حالة مثيرة للدهشة والريب فى نفس الوقت.. وأمر يدعو للدراسة والتساؤل لماذا انصرفت جماهير الكرة عن متابعة المباريات المحلية بنفس الشغف التى كانت عليه فى الماضى؟!هل أثرت الحالة السياسية وتطورها على جماهير الكرة..أم أن الدوريات الأوروبية خاصة الأسبانية جذبت عشاق الساحرة المستديرة إليها؟!أم أن التفكك الأسرى فى البيوت المصرية فى ظل التطور الاجتماعى المذهل الذى يشهده العالم بصورة سلبية قد أثر على الكيان العائلى لم نجد إلا نادرًا الأسر المصرية تتجمع أمام شاشات التليفزيون تنتظر مشاهدة مباراة أو حتى فيلم سينمائى؟!وفى السطور التالية نستعرض رأى الخبراء فى الفرق ما بين زمان هذه الأيام وتفشى ظاهرة التعصب والشغب وخلط الأشياء ببعضها بشكل يثير الغضب لدى جموع الناس من تصرفات روابط الألتراس ومدى تأثر المجتمع الرياضى بالحالة السياسية. ريعو نجم الأهلى الأسبق أكد على أنه فى الستينيات حتى التسعينيات كان عصر الهواية فى كل شىء بما فى ذلك التشجيع حتى إن الناس كانت تتعلم الكرة وكانت العلاقات الاجتماعية والأسرية تغلب على كل شىء، حيث كان الناس تتجمع كل أسبوع فى بيت كبير العائلة وكانت مشاهدة المباريات كمثل ذلك الحال فكانت عبارة عن احتفالية للناس يجهزون كل شىء قبلها وكان الأهلاوى والزملكاوى يجلسون معا وكل شخص يشجع بطريقته الخاصة بدون تجريح للآخر وبعد نهاية المباراة يتبادلون السلام والتهانى. ويقول لقد أصبح الانفلات هو السمة السائدة حاليًا فى كل شىء بما فيها الرياضة مع ازدياد المشاغبات بين الألتراس والشرطة والألتراس مع بعضه البعض خلال العامين الماضيين جعلت الألتراس يضع نفسه بالسياسة حتى وقت وقوع مذبحة بورسعيد والتى زادت من الفجوة، كما أن هناك من استقطبهم لمصالح خاصة. محمود بكر الخبير الكروى يقول إن، كل وقت وله أذان ففى الخمسينيات وحتى الثمانينيات كانت المدرجات تختلف فى أدائها عن بداية التسعينيات عندما دخل الاحتراف إلى مصر الذى من الممكن أن نقول عليه «الاحتراف عمل انحراف» ففى السايق كانت الجماهير تذهب للاستاد وكأنه نزهة كروية وبكل حب وعلى سبيل الترفيه ومن أجل تشجيع فرقتها فقط فإذا تعرض فريقها للهزيمة فأقصى ما كانت تفعله هو الرحيل مبكرًا من الملعب وتطور الموضوع قليلاً ليصبح إشعال بعض ورق الجرائد مثلاً ويتابع لم يكن هناك عنف مع الحكام، وكانت مستويات الفرق متباعدة وكانت المنافسة منحصرة بين الأهلى والزمالك لذلك كانت الجماهير مقتنعة بالنتائج فى حين أن الجماهير حاليًا لا تقتنع بهزيمة فرقها رغم أنها من الممكن تكون دون المستوى، ولم تكن الجماهير لتتدخل فى عمل مجالس الإدارات أوتفرض عليهم شيئًا كما يفعل الألتراس حاليًا . محمد حلمى المدير الفنى لفريق اتحاد الشرطة أبدى حزنه لما حدث مؤخرًا من حرق لمقر اتحاد الكرة ونادى الشرطة وقال لقد أصبح الأمر غير محتمل وكل مشجع أصبح له قرار أقوى من قرار الدولة. وما حدث هذا ينذر بأشياء أقوى قد تحدث فىالمستقبل. وعن الفارق بين التشجيع فى السابق وحاليًا قال شتان الفرق بين هذا وذاك فمثلًا كان الجمهور ملتزم أكثر ولكن الآن شكل المدرج أحسن لكن السلوكيات سيئة: وفى السابق كانت الناس تذهب للاستاد مع بعضها البعض وكان الفاصل الموجود بين جماهير الأهلى والزمالك مثلًا صف واحد فقط من طاقم العساكر مثل ما يحدث فى أوروبا حاليا لكن الآن الفاصل فى المدرجات المصرية عبارة عن 60 مترا. رافضًا خلط السياسة بالرياضة لأن الرياضة تروج عن النفس والدين. تحدث بعض المواطنين أثناء جولة أكتوبر فى ميادين شوارع القاهرة. د. محمد فؤاد أمين طبيب أطفال قال إن مشكلة هذا الشعب أنه لا يمارس الرياضة، فالرياضة لها فوائد عديدة منها أنها تنسينا الهموم. ويروى د. أمين أنه رغم تركه مشاهدة كرة القدم إلا أنه كان فى شبابه يشاهد المباريات فى الاستاد فى ملعب طنطا الرياضى قبل قدومه للقاهرة لعدم وجود تليفزيون وقتها، ويقول لقد كنا نعشق الكرة ونتابعها لكن لم يكن هناك تعصب وقتها حيث كان الناس طيبى القلب. أحمد الشافعى 40 عاما مشجع أهلاوى وموظف بشركة سياحة بوسط البلد، يروى قصتة مع التشجيع فى فترة شبابه فيقول فى العشرينيات من عمرى كنت أجلس مع أصدقائى سواء أهلاوية أو زملكاوية قبل المباراة بساعتين ونشرب الشاى أو تناول وجبة الغذاء وبعدها لمشاهدة المباراة. سعيد متولى موظف بشركة غزل المحلة 55 عاما والذى يحب المحلة يقول كنا نذهب لاستاد غزل المحلة لمشاهدة المباراة ولكن باحترام، فى حين أننى لا أشاهد المباريات حاليا حتى ولو فى التليفزيون. وكنت أجلس مع زملائى فكنا نجلس فى بيت واحد ولو تغيب شخص منا كنا نذهب للسؤال عنه خاصة إذا كان مشجعا من الفريق الخصم وتعرض فريقه للهزيمة كنا نداعبه وإذا غضب نحتضنه ولكن الأن ظهرت عصابات يستغلهم رجال الأعمال استغلال سيئا ويقومون بتوجيهم بدون ما يدرك ذلك هؤلاء الشباب. وأغلبهم انحرف وراء التيارات السياسية إلى عالم الظلام الدامس!! منصور محمد 52 عاما مدير تسويق بإحدى الشركات ويشجع الأهلى يقول كان من طقوسه فى مشاهدة المباريات تجهيز المشروبات الساخنة كنت أشاهدها مع أصدقائى غالبًا كان بيتى مقر لذلك وكنا أهلاوية مع زملكاوية نجلس سويًا للمشاهدة وكنا نرتب للمباراة قبلها بفترة وكل شخص يتكفل شيئا فمن يجهز لوجبة الأكل ومن يجهز اللب والفول السودانى ومن يجهز للمشروبات.