها حزبا الأغلبية «الحرية والعدالة والنور» بنصيب الأسد بالاضافة لقرار الجماعة الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة على عكس ما تعهدت به للرأي العام من عدم خوض ذلك المضمار، بالإضافة للعلاقة بينهم وبين المجلس العسكري خلال تلك الفترة.. كل ذلك بطبيعة الحال أدى الى حدوث تراجع في شعبية الاخوان.
وأين ما عرف عنهم من ذكاء وحسن تصرف طيلة تاريخ الجماعة؟
- هذا التراجع يدل على فقدان الرؤية السياسية والتخبط من جهة وشعور الناس بأنهم راغبون في الاستحواذ على كل شىء.. لكنهم بالتأكيد لم يفقدوا ذكاءهم كما أنني أرى أن هذا التراجع في شعبيتهم محدود وربما يكون وقتياً.
فيما يخص العمل السياسي فالباب مفتوح على مصراعيه للتفاهمات والتحالفات شريطة ألا يضر ذلك بالصالح العام أو ينعكس على المصلحة الوطنية فكل ما من شأنه أن يعزز المصلحة الوطنية ويدفع بمصر للأمام يجب أن يكون نصب أولوياتنا ولا ضير أن نتنافس في كل المجالات طالما لا نخرق ذلك السياج الوطني.
لكن الشواهد تقول بأنهم انتهازيون؟
- يجب ألا نلقي بالاتهامات جزافاً وكل طرف من الأطراف في العمل العام يحاول أن يستخدم كل ما لديه من وسائل وأدوات لتحقيق مصلحته ولإحراز تقدم على أرض الواقع.
لكن ما سبق وذكرته من أخطاء للاخوان تكشف عن أنهم انتهازيون؟
- هى أخطاء وأخطاء فادحة غير أنهم يجب أن يتعلموا منها خاصة بعدما كشفت الوقائع عن أن بعض معارضي الجماعة.
أخطاء الاخوان سبب تراجع شعبيتهم
لكن هناك من يرى أن الاخوان يعيشون أيامهم الأخيرة؟
- من الصعب أن نقول ذلك، هذه جماعة ممتدة لها تاريخ طويل وجذور في بنيان المجتمع المصري وسبق وتلقت العديد من الضربات سواء في زمن عبد الناصر أو مبارك ونجحت في البقاء وفي امتصاص تلك الضربات، غير أنها في نهاية الأمر يجري عليها ما يجري على أي كيان بشري بحكم سنن التاريخ ومجريات الأقدار من تقدم وتأخر وتطور وانكماش.
وما هى الأخطاء التي ارتكبتها الجماعة خلال المرحلة الماضية والتي أثرت على شعبيتها.
أول تلك الأخطاء الانحياز الكامل للمجلس العسكري بعد تنحية مبارك وأسفر ذلك عن تقليص الوهج والألق الثوري وعدم المضي قدماً في استكمال الثورة ومن أبرز أخطائهم التناقض في المواقف فقد أشاروا من قبل وأكدوا على انفصال حزبهم عن الجماعة ولم يوفوا بعهدهم ثم وعدوا الجماهير والقوى السياسية بعدم التنافس على منصب الرئاسة ورجعوا في كلامهم ومن قبل أكدوا أنهم لن يسعوا للهيمنة على البرلمان وبعد ذلك ارتكبوا مزيداً من الأخطاء حينما سعوا للهيمنة على لجنة كتابة الدستور ليجلبوا على أنفسهم غضب الشركاء من القوى الوطنية المختلفة، مما كرس لدى الجماهير والنخبة معاً يقينا بأن الاخوان يسعون للحصول على كل شىء وهذا يتناقض مع ما روجوا له من أنهم ليسوا دعاة سلطة فقد بدا هذا الشعار في اعتقاد الناس أنه غير حقيقي بالمرة ومن ابرز اخطاء الاخوان التي أفقدتهم قدراً من الشعبية صمتهم عن الجرائم التي ارتكبت في حق الشهداء والجرحى وأحداث محمد محمود.
