145 ألف للطب و75 للهندسة.. المصروفات الدراسية لكليات جامعة المنصورة الجديدة    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    سعر الذهب اليوم الخميس 31 يوليو 2025.. عيار 21 بكام الآن في الصاغة؟    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: إعلان حركة رؤساء مباحث الثغر.. وزوج يطعن زوجته بالمحكمة لرفعها قضية خلع ضده    بعد المشاركة في تظاهرات بتل أبيب ضد مصر.. كمال الخطيب يغلق التعليقات على «إكس»    الخارجية: لا توجد دولة بالعالم قدمت تضحيات للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر    منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة    البرتغال تدرس "الاعتراف بدولة فلسطين"    سانشو يخطط للعودة إلى بوروسيا دورتموند    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    هويلوند: مستمر مع مانشستر يونايتد وجاهز للمنافسة مع أى لاعب    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق أسوان الصحراوي الغربي    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    إزالة إشغالات وأكشاك مخالفة وعربات كارو ورفع تراكمات قمامة خلال حملة موسعة في القليوبية    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    ترفض الانكسار.. مي فاروق تطرح أغنية «أنا اللي مشيت» من ألبوم «تاريخي»    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    جامعة بنها تعقد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشري    ب مكونات منزلية.. وصفة سحرية لتنظيف القولون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    جثمت على صدره.. الإعدام لربة منزل قتلت طفلها انتقامًا بالبحيرة    اسكواش - دون خسارة أي مباراة.. مصر إلى نهائي بطولة العالم للناشئات    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    رئيس جامعة دمياط يترأس اجتماع مجلس الجامعة بجلسته رقم 233    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صيدلى بالمستشفى الميدانى يروى شهادته على مجزرة رابعة

روى أحد الصيادلة في المستشفى الميدانى برابعة العدوية أثناء مجزرة الفض شهادته على أحداث المجزرة لشبكة رصد في إطار سعى الشبكة لتوثيق مجازر الفض في رابعة العدوية و النهضة .
قال الشاهد الذى رفض ذكر أسمه إن وقت شهادته ينحصر بين الساعة السادسة صبحا يوم الاربعاء و حتى الساعة التاسعة و النصف مساء من داخل المستشفى الميداني و المركز الاعلامي وشارع الاوتوستيراد من ادارة المرور و جزء من شارع الطيران و مركز رابعة الطبي و قاعة 2 خلف المنصة ، محيط مركز رابعة الطبي و مسجد رابعة و مسجد الإيمان.
وأضاف الشاهد أن شهادته من الأماكن التى تواجد فيها ،معللا ذلك " مش كل حاجة طبعا ، كان كل متر في الميدان ليه ناس شاهدة عليه و ما حدش يعرف اللي حصل فيه الا الناس دي ، لأن نظرا لضرب النار اللي كان في كل الحتة ، التحرك في الميدان كان محدود جدا و كل ساعة كان بيحصل حدث مختلف عن التاني حتى اللي اتنقلي من ناس كانوا معايا و اعرفهم كويس هاقولكوا ده اتنقلي منهم" .
وأكد الشاهد انه حتى الساعة 9:45 تقريبا كان الميدان كله احترق ماعدا مركز رابعة الطبي و المركز كان له بابين ، باب وصل إليه الجيش والداخلية ناحية شارع موازي لشارع الطيران ، وباب اخر خلف المستشفى والمنصة, مشيرا أن المعتصمين الذين كانوا عند البوابات لم يكن يتحرك منهم احد في اول 6 ساعات على الاقل الا في حالتين ، إما بينقل اخوه المصاب و اما بيلقى طوب .
