تعرف على سعر الدولار اليوم الخميس 2 مايو مقابل الجنيه    وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره الإسرائيلي مفاوضات صفقة تبادل الأسرى واجتياح رفح    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    عاجل.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز الغاني    رياح وشبورة.. تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 2 مايو    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    التحضيرات الأخيرة لحفل آمال ماهر في جدة (فيديو)    ما الفرق بين البيض الأبيض والأحمر؟    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    أول ظهور ل أحمد السقا وزوجته مها الصغير بعد شائعة انفصالهما    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني يواصل تصدره التريند بعد عرض الحلقة ال 3 و4    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 2 مايو 2024    مُهلة جديدة لسيارات المصريين بالخارج.. ما هي الفئات المستحقة؟    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    بشروط ميسرة.. دون اعتماد جهة عملك ودون تحويل راتبك استلم تمويلك فورى    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    صندوق مكافحة الإدمان: 14 % من دراما 2024 عرضت أضرار التعاطي وأثره على الفرد والمجتمع    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2 مايو في محافظات مصر    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    اشتري بسرعة .. مفاجأة في أسعار الحديد    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    أول تعليق من الصحة على كارثة "أسترازينيكا"    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    لبنان.. الطيران الإسرائيلي يشن غارتين بالصواريخ على أطراف بلدة شبعا    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    القوات الأوكرانية تصد 89 هجومًا روسيًا خلال ال24 ساعة الماضية    حمالات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    الوطنية للتدريب في ضيافة القومي للطفولة والأمومة    وزير الأوقاف: تحية إعزاز وتقدير لعمال مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوارة نجم تكتب : المعتقلون.. يا راجل
نشر في أخبار النهاردة يوم 27 - 07 - 2012

هل انتخب الناس رئيسًا من المفترض أنه محسوب على الثورة ليتسولوا منه الإفراج عن المعتقَلين المحاكَمين عسكريًّا، ناهيك عن الماثلين أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، الذين لا يتذكرهم أحد؟ أقام الناس بثورة ليُعتقلوا وتكون أقصى أمانيهم الإفراج عن المعتقلين الذين أُلقى القبض عليهم بعد الثورة ولا أحد يذكر من هم محتجزون بالسجن من قبل الثورة؟
بالطبع سيدى الرئيس مرسى، لو أن أغلب المحاكَمين عسكريًّا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين لأطلق سراحهم على الفور. ولّا كنتو حتستندلوا معاهم كما فعلتم مع أحمد عبد الكريم، العضو السابق لجماعة الإخوان المسلمين، الذى خرج عن الجماعة فور خروجه من السجن بعد تخلى الجماعة عنه؟
على أية حال، فقد نما إلى علمنا أن الرئيس مرسى رفض رفضًا باتًّا حضور جنازة القاتل، عميل إسرائيل، وخادم أمريكا، ومهندس الثورات المضادة فى الوطن العربى لا مصر فحسب، مدمن التعذيب، الذى طالما أزهقت الأرواح البريئة على يديه وهو يعذبهم بنفسه، السيد اللواء، رئيس المخابرات السابق، عمر سليمان. والله يا ريس مرسى لما بتعمل أى حاجة شبه عمايل الرجالة بنفرح بيك، والله العظيم ولا لك عليّا حلفان، لا تعلم كمّ السعادة التى شعرت بها حين علمت أنك رفضت حضور جنازة هذا القاتل، بس هو مش إنت رئيس الجمهورية برضه ولّا إيه؟ هو إيه السيستم يا ريس؟ هل تخرج الجنازة العسكرية دون تصديق منك أنت القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ ولّا صحتك مش مساعداك؟ يا ريس لو صحتك مش مساعداك نحن على استعداد لمساعدتك، بس لاغينا، أى إشارة، غمزة، لفتة، صفارة... ونحن كحائط صد منيع.
