لأننا نؤمن عن حق أن الثقافة الجماهيرية التى تسمى اليوم بهيئة قصور الثقافة، وكما سبق وقلنا عنها إنها المؤسسة الثقافية الأكثر انتشارًا و تأثيرًا وتوهجًا، والتى دام وجودها وعطاؤها أكثر من خمسين عامًا فى خدمة الحياة الثقافية.. ونؤمن أيضًا أنها تعيش اليوم فى معاناة وضيق ووقت حرج، فرغم إنها تمتلك أكثر من 563 موقعًا ثقافيًا وقصرًا وبيتًا ويعمل بها 17 ألف موظف.. إلا أن واقعها الفعلى الآن يقول إن بعض هذه المواقع مجازية وغير حقيقية وبعضها موجود فى شقة بالمساكن الشعبية، وإن عمالتها الكثيفة والمكدسة ليس بهم من يحتاجون إليه من تخصصات أو كفاءات، كما جاء على لسان المسئول عنها رسميًا. عقد سعد عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤتمرًا صحفيا لتقديم كشف حساب للإعلام بالانجازات والأحداث التى قامت بها هيئة قصور الثقافة. وبدأ عبد الرحمن كلمته بأنه خلال الفترة السابقة وجد على الساحة الإعلامية كم هائل من الهجوم والتجريح للهيئة بعضها موضوعى ومقبول لأنه فى إطار النقد البناء والذى به حرص على هذه المؤسسة للقيام بأداء أفضل ولكن وجد أيضًا هجوما ارتبط بمصالح ومنافع وكان نقدا هداما غير موضوعى فلا يجوز مثلًَا القول بأن قصور الثقافة خرابات أو مقابر وجبانات وأضاف أن الله سبحانه وتعالى قال ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ چ فمن حق الجميع توجيه النقد والإشارة إلى السلبيات وجوانب التقصير.. ويوجد فئة ممن تنتقد بشكل غير موضوعى لهم مصالح ويريدون استثناءات لعمل مسرحية فميزانية المسرحية لا تزيد على ستة آلاف جنيه حيث أن أحد المخرجين يريد إخراج مسرحية بميزانية تصل إلى 25 ألف جنيه، كما أن هناك من تقدم بكتاب ولكنه لا يصلح للنشر ومن ثم يقوم بمهاجمة الهيئة. وقال عبد الرحمن إننا لسنا ملائكة لكننا نعمل بقدر المستطاع لتقديم مادة ثقافية لعموم الشعب المصرى خاصة بعد ثورة يناير نمر بفترة عصيبة ومع ذلك فنحن نعمل بقدر المستطاع فقد أخذنا فوائض قطاعات أخرى من وزارة الثقافة فعملنا بها لتطوير قصور الثقافة فأخذنا 15 مليون جنيه أواخر 2011 للقيام بعملية إحلال وتجديد معظمها كان فى مواقع ثقافية كبيرة وبعد 30 يونيو حصلنا على 25 مليون جنيه من فوائض قطاعات أخرى لدعم النشاط المسرحى ولإعطاء بعض الإمكانيات للعاملين بالأقاليم وهذا بالفعل ما حدث فقد قمنا بتدعيم المسارح المتنقلة فى 25 محافظة وشراء معدات صوت وإضاءة للمسارح المتنقلة، كذلك هناك العديد من الأنشطة التى توقفت فى الهيئة مثل نادى السينما فقمنا بعمل 34 نادى سينما وأندية البصرى والنوادى المسرحية وأصبح لكل منها ميزانية وضوابط كما اشترينا أدوات موسيقية ل 34 موقعًا خاصة فى مواقع فى سيناء فقمنا بعمل نوادى للسينما فى نويبع وذهب ورأس سدر وأبو رديس شمال سيناء. وأشاد عبد الرحمن بموقف بعض الأهالى حيث تبرع البعض للهيئة مثل مكتبة سعيد اللاوندى وأماكن أخرى وقال إن الهيئة تشارك بالعديد من المسرحيات كالمهرجان القومى للفنون الشعبية الذى شاركت فيه الهيئة بسبع فرق ومهرجان ثقافة الشمس السنة الماضية كما أسسنا للدورة الأولى لمهرجان أسوان للثقافة والفنون وهو مهرجان دولى. ومن جهة أخرى قال إن الهيئة لم تتدخل فى قيام الدولة بالحشد لنعم للدستور فنحن مؤسسة ثقافية محترمة وإنما كنا نحث الناس على المشاركة، واحتفلنا باحتفالات أكتوبر فى القاهرةوالمحافظات، وذلك بالتعاون أيضًا مع الشئون المعنوية بالقوات المسلحة. ويرى أنه لابد من أن يكون لوزارة التربية والتعليم دور فاعل لأن الهيئة