نتائج الحصر العددي لأصوات الناخبين بدائرة مركز الحسينية بالشرقية    أسعار الفراخ والبيض اليوم الأربعاء 26-11-2025 في الأقصر    الوزير: نعمل على توطين صناعة السيارات في مصر.. وقاعدة بيانات شاملة لرصد إمكانيات المصانع    الحكومة توافق على فتح باب تصدير بيض المائدة بعدما تأكدت من زيادة المعروض محليًا    "التخطيط": تسليم 17 مركزًا تكنولوجيًا متنقلًا للنيابة العامة لتقديم الخدمات الإلكترونية للمواطنين    إعادة انتخابات في الدائرة الثانية بدمياط بين أربعة مرشحين    إسرائيل تدمر مباني سكنية بمدينة غزة وتقصف بالمدفعية شرقي خان يونس    ترامب يعلن انفتاحه على عقد لقاء مع مادورو: إذا تمكنا من حل الأمور بطريقة سهلة فسيكون ذلك رائعا    الناتو يحذر من التسرع بخطة السلام الأمريكية ويصف خسائر روسيا بالكبيرة    وزير الخارجية: مصر تنظر للبنان باعتباره ركنا أساسيا بمنظومة الأمن الإقليمى    جوارديولا: سياسة التدوير سبب الخسارة الأوروبية    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 والقنوات الناقلة    بالصور.. بعثة الأهلي تطير إلى المغرب لمواجهة الجيش الملكي    اليوم.. محاكمة 124 متهمًا في قضية الهيكل الإداري للإخوان بالتجمع    حالة الطقس المتوقعه اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 فى المنيا    اللجنة العامة بقليوب والقناطر تعلن الحصر العددى لانتخابات النواب بالقليوبية    كثافات مرورية متحركة، حالة المرور اليوم في القاهرة والجيزة والقليوبية    رضا البحراوي يعلن عن تعرض والدته لأزمة صحية مفاجئة.. تفاصيل    محمد صبحي: "طفلة ندهت علي في المستشفى وقالت جدو ونيس وبكيت بعد سماعها"    محافظ جنوب سيناء يفتتح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    انطلاق فاعليات الملتقى السنوى السادس لهيئة الرعاية الصحية    بعد نجاح "دولة التلاوة".. دعوة لإطلاق جمهورية المؤذنين    31 دولارا للأوقية.. ارتفاع أسعار الذهب في البورصة العالمية    مرتضى منصور قبل الأخير، ننشر الحصر العددي لأصوات الناخبين بميت غمر في الدقهلية    تعرف علي عقوبات مباراة الاتحاد والأهلي في إياب نهائي دوري المرتبط - رجال لكرة السلة    سيارة كيا EV5.. إضافة متميزة لعالم السيارات الكهربائية    خالد النجار يكتب: من نصر لنصر    استخدما والدتهما كدرع بشرية.. مداهمة أمنية في الأردن تنتهي بمقتل تكفيريين    بلاغ يكشف تلاعبًا في التسجيلات بقضية «سيدز الدولية»    دار الإفتاء تؤكد حرمة ضرب الزوجة وتحث على الرحمة والمودة    النائب العام يبحث التعاون مع الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    ريهام عبد الحكيم تتألق في «صدى الأهرامات» بأغنية «بتسأل يا حبيبي» لعمار الشريعي    محمود فتح الله: تصريحات حسام حسن الأخيرة تعتبر الأسوأ في تاريخ مدربي منتخب مصر    تقدم مرشح حزب النور ومستقبل وطن.. المؤشرات الأولية للدائرة الأولى بكفر الشيخ    مؤشرات أولية.. الإعادة بين 4 مرشحين بدائرة شبين الكوم في المنوفية    الفيوم تحتضن مهرجان البيئة وجامعة الفيوم تشارك بفاعلية في الحدث    وعكة صحية تُدخل والدة رضا البحراوى المستشفى    أحمد هاشم يكتب: فضائح ‬‮«الإخوان»‬ ‬المجرمين تطفو ‬على ‬سطح ‬العالم    دعاء جوف الليل| اللهم يا شافي القلوب والأبدان أنزل شفاءك على كل مريض    قانون العمل الجديد | زيادة سنوية بنسبة 3%.. تعرف على ضوابطها    خمسة لطفلك | كيف تكتشفين العدوى الفيروسية مبكرًا؟    