هل صُدمت في الجماعة أم أنك كنت تتوقع سلوكها هذا؟
- كنت أتصور وأرجوا أن تكون الجماعة عند ثقة الأمة فيها وألا تسعى نحو مكاسب خاصة بعيداً عن الجماعة الوطنية كما تضيف لرصيدها الوطني بشكل عام أمناً واستقراراً وحيوية ونهضة ولا ينتهي الأمر عند ما آل إليه.
طول عمر الاخوان هم متهمون بالانتهازية؟
- نسعى أن نعترف بأن المخالفين للاخوان والسلفيين بعد الثورة كانوا أكثر تحرياً للصواب في عدد من المواقف ولم يستمع اليهم الاخوان مثلما جرى التصويت على مواد الاعلان الدستوري «نعم» والترويج لذلك على نطاق واسع في مشارق البلاد ومغاربها ثم اكتشفوا بعد ذلك انهم ورطوا البلد في خطأ فادح بسبب المادة 28 من تلك التعديلات والتي ظلت القوى الوطنية باستثناء الاسلامية منها تحذر من خطورتها ولكن لا ينبغي أن تذهب في الاتهام بعيداً بحيث نتهمهم بالتخوين فالتاريخ يشهد بأن الاخوان جماعة وطنية وقفت في خندق الدفاع عن القضايا الوطنية ودفعت تكلفة كبيرة على مدار تاريخها.
أشعر في كلامك بحنين جارف للجماعة؟
- لا يمنعني الخلاف معهم أن أقول الحق الذي أعلمه بأنهم جماعة وطنية تهدف للخير.
ألا تطمح في العودة لصفوف الجماعة؟
- لقد استقلت وأنا مشغول حالياً بمشروع خاص يتمثل في انشاء جمعية هدفها تطوير الخطاب الديني والفقه الاسلامي.
المجلس العسكري راوغ الجميع
وهل انقطعت حبال الود مع الاخوان؟
- لم تنقطع فنحن أصدقاء يربطنا تاريخ طويل وهم إخوة في الدين والوطن.
هل تلاعب المجلس العسكري بالاخوان؟
- المجلس تلاعب بالجميع وضحك عليهم ولعب على الاسلاميين والقوى الثورية وقد نجح في أن يحقق الكثير من أهدافه ويجعل بعض الجماهير تكفر بالثورة ونجاح العسكر في ذلك بسبب وجود العديد من الأجهزة التي تعمل وتنسق معه ومن بينها أجهزة استخبارات عامة وحربية وأمن دولة والذراع الاعلامية وقوى من المثقفين كل ذلك كان له أكبر التأثير في نفوذ العسكر الذي استدعى كافة آليات ومؤسسات ما يعرف بالدولة «العميقة» من أجل هدف واحد هو تقويض المد الثوري.
وهل نجح في ذلك؟
- إلى حد ما نجح في أن يجعل فصائل من الشارع تفقد الثقة بالثورة كما نجح في اجهاض المد الثوري لكني أعتقد أن المرحلة القادمة سوف تشهد استدعاء لهذا المد بشكل كبير خاصة بعد وصول الفريق شفيق لجولة الاعادة في انتخابات الرئاسة فقد مثل ذلك دليلاً دامغاً على أن الثورة مهددة بفقد العديد من مكتسباتها وأن أعداءها يتوحدون ويعملون بنشاط ودأب لاعادة عقارب الساعة للخلف لذا فالجماهير مطالبة بترتيب صفوفها وأناشد الفرقاء في القوى الوطنية بأن ينسوا خلافاتهم ويعودوا للوحدة مجدداً.
وما حقيقة أن المجلس العسكري يحظى بدعم دولي يتيح له اقصاء الاسلاميين عن سدة الحكم قد يريح أطراف اقليمية مثل اسرائيل وبالطبع فإن البرنامج الوطني للتيار الاسلام السياسي يقف مع المقاومة وتحرير الاراضي المحتلة على رأسها القدس الشريف وبالنسبة للمجلس العسكري وسعيه لتقويض المد الثوري فهو ليس بحاجة إلى دعم خارجي فلديه أذرعته المتعددة التي تعمل في العلن والخفاء من أجل ذلك الهدف.
