«الناس حزينة ومش عايزة تزين الشارع عشان الناس اللى ماتت»، هذا السبب هو الذى منع على زين أحد شباب منطقة الحوامدية عن ممارسة هوايته المفضلة التى تبدأ كل عام قبل رمضان بأيام. «أول مرة فى حياتى الشارع مايشوفش زينة رمضان ولا أفرع اللمبات والفانوس الكبير اللى اعتدنا عليه قبل قدوم الشهر»، مؤكدا انه لم يتم تزيين أى شارع بالمنطقة بسبب الحالة السياسية التى تشهدها مصر. زين هو المختص فى منطقته بتزيين الشوارع لاستقبال رمضان، اعتاد سنويا أن يمر على البيوت كلها، ويجمع مبلغا رمزيا من المال لشراء الزينة واحتياجاتها من صمغ والوان ولمبات وخلافه، لكنه يحكى أنه تردد فى البداية هذا العام عندما فكر فى تزيين الشوارع، ثم قرر عدم تزيينه بعد شعوره بأن الأمر سيكون صعبا.
عدد كبير من سكان الشارع الذى يعيش فيه زين ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين، «واحتراما لهم الجيران رفضوا دفع أى اموال لكى نجمع مبلغ مثل كل عام لتعليق الزينة الرمضانية»، زين قال «كل سنة كنا بنروح الفجالة والعتبة ونقوم بشراء الزينة بمبلغ 450 جنيها وأفرع اللمبات ب600 جنيه، وكنا نجمع 25 جنيها من كل شقة».
فرحة رمضان بالنسبة لزين وباقى شباب منطقته تتمثل فى الفانوس الذى كانوا يصنعونه أحيانا بأيديهم، وسهراتهم الطويلة لصنع الزينة، واختلاف الطقوس هذا العام قللت من فرحتهم بالشهر الفضيل. «لم نشعر بفرحة شهر رمضان لأننا كنا ننتظر هذا الشهر كل عام بتجهيزات مسبقة قبلها بأيام، حيث كنت أنا المسئول عن تجميغ المبلغ من سكان الشارع، ونذهب فى يوم عطلة العمل لشراء الزينة والفانوس الكبير، ولم يمتنع أى منزل عن المشاركة فى جمع الاموال حتى منازل الاقباط كانوا يدفعون مثل المسلمين وكنا نشعر جميعا ببركة هذا الشهر».
اكتفى الشارع بإقامة مائدة الرحمن التى تستضيف الصائمون الغرباء عن المنطقة، بالاضافة إلى من يحتاجون من أبناء الشارع، وقرر الجميع عن طيب خاطر احترام مشاعر الحزن التى يشعر بها جيرانهم.