للمرة الثانية على التوالي، خالد عامر نقيبا لأطباء أسنان الشرقية    أسعار النفط ترتفع عند التسوية وتنهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين    أخبار الاقتصاد: البورصة في فترة تصحيح وضريبة الأرباح الرأسمالية سبب تراجع المؤشرات، والأسهم الأوروبية تتلون بالأحمر في ختام حركة التداولات    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    وزيرة التخطيط تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية    زلزال قوي يضرب تايوان    رئيس بعثة الزمالك في غانا يجتمع مع طبيب الفريق ودكتور التغذية (صور)    مصرع شخص وإصابة 8 آخرين في حادث تصادم سيارة بعمود بالطريق الزراعي بأسيوط    بدرية طلبة تكشف سر حضور "حسن" صاحب واقعة عزاء شيرين سيف النصر لزفاف ابنتها    أخبار الفن اليوم: مي فاروق تحرر محضرا ضد طليقها.. ومها الصغير تعلق على أنباء طلاقها من أحمد السقا    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    وزيرة التخطيط: الفجوة التمويلية في الدول النامية تصل إلى 56%    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    اختفاء دول.. خبير أبراج يتوقع مرور العالم بأزمات خطيرة    سميرة أحمد: بحب منى زكي أوي .. وأنا ضد مصطلح السينما النظيفة    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    أحمد فايق يقدم نصائح لطلاب الثانوية العامة عبر «مصر تستطيع»: «نجتهد دون قلق»    الأونروا: قطاع غزة يشهد موجة حر غير عادية فاقمت الأزمة المعيشية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى فاقوس المركزي ويحيل مشرف التغذية للتحقيق    صلاح ضمن التشكيل الأفضل للدوري الإنجليزي    طائرة الزمالك "سيدات" يفوز على أسيك ميموزا الإيفواري بنتيجة 3-0 في البطولة الإفريقية للأندية    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    حياتى أنت    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مصر تجري اتصالات مع كل الأطراف لوقف الحرب في قطاع غزة    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    محافظ المنوفية: 25 فاعلية ثقافية وفنية خلال أبريل لتنمية المواهب الإبداعية    قائمة الزمالك المشاركة في بطولة إفريقيا للكرة الطائرة «سيدات»    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    45 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختراق
نشر في أخبار مصر يوم 26 - 01 - 2011


الاربعاء 26/1/2011
تقرير
لعبت الشرطة المصرية دوراً كبيراً ومهماً في الحركة الوطنية المصرية على مدار تاريخها .. فعندما رفضت مصرالإنذار البريطاني في مايو من عام 1882 استمرت 28 بارجة حربية بريطانية تصب نيرانها على المقاومة .. بينما ظل المصريون شعباً وجيشاً وشرطة يواجهون القنابل بصدورهم دفاعاً عن ترابهم الوطني .. وظل الجيش والشرطة جسداً وتنظيماً واحداً .. وظلت ثورة المصريين تشتعل ضد الحكم الأجنبي وهم يخوضون معركة التحرير.. وقد اكتملت هذه الصورة عندما انضمت إلى عرابي في ميدان عابدين قوة المستحفظين أي الشرطة المصرية بقيادة القائمقام إبراهيم فوزي .. وبرز دور الشرطة المصرية أثناء الثورة الشعبية عام 1919 بقيادة سعد زغلول عندما اندفع المصريون للمطالبة بحق بلادهم في الاستقلال فتصدت لهم القوات العسكرية البريطانية وأصدرت أوامرها بتجريد رجال الأمن من أسلحتهم .. ولم يتوقف الدم الوطني في عروق الشرطة المصرية .. ففي حرب عام 48 قدمت الشرطة تضحيات كبيرة لدعم المجهود الحربي وحماية ظهر القوات المصرية في فلسطين .. وقامت بكافة أعمال المخابرات .. ومع اشتعال المقاومة ضد الاحتلال البريطاني في القناة أصبحت الشرطة المصرية هي العدو الأول للاحتلال بعد أن أصبحت السلاح الوطني لحرمان القواعد البريطانية من العمالة المصرية .. وكان قرار الاحتلال هو نزع سلاح الشرطة المصرية .. وفي سلسلة من المواجهات المسلحة مع قوات الاحتلال قدمت الشرطة المصرية عشرات الشهداء .. وهكذا كانت الشرطة المصرية على امتداد الحروب التي خاضتها مصر من حرب عام 56 عندما انخرطت في صفوف المقاومة إلى حرب أكتوبر من عام 73 عندما كانت عنصراً أساسياً في إعداد الدولة للحرب .. كانت سنداً وسداً منيعاً لحماية الجبهة الداخلية.
عمرو الليثي : اللواء الدكتور مصطفى رفعت – مساعد أول وزير الداخلية الأسبق وأحد أبطال معركة الإسماعيلية 25 يناير عام 1952 .. أهلاً بيك يا افندم في اختراق وشاكر لسيادتك إنك انت خصيت البرنامج بهذا الحوار المهم والمثمر إن شاء الله وبأشكرك جداً إنك تكرمت ..
اللواء الدكتور/ مصطفى رفعت : أنا سعيد يعني إن أنا أشوفك أولاً .. انت زي ابني يعني .. وما اقدرش أتأخر عنك ..
عمرو الليثي : متشكر جداً جداً ليك يا افندم .. سيادة اللواء يمكن عايز أرجع بالذاكرة لورا شوية ..
اللواء/مصطفى رفعت : انت ها ترجع شوية كتير
عمرو الليثي : كتير شوية إن شاء الله .. عندما تم إلغاء معاهدة 1936 من قبل رئيس الوزراء مصطفى باشا النحاس وبدأت عمليات المقاومة .. ماذا كان دوركم في هذه العملية ..؟
اللواء/مصطفى رفعت : أنا كنت راجع من انجلترا في بعثة دراسية .. لما رجعت وخلصت البعثة اتعينت مدرس جنائي أو أستاذ جنائي في كلية البوليس .. كان الجو في مصر يعني لما جينا بقى .. لقينا طلبة الجامعة وأساتذة الجامعة .. مهندسين .. دكاترة .. صحفيين .. نعرف صحفيين كتير اشتركوا في معارك .. كتير .. مش فاكر أسماء .. لكن فاكر كانوا يجوا .. يعني كانوا مصر كلها بتغلي من وجود الإنجليز في مصر .. طيب ما هو أنا زي اللي بيغلوا دول .. فمرة بالليل واحنا قاعدين .. كنت أنا نبطشي أنا وصلاح ذو الفقار وصلاح دسوقي.
عمرو الليثي : يمكن بعض المشاهدين ما يعرفوش إنه الفنان صلاح .. الفنان صلاح ذو الفقار كان ضابط شرطة وكان أستاذ بكلية البوليس ..