لكن الاخوان والفصائل الثورية ألم يعلموا بأن المجلس العسكري يتلاعب بهم؟
- بالطبع علموا ولكن الاخوان تحديداً يعرفون أن الصدام مع العسكر عواقبه وخيمة ليس عليهم فقط وإنما على الوطن بكل فئاته وليس ببعيد عنهم تجربة عام 65 التي كانت لها تأثير كارثي على الاخوان والتجربة الوطنية، وكان على الاخوان ان يخرجوا من هذه التجربة بدرس مفاده ألا يرتموا في احضان العسكر للنهاية وذلك لأنه لا يريد لمشروعهم أن يكتمل بناؤه.
المجلس العسكري والانفلات الأمني
إذن القوى الثورية الأخري كانت أكثر ذكاء من الاخوان؟
- بالطبع فقد أدركت تلك القوى أن مؤسسات عديدة تقف خلف المجلس العسكري تعد له الأرض وتحيك له المؤامرات التي من شأنها أن تجهز على الثورة ومكتسباتها.
وهل يقف العسكر خلف ما يشهده المجتمع من هزات اقتصادية وأمنية وتداعيات أزمات متتالية في الوقود والخبز وحوادث العنف؟
- المجلس يقف بقوة ويقبض بيد من حديد على تنظيم العنف وهو على دراية بكافة أذرعته وحينما يريد منعها من العمل يمنعها كما لو شاء أن يطلق لها العنان يفعل ألا تشاهد كيف أن الحال يكون مستتباً وألا تشهد البلاد حوادث عنف أثناء الانتخابات وكذلك الأمر بالنسبة لاختفاء البنزين والسولار، ألا يعلم العسكر من يقف خلف الأزمة بالطبع يعلم ولكنه يريد أن يصل للمجتمع برسالة سبق وأن أرسلها مبارك من قبل «إما أنا أو الفوضى».
إذن لن يقبل العسكر بمرسى رئيساً إذا جاءت به الصناديق؟
- أشك في ذلك وبداخلي سؤال هل تعتقد أن وزير الدفاع سيقبل بأن يؤدي اليمين أمام مرسي.
ولماذا لا يفعل ذلك ألا يؤمن العسكر بالديمقراطية؟
- «ضاحكاً بقوة وهو يضرب ساقيه بكفيه» إنت بتحلم.. وزير الدفاع يؤدي اليمين لمرسي.. إنت لو فكرت كده.. مخك.. مشيراً بيده على أن مخي خفيف.
قلت له وما البديل إذن؟
- الله أعلم لكن على حد علمي واجتهادي أن مصر مقبلة على هزات عنيفة ومرحلة من عدم الاستقرار ففي حالة فوز شفيق ستنزل الجماهير للشارع ولن يقبلوا بالنتيجة لأن معنى ذلك أن الثورة وما أعقبها أصبح بلا قيمة لأن شفيق هو أحد أبرز رجال النظام القديم وهو مرشح المجلس العسكري منذ زمن كما سبق وأعلن الراحل كمال الشاذلي.
شفيق خاطب الناس بلغة الأمن
بماذا تفسر حصول شفيق على ملايين الأصوات واحتلاله المركز الثاني بعد مرسي؟
- لعب شفيق على الهاجس الأمني الذي يعد أهم ما يرجوه المصريون الذين وجدوا أنفسهم أمام حالة من الانفلات المنظم، وبالتالي حينما لمسوا الصدق والمقدرة في كلام شفيق قرروا أن يمنحوه أصواتهم، فكثير من الجماهير تشعر بالخوف والذعر وهم لا يدركون أن المسألة مخطط لها بعناية من أجل دفعهم للتصويت للمرشح الذي اعتبر مبارك رمزه الأعلى.
لكن رعاية العسكر أو رضاؤهم عن العنف والانفلات المنظم يعد بمثابة خيانة للوطن؟
- ليس خيانة وانما تغليب لطرف على طرف منهم يرون أن مصلحة الوطن تتمثل في أن يبقي الحال على ما هو عليه سواء فيما له علاقة بكامب ديفيد أو نظام الحكم والوضع الاقليمي والدولي.. العسكر قد يرون أن المطلوب من الثورة قد أنجز بالفعل وهو إلغاء مشروع التوريث ودمتم لذا فهو يريد أن يقول للثوار سعيكم مشكور وكفاية لحد كده.. لكن الجماهير على علم بأنه اذا رضوا بشفيق فإن الثورة في عداد المفقودين.
