بمناسبة عيد الأضحى.. الرئيس السيسى يتبادل التهنئة مع ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس والشعب بيوم عرفة وعيد الأضحى المبارك    جامعة بنها تشارك في النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    من اليرقات إلى الكيتوزان.. مشروعات طلابية بجامعة بنها تحلّق بأحلام المناخ في مؤتمر دولي    وزير الكهرباء يبحث مع «أميا باور» الإماراتية تعزيز التعاون بمجالات الطاقة المتجددة    المصرية للاتصالات WE تعلن الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس في مصر    نتنياهو: غزة لن تشكل مستقبلًا تهديدًا على إسرائيل    بينها 4 دول عربية.. لماذا قرر ترامب حظر سفر مواطني 12 دولة لأمريكا؟    ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء الحرب على غزة إلى 225    محافظ القليوبية يلتقي ممثلي "اتحاد بشبابها" التابع لوزارة الرياضة - صور    تردد القناة الناقلة لمباراة الزمالك وبيراميدز في نهائي كأس مصر    مصرع طفل في حريق منزل بأسيوط    أول تعليق من بسمة بوسيل بعد تحسن حالة نجلها آدم تامر حسني الصحية    قصور الثقافة تطلق برنامجا احتفاليا متنوعا بالشرقية في عيد الأضحى    من عرفات.. دعاء مؤثر للشيخ خالد الجندي    الأعلى للمستشفيات الجامعية يخصص 56 مركزًا لعلاج الأمراض الوراثية لحديثي الولادة بالمجان    مستشفى بدر الجامعي جامعة حلوان ترفع درجة الاستعداد القصوى بالتزامن مع عيد الأضحى    استشاري تغذية مُحذرًا من شوي اللحمة: يعرّض للإصابة بالأورام - فيديو    صيام يوم عرفة لمرضى السكري.. متى يجب الإفطار؟    مجلس الزمالك يصرف دفعة من مستحقات اللاعبين قبل نهائي الكأس    "معقولة بيراميدز يتعاطف مع الزمالك ويمنحه الكأس؟".. شوبير يطلق تصريحات نارية    21 ألف جنيه تراجعًا بأسعار "باجاج كيوت" أرخص مركبة جديدة بمصر.. التفاصيل    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية فى دمياط    مفاجأة.. ماسك طلب تمديد مهمته في البيت الأبيض وترامب رفض    الأهلى يرفع شعار التحدى فى كأس العالم للأندية بعد صفقات الميركاتو    محمد حماقي يشعل حفل زفاف محمد شاهين| صور    «لديهم مغناطيس للثروة».. تعرف على أغنى 5 أبراج    هزات كريت تصل إلى الإسكندرية.. والحديث عن تسونامي لم يعد بعيدًا.. خبيرًا باليونسكو يكشف ل "الفجر"    بث مباشر من عرفة الآن.. الحجيج على عرفات وصلاة الظهر والعصر جمعًا والمغادرة عند الغروب    المفتي السابق يوضح حكم الصلاة إذا أخطأ الإمام في تكبيرات صلاة العيد    ألمانيا تسعى لبناء أقوى جيش أوروبي.. تحديات ملحة وخطط طموحة حتى 2029    عادة كل سنة.. مسيحية بورسعيدية توزع وجبات "فتة ولحمة" على المسلمين لإفطار يوم عرفة    "الأعلى للإعلام" يستدعي ممثلي وسائل إعلامية في شكوى طليقة أحمد السقا    الأهلي ل«هاني شكري»: اعتذارك غير مقبول وسب جمهورنا لن يمر دون حساب    هيئة التأمين الصحي الشامل تعلن مواعيد العمل خلال إجازة عيد الأضحى    ارتفاع أسعار 3 أنواع من الكتاكيت واستقرار البط اليوم الخميس 5 يونيو 2025    التنظيم والإدارة: إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة خلال يونيو الجاري    «في وقفة عرفات».. موعد أذان المغرب بالمحافظات    إنزاجي: الهلال فرصة عظيمة.. وأرغب بتحقيق البطولات وتقديم كرة ممتعة    آخر كلام في أزمة زيزو.. ليس له