اللواء/ مصطفى رفعت : آه .. آه .. صلاح .. لما تيجي تكلم عن صلاح .. يعني ما تقدرش تقول حاجة واحدة فيه .. لازم مجموعة .. يعني حاجات حلوة في الإنسان يتحلى بيها موجود في صلاح ذو الفقار .. الله يرحمه ألف رحمة .. فاحنا قلنا إيه احنا مش أقل من الناس اللي بتروح تحارب ده كلها .. الطلبة والبتاع اللي بيسيبوا .. العمال .. العمال بتوع هيئة الخدمات .. اضربوا وسابوا المعسكرات .. كانوا بياخدوا نوعيات هايلة حوالي 20 .. 30 ألف عامل سابوا العملية ده لما كترت القتل والوحشية بتاع عساكر الإنجليز .. فقلنا احنا مش أقل من دول .. رحنا بالليل .. رحنا كاتبين طلب لمدير الكلية .. إن احنا عايزين نروح نرتب العساكر وإزاي نخليهم يأمنوا الهجوم بتاع القوات البريطانية .. العساكر .. كان فيه عساكر بوليس كتيرة في الإسماعيلية ..وخدنا فرقة قتال مدن في الجيش ..
مشاهد من صور القتال والمعارك الحربية
اللواء/مصطفى رفعت : كان مجموع بقى السفر لمنطقة القنال .. علشان تروح منطقة القنال لازم تاخد تصريح من الجيش الإنجليزي .. المهم خدنا الطيارة ونزلنا في مطار الجميل وخدنا مركب ورحنا على الإسماعيلية .. وابتدينا عملية التنظيم وعملية التأمين للعساكر بتوعنا .. وابتدينا برضه نتصل بالفدائيين .. كان الفدائيين بقى بيشتغلوا كل واحد في حتة .. ده بيضرب في الحتة .. وده بيضرب في الحتة ده .. نظمنا بقى العملية..
عمرو الليثي : كان في عشوائية يا افندم ..
اللواء/ مصطفى رفعت : برافو عليك .. كان في عشوائية .. يعني اتنظمت العملية .. لما تتنظم العملية يبقى الحصيلة بتاعتها أو الناتج بتاعها يبقى أكتر وأقصى ..
عمرو الليثي : انتقلت كتائب المقاومة من كتائب الفدائيين ضد القوات البريطانية .. فبدأوا يهاجمون المعسكرات ويشعلون النار فيها ..
اللواء / مصطفى رفعت : الإنجليز بقى اتجننوا .. أولاً يعني في كل ليلة لازم .. لدرجة إن القيادة البريطانية ادت أمر إنه ممنوع أي تحركات في الإسماعيلية إلا إذا كان 5 أفراد أو أكتر .. لأن لما بيمشي عسكري لوحده ده .. ده بيتوكل على الله .. على ترعة الإسماعيلية عدل .. وكان دايماً بنقول إيه في الإسماعيلية .. ويمكن اخواننا بتوع الإسماعيلية عارفين .. لما كان الإنجليز يفضوا الترعة وينشفوها .. كنا بنقول إن الإنجليز رايحين يصطادوا .. يصطادوا بقى جثث اللي احنا كنا بنرميها .. آه .. بس وابتدت العملية حس بقى القوات البريطانية الموجودة .. إنها العملية بقى كانت قاسية عليهم والضحايا كترت منهم جداً..
عمرو الليثي : مع بدايات حدة الهجمات قرر الإنجليز خطة لمواجهة الكفاح الشعبي .. وهي عزل منطقة القناة عن القطر المصري .. لذا قامت قواتهم بالسيطرة على المدن والقرى في تلك المنطقة وأغلقت مداخل الطرق المؤدية إليها .. وعمدت إلى العدوان على سكانها بوسائلها الإرهابية من قتل وسلب ونهب وخطف المواطنين والمواد الغذائية.. أنا عايز أعرف ماذا كان رد الفعل الإنجليزي على هذه العمليات .. وما هي الخطوات الذي قاموا باتخاذها كرد فعل على هذه العمليات ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : شوف من أول الخطوات اللي عملوها .. الإسماعيلية ده ومدن القناة عموماً سواء كان السويس أو بورسعيد أو الإسماعيلية .. كان فيه حيين الحي الإفرنجي والحي البلدي .. يفصل الحيين شارع .. أول حاجة عملوها الإنجليز في الإسماعيلية علشان بقى يتجنبوا المعارك الكتيرة اللي كانت بتحصل في المنطقة بتاعة اخواننا بقى الإفرنج .. عملوا أسلاك شائكة في الشارع وأخلوا جميع المنازل اللي موجود أو تبص على الحي الإفرنجي .. والناس خرجت من بيوتها .. خرجوهم من بيوتهم غصب عنهم .. واتلموا الناس ده كلها وراحوا المحافظة وبقت هليلة في المحافظة .. وبعدين المحافظة هجرتهم إلى .. فكانت عملية قاسية جداً بالنسبة لأهالي الإسماعيلية يعني أهالي الإسماعيلية وأهالي منطقة القنال ده .. الحقيقة الشهادة لله تحملوا عبء كبير جداً من الآلام والتعب والمشاكل والقتل والإهانة من القوات البريطانية ..
صور قسوة وعنف الإنجليز ضد المواطنين الأبرياء
عمرو الليثي : طيب كلمني كيف قمت بدعم الفدائيين في منطقة القناة .. يعني أولاً حالهم كان إيه .. إديني صورة عما كان يحدث عن طبيعتهم .. عن روحهم القتالية .. عن روح المقاومة داخلهم .. عايز انقل للناس
اللواء/ مصطفى رفعت : أنا لما أقولك الفدائيين في الإسماعيلية كان كل أهالي الإسماعيلية فدائيين .. نسوان ورجالة وعيال .. في بورسعيد .. فيه ولد صغير دخل الكامب الإنجليزي .. الخيام بتاعة الإنجليز وقعد يحرق الخيم ولما خلص ومعاه شوية جاز .. لما خلص قلع فانلته وحطها في جاز وحرق بفانلته وقتل في المعسكر .. معرفش اسم الولد ده .. لكن آدي اللي كان موجود .. يعني ماكانش فيه .. أقول مثلاً إيه .. إنما كان فيه قيادات ليهم .. ده اللي احنا على اتصال بيهم تنسيق بينا وبينهم..
عمرو الليثي : كيف كان شكل العمل مع الفدائيين .. هل كان مثلاً دعم بالسلاح أم بالمعلومات أم بالتدريب .. أم بالقيادة والتخطيط ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : لأ .. هو السلاح ماكنش مشكلة .. لأنه كانوا بيجيبوا كل سلاحهم من الجيش الإنجليزي .. يعني الفدائيين كانوا شطار في إنهم .. ده بالعكس دا احنا مرة جابولنا حوالي يمكن 40 صندوق ذخيرة .. يعني أنا فاكر حاجة اسمها "بافرز" بتاع مدفع من مدافع المضادة الطيارات .. 40 صندوق لما جينا احنا بقى وقعدنا بقى .. وشافوا بقى .. ما هو برضه يعني .. هما لماحين .. لما شافوا بقى إن احنا ابتدينا ننظم في العساكر وبتاع .. ابتدا بقى التعاون معاهم .. وابتدينا بقى نتكلم .. لأ ها نروح هنا .. نروح بقى مجموعة مش زمان أفراد .. لأ نروح مجموعة .. والمجموعة بتبقى أكتر فاعلية من الفرد .. خسائر الإنجليز زادت بقى على الآخر..
