بينما يوجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما جهوده لحشد المجتمع الدولى للانضمام للتحالف الذى ستقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» الارهابى، يغيب عنه أن هناك قاتلًا أكثر شراسة يواصل حصد آلاف الأرواح فى غرب أفريقيا بل يهدد وجود الدول المنكوبة بهذا المرض. هكذا تحدث موقع «التايمز تريبيون» الأمريكى منتقدا الموقف الأمريكى والدولى المتباطئ فى مواجهة فيروس الإيبولا القاتل فى غرب أفريقيا، والذى لم يبدأ فى التحرك نسبيا إلا منتصف الأسبوع الماضى حيث جاء الإعلان المتأخر للرئيس الأمريكى عن خطة لتعزيز مساهمة بلاده فى مكافحة الفيروس، والتى ستتضمن إرسال 3000 عسكرى أمريكى إلى المناطق التى يتفشى فيها المرض، للمساعدة فى إقامة مراكز العلاج وتدريب آلاف العاملين بقطاع الصحة، كما تعهدت الحكومة الأمريكية بتقديم نحو 100 مليون دولار إضافية لتوفير معدات حماية لموظفى الرعاية الصحية ومواد غذائية ومياه ومعدات طبية. وفى بروكسل، ناشدت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى تعويض «الوقت الضائع» فى مكافحة «إيبولا»، ودعتهم فى اجتماع إلى تحديد مساهماتهم بالأرقام، من أجل توفير مبلغ 150 مليون يورو لمكافحة المرض. وقد شهد الاجتماع التزام حوالى عشر دول تخصيص أموال وموارد، وإعلان ألمانيا أنها مستعدة لاستضافة مرضى. وجاءت التحركات الأخيرة على الصعيد الغربى لمواجهة إيبولا بعد أن ناشدت رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف الرئيس الأمريكى تقديم مساعدة عاجلة لمواجهة أسوأ تفشى لفيروس الإيبولا القاتل، حيث حذرت، فى رسالة إلى أوباما أطلعت عليها وكالة رويترز، من أنه من دون المزيد من المساعدة المباشرة من أمريكا ستخسر بلادها المعركة ضد المرض. ومن جانبه، حذر وزير دفاع ليبيريا برونى ساموكاى فى كلمة أمام مجلس الأمن الدولى من أن بلاده تواجه «تهديدا خطيرا» لوجودها فى ظل الانتشار شديد السرعة لفيروس ايبولا القاتل، واصفا رد الفعل الدولى على الأزمة بأنه «ليس قويا». وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن وباء ايبولا - الذى أودى منذ ظهوره فى مارس الماضى بحياة أكثر من 2400 شخص من أصل 4985 إصابة فى الدول الأفريقية الثلاث التى تسجل انتشارا للمرض (ليبيريا- سيراليون- غينيا)- بات يتخطى قدرات السلطات الصحية فى البلدان الثلاثة على احتوائه وأن عدد الإصابات الجديدة تتزايد بسرعة تفوق استجابة المجتمع الدولى. وتوقعت المنظمة تسجيل آلاف الحالات الجديدة فى ليبيريا التى تعد أشد دول غرب أفريقيا تضررًا من الفيروس، حيث شهدت أكثر من نصف حالات الوفاة بالمرض. وجاء انتقال إيبولا إلى السنغال والكونغو الديمقراطية ونيجيريا ليزيد المخاوف. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تحتاج مكافحة إيبولا إلى مليار دولار على الأقل، وإلى المئات من الأطباء والممرضين المختصين فى هذا المجال. ومن جهته، دعا مكتشف فيروس إيبولا العالم البلجيكى بيتر بيوت، فى تصريحات صحفية ،إلى تدخل شبه عسكرى فى غرب أفريقيا، قائلا إن الوباء وصل لدرجة من السوء تستوجب إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى هناك. وانتقد بيوت الحكومتين الأمريكية والبريطانية على وجه التحديد، معتبرا أنهما تتحركان ببطء شديد.