المسئولة عن الثقافة الجماهيرية لا تستطيع القيام بذلك الدور بشكل منفرد لأن يأتى إلى القصور من يقول إن الموسيقى حرام وأن الرسم حرام وهكذا فنحن مسئولون عن ثقافة المجتمع ولكننا نحتاج إلى دعم التعليم والمساجد والكنائس والأحزاب والنقابات والإعلام ووزارة الشباب ومؤسسات فى المجتمع المدنى. ويقول إن هيئة قصور الثقافة تعانى من إهمال دورها فقد قمنا بتقديم مقترحات وخطط ومشروعات للتنمية الثقافية فى سيناء ولكل وزارة إلا أنه لا حياة لمن تنادى فالهيئة بشكل عام بها أكثر من 563 موقعًا أكثرها مواقع مجازية فيوجد قصور ثقافة فى عمارة أو شقة فى مساكن شعبية أما عن موظفى الدار فحدث ولا حرج فهيئة بها 17 ألف موظف ليس بها تخصصات لتقوم بدورها فعدد أخصائيى السينما على مستوى الجمهورية لا يتعدى أصابع يدين وإخصائيى المكتبات يعمل بها دبلومات صنايع ودبلومات وديلومات تجارة ولكن أين أخصائيو المسرح والحاسب الآلى والفنون الشعبية وأضف إلى ذلك أن مواقعنا ليس بها عمال نظافة، كما طلبت منها إحدى شركات النظافة عشرة آلاف لعمال النظافة فى قصر ثقافة بنها أو الغردقة وللأسف الهيئة ليس لديها مخصصات مالية لذلك. وقال عبد الرحمن غاضبا لا يوجد فرق بين مصر بعد الثورة ومصر قبل الثورة فهناك مؤسسات إذا طلبت لبن العصفور يصرف لها على وجه السرعة بحجة أنها جهات سيادية وإذا طلبنا نحن الضروريات لا تصرف لنا. فمثلا تحدثنا مرارًا و تكرار عن طلب مخصصات مالية لقصر ثقافة شمال سيناء وهو مبلغ 95 ألف جنيه و92 ألف جنيه لجنوب سيناء ولا حياة لمن تنادى. وأضاف نحن لسنا دولة قانون فالهيئة تأخذ أحكاما للحصول على مبالغ كبدل طبيعة عمل وأرسلنا الأوراق لوزارة الثقافة وحاول الوزير مع وزارة المالية إلا أنه فشل فى إقناع الوزارة تنفيذ الحكم، وفى موقع بالمحلة اعتدى عليه أحد المقاولين لبناء مخالف بجواره وأخذنا حكما قضائيا بالإزاله إلا أننا لسنا دولة قانون ولم يستطع لا الوزير ولا المحافظ تنفيذ الحكم القضائى. ومن جهة أخرى فنحن نعمل فى ظروف صعبة فهناك العديد من الإدارات التى تم استخدامها فى عهد د.أحمد مجاهد و أ. أحمد نوار كالإدارة المركزية لأمن المنشآت والإدارة المركزية لأمن الأفراد والإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية والعديد من الإدارات ليس لدينا أماكن لنشأتها. أما فيما يخص منحة حاكم الشارقة والتى حصلنا عليها بفضل العلاقة الشخصية التى تربطه بالدكتور صابر عرب وأهم الأنشطة التى وجهت لها هى رفع كفاءة الأنشطة بقصور الثقافة بالمحافظات كما قمنا بشراء سيارة نصف نقل بدلاً من استئجار عربات نقل بمبالغ كبيرة، واستكملنا عمل ورشة لتصنيع الأثاث للقيام بتجهيز بعض الأماكن كقاعات الاجتماعات، قمنا بتجديد مسرح بلدية طنطا وهو مغلق ومهمل من عشرات السنين هو يعتبر رابع دار أوبرا فى مصر، وكذلك قصر ثقافة المنيا ونقوم ببناء قصر ثقافة فى حلايب شلاتين كما نقوم بإنهاء إجراءات لبناء قصور ثقافة فى بعض المناطق التى لايوجد بها قصور ثقافة. أما عما يقال بخصوص إغلاق العديد من قصور الثقافة فهذا كلام عار من الصحة لأن ما يتم غلقه هو المسرح فقط لأنه لا ينطبق عليه مواصفات الجودة وتستخدم الجهات المسئولة هذا الآن بشكل مجحف فعندما يقوم بإنهاء المسرح بمقتضى المواصفات الموجودة وفق مواصفات الحماية المصرية التى كلما تم تغيير مدير تقوم بتغيير المواصفات مما يكلف الهيئة مبالغ طائلة لذلك تقوم بعمل مسرح الشارع ونوادى المسرح وقمنا بالعروض فى ميدان التحرير أثناء المظاهرات. أما بالنسبة