علاقة بالزمالك بفرمان الجبلاية    الاحتلال يستهدف صحفيين في مستشفى المعمداني واستشهاد 3    داعية: زيارة القبور في الأعياد من البر وتذكره بالآخرة    «24 ألف ماكينة ATM».. خطة البنوك لتوفير النقد للمواطنين خلال إجازة العيد    بث مباشر من عرفات.. مئات الآلآف يقفون على المشعر الحرام    تعليم القاهرة تعلن أماكن مقار لجان قبول اعتذارات الثانوية العامة    وزير التعليم العالي: إعداد قيادات شبابية قادرة على مواجهة التحديات    قبل عيد الأضحى.. حملات تموينية بأسوان تسفر عن ضبط 156 مخالفة    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    معايدة عيد الأضحى 2025.. أجمل رسائل التهنئة للأهل والأصدقاء (ارسلها مكتوبة)    اليوم وغدًا.. نجوم الإعلام ضيوف معكم منى الشاذلي    مصرع عامل في حادث انقلاب دراجة نارية بالمنيا    الدفاع الأوكرانى: أوكرانيا ستتلقى 1.3 مليار يورو من حلفائها العام الجارى    أسعار البيض بالأسواق اليوم الخميس 5 يونيو    عالم أزهري: أفضل أيام العشر يوم النحر يليه يوم عرفة    شريف بديع ل الفجر الفني: كنت شاهد على تحضيرات ريستارت..ورسالته مهمه وفي وقتها ( حوار)    عيد الأضحى موسم للتواصل مع الناخبين.. الأحزاب تسابق الزمن استعدادا للانتخابات    توافد الحجاج إلى مسجد نمرة بمشعر عرفات استعدادا لأداء ركن الحج الأعظم (فيديو)    الزمالك يواصل التصعيد.. سالم: لا رحيل لأي لاعب قبل يوليو والموسم لم ينتهِ بعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشرات السلاسل والفروع تبيع بملايين الجنيهات كل ساعة: الصيام فى عصر السوبر ماركت
نشر في أكتوبر يوم 29 - 06 - 2014


ليست مبالغة إذا قلنا إننا نعيش فى مصر الآن عصر
ال سوبر ماركت .. يكفى أن تذهب إلى أحد الفروع لهذه الأسواق المشهورة التى انتشرت فى سلاسل منذ عدة سنوات.. لتجد فيها هذا الحشد من البشر الذى يشترى كل شىء وأى شىء من الإبرة للصاروخ ويدفعون - غالبًا- ثمن مشترواتهم
ب الفيزاكارد ليس تماشيًا مع الموضة ولكن بسبب ارتفاع المبالغ التى يشترون بها..
ومع اقتراب وحلول شهر رمضان وبالتحديد خلال الأسبوع الماضى اكتظت فروع وسلاسل السوبر والهايبر ماركت الشهيرة بالزبائن ومعظمهم من النساء اللاتى أقبلن على مستلزمات رمضان والمنتجات الغذائية المرتبطة بهذا الشهر الكريم وخاصة المكسرات والياميش..
فى أحد فروع السوبر ماركت اقتربت أكتوبر من سمية فرحات ربة منزل وهى متكالبة على ورقة بيضاء سجلت عليها احتياجاتها وتجر أمامها عربة مليئة بالمواد الغذائية وبسؤالها عن سبب الهوس الشرائى فى رمضان أجابت شهر رمضان شهر كريم واحتياجاتنا الغذائية تتزايد فيه عن أى شهر عادى لطبيعة الصيام واحتياجات الجسم لوجبات غذائية غنية بقيمتها يوميا على عكس الأيام العادية التى من الممكن أن تتناسى يوم أو يومين فى الأسبوع عن الدخول إلى المطبخ بالإضافة أننى أفضل شراء كل احتياجاتى قبل رمضان لأوفر الوقت والنزول أثناء الصيام إلى السوق، وبالتالى فأنا احدد قائمة الطعام الشهرية وأنزل لشرائها للتفرغ التام لتنفيذها فى رمضان.
الزبائن
بينما قالت نوال الشرقاوى مدرسة المشكلة فى الأسواق الكبيرة أنها تقدم عروضًا يصعب مقاومتها أثناء الشراء فتجد خصومات وعروضًا على سلع غذائية مهمة قد لا تتوفر فى وقت آخر لذلك أعتبرها فرصة ويجب اغتنامها، كما أن السلع الغذائية داخل المنزل لن تضر بل تفيد.