و في ذات السياق قال الشاهد ان الاحداث بدأت عندما قال احدهم في مخزن المستشفى الميداني الدور الأول "اصحوا فيه طوارئ ،طوارئ ايه يا عم الصبح طلع ، ما هو كل شوية بيقول هيفض و بعدين هو مش غبي عشان يفض والشمس بتطلع صحيت و نمت تاني و صحيت الساعة 6 على صوت ضرب النار ،عارفين صوت الكلاشينكوف بتاع condition zeroصوته بيعمل تكة حادة ، مش صوت ضخم ، اهو الصوت ده اللي فضلنا نسمعه 12 ساعة متواصله بالإضافة لصوت فرقعة كل شوية مش عارف كان ضرب نار ولا قنابل غاز او حاجة تالتة" .
وأضاف في صيدلية الطوارئ داخل المستشفى الميداني "م تجهيز المعدات الطبية اللازمة للأطباء والممرضين لإسعاف المصابين بصورة مستمرةسامعين لسة صوت ضرب النار ، ابتدى يبقى فيه دخان في الميدان ، الغاز بيخش المستشفى بصورة كثيفة ، النور مقطوع طبعا من زمان و شغالين على المولدات ، لبسنا اقنعة الغاز جوة الصيدلية ، الحالات تتوالى و الصوت يرتفع ، جراحة 1 ، اخونا ضربوه بالنار ، الله أكبر . بصورة مستمرة غير منقطعة ، ام دخلت الى الصيدلية لتحتمي مما يحدث في الميدان فضلت اكتر من نص ساعة من غير انقطاع تقول كلمة واحدة ، الله أكبر فضلنا تقريبا لحد الساعة 8 او بعديها و صوت الطلق الناري و حالات جراحة 1 لا تنقطع"
وأكد الشاهد أن الاسعاف كان لحالات الطلق الناري فقط إذ دخل مصاب بخرطوش في عينية لم يتم التعامل معه لان لم يكن هناك وقت ,ذ بخرطوش في عينيه ، مافيش وقت و سمعنا من الاطباء أن قوات الجيش والداخلية وصلت لادارة المرور و دي جنب المستشفى على طول.
وأوضح قبل إأخلاء المستشفى الميدانى جاء مسئول كبير بالمستشفى وقال "هزوا نفسكوا للإخلاء ، ما حدش يسيب او ياخد اي حاجة تدل انه كان في المستشفى, احنا جوة مش مصدقين ان احنا هنخلي المستشفى وفاكرين خلاص ان ده معناه ان احنا هنسيب الميدان قطعنا اي حاجة و مسحنا من على موبايلاتنا ساعتها اي حاجة تدل على اننا كنا في المستشفى ، الاطباء كانوا موجودين لسة بيعالجوا المصابين و بيحولوهم على مركز رابعة ، الدم مالي ارض المستشفى, و خرجنا من الباب الخلفي و ده يوصل لحتتين ، شماله المرور و يمينه قاعة " .
وتابع حينها "صلنا ان الناس رجعوا الجيش والشرطة لحد طيبة مول تاني ، المصابين بيتنقلنا منهم المستشفى و اخرون على الارض بين شهيد و مصاب وبعض الدكاترة لسة موجودين في المستشفى بيسعفوا لسة المصابين".
وأكمل حديثه" في محيط الباب الخلفي للمستشفى الميداني في حدود الساعة 9 صباحا كنا بنكسر طوب عشان نوديه على الباب ، بنحدف طوب كتير منه بيوصل لينا اصلا ، الانتقال الى اسعاف الجرحى الى قاعة 2 ، المصابين بالطلق الناري لايزالون يتوالون ، صوت الرصاص لا يزال مستمر ، تكسير الطوب مازال مستمر ، القتلى و الجرحى بالطلق الحي يتوالون بصورة دائمة".