محمد صبحي يكشف تفاصيل إصابته ب«الوسواس القهري»    دراسة تكشف عن 3 مخاطر من إيقاف أدوية إنقاص الوزن قبل الحمل    ب8 سيارات إطفاء.. السيطرة على حريق مصنع تدوير القطن والأقمشة بالقليوبية| صور    بروسيا دورتمنود يمطر شباك فياريال برباعية نظيفة    ترتيب دوري أبطال أوروبا.. تشيلسي يقترب من المربع الذهبي وبرشلونة ال15    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بحدائق أكتوبر    بوروسيا دورتموند يفترس فياريال برباعية في دوري أبطال أوروبا    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الخميس والسبت فى دور ال32 بكأس مصر    الفقي: نجاح البرلمان لن يتحقق إلا بوجود معارضة قوية ورجل الأعمال لا يصلح للسياسة    جامعة المنيا: اعتماد استراتيجية الابتكار والأمن السيبراني    مصرع طفل 15 سنة في تصادم دراجة وسيارة نقل خلال حفل زفاف غرب الأقصر    لجنة السيدة زينب تعلن محاضر فرز اللجان الفرعية للمرشحين بانتخابات النواب    محمد صبحي عن مرضه: التشخيص كشف عن وجود فيروس في المخ    رئيس البرازيل السابق جايير بولسونارو يبدأ تنفيذ حكم بالسجن 27 عاما بتهمة التخطيط لانقلاب    الصحة: ضعف المناعة أمام الفيروسات الموسمية وراء زيادة حدة الأعراض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشرات السلاسل والفروع تبيع بملايين الجنيهات كل ساعة: الصيام فى عصر السوبر ماركت
نشر في أكتوبر يوم 29 - 06 - 2014


ليست مبالغة إذا قلنا إننا نعيش فى مصر الآن عصر
ال سوبر ماركت .. يكفى أن تذهب إلى أحد الفروع لهذه الأسواق المشهورة التى انتشرت فى سلاسل منذ عدة سنوات.. لتجد فيها هذا الحشد من البشر الذى يشترى كل شىء وأى شىء من الإبرة للصاروخ ويدفعون - غالبًا- ثمن مشترواتهم
ب الفيزاكارد ليس تماشيًا مع الموضة ولكن بسبب ارتفاع المبالغ التى يشترون بها..
ومع اقتراب وحلول شهر رمضان وبالتحديد خلال الأسبوع الماضى اكتظت فروع وسلاسل السوبر والهايبر ماركت الشهيرة بالزبائن ومعظمهم من النساء اللاتى أقبلن على مستلزمات رمضان والمنتجات الغذائية المرتبطة بهذا الشهر الكريم وخاصة المكسرات والياميش..
فى أحد فروع السوبر ماركت اقتربت أكتوبر من سمية فرحات ربة منزل وهى متكالبة على ورقة بيضاء سجلت عليها احتياجاتها وتجر أمامها عربة مليئة بالمواد الغذائية وبسؤالها عن سبب الهوس الشرائى فى رمضان أجابت شهر رمضان شهر كريم واحتياجاتنا الغذائية تتزايد فيه عن أى شهر عادى لطبيعة الصيام واحتياجات الجسم لوجبات غذائية غنية بقيمتها يوميا على عكس الأيام العادية التى من الممكن أن تتناسى يوم أو يومين فى الأسبوع عن الدخول إلى المطبخ بالإضافة أننى أفضل شراء كل احتياجاتى قبل رمضان لأوفر الوقت والنزول أثناء الصيام إلى السوق، وبالتالى فأنا احدد قائمة الطعام الشهرية وأنزل لشرائها للتفرغ التام لتنفيذها فى رمضان.
الزبائن
بينما قالت نوال الشرقاوى مدرسة المشكلة فى الأسواق الكبيرة أنها تقدم عروضًا يصعب مقاومتها أثناء الشراء فتجد خصومات وعروضًا على سلع غذائية مهمة قد لا تتوفر فى وقت آخر لذلك أعتبرها فرصة ويجب اغتنامها، كما أن السلع الغذائية داخل المنزل لن تضر بل تفيد.
