تزوجت من عشر سنوات من رجل حسن الخلقة والخلق.. أحببته بشدة وتعلقت به وساد التفاهم حياتنا وبيتنا فلا أذكر أننا اختلفنا أو تشاجرنا خلال هذه المدة إلا مرات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة, ولكن المشكلة أن زوجي كل عام ومع قدوم شهر رمضان يبدأ في حثي علي تحضير كم هائل من المأكولات وتخزينها، بالإضافة لشرائه كل ما يلزم وما لا يلزم من السلع الغذائية المختلفة استعدادا لموائد عامرة تقام في بيتنا علي مدار الشهر.. لينتهي الشهر وقد انتهت معه كل تحويشة العام , وعندما أناقشه يكون رده أن هذا الإسراف يأتي تحت شعار صلة الرحم.. فلا أجيب, أكثر من مرة اشتكيت له من إرهاقي من كثرة العزومات والأصناف التي أقدمها فيها وأطلب منه توفير هذه الأموال لأبنائنا ولكنه يبادر ويتهمني بالبخل, ليظل الحال على ما هو عليه وليضيع شهر رمضان وقد قضيت معظمه في المطبخ..! ولأني أحب زوجي ولا أريد إغضابه أوافقه كل عام وأمتثل لموقفه لكني في الوقت نفسه أري أن ذلك تبذير وإنفاق في غير موضعه .. ماذا أفعل وكيف أقنعه بسوء تصرفه وبأن صلة الرحم غير مرتبطة مؤكدا بالموائد والعزومات؟ ميزانية محددة أكدت الدكتورة سمر عبده ،الإستشاري النفسي والإجتماعي، أن زوج السائلة كغيره ممن يستخدم الأمور في غير نصابها، وأن الإسراف سمة دائما ما تصاحب شهر رمضان ، فحمي التسوق تصيب الكثيرين قبيل قدوم رمضان، وتتواصل علي مدار أيامه من دون توقف، وتقام العزومات الرمضانية يوميا ويلقي أصحابها ما تبقي فيها في القمامة للأسف متناسين وجود محتاجين وفقراء لا يجدون ما يفطرون به، وناسين أنه شهر للعبادة أولا وأخيرا من دون إسراف أو مغالاة. وقدمت عبده للسائلة بعض النصائح التي تعينها علي طاعة زوجها وصلة الرحم من ناحية, ولا تجهدها وتمكنها من إقامة شعائر رمضان.. - تنصح السائلة أن تطيع زوجها وأن تعرف أنه ليس من حقها أن تمنعه من إقامة عزومة لأنه صاحب المال وعليها التحدث معه بهدوء, لتقنعه أن صلة الرحم ليست بالعزومات والإسراف فيها, وأن الله جعل رمضان للصوم والصلاة والعبادة وصلة الرحم دون إسراف. - أن تتفق مع الزوج علي ميزانية محددة للعزومات والتي لن يتم تجاوزها بأي شكل مما يساهم في عدم الإسراف. - أن يتم الاتفاق علي يوم أو يومين علي الأكثر للعزومات خلال الأسبوع, لا يجوز للزوج أن يتخطاه, وهنا تستطيع السائلة أن تحافظ علي صحتها وتقيم شعائر رمضان. - ألا تسرف في كميات وأصناف الأكل المقدم, وفي حالة إذا ما تبقي من العزومة فائض من الطعام يمكنها حفظه بطريقة سليمة واستخدامه في أيام أخري أو صناعة أطباق جديدة. - من الممكن أن تقترح علي زوجها عزومة السحور.. حيث يكون هناك تجمع للضيوف حول قراءة القرآن وصلاة القيام والتهجد جماعة، وعمل حلقات ذكر وخلالها تعتمد الزوجة علي تقديم الحلوي والمكسرات والعصائر حتي ميعاد السحور الذي تتميز مائدته بأطباقها البسيطة وهي عزومة اقتصادية وتفي بالغرض. - من الممكن أن تستغني عن الحلوي كالقطايف والكنافة وتسبدلها بالفواكة الطازجة خاصة أن الجو حار, وهو ما يوفر عليها مجهودا كبيرا. - أن تهتم بحسن استقبال الضيوف حتي لو كانت مرهقة من إعداد الطعام فهو أهم بكثير من كمية الطعام المقدم. المبذرين شياطين ومن جانبه ينصح د. ابراهيم البديوي ،أستاذ القراءات وعلوم التفسير بالأزهر الشريف، كلّ مسلم بالبعد عن الإسراف عند إعداد الموائد والعزومات الرمضانية مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالي نهي عن الإسراف في قوله تعالي "إنَّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين"، والله عز وجل فرض الصيام ليس للإسراف في العزائم إنما لتهذيب النفس وحثها علي الطاعة وابتغاء مرضاة الله في التصدق وفعل الخير، وعلينا أن نوزان فلا يقدم المسلم الخير كله لأسرته وضيوفه متناسيا جاره المحتاج وملايين الفقراء. ويضيف البديوي أن السائلة عليها أن تذكر زوجها بقوله تعالي: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين", فهو بالفعل مطالب بصلة الأرحام ولكن من دون تبذير وإسراف في كميات الطعام المقدم، ومع الحفاظ علي قراءة القرآن وصلاة التراويح والدعاء والتسابيح. وفيما يخص طاعة الزوج فالزوجة ملزمة بطاعته وهو من يتحمل وزر التبذير, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل النساء (التي تطيع زوجها إذا أمر وتسره إذا نظر).