وقال أحمد متولى مهندس إلكترونيات على قدر ما يكون شهر رمضان هو شهر رحمة ومغفرة ولكن بعض الزوجات لا يرحمن جيوبنا فتغريك بالذهاب لشراء بعض المستلزمات الضرورية لتجد نفسك تشترى ضعف ما كنت تحتاجه لتقف أمام الكاشير وتدفع مبالغ طائلة وفى النهاية هى بقالة . أما عبد الله محمد محاسب فقال: اعتدت شراء المستلزمات الرمضانية قبل حلول الشهر الفضيل بمدة كافية تفاديا للزحام خاصة مع ارتفاع الأسعار خاصة الأرز والزيت واللحوم وياميش رمضان وباقى المستلزمات والفارق فى الأسعار عن الموسم الماضى واضح معتبرًا أن النهم الشرائى لدى المواطنين شجع التجار على رفع الأسعار.
وأضاف: هناك محلات تقدم عروضا وهمية من أجل اصطياد المستهلكين وشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية وليس هناك أى تخفيضات.
وقالت شيماء أبو زيد موظفة أصبحت ثقافة الشراء جزءا من عاداتنا وتقاليدنا لدرجة الإسراف والمبالغة مشيرة إلى ضرورة تغيير هذه الثقافة عند المجتمع المصرى فهناك الكثير من الأسر تضطر إلى شراء ما يفوق ميزانيتها وبالتالى تستدين وهذا غير مطلوب مشيرة إلى أن هذا الشهر من المفترض أنه شهر صوم عن الإسراف وعن كل المفطرات مؤكدة على ضرورة الإحساس بالغير والتوفير قدر المستطاع والتبرع به للمحتاج.
وقالت دعاء السيد موظفة: شراء مستلزمات المنزل قبل رمضان يوفر الكثير من الوقت خاصة للمرأة العاملة ولكن لابد من الاعتدال فى الشراء فالشهر لن يكون للطعام فقط وإنما هناك ملابس العيد وغيرها من المصاريف الأخرى التى يحتاج إليها المنزل، مشيرة إلى أن لديها صديقات يشترين مستلزمات قد تفوق استهلاكهم الشهرى مما يضطرهن إلى التخلص من نصفها فى النفايات نتيجة انتهاء صلاحيتها قبل أن يستخدموها وذلك يعتبر إسرافًا نحاسب عليه امام الله فلابد من ترشيد الاستهلاك قدر المستطاع.
عادات وتقاليد
وفى تفسير للظاهرة عند الخبراء النفسيين وعلماء الاجتماع قالت د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن ظاهرة إقبال المواطنين على شراء السلع الغذائية والرمضانية فى الأسواق ترجع إلى العادات والتقاليد السائدة لدى المصريين فى هذا الشهر من كل عام والتى ينبغى مع مرور الزمن تغييرها خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى والعلمى مفسرة ذلك بأنه فجع وهوس لدى المصريين.
وأضافت: الشعب المصرى مازال حتى الآن يشار إليه، على أنه شعب غير ناضج ويفتقد القدرة على إدارة الحياة بعقلانية، لذا نحتاج بالفعل إلى تعلم كيف ندير حياتنا وإدارة الحياة تبدأ بتحديد أولوياتنا، وسائل الإعلام يقع على عاتقها دور مهم فى الفترة الحالية خاصة البرامج النسائية والتوك شو نحو توعية المواطنين بترشيد استهلاكهم للسلع الغذائية وشراء ما نحتاجه فقط دون التبذير، فينبغى تهذيب أنفسنا نحو عملية الشراء، فعلى سبيل المثال فى الدول الأوروبية التليفزيون أداة مهمة للتعليم والتوعية فهو أكثر تأثيرا على النفس البشرية.
تفاريح
وقال د.مختار الشريف الخبير الاقتصادى من المعروف إنه فى مصر يزيد نسبة استهلاك شراء السلع الغذائية ومستلزمات رمضان إلى الثلث خاصة فى هذا الشهر الكريم، وبالتالى هذه النسبة تكاد تكون ثانوية ولها تأثير كبير على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التى تمر بها البلاد.