عمرو الليثي : وبدأت العمليات الفدائية وانتشرت لتشمل بورسعيد والسويس وامتدت إلى المعسكر البريطاني في التل الكبير .. عايز اتكلم على أهم العمليات الفدائية التي تذكرها في فترة المقاومة ضد الإنجليز في منطقة الإسماعيلية..
اللواء/ مصطفى رفعت : يعني أهم الحاجات مثلاً الحريق النهري كله .. اللي هو بتاع الأكل اتحرق كله واتنهب كله واتاخد كل اللي فيه .. الحاجة التانية لما نسفنا كوبرى بتاع سنا .. اللي هو .. انت عارف الإسماعيلية في ترعة الإسماعيلية في النص .. اللي على اليمين الإسماعيلية .. اللي على الشمال معسكرات الجيش الإنجليزي كان محطوط على الكوبري ده قوة من الإنجليز دبابات ومش دبابات لحراسة أو لمنع أي تسلل للضفة التانية .. فكان لازم ننسف هذا الكوبري .. وبعدين نسفناه ظريفة كده مع اخونا الفدائيين .. اتعرف أيام لما ابتدت المقاومة والأهالي مشيت واتمنع كل أكل بيجيي من مصر متعهدين اللحمة والخضار .. كله اتمنع من نفسهم مافيش حد قالهم ماتروحوش تدوا الانجليز .. من نفسهم يعني امتنعوا إنهم يتعاملوا مع الجيش الإنجليزي .. حتى لما كنا معتقلينواعترضنا على الأكل .. فالراجل اللي .. قائد المعسكر قال الأكل ده بيجينا من قبرص .. احنا مابيجلناش أكل من مصر دلوقت .. وعملنا بتاعة برتقان .. عربية برتقان وحطينا لغم جواها .. مش لغم .. يعني قنبلة بيتي لكن كان تأثيرها شديد جداً .. الجماعة الإنجليز بقى اللي هما على الكوبري في النقطة بتاعة الحراسة ده .. وشافواالبرتقان .. البرتقانة كانت بتتقسم على أربعة .. جريوا على بتاع البرتقان حتى أنا وصلاح كان فيه عسكري على الكوبري علشان بينظم المرور .. قلناله الساعة 3 تاخد بعضك واعمل مخالفة لأي عربية وتعالى .. أي عربية اعملها مخالفة .. علشان تفضي الكوبري للمصريين .. وعمل خناقة على عربية البرتقان .. والراجل صاحب العربية جري والتاني جري وراه واتفجر اللغم وقتل بقى عدد يعني معرفش كام .. كان العدد مؤثر جداً والدبابات برضه فيها اتحرقت واتنسف الكوبري.
مشاهد لصور الحرائق والنسف
اللواء/ مصطفى رفعت : نسفنا برضه معسكر الساعة 12 .. انت عارف بقى الكريسماس وبيبقوا بقى متسلطنين .. وكل واحد واخدله كاسين بقى ومزأطط .. ولحد الساعة 11 أو 12 مفيش حد بقى .. كان في حراسات وبتاع .. حسينا بقى الدنيا بقت كلها يعني سبهللة كبسوا .. كبسنا وكان فيه ملحمة كبيرة معاهم في القوات م جوه واتحرق معسكرات فكان فيه حاجات كتيرة جداً ..
عمرو الليثي : وشارك تنظيم الضباط الأحرار في الكفاح الشعبي في منطقة القناة وقام بعض ضباط الجيش سراً بإمداد كتائب الفدائيين بالأسلحة الذخائر والمعلومات .. كان هناك تنسيق بينكم وبين الضباط الأحرار وخاصة السيد وجيه أباظة والسيد كمال رفعت .. إنما المعروف إنهم ساهموا أيضا في حركة المقاومة هناك اللواء/ مصطفى رفعت : لأ .. ماكنش فيه اطلاقاً بس هما بقى .. برضه بدافع من وطنيهم هما وشعورهم العدائي ضد الإنجليز كانوا على اتصال بينا وكانوا يجببوا لنا القنابل والقنابل اليدوية .. وكانوا هما يمدونا بالسلاح ويمدونا بالقنابل .. ويوجهونا في بعض الساعات .. يقولوا لنا روحوا الحتة الفلانية .. خلصونا منها وبتاع .. ولما كنا نتزنق ونيجي نهرب كان اللي يقوينا بقى وجيه أباظة في الشرقية .. لكن اتصالهم بينا بقى ما كنش رسمي .. الجيش ماكنش طرف .. البوليس كان هو الطرف، حتى الإنجليز كانوا مسمينا "بلاك لوكس" .. انت عارف إيه لوكس .. يعني الجراد الأسود .. لأن في أى حتة وأي ضرب نار تبص بالليل تلاقي انتشر وكانوا بليبسوا أسود طبعاً فكانوا مسمينا البلاك لوكس.
عمرو الليثي : هل ذهابكم إلى الإسماعيلية كان بدافع وطني أم بتوجيه من القيادة الموجودة في الحكومة والسيد فؤاد سراج الدين ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : لا .. ولا فؤاد سراج الدين ما كانش له دخل .. احنا رحنا متطوعين وكنا أساتذة في الكلية .. ويعني كان ممكن جداً نقولك يعني احنا مالنا ومال .. لكن اللي أنا يعني أحس به كظابط وكواحد رايح متطوع أحس إن فؤاد باشا كان له دور محترم جداً في هذه العملية .. لأن إزاي اتنين تلاتة ظباط من كلية البوليس يروحوا الإسماعيلية .. تروح الإسماعليلية تعمل إيه .. ده في الكلية .. فهو عارف وواثق إن احنا رايحين الإسماعيلية للالتحام مع قوات البوليس لمقاومة الجيش الإنجيلزي الموجود .. فهو ده من واقع وطنيته هو .. إنما أنا معرفش يعني إن أننا ياللا يا مصطفى يا الللا يا بتاع تروحوا الإسماعيلية .. لا .. الراجل ما تكلمش .. إنما وافق .. موافقة الوزير يعني تعبير ضمني على إنه موافق على العملي ده ويشجع الفدائيين ضد القوات البريطانية.
مشاهد حية لمقاومة قوات الاحتلال البريطاني
عمرو الليثي : ما هو تأثير العمليات الفدائية على الإنجليز في الإسماعيلية ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : ما هو التأثير واضح في 25 يناير ..