وهل يرى العسكر أن مصلحة الوطن تتضمن بقاء مؤسسات الفساد والاستبداد تعمل؟
- هو مشغول بالاستقرار وعدم تعريض البلاد لتوابع قد تحدث له متاعب اقليمية والحفاظ على النظام الجمهوري ولأجل ذلك هو يريد رئيس يقبل بهذه التفاهمات ولا يثير معه المشاكل وشفيق هو الحل في هذا الاطار بالنسبة للعسكر.
وبالنسبة للفلول أيضاً؟
- طبعاً فهو ابن بار لذلك النظام الذي أنتجه مبارك وعصابته ومصلحة ميليشيات وقوى النظام القديم هى مع شفيق وليست مع مرسي.
فرص مرسي في النجاح
إذن في حال فوز مرسي لن يكون هناك استقرار؟
- بالعكس قد ينجح إذا ما تكاتفت معه القوى الوطنية وقد يحقق مفاجأة وينجح في أن يفي بوعوده.
وقد يتآمر عليه أعداء الثورة واللي بالي بالك؟
- من جهة التآمر ضده وارد للغاية وهو أمر قائم بالفعل.
إذن هل تشعر بأن مصر ماشية في سكة اللي بيروح ما يرجعش؟
- للأسف يحزنني أن أقول اننا في الحالتين سواء مع مرسي أو مع شفيق احنا داخلين في الحيط.
لكن مع شفيق الصورة كارثية؟
- بالطبع هي كذلك لأن شفيق لن يكون راغباً بأي حال في مكافحة فساد النظام القديم لأنه ترس في آلة هذا النظام وأحد منتجاته لذا أرى أن مرسي فرصه أفضل في إحراز بعض ما يصبو اليه المصريون.
ومارأيك في قرار البعض بمقاطعة الانتخابات؟
- هذا يصب في صالح شفيق وليس مرسي أنا أدعو الجميع للتصويت لمرسي من أجل حماية الثورة ومنجزاتها.
المجلس العسكري بقيادة المشير لماذا لا يريد أن يكتب اسمه في سجل التاريخ حينما نقل البلاد من الحكم الاستبدادي الى فضاء الديمقراطية؟
- العسكر لا يفهمون في الديمقراطية وكل نتاج المؤسسة العسكرية قائم على السمع والطاعة ولا يشغله سوى الاستقرار وعدم تعريض البلاد لأخطار خارجية.
هل منح العسكر نظام مبارك وعوداً بالنجاة من أحكام رادعة؟
- العسكر لم يكونوا راغبين في محاكمة مبارك وأولاده لولا ضغوط القوى الثورية ولولا المليونيات التي انطلقت في التحرير لكان مبارك مازال يرفل في نعيم شرم الشيخ بين السياح فتلك المليونيات هي التي أجبرت العسكر على أن يحضره.
لا أحد يعرف ما جرى بين مبارك والعسكر
هل تعتقد بوجود اتفاق سرى بين العسكر ومبارك لحظة خروجه من قصر العروبة؟
- لا أحد يعلم إلا الله والعسكر بما تم في تلك اللحظات غير أن عدم وجود رغبة في إعادة الأموال المنهوبة وضعف الاحكام والمحاكمات كل ذلك يعزز بوجود شىء ما، ومن المؤسف أن المحاكمة السياسية لمبارك لم تتم فهو لم يقتل فقط الثوار وحصد الثروات ولكنه سعى لتغيير النظام الجمهوري وهمش دور مصر الاقليمي وكل ذلك من قبيل الخيانة العظمى.
كيف تنظر للسلفيين حينما ساروا في درب الاخوان؟
- حزب النور له خط قد يتماهى مع الاخوان في عدد من القضايا وينفصل في قضايا اخرى فقد أصبح له شخصيته ويطور من خطابه وقد يتعاظم دوره خلال المستقبل.
وبالنسبة للاخوان؟
- الاخوان مثل موج البحر يشهد حالات مد وجذر وقد أثبتت المواقف التي مروا بها أنهم يمتلكون القدرة على امتصاص الضربات والمقاومة وخرجوا أكثر عزماً وقوة في العديد من المحن التي تعرضوا لها.