لموظفى الهيئة فعلى سبيل المثال فى إيتاى البارود يوجد بها 47 موظفًا فى غرفة صغيرة وقصر ثقافة وقصر يوجد به 1250 موظفا ولم أقم بتعيينهم بل النظام السابق هو من قام بتعيينهم. وتحدث رؤساء ومديرو الهيئة بالأقاليم فقال محمد عبد الحافظ رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد وشرق الدلتا الثقافى أنه تم طبع جريدة أخبار الشرق الثقافية وجريدة القناة وجريدة غرب الدلتا، جريدة القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، كما تم إصدار سلسلة الكاتب والرسام الصغير والآباء وغزل البنات وسلسلة رؤيه نقدية. وقال محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية إن الثقافة الجماهيرية لها دور تنويرى وتوعوى ولدينا فكرة ومشروعات لوضع رؤية لمستقبل العمل بالثقافة الجماهرية شارك فيها عدد كبير من المهتمين بالثقافة الجماهيرية وعدد أبو المجد دور الهيئة فى إصدار كتب تتماشى مع الأحداث التى تمر بها مصر فقد صدر فى يناير 2011 كتاب تاريخ البطاركة فى عشرة أجزاء للرد على فكرة استهداف الإخوة الأقباط، وفى يناير 2013 أصدرنا كتاب شخصية مصر فى لحظة كانت تحدث فيها أحداث عنف غير مبررة كما تعاونا ونتابع الجمعيات الأهلية لدعم الأنشطة الثقافية خاصة فى الأقاليم. وتحدث أبو المجد عن الميزانية الضعيفة التى تحصل عليها هيئة قصور الثقافة والتى تقدر بسبعة ملايين جنيه وهو مبلغ ضعيف بالنسبة لدور الهيئة ومتطلباتها خاصة فى الأقاليم فنحن نحتاج إلى ميزانية لاتقل عن 14 مليون جنيه. وتقول نانسى سمير رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية نعمل فى ظروف بيئية صعبة سواء من ناحية الإمكانيات أو من ناحية الأماكن حيث تذهب إلى المحافظات والأقاليم والنجوع وهو أمر شاق جداً كما أقمنا العديد من النشاطات الفنية قمنا بإنشاء 38 نادى سينما وأنشأنا شعبًا لتعليم الموسيقى ولدينا 370 فرقة بين فرق موسيقى وفرق فنون شعبية وفرق مسرحية قمنا بحوالى 250 حفلة فى قصور وبيوت ثقافية فى جميع أنحاء الجمهورية وشاركنا فى الخارج فى 486 حفلة ونظمنا 12 مهرجانا وشاركنا فى 12 مهرجانا. وقال مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث: نحن نعانى على المستوى الإنسانى والشخصى فلا نحصل على التقدير المعنوى بل يغفل الكثيرون دورنا، أما عن الإدارة المركزية للدراسات والبحوث فهى لها العديد من الإصدارات فسيصدر أطلس الفلكلور ومعجم للأدباء وقمنا بالعديد من المؤتمرات التى تخص الطفل والمرأة والقرية، بالإضافة إلى حلقات بحثية عن المرأة المعيلة وعن الإدمان والشباب، كما قمنا بإعادة منتدى الشباب فى بورسعيد. وتقول هويدا عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية والتدريب إن دورها خدمة العاملين بالهيئة الذين يبلغ عددهم 17 ألف موظف ولا يصرف لهم بدل طبيعة عمل ويتم الكيل بمكيالين عند تطبيق القوانين، فهناك مؤسسات تابعة لوزارة الثقافة تحصل على مستحقاتها المالية بشكل كامل مما أدى إلى نقص الدافعية للعمل لعدم الإحساس بالعدالة فى توزيع الأجور، وأشارت إلى أن الهيئة تكبدت معاناة بشرية حيث تم توظيف عدد كبير من الموظفين غير المؤهلين للعمل بالهيئة إلا أننا قمنا بتدريبهم. ففى 2011 قمنا بتدريب العاملين على 73 برنامجًا وفى 2012 قمنا بتدريبهم فى 48 برنامجا وتم تدريب 1560 موظفا ورغم ذلك فإننا نعانى من تجاهل إعلامى وعدم نشر نشاطاتنا التى تهتم بالمواطن العادى حيث يوجه الإعلام كل طاقته نحو النخبة مما يظهرنا بأننا غير عاملين وهذا عكس الحقيقة.