وتابع " اسعاف المصابين في قاعة 2 مازال مستمر ويتوالى المزيد بصورة مستمرة أمام قاعة 2 ، لقيت مصاب بيقولي هاتلي شاش احطه على رقبتي ، بابص علي رقبته ، افتكرته اتدبح ، هو ازاي واقف و بيكلمني ، قالي ما تخافش ، الدكاترة قالولي ان الرصاصة جت سطحية و قطعت وريد بس مش اكتر ، حط عليها شاش و كمل ، واقف عادي زينا ، لقيت دكتور في الصيدلية بيقولي نزل الراجل ده على الأرض ، واخد رصاصة في رجله ، المنظر بشع ، اثناء ما بنجيب ادوية من المخزن اتضرب جنب المستشفى غاز ، غاز غير طبيعي ، مش زي اي غاز لما باشمه مسيل للدموع ، لأ ، اول ما اشميته كنت باتخنق وطلعنا نجري و بعدنا عن المكان".
و أوضح" حاولنا العودة الى المستشفى الميداني كنا بننقل ادوية من المخزن لقاعة 2 ، واحنا رايحين المخزن بنبص على المستشفى لقينا الناس بتنضفها و تمسح الدم و لما دخلنا تاني ، و الدكاترة بيسعفوا المصابين ، بيتنقل لينا مصابين جدد ، حسينا براحة نفسية عالية جدا ، مع ان الجيش رجع طيبة بعد ماكان واصل للمستشفى ، و رجوعنا المستشفى بعد اخلاءنا افتكرنا خلاص انه يأس ودخولنا على الظهر قلنا خلاص هو يأس و مش هيفض الاعتصام".
" قعدنا من نص ساعة لساعة جوة ، وبعدين قالوا في المستشفى ان كل الصيادلة هيتنقلوا يشتغلوا في مركز رابعة الطبي و هننقل الأدوية هناك ، في محيط المستشفى شفت ولد 3 ثانوي شغال امن في المستشفى اخد خرطوشة في عينه , في الوقت ده كان عبدالفضيل بيكلمني في التليفون و كنت باوصفله المصابين اللي داخلين علينا ساعتها ", حسبما قال الشاهد .
و قال الشاهد انهم اخلو المستشفى الميدانى للمرة الثانية , موضحا " كلنا بنجري ننقل الأدوية من المستشفى الميداني و المخزن لمركز رابعة الطبي ، بعض الأطباء لسة بيسعفوا مصابين ، الدم على الأرض في كل حتة ، مركز رابعة علشان نوصله بنطلع من الباب الخلفي للمستشفى و بنخش قاعة 2 و بنطلع من الباب التاني و نقطع مسافة حوالي 15 متر فيها خيام عشان نوصل لباب المركز من ناحية المستشفى الميداني ضرب الكلاشينكوف لسة ما وقفش ، نفس الصوت ، اللي سمعناه من الساعة 6 الصبح ".
و أضاف"دخلنا المستشفى رابعة الطبي بالأدوية اللي شايلينها انا و عبدالمحسن (صيدلي دفعتنا من جامعة تانية ) ، طلعنا الدور الخامس قسم العظام ، باب المستشفى عبارة عن سلم بالعرض بيوصل للباب و بعدين سلم للمستشفى ، مليان ناس شايلين ناس بين قتلى و مصابين ، طلعنا الدوا الدور الخامس ، قسم العظام (طبعا المركز كله كان شغال جراحة ) ".
"الدور الخامس و ده كان اهون حاجة ، لأن غالبا المصابين كانوا بيتنقلوا في الأدوار القريبة ، الاستقبال و غرف المرضي ، غرف المرضى شفت فيه اللي واخد رصاصة في رجله و شفت اللي واخد رصاصة في بطنه و عمال يقول كلمتين هاتولي مسكن هاتولي دكتور و ايه الاحوال دلوقتي ضرب النار حوالينا من مباني وزارة الدفاع ، اللي بيبص من الشباك لازم يستخبى ورا الستارة عشان ما يجيش فيه قناصة ، الوقت تقريبا كان الساعة 2 ، مدرعات الجيش قربت جدا في ش الطيران من ناحية الحرس ووقفت ، وراها حواجز وناس لسة صامدة ما مشيوش ", حسبما ذكر الشاهد.