هل بالفعل لهم جناح عسكري؟
- لم يكن لهم جناح عسكري ولن يكون لأن في وجوده ضرر فادح بالجماعة منهم فصيل وطني يصيب أحيانا ويخطئ أحياناً أخرى بقدر اجتهادهم.
لكنهم بالرغم من حديثهم عن الديمقراطية إلا أنهم فيما بينهم شديدو الديكتاتورية؟
- هو فصيل يتسم بالتشدد في كل من يسعى للخروج عليه من أبنائه، وما يدفع قادة التنظيم لهذا الاتجاه حرصهم على ضبط إيقاع التنظيم وهو أمر مباح، وتلك المركزية في القرار كان لها الأثر في تحريك جسد التنظيم في اللحظات الحرجة كأيام 28 و29 يناير و2 فبراير قبل تنحي مبارك لذا فقد لعب الاخوان أدواراً مؤثرة بفضل الأخذ بمبدأ التشدد وإحكام القبضة على التنظيم.
إذن لا يقبلون بمبدأ الديمقراطية؟
- بالطبع يأخذونا بالديمقراطية واتضح ذلك في الكثير من المواقف أهمها عند ترشح خيرت الشاطر للرئاسة ومحمد مرسي.
لماذا لا يتم حل الجماعة؟
- من الممكن أن تتفرغ للعمل التربوي والدعوى والخيري ويترك العمل السياسي للحزب التابع لها.
خصوم الاخوان مع الدفع بمرشح الجماعة للفوز في الانتخابات الرئاسية من قبيل أن يتحمل الاخوان الفشل في إدارة شئون البلاد وبذلك لا يعودون للمنافسة مستقبلاً حيث سيكونون فقدوا ثقة الجماهير؟
- الأغلبية منحتهم أصواتها وقد يغفرون لهم الأخطاء خاصة إذا ما نجحوا في إحراز مشروعهم الوطني وتخليص البلاد من أزمتها الاقتصادية كل ذلك وارد ولا أعتقد أن الاخوان والتيار الاسلامي بشكل عام سيختفون من الساحة لا الآن ولا خلال المستقبل.
لكن خسائرهم التي منوا بها في معاقلهم بمحافظات الدلتا تؤكد أن الناس انفضوا عنهم؟
- ليس هناك معاقل للاخوان بالمعنى المفهوم، فأكثر المحافظات التي لهم أتباع فيها لا يتجاوز وجودهم الخُمس بأي حال ولكنهم منظمون ولا تعد خسائرهم في الدلتا علامة على تراجع وهناك محافظات ليس لهم تواجد بها ويحصلون على الأغلبية.
لكن شفيق ألحق بهم الهزيمة في عدة محافظات؟
- شفيق لعب على الهاجس الأمني كما هو معروف ودعمه في ذلك ما يعرف بحزب «الكنبة» الذي يرى أتباعه ان الثورة جرت عليه الكثير من الخراب كما أن هناك تنظيم الفلول الذي يمتلك سلاح المال والرجال والمحليات وجزء من الأقباط ودعم المؤسسة العسكرية.
هل حدث تزوير كما يروج البعض؟
- ليس تزويراً وإنما حدث توجيه للناخبين من خلال تلويث الثورة وتشويهها وتلطيخ سمعة الثوار وإثارة الخوف والفزع بين المواطنين، كل ذلك كان له التأثير على إرادة الناخبين فحدث الذي حدث وشاهدناه.
مارأيك في المطالب الوطنية للجماعة مقابل دعم مرسي؟
- هناك حق في الكثير من المطالب، أما مسألة حل الجماعة فهذا أمر غير منطقي، من الممكن المطالبة بتوفيق أوضاع الجماعة وأهم من ذلك لابد أن يكون هناك ضمانات كتعيين أبو الفتوح وحمدين صباحي نائبين بصلاحيات وليس مجرد شكل ولابد أن تكون الحكومة المقبلة تمثل الأطياف الوطنية وليست حكراً على الاخوان وشركائهم وقبل كل ذلك حل أزمة لجنة بإعداد الدستور بحيث تحظى بالتوافق العام، وكل ذلك سيجذب الرأي العام مجدداً نحو الجماعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.