للكاتب الكبير جلال كشك رحمه الله كتاب عنوانه (الخيول دخلت الأزهر).. تناول فيه ملمحًا من حملة نابليون بونابرت الفرنسية على مصر.. وركز فيه على أن نابليون ارتدى مسوح الإسلام وتقرب إلى علمائه بمصر.. ولم يعفه حمله لمطبعة ونثر بذور الثقافة واصطحابه لعلماء فرنسيين فى كل المجالات وكتاب الكتب «وصف مصر» الذى ترجمه أستاذنا وزميلنا رحمه الله الكاتب القدير زهير الشايب عن الفرنسية.. وأكملت ترجمته ابنته.. كل هذا شىء.. ودهسه للجامع الأزهر بخيوله شىء آخر.. لم ولن يغفر له. هذا ملمح من الماضى لمغتصب حاول احتلال مصر.. فما بالكم بمن حاول احتلالها من الداخل.. وأنا هنا أطلق عليهم «أحفاد نابليون» وأقولها بكل أسف وبين قوسين «طلاب الأزهر» الذين دخلوا الأزهر الجامعة.. وهنا لا فرق بين الأزهر الجامع والجامعة. وأنا من البيت.. فأنا تخرجت فى كلية الدراسات الإسلامية بهذه الجامعة العريقة.. وعشت شبابى بين أروقتها، حيث درست سنواتى داخل الجامع الأزهر بنظام «شيخ العامود».. وكنا نجل ونقدس هؤلاء العلماء الذين علمونا علم الدين والدنيا.. وكل عامود بالمسجد كانت لنا معه ذكريات. وهناك حكاية تروى عن العارف بالله الشيخ صالح الجعفرى المدفون بمسجده بالدراسة أنه كان يعطى درسًا بصحن الأزهر فوجد رجلًا يهبط عليه من السماء سائلًا: هل هذه هى الكعبة؟ فيرد عليه: لا.. بل إنه الجامع الأزهر.. فيقول الرجل: غرتنى الأضواء واختفى. وإن كانت الحكاية صحيحة أو تجافى الواقع، فإنها تدل على شىء واحد.. هو مكان ومكانة الأزهر الجامع والجامعة.. ليس على الأرض فحسب بل فى السماء. للأسف هؤلاء الأحفاد أتمنى ألا يكونوا أزهريين.. فما فعلوه يفوق أعمال البلطجة التى هى شعارهم.. وليس شعارهم ببعيد عن الجامعة!