تسببت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها فريق الأهلي أمام نظيره صن داونز الجنوب أفريقي، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، بخماسية نظيفة، في إحداث زلزال مدمر داخل جدران القلعة الحمراء، والذي حاول مسئولو النادي لم الشمل لحفظ ماء الوجه خلال لقاء العودة ببرج العرب. رغم اعتراف مسئولى الأهلى وخبراء الكرة بصعوبة المهمة فى لقاء العودة أمام صن داونز، وتحقيق ريمونتادا تاريخية للفريق الأحمر تقوده للتأهل، وبات الخروج المبكر مسألة وقت، تحسمه 90 دقيقة فى برج العرب، إلا أن مجلس النادى حاول جاهدا خلال الفترة بين المباراتين، الضغط على اللاعبين والجهاز الفنى لإلهاب حماسهم لاستعادة كبرياء الأهلي، الذى تسبب الجيل الحالى فى إهانته، بتعرضه لهزيمة ثقيلة لا تليق باسمه وتاريخه، ليصبح الفريق المصرى الوحيد الذى تلقى أكبر هزيمة بتاريخ بطولات أفريقيا. مجلس الأهلى بدأها بفرض عقوبات مالية قاسية على لاعبى الفريق والجهاز الفني، جاءت بواقع 150 ألف جنيه على كل لاعب، فرضها سيد عبدالحفيظ مدير الكرة، وعقوبة أخرى من الخطيب، بجانب تجميد مستحقاتهم حتى تعديل الصورة فى مباراة العودة، ثم كانت الجلسة العاصفة والنارية التى عقدها بيبو مع عبدالحفيظ ومارتن لاسارتى، المدير الفنى للفريق، والتى شهدت غضبا عارما من بيبو، وطلب خلالهاشرحا تفصيليا للحالة التى ظهر عليها اللاعبون والتمثيل غير اللائق للأهلى فى مثل هذه المباريات، وتراجع المستوى على نحو لا يتماشى مع شخصية البطل وطموحاته ومكانة الأهلى التاريخية فى القارة الأفريقية، رافضا أى مبررات من أى فرد بالمنظومة، وأن الخيار الوحيد هو النهوض سريعًا من هذه الكبوة، والحفاظ على طموحات الأهلى البطولية، وإسعاد جماهيره التى انتابها ألم وحزن عقب الخسارة الأخيرة. تلى ذلك جلسة عاصفة أخرى مع اللاعبين، مؤكدا رفضه سماع أى تبرير أو شكوى، لأن اسم الأهلى خط أحمر، وأن الجميع مسئول عما حدث أمام صن داونز، وأن هذا الأمر غريب على الأهلى ولن يسمح به، وأن الاعتذار للنادى وجماهيره لا يكفى، والحل الآن للخروج من هذا المأزق هو تصحيح الصورة عمليًا. الخطيب ظهر منفعلا وبشدة خلال حديثه مع اللاعبين والجهاز الفني، وأنه تحدث مع الجميع بلهجة حادة وغير مسبوقة، ونقل لهم أن من يرتدى قميص الأهلى لابد أن يعرف قيمته ويقاتل عليه، حتى إن علامات الغضب كانت واضحة على معالم وجهه بعد خروجه من غرفة خلع الملابس، لدرجة أنه بعد معاينة التجديدات فى أحد مدرجات التتش، انصرف مباشرة، رافضا الحديث مع أى شخص. وبعدها خرج لاسارتي، بتصريحات يؤكد فيها مسئوليته الكاملة عما حدث، ويقدم فيها اعتذاره للنادى وجماهيره، وشدد عبدالحفيظ، على تقديره لغضب وثورة الخطيب فى جلسته معهم وغضب جماهير الأهلي، وأنهم كجهاز فنى ولاعبين لا يعفون أنفسهم، لذا جاءت العقوبات على الجميع قاسية وبشكل غير مسبوق من قبل، مؤكدًا أن الفريق قادر على العودة مجددا بقوة، سواء أمام صن داونز أو الدورى وكأس مصر، خاصة أنهم لا يملكون أى شيء سوى العمل بقوة وإصرار لتصحيح الأوضاع. وخلال تلك الأحداث، كانت هناك وقائع أخرى تجرى داخل جدران مجلس إدارة النادي، بشأن مستقبل المدرب الأورجوانى مع الفريق، حيث انقسم أعضاء المجلس ل3 جبهات، الأولى ترى ضرورة إقالته بعد مباراة العودة أمام صن داونز، خاصة أن الهدف الأكبر كان البطولة الأفريقية، والتى ابتعد عنها الفريق، خاصة مع التعرض لنتيجة كارثية أمام صن داونز، وثانية ترى أن الحكم الفصل عليه