طيب يا جدعان، هى البلد دى حتفضل شغالة بالمنافيللا كده وأول ما نسيب الدراع الصوت يسف كده كتير؟ إحنا دراعنا وجعنا، أُمال إنت جاى تعمل إيه أمرسى أساحبى؟
والله، وبحق هذا الشهر الفضيل، الذى تنزلت فيه الملائكة وآيات الذكر الحكيم، لو أن السيد الدكتور الرئيس اللواء الباشمنهدز (أصل الإخوان عاملين زى مرات الراجل اللى اترقى مدير وعايزة الناس كلها تحترمه وتناديه بلقبه، فاحترموه عشان مايناموش مقهورين) محمد مرسى، خرج علينا موضحًا أنه يُمنع من صلاحياته، وأنه يُصدر الآن على الهواء قرارًا بالعفو العام عن المعتقلين، وبإعادة المحاكمات، وبتشكيل الحكومة، ولكن المجلس العسكرى يحول بينه وبين صلاحياته وهو يحتاج إلى جماهير الشعب المصرى التى انتخبته لمساندته، وبدل ما يفتح لنا الجاكيت، عليه أن يقول إنه لم يدخل الانتخابات ليسكن قصر الرئاسة كالتحفة، وإنه سيعتصم فى خيمته أمام القصر الرئاسى حتى يتمكن من صلاحياته، ولن يتخلى عمن انتخبوه... وكتاب الله المجيد لو أنه فعل ذلك لوجد الملايين المملينة (مملينة يعنى إيه؟) تحميه، ليس فقط ممن انتخبوه، وإنما ثلة ممن انتخبوا شفيق، بل أعداد مهولة ممن انتخبوا شفيق، ذلك لأن المواطن المصرى، بما فى ذلك الفل، ينبهر بالمسلك الرجولى، ويقدِّر الجدعنة والشجاعة حتى وإن جاءت من خصمه، وكما نعلم جميعا، المصرى: تحطه فى جيبك بالكلمة الحلوة، وتأسره بالجدعنة والرجولة.
مع الرجولة ذلك أفضل جدًّا يا سيد مرسى، بدل ما تطلع لنا تقول لنا يا ريت الشعب العظيم ينزل يلمّ الزبالة، هى الجماهير دى كلها انتخبتك عشان يلموا همّ الزبالة؟ على فكرة الموضوع ماكانش محتاج انتخابات وكل المصروف ده، إحنا كنا نقدر ننزل نلمها لوحدنا من غير توصياتك.
طيب يا سيد مرسى، أود أن أروى لك قصة، وأتركك لضميرك فى هذا الشهر الفضيل، إليك شهادة الناشط كريم الكنانى، 26 سنة، عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والذى تم القبض عليه يوم 26 يوليو 2012 من أمام مسجد رابعة العدوية مع مجموعة من زملائه فى الحزب، حيث كان الشباب يقومون بحملة للتوعية السياسية بالدستور. أعرف كريم من الاعتصامات، وقد وجه كلامه لى عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قائلا: عرفتى اللى حصل لىّ يا نوارة؟ وحين بدأ فى رواية شهادته، تدخل الكاتب محمد فتحى قائلا: طبعًا إنتِ عارفة إنك لو مانشرتيش الشهادة دى ربنا حيحاسبك... رمضان كريم. الشهادة موجهة رأسًا إلى رئيس الجمهورية، أيها السيد الرئيس، هذا يحدث فى فترة ولايتك.
