أصر طه عبد المنعم عضو "اتئلاف الثقافة المستقلة" وسط اعتراضات الحضور بمنحه الكلمة للدفاع عن الائتلاف الذي تم تشكيله بعد ثورة 25 يناير، والذي ينظم فعالية "الفن ميدان" شهريا بعدما وجه الفنان التشكيلي الدكتور رضا عبد الرحمن اتهامات له بتلقيه لأموال أجنبية قائلا: المؤسسات الثقافية الأجنبية تلعب دورا الآن لسحب البساط من تحت أقدام أجهزة الثقافة المصرية، وها هو نفوذها بدأ يصل للأقاليم مثل مهرجان "الفن ميدان" الممول من المؤسسات الأجنبية". حدث ذلك خلال الملتقي الثقافي الأول الذي نظمه الشاعر محمد أبو المجد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، مؤخرا بقصر ثقافة الجيزة للتناقش حول "رؤية مستقبلية للهيئة" وتحديد استراتيجية جديدة لعملها، وبحضور عدد من المثقفين وموظفي الهيئة، وفيه اعترف رئيس الهيئة الشاعر سعد عبد الرحمن بوجود مأساة في طبيعة عمل المؤسسات الثقافية المصرية، وهي أنها ظلت لفترة طويلة تعمل بدون منهج واضح أو رؤية محددة، بل وتعمل بشكل عشوائي به كثير من "الشخصنة"، وقال: تعرضنا لنقد لاذع وصل إلي حد التجريح بعد ثورة 25، لكنه في النهاية يعكس اهتمام الناس بتلك المؤسسة، ولا يمكن لهذه المؤسسات أن تؤدي الدور المنشود لها إلا بالجلوس والتحاور". محمد أبو المجد أفصح عن خطة الهيئة لعقد هذا الملتقي علي مدار الستة أشهر القادمة بحيث يتم في نهايتها توزيع نماذج استطلاع رأي علي الشعب، وكذلك علي العاملين بالهيئة للتعرف منهم علي دور هيئة قصور الثقافة، وليتم التوصل إلي تصور شامل وأوراق عمل تناقش خلال مؤتمر كبير، ومنه تتوصل الهيئة للاستراتيجية التي يجب أن تسير عليها في الفترة القادمة، لكن الشاعر حلمي سالم اعترض علي هذه الفترة التي رآها طويلة جدا وقال: هل سنجلس 6 أشهر نتحدث في الاستراتيجية؟، الحلال بين والحرام بين، ونحن نتحدث عن تلك الاستراتيجية التي يجب أن تسير عليها الهيئة منذ سنوات، هذه فترة طويلة قد تتغير فيها الوزارة ويضيع فيها كل شيء، لأن كارثة تحول مصر لدولة دينية قد لاتنتظرنا كل هذه المدة". وأوصي سالم أن يعود مسمي الهيئة إلي "الثقافة الجماهيرية" وقال: تعبير قصور الثقافة هذا لا يتناسب مع الثقافة ولا الثورة، وعلي الهيئة أن تتخلص مما ليس جماهيريا فيها وأن تتخفف من بعض الأنشطة التي كانت تمارسها وفيها تماس مع عمل مؤسسات أخري مثل النشر وغيره، عليها أن تقدم الأنشطة الجماهيرية كالمسرح والسينما وليس الشعر مثلا لأن الشعر ليس جماهيريا"، وتساءل سالم عن إمكانية تحويل بعض الأنشطة ليكون لها مردود مادي يتم استغلاله لإقامة أنشطة أخري". الروائية هويدا صالح اختلفت مع ما قاله سالم بخصوص التيار الديني وأكدت أنها لا تخاف من وصول الإسلاميين للحكم أو حتي للبرلمان بقدر ما يؤلمها وصولهم للناس"، واختلف معه أيضا الدكتور وليد سيف معترضا علي تحويل الثقافة إلي سلعة للبيع، وقال سيف: عندنا في كل مؤسسات وزارة الثقافة موظفون مرضي ومعقدون، لقد انهزمت من هؤلاء حينما كنت اعمل بالهيئة، بل إنهم قضوا علي شبابي، نحن نريد أن تعود الهيئة إلي شعبها الحقيقي، ولابد من منح الشباب فرصة للعمل بالمواقع الثقافية". الملتقي شهد عدة اقتراحات من الحضور، دفعت نانسي سمير، مدير عام المهرجانات بالهيئة إلي إحراج الموجودين حينما تساءلت عن مدي الجدية في تنفيذ مقترحاتهم، مشيرة إلي أنها قد اجتمعت منذ سنوات وقت أن التحقت بالعمل بالهيئة مع عدد من زملائها الشباب للتناقش حول تطوير الهيئة ولم يحدث شيء- كما قالت- مما اتفقنا عليه وقتها. وشدد الشاعر شعبان يوسف علي استعادة الثقة المفقودة بين جهاز الثقافة الجماهيرية والشعب، مشيرا إلي قدوم العديد من قياداتها ومسئوليها وفق قرارات سياسية وليس وفق خبرة فنية، وقال الدكتور حسام عطا: نحن كمثقفين سنصير خونة إن لم نهيئ الشعب المصري إلي أن يكون صوته الانتخابي نابعًا من إرادته الحرة، هذا هو ما له الأولوية"، وأشار الكاتب محمود حامد إلي غياب المتابعة والرقابة علي ما تمارسه الهيئة من أنشطة وإلي تشابه أنشطتها.