عمرو الليثي : أنا عايز أوصل .. ما هي الخطوات اللي اتخذها الإنجليز في الإسماعيلية للتخلص من الفدائيين ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : هو ماكنش عاوز .. هو عايز يتخلص أولا من قوات البوليس اللي موجودة .. لأن الفدائيين كانوا عاملين زي السمك في الميه ما يقدرش يمسكهم .. إنما اللي كان يمسكهم مين .. البوليس لأن البوليس كان ظاهر .. لأن احنا كنا الصبح .. يعني أنا وصلاح دسوقي كنا ظباط في القسم وقاعدين بنعمل نبطشيتنا وكل حاجة .. بالليل بنقلع كل البدل الرسمي ده زينا زي الفدائيين وبنطلع بقى مع اخواننا الفدائيين .. لكن في الظاهر كنا ظباط في الأقسام .. فهو كل همه إن يخلص من القوات لأنه هو عارف طبعاً .. لأنه كان للأسف فيه مصريين بيبقوا متعاونين مع القوات البريطانية .. فكانوا بيقولوا له يعني كانوا بيعرفوا .. فهو كان عايز يتخلص مننا الأول .. وبعدين يهرب للفدائيين وغير الفدائيين والبتاع دول .. إنما الأول بدليل من يوم ما قابلته كان يوم جمعة .. لما قابلته على المحافظة كنا نزلنا أنا .. كان صلاح دسوقي وصلاح ذو الفقار رجعوا .. لما نزلت أنا ومصطفى عشوب وعبد المسيح مرقص وفؤاد الدالي .. كنا مع بعض في اللوكاندة .. الواد بتاع اللوكاندة فراش صح لأنه كان من الفدائيين معانا .. فصحانا 5 صباحاً .. قال الحقوا الإسماعيلية اتحاصرت .. قمنا شفنا في شباكنا لقينا منظر لا يعلمه إلا الله .. الإسماعيلية ده كلها متلطعة ودبابات وهيصة وظيطة وبتاع .. فالصبح صحيت اللي معايا هانعمل إيه .. أنا نازل .. قالوا احنا كمان نازلين معاك .. نزلنا رسمي وكل واحد واخد طبنجته معاه .. فانزلت تحت مع عبد المسيح مرقص .. عبد المسيح راجل يعني مسيحي .. احنا بأقوله يا عبد المسيح .. احنا لما نروح .. احنا رايحين لقضانا يا نرجع يا مانرجعش .. احنا ها انقرا الفاتحة إيه رأيك .. قال وأنا كمان هاقرا الفاتحة معاكم .. يعني شوف الروح الوطنية اللي كانت موجودة ورحنا على المحافظة اللي كان فيها حوالي 800 عسكري نصهم بالخرزان ونصهم بالبندقية اسمها "لي انفيلد" يعني .. بندقية قوية كويسة .. فقابلت "اكسهام" واقف واللصتف بتاعه والأركان حرب والهيصة ده كلها ..
عمرو الليثي : طلب "اكسهام" قبض القوات البريطانية في الإسماعيلية من الضباط المصريين تسليم مقار المحافظات وخروج جميع الضباط والمجندين دون سلاحهم وعودتهم جميعاً إلى القاهرة .. لكن طلبه قوبل بالرفض ..
اللواء/ مصطفى رفعت : بص لي اكسهام كده وقالي انت رايح فين .. قلت داخل جوه .. قالي تعمل إيه .. قلت الله ده شغلي جوه .. انت إيه اللي جابك .. أنا بقى اللغة بتاعتي كانت .. أنا قعدت اللاضم معاه بالإنجليزي .. كلام كتير .. فقالي طيب فيه قطر سكة حديد في المحطة مستعد قول للي جوه دول كلهم يطلعوا بالسلاح ورافعين إيديهم يركبوا القطر على القاهرة .. قلت له لما تقعد 50 سنة .. ده أرضنا المفروض انت اللي تمشي مش احنا اللي نمشي .. المهم كلام قالي 5 دقائق إن ماطلعتش هاضرب وأنا كمان 5 دقائق إن ضربت هاضرب .. فهو رايح بقى يا قاتل يا مقتول .. دخلت جوه بقى العساكر .. يعني العساكر الشهادة لله إن يمكن كانوا زينا أو أكتر من ناحية الوطنية .. ليه .. انت عارف يوم جمعة .. يوم الجمعة ده النبطشي بيبقى صول راجل عجوز راجل كبير .. لما جت الإنجليز وقالوا لهم امشوا رفضوا .. يعني رفضوا قبل لما نروح احنا يعني شوف وطنية العساكر .. وفي الآخر خالص يقولك أروح لمراتي إزاي وقابل مراتي إزاي واللا اسلم .. فكانت العساكر وطنيتهم من أعلى ما خلق .. أول ما شافوه ده يعني قالوا عارفين إنكو انتو جايين..
مشاهد للجنود وهم في حالة الاستعداد التام لمواجهة جيش الاحتلال البريطاني
اللواء/ مصطفى رفعت : ووزعنا نفسنا وكنا عاملين بقى بلان كده لما يحصل حاجة .. انت هنا وانت هنا .. المهم قعدنا بقى في العملية ده .. هو فعلاً بعد شوية ابتدوا ضرب .. الخمس دقايق هي الخمس دقايق ..
عمرو الليثي : مسافة ما دخلت حضرتك ..
اللواء/مصطفى رفعت : دخلنا ووزعنا السلاح بقى .. دخلنا وكسرنا صناديق بتاعة الذخيرة ووزعت اللي عندنا وكل حاجة وكل واحد خد موقفه وقلت لهم ما حدش يضرب اللي لما يشوف حد قدامه إنجليزي .. عشان مضيعوش الذخيرة ماعندناش غيرها .. لو خلصت هايضربونا ويخلصوا علينا .. فكل واحد يخليي باله من الذخيرة .. وكان الفرقة اللي كان بتضربنا بيسموها حسب ما عرفت يعني (ريد ديفيل) جابوا فرق اسمها (ريد ديفيل) كانوا يلبسوا رايات حمرا وكده ..
عمرو الليثي : كانت مكونة تقريباً من كام عسكرى وكام .. ؟
اللواء/ مصطفى رفعت : عدد كبير .. عالم كبير .. جيش
عمرو الليثي : جيش .. محاصر القسم
اللواء/ مصطفى رفعت : محاصر الإسماعيلية كلها والقسم من ضمن .. علشان مفيش حد يجي بقى فدائيين ولا حاجة .. محاصر كله الإسماعيلية كلها كانت محاصرة .. المهم ابتدى الضرب يعني حوالي الساعة 10 قتل أول شهيد .. شاب ودخلناه على أوضة المأمور .. 25 يناير.
عمرو الليثى : يوم 25 يناير ..؟
اللواء/مصطفى رفعت : 25 يناير
عمرو الليثي : في هذه الأثناء اتصل فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية بمقر محافظة الإسماعيلية وتحدث مع الضابط المسئول لمعرفة تطورات الموقف ..
اللواء/ مصطفى رفعت : حوالي الساعة 10 ونص .. 11 لقيت عدل التليفون بيقولي السيد الوزير عاوزك .. كلمته .. انت مين ..قلت له أنا الملازم مصطفى .. إيه اللي عندك .. قولت له كذا وكذا .. قال طيب هاتعملوا إيه .. قولت له والله احنا خدنا قرار .. قال إيه قراركم .. قولت مش هانسلم إلا جثثاً هامدة .. قالي هما الكلمتين دول اللي بيطلعوا دايماً .. قال لي يعني طيب انتوا مقتنعين باللي انتوا بتعملوه .. قلت له أيوه مقتنعين ومفيش رجوع إطلاقاً سيادة الوزير واحنا إن شاء الله .. سعادة الوزير بقى أياميها ماكنش سيادة .. قولت واحنا إن شاء الله محدش فينا يعني متخاذل أو أي حاجة مسلمين بالعملية .. قال طيب ربنا معاكم شدوا حيلكوا واتقفلت السكة .. أنا خرجت من هنا ومدفع من بتاع الدبابات راح ضارب وراح واخد عامل التليفون بالسويتش والدنيا كلها وانقطع الاتصال بنا نهائي .. بقى مني ليهم ..