سيكون بعد نتيجة مباراة بيراميدز بالدورى بنهاية هذا الشهر، وأخرى ترى ضرورة عدم الإتيان بتصرفات أندية منافسة طالما انتقدها مسئولو الأهلي، وتغيير المدرب فى منتصف الموسم، وضرورة منحه الفرصة كاملة حتى نهاية الموسم، حتى يكون الحساب شاملا، إذ إن النادى لا يحاسب بالقطعة، كما اعتاد الجميع عليه. استقر مجلس الأهلي، على تأجيل البت فى إقالة لاسارتى من عدمه خلال الوقت الحالي، والتمهّل بسبب ارتباطات الفريق والمنافسة على لقب الدوري، مؤكدة أن هناك اتجاها مختلفا يفكر فيه المجلس، وهو أنه حال تحقيق الأهلى نتيجة وأداء مميزين أمام صن داونز، حتى لو صحبه مغادرة البطولة الأفريقية، سيكون مرشحا للاستمرار، مع التضحية بالجهاز الفنى المعاون، وأما حال تحقيق نتيجة وأداء سلبيين، وعدم تحقيق نتيجة إيجابية أمام بيراميدز، سيتم التضحية بلاسارتي، وإسناد المهمة لمحمد يوسف، المدرب العام، لحين التوقف الدولى بسبب إقامة كأس الأمم الأفريقية فى مصر واستغلال هذا التوقف للبحث عن مدير فنى أجنبى قوى جديد لتولى المهمة خلفا للاسارتي. إلا أنه لم تحدث أى مشاورات بشأن مصير لاسارتى حتى الآن، ومجلس الإدارة لم يجلس ولو بشكل ودى أو تناقش حتى تليفونيا، مضيفا أن الخطيب هو المفوض للتعامل فى ملف كرة القدم، وهو من يدرس كل شيء ويتخذ قرارات يعرضها على المجلس، مشددا على التفكير الآن منصب فقط على كيفية دعم الفريق ومساندته خلال مباراة العودة أمام صن دوانز، ولا يمكن الانشغال بأى شيء آخر الآن، أعضاء المجلس يتهربون من مواجهة غضب جماهير الأهلي، حال استمرار لاسارتي، واستمرار سوء النتائج، والدفع بالخطيب فى المقدمة، كونه المفوض بالإشراف على قطاع الكرة، لذلك يتركون حسم تلك الأمور له، مع التأكيد على أنه المسئول الأول عن ذلك الملف. يقول ريعو، لاعب الأهلى الأسبق، رغم أن لاسارتى يتحمل الكثيرمنمسئولية السقوط الكبير للفريق أمام صن داونز، من خلال قراءته الخاطئة للمباراة، وعدم علاج الأخطاء التى ظهرت طوال اللقاء، لكن إقالته حاليا لن تفيد مستقبل الفريق، لعدة أسباب، أهمها أنه حتى بعد الخروج الأفريقي، فإن التركيز سيكون منصبا على الدورى وكأس مصر، لذا فإنه سيكون ضغطا على المدرب الجديد، خاصة أنه تسلم المهمة فى وقت حرج، ولن يكون من السهل التفريط فى أى نقاط بصراع صدارة الدورى مع الزمالك. وأضاف أن السبب الآخر، أنه يرى تمتع لاسارتى بمميزات عدة، أهمها الحماس والشخصية القوية والسيرة الذاتية المميزة، رغم أنه قد يكون أخطأ فى تقدير بعض الأمور الفنية، سواء أمام صن داونز أو مباريات أخرى سابقة خاضها الفريق خارج ملعبه فى دورى أبطال أفريقيا، ورغم أن استمراره سيكون به مجازفة، لكنه سيمنحه فرصة رد الاعتبار الأفريقى وإظهار أن فريقه عانى من كبوة فقط وقادر على العودة مجددا. وواصل بأن الأهلى نادٍ كبير وقادر على العودة بكل تأكيد، ولكن بشرط هو الاستعانة بشكل كامل بجماهير الأهلى التى تمثل الدافع الأول للفريق، إذ إن كثيرا ما كان الأهلى يتعرض لفترات من تراجع المستوى وغياب الانتصارات، ولكن دائما يتمكن من العودة بشكل أقوى بعد أى سقوط ويكون الجمهور هو المحرك الأول. واختتم بأنه من الواضح أن صن داونز درس الأهلى جيدا، خاصة فى آخر 10 مباريات وعرف جيدا نقاط قوته وضعفه، أما الأهلى فلم يحضر نفسه جيدا للمباراة ولم يدرس المنافس بشكل كافٍ، كما لاحظنا فى العامين الماضيين النتائج السيئة للأهلى خارج ملعبه وهذه نقطة ضعف كبيرة، كما تأثر لاعبوه بالمناخ ونقص الأكسجين وطبيعة الملعب.