و تابع " و بعدين في الانتظار في الدور الخامس ، لقيت واحد بيعملوله تنفس صناعة بجهاز كدة يدوي ماعرفوش ، و فجأة لقيت جزء من مخه باين و طالع دم كتير اوي ، راح الدكتور ربط دماغه بقطن كتير اوي و رباط ضاغط ، بقول لعبدالمحسن ده مضروب برصاصة في دماغه ازاي عايش ، ما كملش دقيقة و مات ، واصوات اللي بينقلوا المصابين ، دكتور جراحة ، دكتور جراحة ، و مافيش دكاترة ولا فيه معدات وفضلنا لفترة عمالين ننقل ادوية من المستشفى و مخزن الصيدلية بالمستشفى ، مصطفى خريج صيدلة القاهرة اخد خرطوشة في ظهره في مخزن المستشفى ، صوت الكلاشينكوف لسة ما بطلش".
" صلينا العصر انا و محسن في اوضة احد المصابين ، لقينا مصاب تاني بينقلوه عامل مجرى دم في المكان اللي بيعدي عليه ، مافيش مكان ، قعدوه جنب مصاب تاني ، واخد رصاصة في صدره ، محسن قاللي ال hestrilخلص ، عبارة عن بلازما بتتعلق للمصاب بتسعفه لحد ما يتنقله دم ، تعال نجيب من المستشفى ، كنت خايف جدا ، قلتله طيب ما نجيب من اي دور في المركز ، قاللي يالا يالا ما تخافش ، نزلنا نجيب من المستشفى ، وانا عمالي استعجل فيه ، ضرب النار فوقينا في كل حتة ، وطي دماغك يا محسن ، بسرعة يا محسن ، جبت كرتونة hestrilوشوية محاليل و قلتله يالا بينا ، هو استنى في المستشفى قالي هدور على حاجة مهمة تانية محتاجينها في المركز ، اسبقني انت" , حسبما اوضح الشاهد.
و اكمل حديثه " رايح المركز الطبي ، معايا كرتونتين واحدة هستريل وواحد محاليل ، و انا طالع من الباب التاني لقاعة 2 لقيتهم بيقولوا بيضربوا نار على المستشفى ، كان قصدهم المركز لكن ماعرفتش كدة ساعتها ، وصلت قدام السلم بتاع المركز ب 3 متر و حصل ساعتها كل قذارة تقدروا توصفوها في الدنيا : صوت عالي : دكتور دكتور ، عايزين دكتور ، لسة صاحي ماماتش ، عمالي ينزف ضرب نار على باب المستشفى ، بابص قدامي ، وسط الخيم على باب المركز ، لقيت حوالي 7 واقعين على الأرض ، اتضربوا بالنار على باب المركز ، وهما بينقلوا المصابين ، ماتوا و اللي حي منهم فضل ينزف لحد ما يموت ، و صوت دكتور دكتور لسة بيتقال، وفجأة صوت عالي لواحد بيصرخ قدامي : آه كتفي ، أخد رصاصة في دراعه ".
و أضاف"بعدها لقيت 4 بنات موجودين عمالين يعيطوا وواحدة بتدعي يارب لا نزيد الا الشهادة ، كانت بطلة بجد ، كانت ثابتة و الرجالة حواليها خايفين كل شوية ضرب نار و كله بينبطح على الأرض ، حالة رعب ،كان خلاص يقين تقريبا ان كلنا هنموت هنا ، وبعدين بطلوا ضرب نار على المركز ، مش عارفين هما بيضربوا منين بالظبط ، كنا بنشوف بس الناس بتقع حوالينا ، طلعت اجري بالكرتونتين وسط شوية ناس كانت برضه عايزة تطلع المستشفى بتنقل مصابين ، بقول لواحد عديني بسرعة عايز اطلع دوا ، و بعدين ضرب النار اشتغل ، اللي حواليا وقعوا و انا مش عارف رجعت المكان اللي كنت فيه تاني ازاي ".