يقول كريم الكنانى:
أنا وناس زمايلى كنا فى سلسلة للتوعية بالدستور عند جامع رابعة فى مدينة نصر وراكنين العربية فى شارع الطيران، إحنا ماكناش قدام بيت حمدى بدين، وإحنا بنعدى الشارع ناس لابسين عادى أكتر من 20 واحد ضربونا وشتمونا وزقونا على السور ومكتفينا، بعد كده ركِّبونا عربيات جيب ومغميين عنينا ودايسين علينا برجليهم فى الأرض، ومشينا مسافة صغيرة ونزلنا وغمونا بقماشة وفِضلُوا ضرب، أخدوا كل حاجة معانا وسألونا عن شغلنا وأسمائنا وعناوينا ووشنا فى الحيط ومكلبشينا من ورا ضهرنا حوالى ساعتين واقفين، دخل كل واحد فينا بعدها على مكتب وإحنا متكلبشين، بس شالوا اللى على عنينا، وكان فيه ظابط على المكتب بلبس عادى مش رسمى، سألنى إنتو مزعلين اللواء حمدى ليه؟ قلتله هنزعله فى إيه؟ قالى كان فيه مسيرة ومعلن عنها فى «تويتر» و«فيسبوك». قلتله ماكنتش أعرفها، فقولتله إنى كنت فى وقفة للتوعية بالدستور. وفِضل يسألنا عن وقتها وشكلها، وقالى أخرج ودخّل اللى بعدك، بعدها فكُّونا وصورونا، بعدها جالنا ظابط تانى سألنا كنا بنعمل إيه، قال إنتو ما لكم بالدستور؟ إنتو فشلة ومش رجالة، إحنا اللى نفهم فى الدستور، وقال أى عسكرى أرجل منكم، وما لكم بالدستور؟ اعرفوا بنات، اشربوا حشيش أحسن من الكلام الفارغ ده وخليكو رجالة، بعدها كلبشونى تانى وركبنا عربية جيب بس مش متغميين وخرجنا، كنا جمب أوتيل «تريومف» فى الخليفة المأمون، وروحنا «س 28» النيابة، وصلنا النيابة العسكرية فضلنا نص ساعة ونزلنا تانى، وكان زمايلنا بيدوروا علينا، وراحوا هناك، وإحنا خارجين شافونا، فى النيابة قالوا اتحجزلنا تحقيق باكر، اللى هو صباح الجمعة، وزمايلنا فِضلوا يطاردونا أما شافونا، بس توهوهم ورجعنا الخليفة المأمون تانى، أما وصلنا وعرفوا أن فيه ناس وصلتلنا بدؤوا يعاملونا كويس وخلونا نطلب اللى عاوزينه أكل أو سجاير من العساكر، نمنا إحنا الثلاثة كل واحد جمبه عسكرى متكلبش فيه لحد الصبح، والحمام ميعاده يفتح 7 الصبح بعد الفجر، فِضلت أحسب الوقت للصبح، الصبح صَحيت العسكرى نزل معايا الحمام وغيّر الكلبش مع عسكرى تانى ولاحظت أن كل العساكر بتلبس كويس على الصبح ويحطوا «جيل»، اكتشفت أن العساكر بتلبس كويس علشان رايحة تشارك فى مليونية عكاشة فى المنصة، بعدها فِضلنا فى أوضة العساكر لحد ما جهزوا واتحركنا على النيابة العسكرية، وصلنا هناك قبل صلاة الجمعة بشوية، سابونا للعصر قاعدين، بدأنا ندخل لوكيل النيابة واحد واحد، أول واحد قعد حوالى ساعة، وأنا دخلت بعده، دخلت لوكيل النيابة، قالى معاك محامى؟ قلتله لا، قالى مش مهم، قلتله بس ممكن أكلم محامى، قالى مش مهم، مافيش حد يعرف أنا فين، مش مهم، قالى تعرف إنت هنا ليه؟ قلتله لا، قالى إنت متهم بسب موظف عام اللواء حمدى بدين، وإتلاف سور منشأة عسكرية بالكتابة، وسب القوات المسلحة، قلتله أنا أول مرة أعرف الكلام ده دلوقتى، وماعرفش فين بيت اللواء حمدى بدين، خرج يتغدى وسابنى لعسكرى بيكتب ورايا، رجع قالى إمضى، قلتله أنا فيه كلام ماقولتوش لفظيًّا، الكلام مختلف ومش هامضى، قطّع الورقة وقعد يسألنى، سألنى فى تفاصيل السلسلة بتاعتنا واتضربنا إزاى، واتخطفنا منين بالظبط، وآثار الضرب اللى فى وشى من إيه، بعدها ظابط دخل قال فيه 4 تحت بخصوص المتهمين التلاتة، منهم 3 محامين، قالوا خليهم يطلعوا، ولمحت كارنيه حد أعرفه فاطمنت، دخل صاحبنا التالت بعدى وقابلنا المحامين، قالوا اتطمنوا الحزب ورانا، وهنخرج ومانقلقش، بعد فترة قالوا أخدنا 4 أيام، نزلنا من النيابة، اتكلبشنا تانى وركبنا الجيب وخرجنا وشوفنا أهالينا بره، وكنا فاكرين إننا هنروح الخليفة المأمون، الظابط فِضل يلف بينا فى طريق السويس، ولف ورجع بينا تانى «س 28»، وصلنا السجن لقينا العساكر صفين قدامنا ومستعدين للضرب، وتحركات غريبة، وبيسألونا جايين فى إيه؟ قلنا مانعرفش، لو قلنا قائدهم هنموت، لاحظنا الظابط اللى خطفنا جاله تليفون وهما كويسين يا افندم وماحدش لمسهم، وجه أوامر للعساكر تنسحب من قدامنا من الظباط، نزلنا وسألنا إنتو «6 أبريل»، قلناله لا إحنا من الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بس «6 أبريل» مش عيب، وقلتله إن إحنا عندنا الدليل إنك خطفتنا من عند رابعة، ودليلنا صور وفيديوهات إنت مافيش عندك دليل واحد والصور زمانها فى النيابة، وِشُّه اتغير وسلمنا حاجتنا، ومشى وسلمنا لظابط تانى، قالنا لو محتاجين أكل أو حاجة قبل ما تنزلوا السجن تحت ومافيش سجاير تحت، أكلنا ونزلنا ودخلنا الزنزانة تحت لقينا فيها 3 شباب، واحد أقل من 18 سنة، واتنين إخوات فى جامعة، قضينا معاهم الليلة فى زنزانة واسعة مافيش فيها تهوية وهى تحت الأرض ومافيش غير زجاجة مياه جوه، والأرض على المحارة لسه، ماعرفناش ننام طبعا لحد الصبح، كان الطابور العسكرى بتاعهم، فتحوا الزنزانة ندخل الحمام، وقالوا إحنا هيجيلنا ناس تستلمنا، عرفنا أن اللى هيستلمونا دول ناس من سجن الاستئناف، استلمنا حاجتنا وطلعنا فوق، لقينا ظابط داخلية واتنين عساكر، كلبشونا بكلبشات شرطة وركبونا عربية ترحيلات وكان تليفوناتنا معانا، فاتكلمنا فى الطريق، وقلنا إننا هنروح سجن الاستئناف، وصلنا هناك، الظابط قالنا هنا ارموا كرامتكم ورا ضهركم، وماتتكلموش مع حد، دخلنا جوه، الكل مستنى بيضرب فى اللى داخل، وقَّفُونا فى الشمس، وِشّنا للحيط وضرب لو حتى مسحت عرقك أو بصيت جمبك، وحلقوا شعرنا، ووقفونا بالبوكسرات بس، فى الشمس على ركبنا، جابولنا اللبس الأبيض، وقالوا ادخلوا القفص، دخلنا جوه البوابة، جوه الريحة بشعة، وفيه قفص وحمام على اليمين مايتوصفش، طبعا كان كل حاجتنا أخدوها ومافيش معانا أى حاجة خالص، ولابسين الأبيض، ندهوا علينا واتصورنا، وبعدها بدأنا نتكلم مع الناس، اكتشفنا أن أغلب الناس اللى جوه جايين عسكرى ومتلفقلهم قضايا فى حظر التجول أو فى أى أحداث، وقابلنا كتير جدًّا، بدأنا نعرف أن للسجن قوانين وأن لكل