مشاهد للدبابات والمدافع وهي تقذف طلقاتها
عمرو الليثي : أنا عايز موقف الأهالي .. أهالي الإسماعيلية مما يحدث كان إيه .. يعني شايفينكو تضربوا بالنار وشايفينكو محاصرين ..
اللواء/ مصطفى رفعت : أهالي الإسماعليلية كان ضهرنا .. يعني في عز الضرب كانوا ينطوا السور بعض الأهالي ويجيبولنا ساندوتشات ويجيبولنا ذخيوة يرمولنا مسدسات .. ومن منهم من قتل لأن الدبابات كانت محاصرة .. فاللي كان بيقدر يتسلل من وسط الدبابات وينط السور ويجيب لنا حاجة منهم من قتل .. يعني كان التحام بأقول يا رب يعني ترجع الأيام وتبقى مصر ده شعباً وحكومة وجيشاً وبوليساً وكل حاجة إيد واحدة.
عمرو الليثي : مع ازدياد شدة المقاومة من قوات البوليس المصري كانت تزداد شدة القذف الإنجليزي في كل مكان بالمحافظة وبدأت الاصابات تزداد ..
اللواء/ مصطفى رفعت : ابتدى بقى الإصابات عندي جوه .. اللي دراعه طلع واللي رجله راحت .. جيب رحت قلت أجيب الاسعاف بدل ما أسيبهم كده .. طلعت .. أول ما باطلع بيدوا إشارة يقف الضرب على طول .. فاكرين إن أنا طالع أسلم .. قابلني بقى اكسهام .. قولت أنا عايز الاسعاف .. قالي تسلموا وتطلعوا الأول .. قلت لأ احنا مش هانسلم احنا عاوزين الاسعاف وده قانون دولي ولازم .. قالي مفيش اسعاف .. نخش تاني طلبت حواي مرتين تلاتة .. لحد بقى .. كترت بقى الإصابات وكترت القتلى وكل شوية نجر على أوضة المأمور ولما أوضة المأمور اتملت دم واتملت قتلى واتملت جرحى بالطرقة .. وابتدوا بقى يضربوا في المبنى .. المبنى بقى كان قصر من قصور من أيام اسماعيل باشا وحاجة زي كده .. فكان معمول بالخشب فابتدى يتحرق ..
مشاهد الدبابات وهي تجوب شوارع الإسماعيلية
اللواء / مصطفى رفعت : وابتدت بقت الذخيرة على خمسة ونص .. ستة .. مافيش ذخيرة فجبت الظباط اللي هو كان معايا عبد المسيح وقعدت في وسط العساكر وقلت لهم العمل إيه دلوقت .. ده لسه فيه حروب تانية والتحامات تانية مع الجيش الإنجليزي .. ده مش آخر معركة .. قالوا مش طالعين .. يعني مش ممكن نطلع ونقابل .. يعني كان موقف يعني مش عاوز أوصف لك يعني .. عندك 70 .. 80 قتيل ولا جريح واللا بتاع .. وده اللي بيزعق وده اللي بيصرخ والميه ضربت .. المواسير .. عارف الميه لما تيجي على الجرح تكوي .. يعني بقيت عامل زي اللا شعوري إطلاقاً .. قلت إيه أخلص واطلع امسك اكسهام ده من زمارة رقبته أو أديله رصاصتين وهايديني رصاصتين وننتهي واخلص من العذاب اللي أنا فيه .. أنا طالع العساكر بقت تشد فيّ .. هايضربوك هايموتوك .. تعالى خليك معانا .. قلت لهم خارج .. خارج .. وخرجت
عمرو الليثي : ازدادت الإصابات بين الصفوف المحاصرة وبدت الذخيرة تنفذ وهنا فكر اليوز باشا مصطفى رفعت في قصف الجنرال اكسهام قائد القوات البريطانية في الإسماعيلية
اللواء/ مصطفى رفعت : أول لما خرجت وقف الضرب .. وأنا خارج بقى كده شوية لقيت واحد جنرال كبير راجل كبير كبارة كده غير اكهسام وقف وخبط رجليه في الأرض وراح معظم .. وأنا بحالي بقى بدمي بنيلتي بالبهدلة اللي أنا فيها رحت واقف أنا كمان ورحت معظم له .
عمرو الليثي : ده الساعة كام ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : حوالي 6 مساءً .. احنا ابتدينا من 6 صباحاً ..
عمرو الليثي : 12 ساعة ضرب
اللواء/ مصطفى رفعت : آه .. لما الذخيرة انتهت بقى والعساكر قعدت جوه الله .. الله .. منتظرين قضاؤهم .. قعد الراجل يكلمني كلام .. والله خلاني وقفت .. انتو عملتم اللي عليكم .. وانتوا زيادة اللي عليكوا .. وانتوا مش شغلتكوا انكم تعملوا كده .. المهم طلباتك إيه .. اللي انت طالبها ..
عمرو الليثي : انت طالع تقتل اكسهام
اللواء/ مصطفى رفعت : بأقولك عيني عليه .. خلاص انتهينا .. الدنيا ده
عمرو الليثي : ومسدسك معمر وطالع تضربه
اللواء/ مصطفى رفعت : بأقولك طالع خلاص بقى شهادتي .. قلت أشهد أن لا إله إلا الله
عمرو الليثي : ده الحل الوحيد
اللواء مصطفى رفعت :ده الحل الوحيد .. مفيش بقى .. بأقولك جاتني حالة زي مثلاً تقول إيه .. اللاشعور .. يعني شايف الدنيا ده كلها .. ودول اللي في الأرض كلهم زي ولادي أو زي اخواتي اياميها اللي دراعه رايح واللي رجله هنا .. والمقتول هنا .. منظر يعني حتى الإنجليز جت .. هاقولك قلت والله احنا لينا طلبات .. كان زمان في يوم الجمعة يرفعوا العلم .. أول حاجة اكسهام قالهالي .. قالي ما معناه العلم الوسخ ده نزله .. قولت له العلم ده هايفضل فوق راسك وفوق راس اللي خلفوك ما معناه بالانجليزي .. فقلت العلم بتاعنا هايستنى زي ما هو .. قالي خلاص .. يوم الجمعة كان يقولي نرفع العلم على .. قولت له ..