وقال أحمد متولى مهندس إلكترونيات على قدر ما يكون شهر رمضان هو شهر رحمة ومغفرة ولكن بعض الزوجات لا يرحمن جيوبنا فتغريك بالذهاب لشراء بعض المستلزمات الضرورية لتجد نفسك تشترى ضعف ما كنت تحتاجه لتقف أمام الكاشير وتدفع مبالغ طائلة وفى النهاية هى بقالة . أما عبد الله محمد محاسب فقال: اعتدت شراء المستلزمات الرمضانية قبل حلول الشهر الفضيل بمدة كافية تفاديا للزحام خاصة مع ارتفاع الأسعار خاصة الأرز والزيت واللحوم وياميش رمضان وباقى المستلزمات والفارق فى الأسعار عن الموسم الماضى واضح معتبرًا أن النهم الشرائى لدى المواطنين شجع التجار على رفع الأسعار.
وأضاف: هناك محلات تقدم عروضا وهمية من أجل اصطياد المستهلكين وشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية وليس هناك أى تخفيضات.
وقالت شيماء أبو زيد موظفة أصبحت ثقافة الشراء جزءا من عاداتنا وتقاليدنا لدرجة الإسراف والمبالغة مشيرة إلى ضرورة تغيير هذه الثقافة عند المجتمع المصرى فهناك الكثير من الأسر تضطر إلى شراء ما يفوق ميزانيتها وبالتالى تستدين وهذا غير مطلوب مشيرة إلى أن هذا الشهر من المفترض أنه شهر صوم عن الإسراف وعن كل المفطرات مؤكدة على ضرورة الإحساس بالغير والتوفير قدر المستطاع والتبرع به للمحتاج.
وقالت دعاء السيد موظفة: شراء مستلزمات المنزل قبل رمضان يوفر الكثير من الوقت خاصة للمرأة العاملة ولكن لابد من الاعتدال فى الشراء فالشهر لن يكون للطعام فقط وإنما هناك ملابس العيد وغيرها من المصاريف الأخرى التى يحتاج إليها المنزل، مشيرة إلى أن لديها صديقات يشترين مستلزمات قد تفوق استهلاكهم الشهرى مما يضطرهن إلى التخلص من نصفها فى النفايات نتيجة انتهاء صلاحيتها قبل أن يستخدموها وذلك يعتبر إسرافًا نحاسب عليه امام الله فلابد من ترشيد الاستهلاك قدر المستطاع.
عادات وتقاليد
وفى تفسير للظاهرة عند الخبراء النفسيين وعلماء الاجتماع قالت د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن ظاهرة إقبال المواطنين على شراء السلع الغذائية والرمضانية فى الأسواق ترجع إلى العادات والتقاليد السائدة لدى المصريين فى هذا الشهر من كل عام والتى ينبغى مع مرور الزمن تغييرها خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى والعلمى مفسرة ذلك بأنه فجع وهوس لدى المصريين.
وأضافت: الشعب المصرى مازال حتى الآن يشار إليه، على أنه شعب غير ناضج ويفتقد القدرة على إدارة الحياة بعقلانية، لذا نحتاج بالفعل إلى تعلم كيف ندير حياتنا وإدارة الحياة تبدأ بتحديد أولوياتنا، وسائل الإعلام يقع على عاتقها دور مهم فى الفترة الحالية خاصة البرامج النسائية والتوك شو نحو توعية المواطنين بترشيد استهلاكهم للسلع الغذائية وشراء ما نحتاجه فقط دون التبذير، فينبغى تهذيب أنفسنا نحو عملية الشراء، فعلى سبيل المثال فى الدول الأوروبية التليفزيون أداة مهمة للتعليم والتوعية فهو أكثر تأثيرا على النفس البشرية.
تفاريح
وقال د.مختار الشريف الخبير الاقتصادى من المعروف إنه فى مصر يزيد نسبة استهلاك شراء السلع الغذائية ومستلزمات رمضان إلى الثلث خاصة فى هذا الشهر الكريم، وبالتالى هذه النسبة تكاد تكون ثانوية ولها تأثير كبير على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التى تمر بها البلاد.
