لا أدرى لماذا لا يريد أبناء وطننا الذين يعتصمون فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة الاعتراف حتى الآن بأن عزل الرئيس السابق د. محمد مرسى كان بإرادة الشعب المصرى كله الذى خرج فى ثورة حقيقية ليعلن رفضه بأعلى صوته لهذا الرئيس الذى فشل فى إدارة البلاد.. وأن أهله وعشيرته وقادة جماعته ومستشاريه كانوا وراء هذا الفشل الذريع؟! فالحقيقة أن الرئيس المعزول كانت عنده آمال وأحلام لنهضة هذا البلد وتنميته.. واستبشرنا به خيرًا وكنت واحدًا منهم فى أيامه الأولى.. ووقفنا معه وبجواره أمام فلول الحزب الوطنى وأعداء الثورة ولكن للأسف الشديد وجدنا أن الرئيس المعزول انعزل عن نبض الشعب ونسى أنه يجب أن يكون رئيسًا لكل المصريين.. وليس رئيسًا لجماعة أو فصيل محدد من الشعب. وكانت هذه أول أخطائه الجسيمة التى وقع فيها بسبب الجماعة! وكنت شاهدًا خلال هذا العام الذى جلس فيه د.مرسى على كرسى الرئاسة على محاولات هذه الجماعة الاستحواذ على مجلس الشعب أولًا ثم مجلس الشورى ثانيًا والجمعية التأسيسية لوضع الدستور بحجة أنهم أصحاب الأغلبية.. وتنصلوا من كل وعودهم على مدى 12 شهرًا وكانوا يضعون رجالهم أو أبناء جماعتهم أو أهل ثقتهم أو الموالين لهم على رأس كل وزارة أو مؤسسة ليضمنوا سيطرتهم على مفاصل الدولة كلها.. وقد حدث ذلك بالفعل عندما نستعرض العديد من الأسماء التى كانت تشغل هذه المناصب إلى وقت قريب! فما حدث فى 30 يونيو الماضى ليس انقلابًا على الشرعية أو انقلابًا عسكريًا استولت به القوات المسلحة على الحكم كما يحلو لبعض قادة هذه الجماعة تصوير ذلك من الداخل أو الخارج.. ولكن أقول بكل الصدق والصراحة إنه كان انقلابًا شعبيًا وقفت بجانبه القوات المسلحة لتحميه بعد تردى الحال كما وصفه الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة. وأقول إننا نريد أن نفتح صفحة جديدة من أجل هذا البلد الطيب.. وأن يعلم رجال هذه الجماعة أنهم منا ونحن منهم فالشعب لا يريد إقصاء لأحد.. ولكننا نريد أن نخرج من هذه الأزمة التى تمر بها مصر.. وأن يكف قادة هذه الجماعة عن ترديد التصريحات الرنانة التى تؤجج لنار الفتنة بين المعتصمين وأنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعد عودة الرئيس المعزول إلى الحكم.. وهم يعلمون جيدًا أن هذا لا يمكن أن يحدث نهائيا وأن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء. *** لقد قال الشعب كلمته فى 25 يناير 2011 لمبارك.. المخلوع.. وفى 30 يونيو 2013 لمرسى المعزول إنه لن يرضى بالظلم والهوان بعد اليوم من أى أحد!