عمرو الليثي : ده القائد الكبير ده
اللواء/ مصطفى رفعت : ماتيوس .. ده الجنرال ماتيوس
عمرو اللليثي : ده الجنرال ماتيوس
اللواء/ مصطفى رفعت : ده بقى اللي هو "الفول جنرال" بتاع منطقة القنال كلها .. المهم فقالي طلباتك كلها طلباتك اللي انت عاوزه .. قلت له احنا مش هانرفع ايدينا .. مش هانخرج رافعين ايدينا والسلاح هانسيبه جوه .. قالي خلاص .. آخر حاجة بقى قلت له تديني "ورد أوف أونر" إنك انت تعاملنا باحترام .. أنا خفت بقى .. مسكونا الإنجليز بقى يعني بهدلونا بهدلة
عمرو الليثي : تديني كلمة شرف انك انت
اللواء/ مصطفى رفعت : انك هاتعاملنا بشرف .. والله والله والله .. قالي يعني بمنتهى الوطنية ودخلت بقى قلت للعساكربقى مفيش فايدة وأنا اتفقت معاه على كذا واحنا لازم نطلع بصورة مشرفة .. وانت عارف أنا كنت في كلية البوليس يعني كانت شغلتي العسكرية
عمرو الليثي : مظبوط
اللواء/ مصطفى رفعت : واقتنعوا في الآخر وقفنا طابور مظبوط وطلعنا طابور مظبوط .. ماطلعناش بقى اي كلام .. طابور مظبوط وكل حاجة وسيبنا السلاح جوه ومن غير رفع ايدينا .. وأول ما طلعنا بقى ضرب البروجي والتحيات والهيصة والزيطة ده .. وكان يعني منظر يعني ربنا أكرمنا فيه في الآخر احنا طلعنا بشرفنا .. احنا طلعنا بحاجة كويسة كده ..
مشهد للجنود المصريين ورؤوسهم مرفوعة إلى فوق
عمرو الليثي : رحت على المعتقل وهو دخل شاف حجم الضحايا
اللواء/ مصطفى رفعت : آه رحنا على المعتقل
عمرو الليثي : وقالك احنا عملنا عملية قذرة
اللواء/ مصطفى رفعت : وللأسف العساكر ادفنت بعد يومين .. كان لازم يعملوا عملية تعريف ده مين وده مين .. عشان يعني الداخلية تبقى عارفة .. ورحنا علىالمعتقل في صحراء الإسماعيلية .. في الحقيقة .. الشهادة لله المعاملة كانت محترمة جداً .. يعني أنا كانت تيجي لي جوابات من انجلترا .. كنت دارس في انجلترا .. واللي انكتب في إنجلترا اياميها أكتر من اللي انكتب في مصر .. فعارفين مصطفى رفعت .. مش عارف إيه اللي كان هنا وبتاع .. فكان قبل يعني مافيش جوابات تتفتح وكان يجيب لي الجواب .. ويستأذن قبل ما يخش الخيمة .. اللي حصل في المعتقل إن كان يجيبولنا بقى قشر الكرنب والبرتقانة على أربعة والبصلة على أربعة .. يعني اتعذبنا فعلاً .. فاحنا عملنا إضراب عن الاكل الظباط والعساكر .. فجالي قائد المعتقل وقالي إيه .. مضربين ليه .. قلت له احنا واخدين وعد انكوا تعاملونا باحترام .. إيه كل يوم قشر كرنب .. قشر كرنب .. احنا هانزرع .. الرجل ضحك وقالي لازم تعرف بقى إن الأكل اللي بتاكله ده احنا بنجيبوا من قبرص لنا وليكوا اكتب طلب انكوا عايزين أكل كذا وكذا .. واحنا هانديه للحكومة بتاعتكم ونجيب لكم اللي انتو عاوزينه .. قعدت مع اخونا الظباط .. وهو كان اعتقل الظباط اللي كانوا معان في المحافظة وظباط الإسماعيلية برضه كله لمونا .. فقعدت مع اخونا .. قالوا لأ .. دا انهارده فيه مقاطعة والأهالي مقاطعة إنها تدي أي معونة وأي أكل للجيش الإنجيزي .. لو احنا طلبنا بقى يجيبولنا أكل هايدخلوا ويسرسبوا بقى حاجات ده للجيش الإنجليزي ونبقى احنا السبب اللي احنا عملناه كله هدناه فاحنا بنرفض .. كلمت بقى قائد المعسكر الرجالي .. قلت له لا يا سيدى احنا خدنا على الكرنب وقشر الكرنب وده عال قوي وكويس وكتر خيرك واحنا مش عايزين أكتر من كده .. ضحك فهو فهم كلامي .. و خرجنا احنا في وزارة على ماهر .. اللي هي قبل الثورة
عمرو الليثي : ياه انتو قعدتم تقريباً 3 شهور ..
اللواء/ مصطفى رفعت : 3 .. 4 أشهر تقريباً كده
عمرو الليثي : في المعتقل هناك في الإسماعيلية
اللواء/ مصطفى رفعت : آه في المعتقل
عمرو الليثي : لكن هل كانوا بيسمحوا لأهالي المعتقلين من الضباط والجنود ان هما أهاليهم يزوروهم ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : ولا حد يعرف احنا فين .. ده احنا في صحراء
عمرو الليثي : والحكومة المصرية كان موقفها إيه .. حكومة النحاس باشا ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : أه .. ماهو احنا بقى .. لما جيت بقى كانوا بيعتبرونا شيوعيين أو اعتبرونا خارجين على النظام الملكي .. لأن إزاي تضرب الإنجليز وفيه ناس بتحمي الإنجليز في البلد ..
عمرو الليثي : آيوه بس فؤاد سراج الدين كان يبارك ده ..
اللواء/ مصطفى رفعت : ده كان لسه فؤاد سراج الدين .. كان مشي سراج الدين وجت وزارة تانية .. أياميها كان كل مثلاً أسبوعين وزارة
عمرو الليثي : أنا باتكلم على الفترة اللي على طول بعدها .. يعني 25 يناير حادثة الإسماعيلية .. 26 يناير حريق القاهرة .. حكومة النحاس موجودة مظبوط وفؤاد باشا سراج الدين موجود موقف الحكومة ده إيه ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : لأ .. حصل بقى إن فؤاد سراج الدين مشي
عمرو الليثي : مظبوط
اللواء/مصطفى رفعت : وجت وزارة تانية معرفش مين .. كان هلالي واللا حاجة زي كده .. ومن ضمن الوزرا الداخلية .. دخلنا بقى وقابلنا ومشي بعدها بعد لما قابلناه .. الحمد لله .. حصلت الثورة بقى على طول .. حصل حريق القاهرة .. وحصل بقى في 23 يوليو الثورة .. واتقدمت الثورة وكان برضه جمال عبد الناصر الله يرحمه الشرارة الأولي للثورة كانت 25 يناير .. المهم .. لما قابلت المراغي فقابلناه بقى احنا الظباط .. الوحيد اللي قابلنا كويس عامل الأسانسير بتاع الوزارة الوزارة القديمة كان بقى دورين .. كان اسمه عم عبد الغني .. هو ده بقى اللي شافنا بالتسقيف وبتاع .. يا أبطال .. يا مش عارف إيه .. لما طلعنا فوق بقى .. نفس المراغي الله يرحموا قال أنا كفيل أنا أطلع الحاجة اللي في دماغك .. قولت له إيه اللي في دماغي .. واحنا رايحين بقى
عمرو الليثي : يعني الحكومة اللي جت بعد النحاس باشا كان ترى إن المقاومة دول شيوعيين
اللواء / مصطفى رفعت : آه .. مش شيوعيين .. يعني خارجين مارقين عن القانون .. ما عرفش بقى شيوعيين بتاع .. أي حاجة
عمرو الليثي : تحت أي مسمى
اللواء/ مصطفى رفعت : إنما أنا بأقول اعتبرونا شيوعيين وادونا بقى اجازة مفتوحة .. يعني بقى مثلاً على بيتكم مع السلامة
عمرو الليثي : يعني بدل ما يدوكوا النيشان
اللواء/ مصطفى رفعت : لا .. لا .. مشنيا بقى .. خلاص بقى .. مشينا بقى .. وهو اللي مشانا من الكلية .. يعني اجازة مفتوحة بقى مع السلامة بقى ..