وأضاف: مصر مقارنة بالدول العربية والإقليمية لها طقوس معينة فى هذا الشهر تختلف عن بقية الشعوب الأخرى، فالشعب المصرى دائما يهتم بالمأكل والمشرب رغم أن هذا الشهر للصوم والعبادة إلا أنه يسود فيه عادات اجتماعية مرتبطة بطقوس المصريين وغالبا يعتبرون هذا الشهر تفاريح وإقامة الحفلات والعزائم وهكذا.
وتابع: الشعب المصرى بطبعه يميل إلى الاستهلاك والإنفاق ومازال حتى الآن تسود هذه الطقوس بالإضافة إلى افتقادنا أسلوب الترشيد فى شراء السلع الغذائية، وللأسف الشديد لا يمكن تغيير تلك العادات والتقاليد بسهولة لكن يمكن عمل ترشيد لهذا الاستهلاك الذى سيكون له أثره على مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والصحية أيضًا.
ثقافة مجتمع
بينما أشارت دكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن متعة التسوق صفة يتسم بها الإنسان خصوصا المرأة، والتى يصنفها البعض على أنها عاشقة التسوق والامتلاك والحصول على مقتنيات كثيرة فما بالك من فرصة مثل التسوق من أجل رمضان.
مرجعة إسراف المرأة فى التسوق إلى كونها تعيش فى كنف الرجل منذ الأزل وقد عُرف فى التراث القديم أن الرجل هو المتحكم فى احتياجاتها، لأنه صاحب رأس المال، وكل رجل ينفق من سعته وعليها أن تقبل ذلك بأى صورة من الصور.
وأضافت: ولكن مع بداية خروج المرأة للعمل وحقها فى الملكية الخاصة وامتلاكها إلى ذمة مالية خاصة بها جعلها تشعر باستقلاليتها بل وتمسكت بهذه الاستقلالية، وبالتالى بدأت كل واحدة فى الحصول على المقتنيات التى تحبها فمنهن من تحب الملابس وأخرى المأكولات وهكذا، وبالتالى تحول الأمر بدلا من الامتلاك إلى الإسراف الذى أصبح فى بعض الحالات ادمانا تفقد السيطرة عليه وتجد المرأة نفسها تشترى الكثير من الأشياء هى فى غنى عنها ما يؤدى فى النهاية إلى مشكلات مالية ونفسية.
وذكرت شريف أنه فى حالة خروج الأمور عن السيطرة، لابد هنا أن تلجأ المرأة بالتعاون مع زوجها إلى التقويم فيما انفقوا، وبالتالى يعود الرجل مرة أخرى إلى الانفاق على المنزل ولو حتى من خلال دخل زوجته، مشيرة إلى أن إلى التفاهم فى هذه المرحلة هو الذى سيحدد نجاح تلك المهمة أو لا خاصة أن بعض الرجال يتميزون بالحكمة فيما يتعلق بالانفاق ومصروف المنزل.
وبسؤالها عن افتقادنا إلى مهارة تخطيط عملية التسوق وميزانية الأسرة أجابت الأمر لا يكون فى المطلق وإن كان من المعروف أن المرأة من خصائصها الإسراف، لذلك إذا وجدت امرأة تتسم بالحرص تكون استثناء من القاعدة أو قد تفرضها عليها ظروف معينة، مشيرة إلى أن ميزة التدبر هى ثقافة مجتمع وفى الغالب أيضًا صفة مكتسبة لابد من العمل عليها منذ الصغر عن طريق التوعية المجتمعية مثل حملات التوعية كالحملة المصرية التى تم توجيهها فى الفترة الماضية بعنوان احسبها صح تعيشها صح ، وكان الهدف منها حث كل فرد على التفكير فى وضع خطط لميزانية كل أسرة.
أما على الجانب الأسرى فقد أكدت على ضرورة أن تفهم كل بنت دورها فى الحياة وأن الامتلاك والإسراف ليس هو الطريق للشعور بالثقة التى قد تفتقدها الكثيرات، لذلك فدور الأسرة مهم فى توعية الفتاة منذ طفولتها سواء من خلال اشراكها فى التخطيط لميزانية الأسرة أو من خلال تنمية ثقافة التسوق لديها بحيث تؤهلها إلى معرفة أن التسوق ليس من أجل الرفاهية وشراء كل ما اجده أمامى وإنما هو من أجل الحصول على احتياجاتها فقط.