وأضاف: مصر مقارنة بالدول العربية والإقليمية لها طقوس معينة فى هذا الشهر تختلف عن بقية الشعوب الأخرى، فالشعب المصرى دائما يهتم بالمأكل والمشرب رغم أن هذا الشهر للصوم والعبادة إلا أنه يسود فيه عادات اجتماعية مرتبطة بطقوس المصريين وغالبا يعتبرون هذا الشهر تفاريح وإقامة الحفلات والعزائم وهكذا.
وتابع: الشعب المصرى بطبعه يميل إلى الاستهلاك والإنفاق ومازال حتى الآن تسود هذه الطقوس بالإضافة إلى افتقادنا أسلوب الترشيد فى شراء السلع الغذائية، وللأسف الشديد لا يمكن تغيير تلك العادات والتقاليد بسهولة لكن يمكن عمل ترشيد لهذا الاستهلاك الذى سيكون له أثره على مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والصحية أيضًا.
ثقافة مجتمع
بينما أشارت دكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن متعة التسوق صفة يتسم بها الإنسان خصوصا المرأة، والتى يصنفها البعض على أنها عاشقة التسوق والامتلاك والحصول على مقتنيات كثيرة فما بالك من فرصة مثل التسوق من أجل رمضان.
مرجعة إسراف المرأة فى التسوق إلى كونها تعيش فى كنف الرجل منذ الأزل وقد عُرف فى التراث القديم أن الرجل هو المتحكم فى احتياجاتها، لأنه صاحب رأس المال، وكل رجل ينفق من سعته وعليها أن تقبل ذلك بأى صورة من الصور.
وأضافت: ولكن مع بداية خروج المرأة للعمل وحقها فى الملكية الخاصة وامتلاكها إلى ذمة مالية خاصة بها جعلها تشعر باستقلاليتها بل وتمسكت بهذه الاستقلالية، وبالتالى بدأت كل واحدة فى الحصول على المقتنيات التى تحبها فمنهن من تحب الملابس وأخرى المأكولات وهكذا، وبالتالى تحول الأمر بدلا من الامتلاك إلى الإسراف الذى أصبح فى بعض الحالات ادمانا تفقد السيطرة عليه وتجد المرأة نفسها تشترى الكثير من الأشياء هى فى غنى عنها ما يؤدى فى النهاية إلى مشكلات مالية ونفسية.
وذكرت شريف أنه فى حالة خروج الأمور عن السيطرة، لابد هنا أن تلجأ المرأة بالتعاون مع زوجها إلى التقويم فيما انفقوا، وبالتالى يعود الرجل مرة أخرى إلى الانفاق على المنزل ولو حتى من خلال دخل زوجته، مشيرة إلى أن إلى التفاهم فى هذه المرحلة هو الذى سيحدد نجاح تلك المهمة أو لا خاصة أن بعض الرجال يتميزون بالحكمة فيما يتعلق بالانفاق ومصروف المنزل.
وبسؤالها عن افتقادنا إلى مهارة تخطيط عملية التسوق وميزانية الأسرة أجابت الأمر لا يكون فى المطلق وإن كان من المعروف أن المرأة من خصائصها الإسراف، لذلك إذا وجدت امرأة تتسم بالحرص تكون استثناء من القاعدة أو قد تفرضها عليها ظروف معينة، مشيرة إلى أن ميزة التدبر هى ثقافة مجتمع وفى الغالب أيضًا صفة مكتسبة لابد من العمل عليها منذ الصغر عن طريق التوعية المجتمعية مثل حملات التوعية كالحملة المصرية التى تم توجيهها فى الفترة الماضية بعنوان احسبها صح تعيشها صح ، وكان الهدف منها حث كل فرد على التفكير فى وضع خطط لميزانية كل أسرة.
أما على الجانب الأسرى فقد أكدت على ضرورة أن تفهم كل بنت دورها فى الحياة وأن الامتلاك والإسراف ليس هو الطريق للشعور بالثقة التى قد تفتقدها الكثيرات، لذلك فدور الأسرة مهم فى توعية الفتاة منذ طفولتها سواء من خلال اشراكها فى التخطيط لميزانية الأسرة أو من خلال تنمية ثقافة التسوق لديها بحيث تؤهلها إلى معرفة أن التسوق ليس من أجل الرفاهية وشراء كل ما اجده أمامى وإنما هو من أجل الحصول على احتياجاتها فقط.