عمرو الليثي : طب واللي ماتوا فيه حد كرمهم .. ؟
اللواء/ مصطفى رفعت : لأ .. اللي ماتوا خلاص بقى اندفن
عمرو الليثي : في مكالمتك بقى مع فؤاد باشا سراد الدين في التليفون .. لما كلمك في التليفون قبل ما يتم تدمير الصالة بتاعة التليفونات وقلت ان احنا محاصرين من قبل الجيش الإنجليزي .. وبنتضرب ومش هانستسلم كان رد فعله إيه .. بصراحة
اللواء/ مصطفى رفعت : لأ .. تشجيع لينا
عمرو الليثي : تشجيع .. طب قالك سلموا نفسكوا
اللواء/مصطفى رفعت : لأ .. أنا بأقولك الكلام ده شهادة قدام ربنا مش قدامك .. قال طب شدوا حيلكوا وربنا معاكو
عمرو الليثي : غير إن حكومة النحاس باشا تبارك .. العملية اللي انتوا بتقوموا بيها لدحر وصد هذه المحاولة الغاشمة من قبل الاحتلال الإنجليزي تجاه محافظة الإسماعيلية والجنود في الإسماعيلية
اللوا/ مصطفى رفعت : ما أنا بأقول يا عم يعني احنا لما رحنا أو لما طلبنا نروح الوزير وافق
عمرو الليثي : يعني ده كانت حكومة وطنية ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : طبعاً
عمرو الليثي : لكن الحكومات اللي جت بعد كده كان لها رأي آخر فيها
اللواء/ مصطفى رفعت : طبعاً ما هو الحكومات اللي بعد كده كان ملك اللي بيجيبها
فاصل موسيقى
عمرو الليثي : لم يكن ما حدث في الإسماعيلية هو النهاية .. بل كانت بداية وبالتالي في أحداث الإسماعيلية أضرب رجال البوليس عن العمل احتجاجاً منهم على ما حدث في الإسماعيلية .. وتحركت مظاهرات كبيرة اندمجت فيها جميع طوائف الشعب المصري .. وهو الأمر الذي ترتب عليه حريق القاهرة في 26 يناير 1952.
فاصل موسيقي
عمرو الليثي : هل أخطأ الظباط انهم اعتصموا عن العمل في يوم 26 يناير عام 1952 بما أدى إلى انتشار وذيوع الحريق في جميع أنحاء القاهرة.
اللواء/ مصطفى رفعت : ما هو برضه الظباط .. ما احنا كلنا ظباط مصريين برضه .. يعني يمكن أنا جاتني الفرصة أن أعمل كده لكن كل الظباط .. بلاش الظباط
عمرو الليثي : أنا باتكلم عن 26 يناير ظباط الشرطة اعتصموا ورفضوا ان هما يشتغلوا وراحوا جنينة الأزبكية والجيش كان مع الملك في حفل المأدبة بتاعة
اللواء/ مصطفى رفعت : وراح لهم فؤاد سراج الدين بقى .. راح لهم فؤاد باشا الله يرحمه .. وقالوا له احنا لازم نروح ولازم ناخد بالتار .. اخونا اللي ماتوا واللي اتقتلوا في الإسماعيلية .. فهو وعدهم انهم يبعتهم الإسماعيلية لأنهم خدوا السلاح وخدوا الهيصة ده كلها واحتلوا جنينة الأزبكية .
عمرو الليثي : كانت أحداث يناير 1952 بمثابة نقلة تاريخية .. ثم بعد 6 أشهر من هذا الحادث ومع عدم استقرار الحكم وعقد الوزارات الغير شرعية قرر الضباط الأحرار بالانقلاب العسكري في 23 يوليو 52..
فاصل موسيقى
اللواء/ مصطفى رفعت : فجالي إبراهيم بغدادي .. إبراهيم بغدادي من الناس المحترمين جداً وله دور كبير جداً .. وبرضه ما هو فيه ناس كتير بتتنسي في التاريخ .. لأن يريت يعني كل واحد يعرف حاجة كويسة .. واحد قام بها
عمرو الليثي : لا والله إبراهيم بيه سجل معايا قبل كده يا افندم وقال شهادته للتاريخ
اللواء/ مصطفى رفعت : يعني الراجل ده راجل .. المهم شوف احنا جزاءنا عند الله مش عند حد .. وأنا مش عاوز حاجة من حد .. .. أنا عاوز حاجة منك واللا من أي حد ولا من الدولة .. يعني خرجت مساعد أول وزير .. الحمد لله
عمرو الليثي : انهارده أنا قاعد مع بطل من أبطال الشعب المصري .. علشان نقول للشباب المصري .. نقولهم زي ما فيه الوحش فيه نماذج إيجابية وعظيمة في بلدنا ويجب أن نحتذي بها .
اللواء / مصطفى رفعت : مليانة .. مليانة
عمرو الليثي : وانت منهم
اللواء/ مصطفى رفعت : لا أبداً .. وسيبك أبداً .. ده يمكن العساكر أكتر مني .. الناس اللي ماتت ده أفضل كتير من أي أحد
عمرو الليثي :هل زرت حد من أسر العساكر أو من أسر الشهداء بعد ما خرجت .. هل مثلاً تفتكر موقف معين لما خرجت تزور أحد من أسر الشهداء تعزيه في أبوه اللي استشهد ..
اللواء/ مصطفى رفعت : لا .. لا .. أنا كنت باعزي نفسي .. يعني حصلي حاجات كده .. أكملك بقى لما رحت اسكندرية وإبراهيم بغدادي ده صديقي وزميل عمري زي صلاح ذو الفقار وزي صلاح الدسوقي .. يعني زمان الجيش والبوليس كلنا في العباسية الشرقية زي الاخوات .. نلعب كرة في الشارع وبتاع .. وإبراهيم بغدادي من ضمن الناس اللي كنا زي الاخوات .. يظهر عبد الناصر كلمه عاوز مصطفى .. كان لسه بقى الثورة يدوب 23 يوليو قاله هاتلي مصطفى رفعت .. هو عارف بقى سكتي .. فجالي على إسكندرية .. جالي بالليل وقال لي انت بتعمل إيه .. قولت ولا حاجة .. قالي عاوزينك .. ورحت قابلت عبد الناصر وكان فيه بقى جمال سالم وصلاح سالم والشلة ده كلها كانوا في نواحي العباسية .. القيادة بتاعة العباسية.. ورحت قابلته .. قالي بقى .
