رغم ما تمر به مصر من أحداث إلا أن الأطفال يأبون إلا أن يفرحوا بشهر رمضان، بتعليق الزينة في الشوارع والحارات ، وعلى الرغم من كم الظروف السيئة التي تضغط علينا يومياً، وكأنما تقول لنا لا فرحة برمضان ..... إلا أن الطفل المصري عنيد ولن يتنازل عن حقه في الفرحة بشهر الصيام. وقد اكتفى هذا العام المليء بالمشكلات الاقتصادية بشراء ورق الزينة بدلاً من اللمبات الملونة، حتى يدخل الفرحة ولو بالقليل . اعتاد الأطفال على استقبال رمضان بالزينة والأنوار، لكن هذا العام اختفت هذه الزينات والزخرفات من الشوارع، وحل محلها الزينة الورقية ، التي يجمع الأطفال ثمنها بالاشتراك فيما بينهم . ثم يأتي الدور على الشباب الكبار الذين يقومون بصنع الفانوس الذي يتوسط الحارة ليضيئه، بعد أن كانوا يصنعونه بأيديهم . تحدثت شبكة الإعلام العربية "محيط" مع محمد في إحدى شوارع القاهرة ليحكي قصة زينة رمضان ومدى أهميتها عنده وعند أصدقائه. الزينة والخيط أكد صاحب الثلاثة عشر عاماً، انه كل عام يقوم هو وأصدقاءه بشراء أوراق الزينة والخيط، من عم إبراهيم، ثم يقومون بعد ذلك بالمرور على المنزل وجمع الفلوس والتي تقدر ثلاثة جنيهات للمنزل، بعد ذلك يعطونه الأوراق وكافة المستلزمات لمن هم اكبر سناً للتجهيز والتعليق في الحارة والشوارع. عمل منظم وأوضح محمد أنهم يبدءون الاستعداد لهذا العمل قبل رمضان بأسبوع تبدأ بجمع الأصدقاء والاتفاق على طريقة العمل والمجموعة المشاركة ثم نقوم بشراء المستلزمات، ثم نحسب تكاليف ونقسمها على عدد المنازل، وتكون التكلفة غير كبيرة فقد تصل إلى عشرين جنيهاً قابلة للزيادة الطفيفة ، حيث من الوارد ان لا تكفي الزينة فتقوم بشراء المزيد . وتابع نقوم بعد ذلك أنا وأصدقائي بتعليق الزينة، حيث يقوم شخصين بسند السلم على أحد جدران المنازل ويتسلق شخص واحد ويعلقها في أحد الشرفات . الكبار والفانوس وفيما يتعلق بالفانوس قال "الشباب الكبار في الحارة هم من يقومون بذلك، فنحن نقوم بتجهيز المواد اللازمة من خيط، وخشب، ومسامير، والورق الملون، وهم يبدءون في تجهيزه وتعليقه في منتصف الشارع.مش اختراعوعن بدأ الفكرة .. أكد محمد الأمر ليس اختراع، فقد تعلمتها من إخوتي الكبار وأصحابهم، وتعتبر هذه عادة تورث للأطفال من جيل لأخر، وكل واحد منا سيعلمها لغيره أو لأطفاله عند الكبر، حتى لا تندثر . تحدي الأزمات ورغم الأحداث التي تمر بها مصر بين محمد أنا لست صغيراً حتى اغفل عن ما يحدث في بلدي، وقد تأثرت للغاية ، ولكني حاولت أن أخرج نفسي ومن حولي من هذه الأزمة، بمحاولة إدخال فرحة رمضان في الشارع بتاعنا، فهذه عادة اعتدنا عليها وهي تزين الشارع في رمضانوتحدث عن قضائه يوم رمضان مؤكداً أننا نقوم بعد صلاة العصر، بتجهيز العصائر وتعبئتها في اكواب لتوزيعها على الصائمين، الذين لم يستطيعوا الذهاب لمنازلهم مبكراً، ثم بعد ذلك نذهب للإفطار ونجهز أنفسنا لصلاة التراويح .... وهكذا يكون قضاء وقتنا في شهر رمضان .