شهر عبادات وليس عادات
وفى نفس السياق يقول د.أحمد على عثمان أستاذ سيكولوجية الأديان بالجامعة الأمريكية إن الله سبحانه وتعالى أقر على المسلمين وفرض عليهم شهرا كاملا فى العام ليتعلموا فيه أسلوب التقشف والعيش بدون الحاجة الى الطعام والشراب فترة طويلة من الزمن تبدأ من طلوع الفجر السابق إلى غروب الشمس ليتعود الإنسان على عدم التبذير خاصة فى الطعام والشراب، وأن كل الأبحاث العلمية الآن أثبتت أن التناول كثيرا من الطعام يفسد البدن ويؤتى بالأمراض الوخيمة على جسم الإنسان، وأوضح عثمان أن الإسلام يحث الإنسان عندما يأكل لقيمات يقمن بهن صلبه وكذلك عندما يفطر الصائم يتناول ثلاث تمرات ويشرب المياه، فهذا هو الإفطار الحقيقى والصحى مع تناول بعض من الخبز والفاكهة ثم بعد ذلك السحور يؤخره ويتناول قليل من الطعام.
وأضاف: إذا نظرنا فى جميع الأديان السماوية تحث على تناول قليل من الطعام وكما قال الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فالصيام فى كل الشرائع السماوية حتى فى عصر المصريين القدماء.
وأشار أستاذ الأديان إلى أن ما نشاهده اليوم فى هذا العصر من زحام شديد قبل شهر رمضان فى الأسواق وشراء العديد من السلع الغذائية تكفى عدة أشهر وليس شهرا واحدا يعتبر تبذيرا ليس فى محله خاصة أن رمضان شهر العبادة والصوم القصد منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالإضافة الى التقشف وتقليل الطعام لأن الغذاء الروحى أقوى بكثير من الغذاء البدنى، وهناك فرق بين الصوم والصيام فالصيام يعنى الامتناع عن الطعام والشراب لكن الصوم أرقى بكثير من الصيام، ولذلك السيدة مريم قالت إنى نذرت إلى الرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا وقال الله سبحانه وتعالى وأن تصوموا خير لكم والصوم هنا المقصود به التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وتقليل الطعام فى الإفطار والسحور وعدم التحدث كثيرا.
وتابع: الشعب المصرى بطبعه يميل إلى الاستهلاك والإنفاق ومازال حتى الآن تسود هذه الطقوس بالإضافة إلى افتقادنا أسلوب الترشيد فى شراء السلع الغذائية، وللأسف الشديد لا يمكن تغيير تلك العادات والتقاليد بسهولة لكن يمكن عمل ترشيد لهذا الاستهلاك الذى سيكون له أثره على مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والصحية أيضًا.
ثقافة مجتمع
بينما أشارت دكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن متعة التسوق صفة يتسم بها الإنسان خصوصا المرأة، والتى يصنفها البعض على أنها عاشقة التسوق والامتلاك والحصول على مقتنيات كثيرة فما بالك من فرصة مثل التسوق من أجل رمضان.
مرجعة إسراف المرأة فى التسوق إلى كونها تعيش فى كنف الرجل منذ الأزل وقد عُرف فى التراث القديم أن الرجل هو المتحكم فى احتياجاتها، لأنه صاحب رأس المال، وكل رجل ينفق من سعته وعليها أن تقبل ذلك بأى صورة من الصور.
وأضافت: ولكن مع بداية خروج المرأة للعمل وحقها فى الملكية الخاصة وامتلاكها إلى ذمة مالية خاصة بها جعلها تشعر باستقلاليتها بل وتمسكت بهذه الاستقلالية، وبالتالى بدأت كل واحدة فى الحصول على المقتنيات التى تحبها فمنهن من تحب الملابس وأخرى المأكولات وهكذا، وبالتالى تحول الأمر بدلا من الامتلاك إلى الإسراف الذى أصبح فى بعض الحالات ادمانا تفقد السيطرة عليه وتجد المرأة نفسها تشترى الكثير من الأشياء هى فى غنى عنها ما يؤدى فى النهاية إلى مشكلات مالية ونفسية.
