اثار الحكم على مرتكبى جريمة محاولة اغتصاب الطفلة البريئة (زينة) وقتلها بهذه الصورة الوحشية والبشعة وحبس المتهمين 15 سنة فقط لكل منهما العديد من التساؤلات أهمها: - لماذا لم يتم إعدامهما نظير ما اقترفته أيديهما؟ - ما هو موقف المشرع من هذه الجرائم الخطيرة التى يرتكبها كل من لم يبلغ سن ال 18 سنة؟ وقد جرت مناقشات ساخنة ومهمة حول هذه الأسئلة وغيرها تابعتها بكل اهتمام واستمتاع بالغين أثناء الحكم على رسالة ماجستير حول «حقوق الطفل» أعدتها الباحثة أميرة أنور إبراهيم بكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة وأشرفت عليها د.ابتهاج طلبة أستاذ المناهج وشارك فى المناقشة د. عاطف عدلى. وقد تصدى للإجابة عن هذه الأسئلة المستشار د. محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة وأحد أعضاء لجنة المناقشة الذى قال: إن المشرع استخدم أقصى عقوبة حددها القانون.. لأن قانون الطفل المعدل يعتبر أن كل من لم يبلغ ال 18 سنة فهو طفل، والقانون لا يجيز إعدامه حتى فى جرائم القتل والاغتصاب طبقا للاتفاقيات الدولية التى هرولت مصر فى التوقيع عليها فى عام 1995.. كما أن الدستور الجديد (2014) نص فى المادة «80» (يعد طفلا كل من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره). وأصبح السؤال المهم: ماذا نفعل أمام بعض جرائم هؤلاء الأطفال الجانحين والذين يمكن أن تستخدمهم العصابات فى تنفيذ جرائمها أو استغلالهم جنسيا؟! المستشار خفاجى قدم الحل بأن الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وحتى روسيا قد انتبهت جيدا لهذه القضية الخطيرة.. واعتبرت أن كل من يرتكب جريمة خطيرة وسنه من 16 إلى 18 سنة يعتبر طفلا جانحا ويعتبر من البالغين.. ويجب تشديد العقوبة عليه حتى يمكن حماية المجتمع من جرائمه! وأتفق تماما مع ما قاله د. خفاجى فى أن المشرع المصرى يجب أن يدرس ويطلع على ما جاء فى الفكر الأوروبى الحديث لعلاج هذه المشكلة.. وأن مجلس النواب القادم يجب عليه تعديل قانون الطفل فى ضوء هذه الأفكار الجديدة. وأقول بكل صرحة إن جريمة «زينة» البشعة فجرت لدينا العديد من الهموم حول حقوق الطفل المصرى المهضومة.. وضرورة حمايته وتهيئة الظروف المناسبة له لينشأ أطفالنا فى بيئة سوية تنعكس على سلوكهم فى المستقبل. *** اننى أطالب بضرورة تفعيل كل ما جاء فى مواد الدستور الجديد التى تتعلق بالطفل ورعايته صحيا وأسريا، وغذائيا وتربيته دينيا.. وتنمية وجدانه ومعارفه وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسى والتجارى حتى لا تكون مجرد نصوص فقط!