و تابع" لقيت واحد مضروب برصاصة في خده نايم قدامي و مش عارف اعمله اي حاجة ، وبعدين لقيت عصام ، خريج علوم كان معانا في الصيدلية ، و كنت كملت معاه بقية اليوم ،
واستطرد " المهم بعديها بشوية ، ضرب النار اتوقف وسمعت ناس بتقولي خلاص ادوا امان انهم مش هيضربوا نار على المستشفى ، طلعت اجري على السلم و اخدت اللي باقي من الكرتونتين اللي ماسكهم ووقعوا على السلم في اول مرة و جريت على المركز و انا باجري لمحت عربية امن مركزي على الباب التاني للمركز مصوبين سلاح ، بس ما ضربوش نار المرادي ، عرفت ساعتها ان الراجل اللي كنت بحارب عشان اعدي منه عشان اطلع الدوا والضرب اللي من المباني ما يجيش فيا ،ولما سمعت صوت ضرب النار رجعت مكاني تاني ، عرفت ساعتها اني لو كنت بص وصلت لباب المستشفى كنت اتصفيت بالرصاص ، كنت رايح للقتل و انا فاكر انه امان و رحت للأمان وانا فاكر انه قتل ".
" في الوقت ده محمد رجب كان بيكلمني كل شوية بيطمن عليا وبعدين طلعت المستشفى ، الدور الخامس اللي كنت فيه ضربوا عليه قنابل غاز ، الناس طالعة تجري ، المصابين اتخنقوا فوق ، ماتوا ، عرفت ان الغاز تزامن مع ضرب باب المستشفى ، طلعت الدوا اللي معايا على الدور الرابع ، الدور الخامس كدة خلاص ، ربنا يرحم المصابين اللي كان الدكاترة بيحاولوا يسعفوهم اتضربوا بالرصاص و ماتوا مخنوقين" , حسبما ذكر الشاهد .
و مضى قائلا " الدم في كل حتة ، المصابين في كل حتة ، لقيت د .حسن صيدلي معانا في المستشفى بيقول فيه واحد في الصيدلية تبعنا خد بالك منه اهوخريج السنة اللي فاتت ، كنت فاكر اني كنت باتكلم معاه اني لو عايز اشتغل في نوفارتس اعمل ايه لانه كان شغال هناك ، احمد كان واخد رصاصة مش فاكر فوق عينيه ولا تحت عينين من الجنب اليمين عمالي اقوله انا اسلام فاكرني ، متعلقله هستريل ، كل ما اكلمه يقول رافع السبابة بالشهادة ، واحنا واقفين في الدور الرابع خايفين في ساحة الانتظار اللي بتودي على غرف المرضى خايفين نقوم نقف عشان ما نتجابش بالقناصة ، رحت الصيدلية بتاعة الدور الرابع ورحنا لكام مريض وبعدين ما لقيتش احمد ، ماعرفش لحد دلوقتي اذا كان شهيد ولا لأ".
و تابع "الشهداء على الأرض ، الدم في كل حتة ، المصابين على الارض ، ضرب النار لسة ما وقفش ، مافيش دكاترة كفاية ، كل اللي نعرف نعمله لما يكون فيه مصاب بيتألم نديله حقنة فولتارين ، واحد بينده دكتور دكتور ، معانا مصاب واخد رصاصة في ظهره طالعة من صدره ، بعديها بربع ساعة لقينا دكتور جراحة ، لما قلناله لقيته بيبصلي بيأس ، كأنه بيقول هاعمله ايه يعني".
و مضى " لقيت بنت من 20 ل 25 سنة و معاها اخوها او حد تعرفه مرمية على الأرص في غرفة مرضى ، اخدت رصاصة في القصبة اليمين ورصاصة في القصبة الشمال ، المهم اتحطت على نقالة و كنا بننقلها لسرير في العناية المركزة في الدور التالت ، و لكم انت تتخيلوا حجم الألم بس واحنا بننقلها ، صراخ عجيب من الألم مع ثبات و توكل على الله أعجب ".