عمرو الليثي : يوم 24 يوليو 52
اللواء/ مصطفى رفعت : يوم 24 يوليو الصبح .. قال لي بقى جامعة اسكندرية تؤيد والبوليس انتو اللي عملتوا كنا متتبعينكوا وعملتوا كنتم بتشجعونا وا ..وا.. وا .. إلخ ماتقيدوش الثورة .. قلت له طب سيبني ساعة أو ساعتين .. ورجعت جري على كلية البوليس .. قابلت مين بقى .. قابلت أحمد أحمد الوتيدى .. وده برضه شهادة للتاريخ .. أحمد الوتيدي كان مقدم .. أنور العبد .. الاتنين الله يرحمهم والله يرحمه يوسف غراب دول كانوا ظباط في الكلية .. وصلاح دسوقي وأنا .. قولت يا اخواننا حصل كذا وكذا .. والراجل بيقولي كذا وكذا .. واحنا عاوزين إيه .. رحنا مقيدين .. كتبنا منشور .. كتبته أنا بخط إيدي .. إن احنا بنؤيد الثورة وبننضم للثورة
عمرو الليثي : ده يوم يوليو 52
اللواء/ مصطفى رفعت : ده الصبح في الكلية في السواري بتاعة الكلية .. يمكن صلاح يفتكر .. فبعد ما عملنا العملية ده قولنا حد كبير يمضي لأن احنا كلنا ظباط صغيرين .. أنا "يوز باشا" على التاني صاغ وبتاع .. فالحقيقة طلبنا من بعض اللواءات الموجودين رفضوا إنهم يمضوا لأن الملك كان موجود .. ماحدش عارف الثورة قاعدة واللا نايمة هاتنجح واللا هاتفشل .. كان لسه يه يعني .. رحنا لمصطفى متولي عليه رحمة الله اللي كان مدير الكلية .. ده يافندم كذا وكذا وعاوزين من سيادتك تعتمد .. راح ماضي على البيان .. الغلطة اللي مسكوها علينا بعدين .. أعضاء مجلس إدارة نادي ظباط البوليس .. احنا لا كنا أعضاء مجلس إدارة نادي الظباط ولا غيره .. إنما عشان ندي القرار ثقل في وقت مش عارفين نلم بعضنا والبلد كلها مشتتة وحريق ومتنيلة على عينها .. يعني الجو كان يحتم علينا إن احنا نعمل كده .. عشان ندي القرار ده ثقل .. وخد أنور السادات هذا البيان وفضل يذيعه .. وبقى إيه جاءنا من نادي ظباط البوليس .. جاءنا من نادي ظباط البوليس .. وفضل يذيعه وإذاعه والدنيا استقرت وانضمينا للثورة .
أغنية "ثورتنا المصرية اهدتها الحرية وعدالة اجتماعية" لعبد الحليم
عمرو الليثي : سيادة اللواء بعد مرور هذا الوقت الكبير على أحداث الإسماعيلية كيف تنظر إلى حادث 25 يناير 52
اللواء/ مصطفى رفعت : أنا بأنظر ل 25 يناير إنها نقلة تاريخية في تاريخ مصر .. احنا كنا عهد ملكي .. كان في ملك موجود .. كان فيه اقطاعه موجود بخيرهم أو شرهم .. أنا ماكنش لي علاقة بالعالم ده .. كنت ظابط صغير في حالي من أسرة متوسطة .. أبويا كان مفتش تعليم .. يعني ماحناش .. كون الدولة بقى تنتقل من الملكية إلى الاشتراكية ده نقلة في تاريخ البلد .. وكون احنا كنا سبب أو من غير سبب أو كنا سبب أو مش سبب .. في هذه وان شاالله نكون حاجة صغيرة ..
عمرو الليثي : الشرارة الأولي
اللواء/ مصطفى رفعت : الشرارة الأولي .. ليه .. الحمد لله لما حصل حريق القاهرة وقتل فيها ناس كتير وأضرب البوليس وأضرب ظباط البوليس عن العمل في هذا اليوم اللي هو 26 يناير بعد القتلى وبتاع .. وعايز أقولك يوم 26 يناير كان الإذاعة كلها قرآن كريم .. يعني ترحماً على أرواح الشهداء .. ده كلها عمل ثورة في البلد .. طب انت بتحرق ليه .. لكن كل واحد في نفسه ألم وحريق في داخله فكان عايز ينتقم من الجماعة الإنجليز دول .. مش قادر أروح هناك كان يحرق هنا ..
عمرو الليثي : أنا عايز أعرف .. حدثني عن فترة حواراتك مع الرئيس عبد الناصر عن حادث الإسماعيلية .. كان بيقولك إيه ؟
اللواء/ مصطفى رفعت : يعني كان سعيد جداً باللي حصل في الإسماعيلية .. وبيقولي .. أنا كنت بأروح له ليه .. لأن لما اشتغلت في الداخلية شويه كان فيه حاجة عندنا .. كان فيه حاجة زي إرهاب لبعض ظباط البولس .. يعني كان فيه حاجة اسمها التطهير .. لما جت الثورة بيطهروا الناس اللي كانوا عملاء .. فكان فيه ناس اللي أذوا بعض الظباط الوطنيين .. فكنت أروح واشتكي لعبد الناصر أقوله انت بتعمل تطهير .. لازم عندنا يبقى فيه تطهير.. ولازم الظباط الوحشين يمشوا والظباط الكويسين الوطنيين المخلصين لازم يستنوا .. فالراجل كان يآمن جداً .. يعني وأنا ماكنتش عارف بعد العملية ده هايبقى رئيس جمهورية .. أنا شايف واحد بس اللي قدامي كان وشايف نفسي ان أنا في الإسماعيلية وكل شوية يقولوا لي الإسماعيلية و 25 يناير .. يعني افتكرت نفسي حاجة .. فكنت لما أروح باتكلم بقى زي الند .. كنت واخد راحتي في الكلام معاه وهو كان راجل طويل البال .. يقولك سيبه يهجص زي ما هو عاوز .. إنما كان بيحترم الشخص اللي بيحترم نفسه.
عمرو الليثي : هل كرم الرئيس عبد الناصر شهداء الإسماعيلية .. هل كرمكم انتم كأبطال معركة الإسماعيلية ..؟
اللواء/ مصطفى رفعت : احنا اللي كرمنا اسمه إيه ده .. ما هو طبلعاً المفروض جمال عبد الناصر .. خدنا نيشان الاستحاق من الطبقة أظن الخامسة أو السادسة اللي كانوا في الإسماعيلة .. اللي حضروا المعركة .. الإسماعيلية كان لها ظباط كتير .. مش احنا التلاتة .. إنما اللي حضروا المعركة فعلا اللي هما الأربعة اللي نزلوا معايا يوم 6 صباحاً يوم 25 يناير.. اللي هو عبد المسيح مرقص وده كان أقدمنا كان يوز باشا ومصطفي عشوب وفؤاد الدالي وأنا.
عمرو الليثي : سيادة اللواء رحم الله شهداء الإسماعيلية
اللواء/ مصطفى رفعت :يا ألف رحمة تنزل عليهم
عمرو الليثي : وأنا بأشكرك جداً .. فأنت رمز ويعني قدوة يحتذى بها
اللواء/ مصطفى رفعت : لا والله
عمرو الليثي : في هذه المعركة العظيمة أنا سعيد بهذا اللقاء
اللواء/ مصطفى رفعت : الله يخليك
أغنية وطنية
لمشاهدة الحلقة كاملة"فيديو"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.