شهر عبادات وليس عادات
وفى نفس السياق يقول د.أحمد على عثمان أستاذ سيكولوجية الأديان بالجامعة الأمريكية إن الله سبحانه وتعالى أقر على المسلمين وفرض عليهم شهرا كاملا فى العام ليتعلموا فيه أسلوب التقشف والعيش بدون الحاجة الى الطعام والشراب فترة طويلة من الزمن تبدأ من طلوع الفجر السابق إلى غروب الشمس ليتعود الإنسان على عدم التبذير خاصة فى الطعام والشراب، وأن كل الأبحاث العلمية الآن أثبتت أن التناول كثيرا من الطعام يفسد البدن ويؤتى بالأمراض الوخيمة على جسم الإنسان، وأوضح عثمان أن الإسلام يحث الإنسان عندما يأكل لقيمات يقمن بهن صلبه وكذلك عندما يفطر الصائم يتناول ثلاث تمرات ويشرب المياه، فهذا هو الإفطار الحقيقى والصحى مع تناول بعض من الخبز والفاكهة ثم بعد ذلك السحور يؤخره ويتناول قليل من الطعام.
وأضاف: إذا نظرنا فى جميع الأديان السماوية تحث على تناول قليل من الطعام وكما قال الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فالصيام فى كل الشرائع السماوية حتى فى عصر المصريين القدماء.
وأشار أستاذ الأديان إلى أن ما نشاهده اليوم فى هذا العصر من زحام شديد قبل شهر رمضان فى الأسواق وشراء العديد من السلع الغذائية تكفى عدة أشهر وليس شهرا واحدا يعتبر تبذيرا ليس فى محله خاصة أن رمضان شهر العبادة والصوم القصد منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالإضافة الى التقشف وتقليل الطعام لأن الغذاء الروحى أقوى بكثير من الغذاء البدنى، وهناك فرق بين الصوم والصيام فالصيام يعنى الامتناع عن الطعام والشراب لكن الصوم أرقى بكثير من الصيام، ولذلك السيدة مريم قالت إنى نذرت إلى الرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا وقال الله سبحانه وتعالى وأن تصوموا خير لكم والصوم هنا المقصود به التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وتقليل الطعام فى الإفطار والسحور وعدم التحدث كثيرا.
وتابع: الشعب المصرى بطبعه يميل إلى الاستهلاك والإنفاق ومازال حتى الآن تسود هذه الطقوس بالإضافة إلى افتقادنا أسلوب الترشيد فى شراء السلع الغذائية، وللأسف الشديد لا يمكن تغيير تلك العادات والتقاليد بسهولة لكن يمكن عمل ترشيد لهذا الاستهلاك الذى سيكون له أثره على مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والصحية أيضًا.
ثقافة مجتمع
بينما أشارت دكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن متعة التسوق صفة يتسم بها الإنسان خصوصا المرأة، والتى يصنفها البعض على أنها عاشقة التسوق والامتلاك والحصول على مقتنيات كثيرة فما بالك من فرصة مثل التسوق من أجل رمضان.
مرجعة إسراف المرأة فى التسوق إلى كونها تعيش فى كنف الرجل منذ الأزل وقد عُرف فى التراث القديم أن الرجل هو المتحكم فى احتياجاتها، لأنه صاحب رأس المال، وكل رجل ينفق من سعته وعليها أن تقبل ذلك بأى صورة من الصور.
وأضافت: ولكن مع بداية خروج المرأة للعمل وحقها فى الملكية الخاصة وامتلاكها إلى ذمة مالية خاصة بها جعلها تشعر باستقلاليتها بل وتمسكت بهذه الاستقلالية، وبالتالى بدأت كل واحدة فى الحصول على المقتنيات التى تحبها فمنهن من تحب الملابس وأخرى المأكولات وهكذا، وبالتالى تحول الأمر بدلا من الامتلاك إلى الإسراف الذى أصبح فى بعض الحالات ادمانا تفقد السيطرة عليه وتجد المرأة نفسها تشترى الكثير من الأشياء هى فى غنى عنها ما يؤدى فى النهاية إلى مشكلات مالية ونفسية.