و تابع " بعد ما نقلناها لقيت عصام بيكلمني ، كان هو مفروض طالع معايا بس عرفت بعديها انه ما جاش ورايا عشان بيسعف مصاب ، قالي انا مستنيك في نفس المكان يا اسلام ، الناس كلها مشيت ، سيطروا على الميدان كله ، قلتله لو نزلت هما واقفين قدام المركز وهيضربوا علينا نار ، قالي خلاص ، ما بيضربوش نار دلوقتي ، المهم قابلته على الدور الأول في المستشفى ، قالي الصيادلة اللي كانوا معانا في المستشفى بخير ، و خرجوا من الميدان وهما عند مسجد الايمان في مكرم دلوقتي ، قلتله هنعمل ايه يا عصام ، هنمشي ولا هنقعد ، قالي هنقعد ننقل المصابين من فوق" .
"طلعنا فوق تاني و بدأنا بالدور السادس ، الساعة دلوقتي تقريبا 6 المغرب ، ضرب النار قل شوية ، الناس مرمية على المستشفى في كل حتة ، بدأنا بالدور السادس عشان ننقل المصابين ، كان فيه اسعاف ابتدى ييجي تحت ، اعتقد ساعتها كانوا سيطروا على المستشفى بس ما طلعوش فوق ، لقينا في الدور السادس دكتور واخد رصاصتين في بطنه و جنبه ولاده الاتنين بيعيطوا عليه مش عارفين يحركوه ولا ينقلوه ، ولقينا راجل كبير واخد رصاصة في رجله اليمين مدمراله الأعصاب كلها فقد الاحساس بيها ، ولقينا قطة حامل رجليها اليمين الامامية مكسورة ، جت امسكها خربشتني ، عصام مسكها و نزلها لحد الدور الرابع و كملت طريقها" , حسبما ذكر الشاهد .
"لقينا مصاب بيقولي ما تسيبونيش هنا لوحدي ، الناس كلها مشيت ، لقينا مصاب تاني جايبنله نقاله ، وما عدا ذلك في الدور السادس قتلى بالرصاص الحي في كل حتة ، في غرف المرضى ، على الأرض ، بنعدي من فوقيهم عشان نلحق المصابين ، المهم كلهم اتنقلوا ماعدا الراجل اللي كان معاه الاتنين ولاده قالولنا احنا كلمنا قرايبنا هننقله دلوقتي ",
"نزلنا الدور الخامس ، اللي كانوا حدفوا عليه قنبلة غاز ، لقينا عدد الشهداء كتير جدا ، كان فيه تقريبا اتنين بس لسة فيهم نبض ، واحد كان واخد رصاصة في فخدة عمالي يتألم طول ماحنا بننقله ، والتاني مش فاكر ،لقينا عم احمد ، من الشرقية ، واخد رصاصة في اعلى رأسه ، شهيد ، و تليفونه بيرن ، مش قادر ارد على اهله و اقولهم مات ،ناديت على عصام اخد التليفون ورد عليهم وقالهم عم احمد نحسبه عند ربنا من الشهداء ، موجود في مركز رابعة الدور الخامس ، اتنقل المصابين من الدور الخامس مخلفين شهداء كتير جدا ورانا ، اول ما نزلنا الدور الرابع لقينا مصاب مرمي على الأرض ،قالنا انا بقالي 3 ساعات مرمي ، كل ما ننزل دور تحت نلاقي عدد القتلى يتضاعف و عدد المصابين برضه ، نقلوه لتحت و تحت الاسعاف جت اخدته"
"منظر فظيع ، الميدان بالكامل يحترق ، عصام صوره بس الصورة مش واضحة ، الميدان بالكامل ، النار في كل مكان ، نزلنا الدور التالت و ده كان فيه ناس بتنقل المصابين والشهداء ، الدور الأول و التاني و التالت ، نزلنا الدور التاني ، عدد الشهدا بيتضاعف ، شفنا جثة محروقة ، هيكل عظمي اسود ، المصحف بين صدره ، قتل و حرق و هو يقرأ في المصحف الدور الأول ، عدد الشهدا بيتضاعف ، المسعفين موجودين في كل حتة ، وبعدين نزلنا للدور الأرضي".