زنزانة كبير وأن الفلوس فى السجن هى السجاير، وأن المنفذ الوحيد هو الزيارة، وأنه فيه زنازين بالواسطة، وبيكون عددها قليل، وفيها ثلاجة ومراوح وتليفزيون كبير، عرفنا أن الدور الرابع ده معمول للخطرين والسوابق وندهوا أسماءنا وطلع هنتوزع فى الدور الرابع وده آخر دور، طلعنا فوق، كان كل طلبنا نبقى مع بعض، ووافقوا بعد ما قلنالهم هنديكو من الزيارة، ودخلونا مع بعض، دخلنا كنا خايفين من المنظر أوضة فيها أكتر من 130 واحد واللى مخبوط فى وِشّه وشكلهم يُخضّ، دخلنا واحد فضل ينده بصوت عالى، إسمك إيه، ومنين، على كل واحد، وبعد كده كل مجموعة تنده لواحد مننا تتكلم معاه، أما عرفوا قصتنا وعرفوا إننا مظلومين، كان قلبهم حنين حتى لو متهمين بجرائم قتل كانوا حاسين إننا مظلومين، وقالوا هو مابقاش فيه مساجين غير عسكرى، ومش بيجيبوا غير المتعلمين ولاد الناس، قلت كلنا ولاد ناس والظالم مابيفرقش، فضلوا يعاملونا كويس وكان الكل كويس معانا، وأحنّ من العساكر والمخبرين، لأن جواهم إنسان، جابولنا أكل وعزموا علينا بشاى وسجاير، وبعدها ندهلنا كبير الزنزانة نتكلم معاه، قالنا النظام أن علشان يوفر لنا مكان للنوم كل واحد خرطوشة سجاير، وعلى الزيارة علبتين، وافقنا وراح يشوفلنا مكان، الزنزانة فيها حمامين وفوق كل حمام شباك، ده بيبقى طوق النجاة للمسجون يطلع على الشباك يكلم أى حد فى الشارع، إحنا كنا نايمين جمب الحمام، وكل شوية ناس تعدى من عندنا علشان تطلع على الشباك، والموضوع ده مش بيخلص والمياه قاطعة على طول، لاحظنا التزام فى الزنزانة بشكل أكثر من اللى بره وقت الصلاة، مافيش حد بيتكلم نهائى بأمر من كبير الزنزانة، يقول اسمع صوت الحق، كل واحد ليه دور جوه، وكان عندهم استعداد يسمعونا، ولقينا كله بيسألنا عن الرئيس، عندهم أمل إنه هيخرجهم، قضينا الليلة لحد الصبح، وكل واحد بيحكيلنا قصته ولاحظنا الطرف التانى دايمًا يا جيش يا شرطة، وأغلبها ملفقة حسب رواياتهم، بدأنا يوم الأحد بزيارة لواحد زميلى وبعدين طلع ونزل التانى فى زيارة، وبعدها طلبونا إحنا التلاتة، قابلنا ظابط وقال انتو محتاجين حاجة؟ قلناله بس لو ممكن ناخد شاور فى مكان كويس بره الزنزانة وأن يبقى فيه مياه فى الزنزانة، قال لا هينقلنا مكان تانى كويس فى الدور التالت، طلعنا أخدنا حاجتنا، ونزلنا وطبعا كان الموضوع مختلف، العدد أقل، بس الظلم واحد، ومساجين العسكرى كتير، شافوا قصتنا فى جريدة «التحرير» و«الوطن»، وصورنا وقالوا ماتقلقوش وماتنسوناش، نفس الكلمة دى كله قالها ماتنسوناش، إحنا هنا منسيين، اتعرفنا عليهم كلهم وكانوا كويسين معانا وأخدنا دُشّ بره ورجعنا، قالوا هتتنقلوا تانى أوضة عدد أقل، روحنا الأوضة التالتة لقينا فيها حوالى 20، ولقينا ناس دكاترة فى الجامعة والمستوى الثقافى فيها مرتفع جدًّا...
يقطع كريم شهادته بجملة اعتراضية: بحق هذا الشهر الفضيل يا رب كل ظالم مايعرفش ياكل مع أهله، وربنا يكرمه زى عمر سليمان.