وذكرت شريف أنه فى حالة خروج الأمور عن السيطرة، لابد هنا أن تلجأ المرأة بالتعاون مع زوجها إلى التقويم فيما انفقوا، وبالتالى يعود الرجل مرة أخرى إلى الانفاق على المنزل ولو حتى من خلال دخل زوجته، مشيرة إلى أن إلى التفاهم فى هذه المرحلة هو الذى سيحدد نجاح تلك المهمة أو لا خاصة أن بعض الرجال يتميزون بالحكمة فيما يتعلق بالانفاق ومصروف المنزل.
وبسؤالها عن افتقادنا إلى مهارة تخطيط عملية التسوق وميزانية الأسرة أجابت الأمر لا يكون فى المطلق وإن كان من المعروف أن المرأة من خصائصها الإسراف، لذلك إذا وجدت امرأة تتسم بالحرص تكون استثناء من القاعدة أو قد تفرضها عليها ظروف معينة، مشيرة إلى أن ميزة التدبر هى ثقافة مجتمع وفى الغالب أيضًا صفة مكتسبة لابد من العمل عليها منذ الصغر عن طريق التوعية المجتمعية مثل حملات التوعية كالحملة المصرية التى تم توجيهها فى الفترة الماضية بعنوان احسبها صح تعيشها صح ، وكان الهدف منها حث كل فرد على التفكير فى وضع خطط لميزانية كل أسرة.
أما على الجانب الأسرى فقد أكدت على ضرورة أن تفهم كل بنت دورها فى الحياة وأن الامتلاك والإسراف ليس هو الطريق للشعور بالثقة التى قد تفتقدها الكثيرات، لذلك فدور الأسرة مهم فى توعية الفتاة منذ طفولتها سواء من خلال اشراكها فى التخطيط لميزانية الأسرة أو من خلال تنمية ثقافة التسوق لديها بحيث تؤهلها إلى معرفة أن التسوق ليس من أجل الرفاهية وشراء كل ما اجده أمامى وإنما هو من أجل الحصول على احتياجاتها فقط.
شهر عبادات وليس عادات
وفى نفس السياق يقول د.أحمد على عثمان أستاذ سيكولوجية الأديان بالجامعة الأمريكية إن الله سبحانه وتعالى أقر على المسلمين وفرض عليهم شهرا كاملا فى العام ليتعلموا فيه أسلوب التقشف والعيش بدون الحاجة الى الطعام والشراب فترة طويلة من الزمن تبدأ من طلوع الفجر السابق إلى غروب الشمس ليتعود الإنسان على عدم التبذير خاصة فى الطعام والشراب، وأن كل الأبحاث العلمية الآن أثبتت أن التناول كثيرا من الطعام يفسد البدن ويؤتى بالأمراض الوخيمة على جسم الإنسان، وأوضح عثمان أن الإسلام يحث الإنسان عندما يأكل لقيمات يقمن بهن صلبه وكذلك عندما يفطر الصائم يتناول ثلاث تمرات ويشرب المياه، فهذا هو الإفطار الحقيقى والصحى مع تناول بعض من الخبز والفاكهة ثم بعد ذلك السحور يؤخره ويتناول قليل من الطعام.
وأضاف: إذا نظرنا فى جميع الأديان السماوية تحث على تناول قليل من الطعام وكما قال الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فالصيام فى كل الشرائع السماوية حتى فى عصر المصريين القدماء.
وأشار أستاذ الأديان إلى أن ما نشاهده اليوم فى هذا العصر من زحام شديد قبل شهر رمضان فى الأسواق وشراء العديد من السلع الغذائية تكفى عدة أشهر وليس شهرا واحدا يعتبر تبذيرا ليس فى محله خاصة أن رمضان شهر العبادة والصوم القصد منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالإضافة الى التقشف وتقليل الطعام لأن الغذاء الروحى أقوى بكثير من الغذاء البدنى، وهناك فرق بين الصوم والصيام فالصيام يعنى الامتناع عن الطعام والشراب لكن الصوم أرقى بكثير من الصيام، ولذلك السيدة مريم قالت إنى نذرت إلى الرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا وقال الله سبحانه وتعالى وأن تصوموا خير لكم والصوم هنا المقصود به التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وتقليل الطعام فى الإفطار والسحور وعدم التحدث كثيرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.