"نازل انا و عصام للدور الأرضي ، الساعة 7:45 مساء ، مش مدركين لحد دلوقتي ان الميدان كله اتسيطر عليه ، و مش مدركين انهم سيطروا على مركز رابعة ، لسة نازلين على الأرضي ، فوجئنا بيهم قدامنا ، بس ما كانوش موجهين نفسهم للسلم ، الحق يا عصام ، دول سيطروا على االمستشفى ، لقيته هادي جدا ، منظر القوات اللي كانت مسيطرة ، واللي كانوا قبل كدة اظن على باب المستشفى بيضربوا نار على الباب التاني لابسين اسود و ماسكين اسلحة مدهونة اسود و قال ايه حاطينلي فوق لبسهم . تي شيرت policeزي تيشيرتات التدريب كدة ، بوليس ، انتو هتستعبطوا ، ده منظر داخلية ، المهم نازلين و خلاص في وشنا و ايقنت انها حاجة من الاتنين ، يا يقتلونا ، يا يعتقلونا ، عصام ثبتني في الموقف ده و حاولنا بأقصى درجة نبينلهم ان احنا مش خايفين منهم".
"عدينا قدامهم عادي و طالعين من الباب ، لقيت واحد من العمالقة دول بيقولنا "الخروج من هنا مش من هنا " ، وبعدين خرجنا من الباب التاني ، اللي كانوا الساعة 4 بيضربوا منه نار ، وبعدين لقيت عصام واقف مع واحد منهم ، يالا يا عصام ، يالا يا عصام ، لقيته مش عايز ييجي ، رحت وقفت معاه ، لقيته بيسأل العملاق ده المصابين نوصلهم ازاي هنروح فين ، والراجل لسان حاله ، انت مش خايف مننا ، ما بيقولش غير اتصرف انت ، او اتعامل مع الاسعاف, وبعدين بصيلنا نظرة تشفي ، وقالنا مش كفاية اللي بتعملوه في البلد ، اللي انتو بتعملوه ده صح ، مش كفاية اللي عملتوه ، و عينيه بتقول مش كفاية اللي حصل فيكوا مش تتلموا بقى ".
"قلتله على فكرة انا صيدلي و بطاقتي اهي ، بص في بطاقتي ، و بعدين بصلي بنظرة اذبهلال و كأن عينيه بتقول امال بيقولوا عليكوا ارهابيين ليه ، سكت شوية و بعدين قالي بلهجة مكتومة على فكرة كلنا ولاد ناس ،
وبعدين خرجت انا و عصام من منفذ الخروج ، الحتة الصغيرة اللي في الميدان اللي سمحوا بعد الساعة 7 تقريبا الناس تخش يجيبوا المصابين و الشهدا ، مش عارف هل هو افتكرنا بننقل مصابين ، بندور على مصابين ، الرصاص خلص عنده ، مش عارف هما سابونا ليه ساعتها" .
"طلعنا من المركز ، مدرعات جيش ، جنود جيش ، عربيات امن مركزي ، طلعنا قدام شوية ، الميدان مليان جثث ، كلهم مرميين على الأرض ، الميدان كله مولع, انا بوصف حتة صغيرة جدا ، اخر حتى اقتحموها ، ماعرفش باقي الميدان المنظر كان عامل ازاي ، بس هو كان مولع بالكامل عدا المسجد ومركز رابعة الطبي الساعة 7 ، جثث يمين و جثث شمال ، جثث الناس اللي ثبتت مكانها و ما سابيتش الميدان و ده كان حال معظم اللي كان في الميدان ، اتبادوا عن بكرة أبيهم ".