ثم تنقطع رسائل كريم لسويعات، ثم يعود ليعتذر عن انقطاعه ويخبرنى أنه كان يزور جدته فى المستشفى، حيث إنها تعانى من وعكة صحية على أثر حزنها لما ألمّ بكريم. يستأذننى كريم بدماثته المعهودة فى استكمال شهادته، فأرجوه أن يكملها، ليقول:
كنا وصلنا أننا اتنقلنا زنزانة لقينا فيها المستوى الثقافى أعلى ودكاترة وعدد أقل كان فيها حوالى 20 فرد بس واتعرفنا عليهم، بدؤوا يسمعوا قصتنا وتعاطفوا معانا جدًّا وكان معاهم جرايد شافوا صورنا والأخبار اللى عننا وبرنامج فى «نايل لايف» اتكلم عننا، بعد اللى شافوه قالوا إنتو هتطلعوا، الإعلام فى صفكم، وإنتو مظلومين والعسكر بيخافوا من الإعلام وهتخرجوا بكرة بكفالة، بالرغم أن كلهم قالوا مافيش كفالة فى العسكرى، بس قالوا هنخرج بكفالة بعد الضغط الإعلامى اللى حصل، قضينا السهرة معاهم بنسمع رواياتهم وكانوا ناس طيبين جدًّا ونفس النماذج والتلفيق للقضايا وأغلبهم سجناء عسكرى، نمنا لأول يوم براحة والنوم فى الزنزانة دى فى أى مكان، مش بالحجز زى الزنزانة اللى فوق، والناس متعاونة، والمكان فيه تهوية أكتر، صحينا الصبح على ميعاد الجلسة من بدرى أخدنا دُشّ ونزلنا بمعنويات عالية عن أى يوم ووقفونا طوابير ومعانا المرحلين للعسكرى، قعدونا على ركبنا وكل واحد بيتكلبش فى اللى جمبه وركبنا عربية الترحيلات، متجهين إلى الحى العاشر مقر النيابة العسكرية، العربية آخرها تقضى حوالى 15 كان فيها 24 فرد، وعلشان كنا بدرى ماحسيناش بالحر ولا بالطريق أوى، وصلنا عند النيابة العسكرية فروحنا من كتر الناس اللى جيالنا عند النيابة، شُفنا أعداد كبيرة جدًّا رفعت معنوياتنا ونزلنا مرفوعين الراس، دخلنا جوه قعّدونا فى قاعة محكمة كلنا، وبدأ يدخل علينا محامين كتير متضامنين معانا غير محامين الحزب، وبعدها دخل أهالينا، طلعنا بعدها فوق عند استراحة النيابة ومعانا أهالينا والمحامين وجالنا الأستاذ خالد على تضامن معانا ودخل مع هيئة الدفاع، بدأنا ندخل واحد واحد على وكيل النيابة ويسألنا عن أقوال جديدة، قلنا لا، واستغرب من كمّ المحامين، كان معانا جوه 16 محامى، وقال فلوسكو كتير، قولنا كلهم متضامنين معانا ومرتاحين، وصفنا الحالة اللى هناك فى السجن، مضينا أن مافيش أقوال جديدة وخرجنا، ولاحظنا أنه فاتح كتاب قانون العقوبات وهو قاعد على المكتب قدامه، وبعدها طلب ننزل تحت، وبعدها طلعنا نتصور جمب مكتب النياية، بعدها شُفته بيتكلم فى التليفون وبيقول لحد أديهم إيه يا افندم، دخل مكتب تانى وهو معاه التليفون قعد 5 دقائق وطلع على مكتبه وطلب المحامين وخرجوا بقرار كفالة 500 جنيه لكل واحد، قالولهم فى النيابة إن الدفع هيكون فى سجن الاستئناف، وكله طلع يجرى وسابونا، وإنهم هيلحقونا هناك ونخرج، وهنا كانت الخدعة، ركبنا عربية الترحيلات ورايحين على سجن الاستئناف وأن خلاص هنخرج وطبعًا متضايقين إننا لسه على ذمة قضية.
