* اتحاد الكرة المصرى فى حالة يرثى لها، ويكاد يتعرض للانهيار التام.. دون أن يهتم أحد، أو يحرك ساكنا.. تماما مثلما يحدث فى كل مكان فى مصر تقريبا، وكأن هناك مؤامرة يريد من يديرها أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة، لأنه ولا شك مستفيد من كل ما يجرى! اتحاد الكرة يعيش مرحلة "المكان اللى مالوش صاحب".. ولهذا كل من يريد أن يفعل شيئا، يفعله كما يحلو له، وكيفما يشاء، ولن يجد من يحاسبه.. أو حتى يراجعه، وقد تبدت هذه التفاصيل فى كل القضايا، ولكن أكثرها وضوحا، كانت فى عقد "أديداس"، الذى يموت البعض من أجل أن يتم توقيعه، ويمر بما وراءه من منافع، ودون أن يعرف الناس ما هو السر فى هذه المبالغ الكبيرة، التى لا يدفعها أحد دون أن يكون هناك مقابل لها.. ومثل هذه الشركات لا تضع المال إلا فى أوجهه الصحيحة، وهم لا يجاملون أحدا على حساب مصلحتهم، ومن أبرز نماذج التحلل الذى يضرب اتحاد الكرة، المباريات التى يلعبها منتخب مصر خارج البلاد، وأنا لست ضد أن يستعد المنتخب فى مثل هذه الظروف الصعبة، التى يمر بها البلد، أفضل استعداد للارتباطات الدولية المقبلة، لكن هناك فارقا بين أن يكون الاستعداد استعدادا حقيقيا، له فائدة فنية، وأن تتحقق من ورائه أيضا عوائد مادية.. أما أن تتكرر المهزلة بهذه الصورة فى كل مرة، وفى كل مباراة مع بلد مختلف، فهذا ما لا يمكن السكوت عليه، أو الصمت عنه!! منتخب مصر هو رمز الوطن فى كرة القدم، ولا يمكن بأى حال أن يذهب المنتخب، وكأنه يستجدى المباريات، أو يشحتها بهذه الصورة.. انظروا إلى الملاعب التى تقام عليها المباريات، ومنها مباراة منتخب لبنان الأخيرة، وتأملوا أسماء من يلعبون للفرق التى واجهها منتخب مصر، فى الأشهر الأخيرة.. أغلبهم لا علاقة لهم بمنتخبات بلادهم.. وربما منهم من لم تكن له علاقة بمنتخب بلده إلا يوم أن لعب أمام منتخب مصر فى هذه الأيام العجاف!! هناك فساد فى هذه المباريات يا سادة.. ولا يمكن القبول بالتفريط فى اسم مصر بهذا الوضع المهين، لماذا نقبل بمثل هذه المستويات من اللعب الودى؟ وهل يملك من ينظم هذه المباريات شجاعة الخروج علينا ليقول لنا إنه من يتولى تنظيم مثل هذه المباريات الفضيحة؟ لماذا لا يعلنون علينا أسباب عدم مواجهة منتخبات حقيقية بدلا من هذا الرديف الذى نراه فى كل مرة؟ ما هو المقابل الذى نحصل عليه عندما نلعب مثل هذه المباريات التافهة.. أم أنه سر من أسرار الدولة العليا؟! ما سر رضا الجهاز الفنى وصمته على كل هذا؟ هل هو راض عنه وقابل به ولا توجد عنده مشكلة؟ أم أنه تعلم مما جرى مع الجهاز الفنى للمنتخب الأوليمبي الذى انفتحت عليه النار لمجرد أن هانى رمزى مديره الفنى قال إنه يواجه فرقا وكان ذلك فى معسكر كوستاريكا يتم جمع لاعبيها من المقاهى؟! اتحدى لو رد أحد.. أتحدى لو حصلنا على إجابة، ولو عن سؤال واحد.. إنه الفساد يا سادة، إنه الانحراف فى أروع صوره، بعد أن تأصل فى البعض، وصار الأمر يجرى فى دمهم، ولم يعد ممكنا أن ينصلح حالهم أبدا، والحل الوحيد مع أمثال هؤلاء هو أن يتم إعدامهم على رءوس الأشهاد.. وبيد الشرفاء، والإعدام هنا هو أن تطولهم يد القانون، وتضربهم بكل قوة، حتى يتم التخلص منهم تماما.. إعلانا لوفاتهم معنويا، وأدبيا.. وواقعيا، ورغم ذلك لن تنتهى المشكلة، هل تعرفون لماذا؟ لأن الفساد فى اتحاد الكرة تشعب، وصارت له جذور، ولو أعدمنا واحدا.. فسيأتى لنا بدلا من الواحد عشرة!! * هل ما جرى فى الرياضة المصرية هذا الموسم أمر مقبول ومنطقى؟ هل يمكن أن يحدث الشىء نفسه فى أى مكان آخر فى العالم؟ هل من المعقول أن يصدر حكم بالإعدام على مجال بالكامل بهذه الصورة بدعوى أن هناك قصاصا لابد منه؟ من الوارد أن يحدث ما جرى عندنا فى أى بلد آخر.. وممكن جدا أن يتكرر نفس الشىء، ولكن المؤكد أن هذا لن يحدث أبدا فى بلد متقدم.. أو محترم، لأن البلاد المتقدمة المحترمة تحكمها قواعد واضحة، وقوانين صارمة، ورؤى محددة، ولا يمكن أن يحدث فيها الغوغائية التى تحدث عندنا، بدعوى الثورة والحصول على الحقوق.. خسر "ساركوزى" الانتخابات الرئاسية فى فرنسا فخرج بكل بساطة ليقول: لقد اختار الناس رئيسهم، وانتهى الأمر عند هذا الحد، مع أنه منصب رئاسى، ولدولة ليست بالقليلة، ولكنه التحضر، والالتزام بثوابت المجتمع، والقبول بالقواعد العامة التى تحكمه، بينما هنا.. هناك من وقف فى الشارع ليقول لك، لن تلعبوا حتى يتم القصاص، حاجة كده على وزن.. إن كان عاجبكم، مع أن هذا وآلاف من عينته لا يمكن أبدا أن يتحكموا فى مصائر الآخرين، إلا لو كان الجو العام مرتبكا ومشوشا، ويسمح لمثل تلك الأصوات بأن تعلو هكذا ولا تجد من يوقفها عند حدها.. لأنه فى الظروف الطبيعية، وعندما تقال مثل هذه الجملة، لابد أن ينال صاحبها العقاب المناسب فى التو واللحظة، وبأشد وسيلة ممكنة حتى يعرف جيدا أنه دخل منطقة خطرة ومحظورة.. أما وأن الأوضاع فى مصر لا تسر عدوا ولا حبيبا، فمن الطبيعى أن يقول أى "حد".. أى "حاجة"، ويعمل أى حاجة، ويتوقف النشاط، وتنهار الرياضة، و"مافيش راجل واحد قادر يتكلم".. أوليس الأمر بغريب حقا؟ نعم هو كذلك.. والكارثة أن الكل يرى المشهد، ويعرف التفاصيل، ولا يتحرك.. قمة قلة الأدب!! * كان ياما كان فى لجنة اسمها الشباب والرياضة فى مجلس الشعب.. أعترف بأنها لم تكن تفعل الكثير، لخدمة الرياضة، بل كانت مسيسة، ويشوبها الكثير مثل كل الأشياء فى مصر.. ولكنها كانت تقول أحيانا نحن هنا، وهذا ما نريد أن نسمعه من اللجنة الحالية، على الأقل وهناك كلام عن قانون جديد للرياضة.. بس خلاص!