"طلعنا و مشينا لحد مسجد الايمان في مكرم عبيد ، الناس اللي كانوا في الميدان و نجوا من عملية الابادة كان معظمهم هناك ، في النص لقينا اتنين قالولنا انتوا جايين من رابعة ، بنحكيلهم ، مش متخيلين حتى انهم ضربوا خرطوش دونا عن الرصاص الحي، وصلنا مسجد الايمان حوالي الساعة 8:45".
في مسجد الايمان " كنا بنكلم بعض وبنقول لو السيسي عايز ينهي الأمر يبقى افضله يبعت قوات و تبيد الناس اللي في المسجد زي ما ابادوا اللي في رابعة ، لأنهم هيكون جواهم كمية حقد و انتقام للي حصل ، للي شافوا اللي ما يتشافش ، شافوا اخواتهم بيموتوا ، شافوا الموت بعينيهم و ربنا قدر ان دول ينجوا ، لفينا الناس بتنقل الجثث لمسجد الايمان ، عرفت انهم من الساعة 7 كدة سمحوا للناس تنقل الجثث و المصابين ، وبعدين حصل موقف كدة و لقيت عصام بيقولي هنروح رابعة تاني وانا بقوله مش جاي معاك ، حد ينجوا من اللي حصل و يرجع برجليه ، المهم رحنا تاني في الآخر ، وصلنا رابعة تاني حوالي الساعة 9:45 ".
الرجوع مرة اخرى الى ميدان رابعة "رجعنا تاني رابعة ، دخلنا نشوف المسجد و المصابين اللي جوة ، لقيناه بيولع ، احنا لما سيبناه اول مرة ما كانش فيه حاجة و كان الجيش مسيطر ، طيب ولعوا فيه ليه ؟ ؟ ، و لقينا المطافي واقفة ، طفوا المسجد ، يردوا علينا و يقولوا ما خدناش اوامر، اوضة امام المسجد كانت في الوش ، على يمينها المسجد مولع ، على شمالها تقريبا ملحق بالمسجد لسة ما ولعش ، في نفس المكان ، بابص على شمالى و باولع الكشاف ، لقيت واحد بيبصلنا نظرة لكوا ان انتو تتخيلوها ، ما بيتكلمش ، ما بيقولناش طلعوني من هنا النار هتيجي فيا ، ما اتكلمش الا لما سألته ، انت كويس ، كان قاعد حتى ما كانش نايم ، قالي ما تنقذنيش ، انا ايدي و رجلي اتكسروا و هاطلب منك طلب بس ، قلتله ايه ، قالي عايز بق مية اشربه قبل ما اموت ، كان قاعد محبط ، كان عايز فعلا يموت ، اعتقد انه مكلوم ، اعتقد انه شاف حد عزيز عليه مات ، كان مصدوم صدمة نفسية غير طبيعية خلته حتى ما يهموش ان الدنيا بتولع حواليه و مش هامه ، عايز يموت, نادينا على الإسعاف ، اخده و نقله ، راح فين بعد كدة ، ماعرفش اي حاجة".
العودة الى مسجد الايمان " ابتدت عملية نقل الجثث في العربيات الملاكي لأن الاسعاف كانت بتنقل لاماكن تانية ، من رابعة لمسجد الايمان، وبعدين قالوا فضو المسجد ، كل الشهداء هيتنقلوا فيه ، اللي اتنقل بس من المركز الطبي و الحتة الصغيرة اللي كنا فيها لحد الفجر بس اكتر من 500 جثة ، غير كل الميدان اللي كان مليان جثث مرمية على الأرض ، غير كل مباني الميدان اللي الجثث اتحرقت جواها ، عدد اللي ماتوا لا يحصى ، لو قلتلي 5000 مثلا في رابعة هقولك قليل ، قليل جدا ، لك انك تتخيل ان الميدان بطوله بعرضه مليان جثث على الارض ، غير اللي اتنقلوا في مكان ما نعرفوش غير اللي اتولع فيهم جوة المسجد وجوة المباني ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.