فى الطريق كانت رحلة عذاب عربية فيها 24 فردًا والجو نار والطريق أخد 3 ساعات ولقينا المجرمين المرحلين معاهم عقاقير مخدرة، شُفنا حاجات غريبة بيلفوا الحبوب فى أكياس بلاستيك ويخبوها فى فتحة الشرج، علشان يدخلوا بيها السجن، وشُفنا اللى بيحط إيده فى بقه علشان يجيب اللى فى بطنه، طلع كان بالع 100 جنيه علشان يستخدمها فى السجن ويعاملوه كويس، طبعًا مع الحر والريحة كنا بنموت وانا عندى ضيق تنفس، وكنت هاموت منهم خبطوا على الباب العساكر فتحولنا وقفنا معاهم، وناس كتير أغمى عليها فى العربية لحد ما وصلنا وأما وصلنا كانت هدومنا كلها مياه، وبدأنا رحلة جديدة، فتشونا بسرعة علشان ماكانش معانا حاجة وطلعنا، الناس فى الزنزانة باركتلنا، وفرحوا بينا وقالوا إدتونا أمل وماتنسوناش أما تخرجوا، أخدنا دُش وطلبونا تحت كمان وسألونا مين هيدفعلكو الكفالة، وعرفنا أنها مش فى السجن وأنها فى النيابة، ودى الخدعة اللى النيابة عملتها، قولنالهم بس يعرّفوا حد من بدرى، قالوا بكرة لو ماحدش دفعها هنبعت مندوب من هنا يدفعها من أماناتكم، قضينا السهرة مع الناس فوق، ونمنا وصحينا الصبح أخدنا دش ونزلنا قالوا عاوزينّا فى جلسة، وإننا هنروح تانى جلسة ندفع هناك، نزلنا قابلنا المحامين تحت فقلنالهم الدفع هناك مش فى السجن، فقالوا هيدفعوا وييجوا بالوصل هنا، وإحنا مش هنروح، كل رعبنا كان إننا نروح تانى ونعيش نفس التجربة، بس ماروحناش وسمحولنا بزيارات كتير، وقالولنا إنتو خارجين خلاص براحتكم خليكم تحت، قضينا اليوم ما بين زيارات، وفى الجامع، وبعدها طلبونا، قالوا خلاص هتروحوا مديرية الأمن وكلبشونا، ومن هناك هتخرجوا على أقسامكم، خرجنا على رجلنا وقابلنا ناس كتير بره وقُلنا اتصرفوا، نخرج من مديرية الأمن على طول من غير الأقسام، ودخلنا مديرية الأمن، جوه فِضلوا يسألونا كتير عن كل بياناتنا، وكانوا فى السجن ضيعوا بطايقنا كلنا متعمدين ومفاتيحنا، خلصنا الأسئلة والعناوين ومضينا عليها، بعدها لقينا تحركات غريبة وطلبونا نطلع فى دور فوق لظابط، طلعنا، سألنا عن حكايتنا وقولناها وقال نفسكم فى إيه قُلنا نخرج من هنا، قال هنفذلكم طلبكم ومضى على ورقنا وقال للى معانا وصّلهم لبره وخليهم يروحوا وماتسيبهومش غير ومعاهم ناس تبعهم، خرجنا ووقفنا لحد ما قابلنا الناس اللى نعرفهم وفرحوا بينا ووصلنا إلى مقر الحزب وقابلنا الكل احتفل بينا لحد ما روحنا بيوتنا، وهناك فى مقر الحزب سجلت معانا رحمة من جريدة «التحرير» أول حد سجل معانا وشرحنا كل حاجة، وكان فيه ناس من منظمة العفو الدولية، خلّصنا كل ده، وروحنا وبس كده وتانى يوم سجلنا فى برنامج «مانشيت» على «أون تى فى».
■ ■ ■
انتهت شهادة كريم الكنانى... سيدى الرئيس محمد مرسى، الرجولة حلوة، صدقنى، اللى يجرب يسترجل مش بيسلى الموضوع ده أبدًا، لذا، فإننى أقترح تعديل حملة سيادتكم التى تدعو الشعب لأن ينزل ويكنس الشوارع، إلى حملة تدعو الشعب للتبرع بصندوق «بيريل» لصالح الرئيس، ولنا الأجر والثواب عند الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.