وذكرت شريف أنه فى حالة خروج الأمور عن السيطرة، لابد هنا أن تلجأ المرأة بالتعاون مع زوجها إلى التقويم فيما انفقوا، وبالتالى يعود الرجل مرة أخرى إلى الانفاق على المنزل ولو حتى من خلال دخل زوجته، مشيرة إلى أن إلى التفاهم فى هذه المرحلة هو الذى سيحدد نجاح تلك المهمة أو لا خاصة أن بعض الرجال يتميزون بالحكمة فيما يتعلق بالانفاق ومصروف المنزل.
وبسؤالها عن افتقادنا إلى مهارة تخطيط عملية التسوق وميزانية الأسرة أجابت الأمر لا يكون فى المطلق وإن كان من المعروف أن المرأة من خصائصها الإسراف، لذلك إذا وجدت امرأة تتسم بالحرص تكون استثناء من القاعدة أو قد تفرضها عليها ظروف معينة، مشيرة إلى أن ميزة التدبر هى ثقافة مجتمع وفى الغالب أيضًا صفة مكتسبة لابد من العمل عليها منذ الصغر عن طريق التوعية المجتمعية مثل حملات التوعية كالحملة المصرية التى تم توجيهها فى الفترة الماضية بعنوان احسبها صح تعيشها صح ، وكان الهدف منها حث كل فرد على التفكير فى وضع خطط لميزانية كل أسرة.
أما على الجانب الأسرى فقد أكدت على ضرورة أن تفهم كل بنت دورها فى الحياة وأن الامتلاك والإسراف ليس هو الطريق للشعور بالثقة التى قد تفتقدها الكثيرات، لذلك فدور الأسرة مهم فى توعية الفتاة منذ طفولتها سواء من خلال اشراكها فى التخطيط لميزانية الأسرة أو من خلال تنمية ثقافة التسوق لديها بحيث تؤهلها إلى معرفة أن التسوق ليس من أجل الرفاهية وشراء كل ما اجده أمامى وإنما هو من أجل الحصول على احتياجاتها فقط.
شهر عبادات وليس عادات
وفى نفس السياق يقول د.أحمد على عثمان أستاذ سيكولوجية الأديان بالجامعة الأمريكية إن الله سبحانه وتعالى أقر على المسلمين وفرض عليهم شهرا كاملا فى العام ليتعلموا فيه أسلوب التقشف والعيش بدون الحاجة الى الطعام والشراب فترة طويلة من الزمن تبدأ من طلوع الفجر السابق إلى غروب الشمس ليتعود الإنسان على عدم التبذير خاصة فى الطعام والشراب، وأن كل الأبحاث العلمية الآن أثبتت أن التناول كثيرا من الطعام يفسد البدن ويؤتى بالأمراض الوخيمة على جسم الإنسان، وأوضح عثمان أن الإسلام يحث الإنسان عندما يأكل لقيمات يقمن بهن صلبه وكذلك عندما يفطر الصائم يتناول ثلاث تمرات ويشرب المياه، فهذا هو الإفطار الحقيقى والصحى مع تناول بعض من الخبز والفاكهة ثم بعد ذلك السحور يؤخره ويتناول قليل من الطعام.
وأضاف: إذا نظرنا فى جميع الأديان السماوية تحث على تناول قليل من الطعام وكما قال الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فالصيام فى كل الشرائع السماوية حتى فى عصر المصريين القدماء.
وأشار أستاذ الأديان إلى أن ما نشاهده اليوم فى هذا العصر من زحام شديد قبل شهر رمضان فى الأسواق وشراء العديد من السلع الغذائية تكفى عدة أشهر وليس شهرا واحدا يعتبر تبذيرا ليس فى محله خاصة أن رمضان شهر العبادة والصوم القصد منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالإضافة الى التقشف وتقليل الطعام لأن الغذاء الروحى أقوى بكثير من الغذاء البدنى، وهناك فرق بين الصوم والصيام فالصيام يعنى الامتناع عن الطعام والشراب لكن الصوم أرقى بكثير من الصيام، ولذلك السيدة مريم قالت إنى نذرت إلى الرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا وقال الله سبحانه وتعالى وأن تصوموا خير لكم والصوم هنا المقصود به التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وتقليل الطعام فى الإفطار والسحور وعدم التحدث كثيرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.