أنوار زينة رمضان تضئ الليل كتبت| مارينا ميلاد فى شكل لم تعتاده الشوارع فى رمضان، اختفت ظاهرة تعليق لمبات الزينة والفوانيس المضيئة فى أغلب الشوارع ، رغم اعتبارها من العلامات المميزة لشهر رمضان فى مصر ، حيث اكتفى المواطنين هذه السنة ، خاصة قاطنى المناطق الشعبية ، بتعليق بعض الأفرع الصغيرة على الشرفات. وأرجع العديد من المواطنين هذا الاختفاء، إلى قرار وزارة الكهرباء الخاص بمواجهة ظاهرة تعليق «لمبات الزينة»، وإجبار كل مواطن يريد تعليق إضاءات وأفرع زينة الحصول على تصريح رسمى من شرطة الكهرباء حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية، بينما يقول الحاج محمد الزينى ،أحد التجار:"الفانوس والزينة هى الحاجة اللى بنفرح بيها و بتحسسنا أن رمضان موجود ، وعادة متعودين عليها من سنين طويلة " ، متسائلاً:"يعنى هى دى اللى هتحل أزمة كهرباء؟". "ماحدش هيقدر يمنعنا أننا نفرح و نعلق الزينة،و كده كده النور بيقطع الصبح وبالليل و على الفطار كمان" ، قالتها زينب عبد الكريم ، السيدة الستينية ، مبدية دهشتها من القرار الذى ينص على أنه فى حال تعليق أحد المواطنين الزينة دون حصوله على تصريح من وزارة الكهرباء بذلك، فسوف يتعرض للُمسائلة القانونية، قائلة :"هى الفرحة بقت جريمة ، يشوفوا اللى بيفجروا هنا و هنا و بيفسدوا فرحة الناس". كان الدكتور محمد اليمانى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، قد صرح قبل بدء شهر رمضان أن شرطة الكهرباء تحذر من أى وصلات كهربائية غير قانونية وغير شرعية، وإلا سيتم التعامل مع المسئول عنها بإعتباره سارقًا للتيار الكهربائى، مضيفاً:"العديد من الدول تخلصت من اللمبات المتوهجة وما زلنا نتمسك بتعليقها،وبالتالى مفيش حد هيوصل لمبات بمزاجه، لازم يروح شرطة الكهرباء ويأخذ ترخيص بعدد اللمبات المستخدمة والوقت المحدد لتشغيلها "،مناشداً المواطنين إلى التعاون المشترك بينه وبين الدولة لحل أزمة الكهرباء. ولكن هذه التصريحات و القرارات و أزمة الكهرباء لم يهتم بها عبد الرحمن و ليلى و بعض جيرانهما ، وهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم التاسعة .. يجلسون على سلالم بيتهم فى منطقة حدائق القبة، و بجوارهما المقص و الالوان و الاكياس البلاستيك و بعض اللمبات الكهربائية ، وذلك استعداداً لصنع زينة رمضان المضئية التى قرروا أن يصنعوها بأنفسهم هذا العام للشعور بفرحة الشهر الكريم ، و توفيراً للنفقات – بحسب قولهم. "جمعنا مصروفنا و جبنا ورق و أكياس و ألوان و خيط ولزق، و كل واحد جاب لمبات من بيته ، و قررنا نعمل زينة رمضان السنة دى بنفسنا، بعد ما شفت ناس بتعملها و عرفت الطريقة " ، هكذا تحدث عبد الرحمن،الطالب فى الصف الرابع الابتدائى ، مبتسماً عن خطة عمل الزينة التى يصنعون منها أشكال فانوس و هلال و نجمة.