الهجوم على وسائل الإعلام وخاصة الصحافة ليس بجديد.. فبعد أن تحوّل الصحفيون والإعلاميون إلى سياسيين ومحللين لاختفاء الأحزاب السياسية.. أصبحت الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية هى سبب المصائب كلها والمتهم البرىء من كل الناس.. وقد يكون الذين يتهمون الإعلام على حق بعد أن تحول الجميع إلى فقهاء فى كل شىء فى القانون والسياسة والاجتماع وعلم النفس والصحة والرياضة وقديمًا قالوا من يفهم فى كل شىء لايفهم فى أى شىء.. وعندما بحثت ودققت فى الهجوم الذى يشنه من يدعون بأنهم النخبة والمسئولون عن الإعلام وجدت أنه ليس بجديد.. فرغم أنها آلة بناء فهى أيضًا آلته للهدم ومن المأثورات التى قيلت عن الصحافة كلمات لهامعنى. الصحافة قوة ضخمة عظيمة الأثر بالغة النفوذ اكتسبت بل انتنرعت من أصحاب السلطات لقب أصحاب السلطات فسموها صاحبة الجلالة. الكلمة هى التى تشكل الأفكار والمعتقدات والرأى العام.. الكلمة المسموعة والمرئية والمكتوبة.. الكلمة لها تأثير السحر.. وعلى الكلمة قامت الصحافة التى زلزلت عروشًا وهوت بتيجان وحكام. الفيلسسوف الفرنسى «فولتير» قال الصحافة هى آلة يستحيل كسرها وستعمل على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشىء عالمًا جديدًا. الأديب الروسى ليون تولستوى قال «الصحف نفير السلام وصوت الأمة وسيف الحق القاطع ومجبرة المظلومين وشكيمة الظالم.. فهى تهز عروش القياصرة وتدك معالم الظالمين. دياز رئيس جمهورية المكسيك الأسبق وكانت الصحافة سببًا فى عزله قال «أود أن أكون صاحب معمل الورق والحبر لأحرقهما». قوة الصحافة تكمن فى أنها مرآة الشعب.. والشعب الآن هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى كل مكان باسمه تحكم الأمم.. فى كل الأنظمة. أمير الشعراء أحمد شوقى قال: لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان الصحف. أما السلطان العثمانى عبد الحميد بعد خلعه وانهيار الدولة العثمانية قال: لوعدت إلى يلدز «قصر الخلافة» لوضعت محررى الجرائد كلهم فى آتون كبريت. هكذا الصحافة والإعلام فى كل عصر وكل أوان متهم دائمًا عند قطاع وبرىء عند آخر ولكنها ستظل سيفًا مسلطًا على الظالمين والفاسدين.. ورغم ذلك لايمكن للحكام الاستغناء عنها فالبعض يراها آلة تدمير والبعض يراها للتلميع .. والبعض يكرهها ولا يستغنى عنها!