الإعلام هو عملية تتم داخل المجتمع من خلال رسائل اتصال لتطوير المجتمع وتكون نابعة من مفهوم الأمن القومى لحماية الوطن، أما وسائل الإعلام التى تستخدم لذلك فهى تتمثل كما نعرف جميعا فى الفضائيات والصحافة الورقية والإلكترونية وهى عملية دائرية لتوصيل رسالة من خلال هذه الأدوات فما رسالة الإعلام التى يحملها الآن؟!. هل يبعث برسالة تشعر المواطن بأننا فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر وأننا نعيش مرحلة مخاض سياسى واجتماعى واقتصادى، ودائما فى صراع بقاء إما نكون وإما لا نكون، فإما الوطن وإما لا وطن وماذا عن المستقبل؟! فالإعلام المصرى له دور كبير فى المعادلة الوطنية فيما يحدث لا نريد منه أن تكون مهمته التقسيم والتفريق، فهل نعمل لكى نرضى أحدًا على حساب المصلحة الوطنية أم ننحاز إلى موقف الدولة الوطنية؟. لما لا يبحث الإعلام عن كيفية بناء جسر مبكر لصياغة رأى عام لمصر فى هذه المرحلة التاريخية من تاريخ الوطن؟. ويكون أداة لاصطفاف المصريين ووحدة جبهتنا الداخلية لنصل إلى هذه المرحلة بالجسر الإعلامى الوطنى الصلب والقوى الذى ينبه الشعب بالمخاطر التى تحيط به لأنه بالفعل هناك تحديات كبيرة خارجية وداخلية لأن مصر حسب المخطط الأمريكى الصهيونى هى الجائزة الكبرى بالنسبة لهم بعد تساقط اليمن وليبيا وسوريا والعراق. لذا فانه من المهم أن يكون الإعلام جزءًا أصيلًا من المعادلة الوطنية وجزءًا متقدمًا ينقل خطاب أمن مصر القومى من خلال عرضه لقضاياها الوطنية لتدعيم فكرة السلام المجتمعى ونصل بالحد الذى يكون فيه ضوابط إعلامية وميثاق شرف إعلامى ففى أعرق الديمقراطيات هناك حد أدنى للحفاظ على الأمن القومى والداخلى والسلام المجتمعى. وعلى جانب آخر نجد أن منظومة الإعلام كلها ليس فيها تمثيل عادل للقضايا الأساسية بالفعل نحن نحتاج لمجهود كبير كجماعة وطنية لنعيد ترتيب أولوياتنا بما يتوافق والمصلحة الوطنية، فهل الجماعة الوطنية الإعلامية مخترقة؟! وهل لديها وعى بهذا الاختراق أم بدون وعى؟! لأن الإعلام فى هذه المرحلة يمثل عبئًا وخطرًا على الأمن القومى المصرى لأن لم يعد له دور فى اللُحمة الوطنية والاجتماعية ونشر السلام المجتمعى بين أبناء الوطن ومن يدخل فى حالة صدام مع السلام المجتمعى سيصل بالوطن إلى كارثة، فإلى متى يتعامل الإعلام مع المواطن على أنه «سبوبة» من خلال سطوة «الإعلان» والمعلنين على المشهد الإعلامى من خلال الشركات متعددة الجنسيات» لأن جزءًا من مكاسبها له علاقة بالخطاب التحريضى لأن هناك أموالًا غريبة المصدر تدخل سوق الفضائيات والصحافة بنوعيها لخلق حالة من الصراع بين الشعب وطوائفه، والشعب وجيشه، والشعب وشرطته لأن هذا المال هو ما يسمى «بالمال السياسى» لتحقيق أغراض استخبارات دول إقليمية ودولية لتحقيق مخطط الشر. فالسؤال الذى يجب أن يكون أمام انظارنا جميعا هو ما الدولة التى ليس لأمنها القومى أولوية؟! فكل الدول الأوروبية والغربية وعلى رأسها أمريكا يأتى الأمن القومى لأى من هذه الدول فى المقام الأول لذلك تجد حالة من حالات التعادل الوطنى للإعلام بهذه الدول فى سبيل الحفاظ على أمنها الداخلى والخارجى. فكيف يصبح الإعلام جزءًا من المعادلة الوطنية؟ بالحسابات والأرقام وما يقدمه هذا الإعلام لتحقيق هذه المعادلة من تحفيز المواطن على العمل والانتاج ورفع الروح المعنوية لأنه آن الآوان أن يفكر الإعلاميون فى طريقة عملهم وهل ثقافتنا تواكب العصر وتحدياته من خلال نقل الحقيقة المجردة ولاننقلها بطريقة فيها تضليل للرأى العام لأن مهمة الإعلام الأساسية هى نشر رسالة للمواطن لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام المجتمعى بالاضافة إلى توعيته بحقوقه وواجباته و..... لا بالفعل الوطن فى خطر فان التنافس ليس ليها على فلان ولا علان بل الخطر على وطننا، لأن الأوطان ليست وجهات نظر ولا لحظة تصفية الحسابات فالوطن يحتاج إلى كل غيور وطنى عليه لأنه سيبقى فى وجدان الشعب المصرى ما سنفعله ويسطره التاريخ لنا جميعًا إما بحروف من نور وإما فى مزبلة التاريخ. حفظ الله وطننا الحبيب مصر أم الدنيا