بصعوبة شديدة وبخطى متثاقلة صعد الإمام الى المنبر وهو يتضور جوعا لإلقاء خطبة الجمعة بأحد مساجد غزة.. ألقى أقصر خطبة جمعة فى التاريخ وكأنه يرسل رسالة الى ضمير العالم ويستصرخ الانسانية لإنقاذ اهالى غزة من سياسة التجويع والحصار التى تفرضها اسرائيل.. ربما تعمد ان تكون خطبة الجمعة من جملة واحدة قال فيها: لا اقوى على الكلام بسبب الجوع وأنتم لا تقدرون على السماع بسبب الجوع.. أقم الصلاة!! هذه الخطبة البليغة المؤثرة كشفت حجم الكارثة التى يعيشها سكان غزة الذين يموتون جوعا. وزارة الصحة الفلسطينية اكدت أن عدد ضحايا التجويع فى قطاع غزة ارتفع إلى 169 بينهم 93 طفلا وهناك 100 الف طفل على شفا الموت بسبب سوء التغذية وشح الحليب، حتى الشاحنات التى اجبرت اسرائيل على إدخالها مؤخرا تعرض أغلبها للنهب والسرقة من جانب الاسرائيليين. العالم يطالب اسرائيل بإنفاذ المساعدات لكنها لا تستجيب وتستمر فى سياسة التجويع لإجبار سكان غزة على الهجرة الطوعية. اضطرت حماس لاستخدام ورقة الاسرى للضغط على الداخل الاسرائيلى وبثت فيديو لأسير إسرائيلى ظهر فيه بجسد هزيل، فى تسجيل عكس الواقع الذى يعيشه الأسرى فى ظل حالة التجويع والحصار المفروض من قِبل قوات الاحتلال. المشهد الاول ظهر فيه الأسير أبيتار دافيد وكان حينها فى حالة صحية جيدة وهو يراقب مشهد إطلاق سراح زملائه، ضمن صفقة التبادل الأخيرة، والمشهد الثانى لنفس الأسير وعدد من اطفال غزة وقد بدت عليهم علامات الهزال الشديد وآثار المجاعة وانتهى الفيديو بعبارة تقول: يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب. وفى اليوم التالى بثت كتائب القسام فيديو للأسير أفيتار دافيد وهو يحفر حفرة ويقول: أحفر قبرى بيدي، هذا هو القبر الذى ربما سأوارى فيه وكأنه يقول للوزير المتطرف بن غفير: هذه هى نتيجة افعالك عندما قلت إن ما يجب إرساله إلى غزة هو القنابل. مشاهد الهياكل العظمية لأطفال غزة أدمت القلوب وحركت الشعوب وانطلقت المظاهرات فى معظم دول العالم حتى داخل اسرائيل نفسها من اهالى الاسرى، هل يفعلها ترامب ويأمر نتنياهو بإدخال المساعدات وينهى الحرب؟ فهو الوحيد الذى يمتلك كل خيوط اللعبة، بعد ان ظهر امام الشاشات متأثرا بسبب مشاهد المجاعة .