إحباط أكبر مخطط لتقسيم وبيع أراضي الدولة بالجيزة بطرق غير قانونية    المكسيك تخطط لبناء أقوى حاسوب فائق لدعم الذكاء الاصطناعي    اغتيال المغنية دي لاروسا في "كمين مسلح" بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية    زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب السواحل الغربية لشمال سومطرة بإندونيسيا    إدارة ترامب ترسل 500 عنصر إضافي من الحرس الوطني إلى واشنطن بعد حادثة إطلاق النار    أخطرها الأمطار الرعدية، الأرصاد الجوية تحذر من 4 ظواهر جوية في طقس اليوم    سر ظهور أحمد مكي في الحلقة الأخيرة من مسلسل "كارثة طبيعية" (فيديو)    قرش يقتل امرأة ويصيب رجلا بجروح خطيرة على الساحل الشرقي لأستراليا    15 دولارًا للأوقية.. تراجع أسعار الذهب اليوم الخميس 27 نوفمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    استقرار نسبي في أسعار مواد البناء الاثنين 24 نوفمبر 2025    اليوم.. انطلاق اختبارات شهر نوفمبر لصفوف النقل بجميع مدارس القاهرة    أسوان تشهد طقسًا خريفيًا معتدلًا اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025    ارتفاع حصيلة ضحايا حريق هونج كونج إلى 44 قتيلا واعتقال 3 مشتبه بهم    جنة آثار التاريخ وكنوز النيل: معالم سياحية تأسر القلب في قلب الصعيد    ترامب: الولايات المتحدة لن تستسلم في مواجهة الإرهاب    محمد ياسين يكتب: يا وزير التربية    السيطرة على حريق شب في مقلب قمامة بالوايلي    حبس سائق ميكروباص سرق 450 جنيهًا من راكبة بدائري السلام    ترامب: الهجوم على الحرس الوطني "عمل إرهابي" ويجب إعادة النظر في دخول الأفغان إلى أمريكا    غيث مناف: كييف تريد إنهاء الاقتتال.. وزيلينسكي حمل موسكو مسؤولية استمرار الأعمال العسكرية    د. إيناس جلال تكتب: «الظاهرة»    عصام عطية يكتب: «دولة التلاوة».. صوت الخشوع    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    تفاؤل وكلمات مثيرة عن الطموح، آخر فيديو للإعلامية هبة الزياد قبل رحيلها المفاجئ    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    التموين تبدأ ضخ السلع بالمجمعات الاستهلاكية استعدادا لصرف مقررات الشهر    زكريا أبوحرام يكتب: أسئلة مشروعة    رسميًا خلال أيام.... صرف معاشات شهر ديسمبر 2025    المصل واللقاح: فيروس الإنفلونزا هذا العام من بين الأسوأ    علامات تؤكد أن طفلك يشبع من الرضاعة الطبيعية    اليوم، قطع الكهرباء عن عدة مناطق في 3 محافظات لمدة 5 ساعات    مشاركة تاريخية قادها السيسي| «النواب 2025».. المصريون يختارون «الديمقراطية»    أستاذة آثار يونانية: الأبواب والنوافذ في مقابر الإسكندرية جسر بين الأحياء والأجداد    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    الحماية من الإنفلونزا الموسمية وطرق الوقاية الفعّالة مع انتشار الفيروس    مدارس النيل: زودنا مدارسنا بإشراف وكاميرات مراقبة متطورة    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    برنامج ورش فنية وحرفية لشباب سيناء في الأسبوع الثقافي بالعريش    أتالانتا يضرب بقوة بثلاثية في شباك فرانكفورت    ارتفاع البتلو والكندوز، أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق    الرئيس السيسي: يجب إتمام انتخابات مجلس النواب بما يتماشى مع رغبة الشعب    4 أرقام كارثية تطارد ليفربول في ليلة السقوط المدوي بدوري الأبطال    فيتينيا يقود باريس سان جيرمان لمهرجان أهداف أمام توتنهام    عادل حقي: "بابا" أغنية عالمية تحولت إلى فولكلور.. والهضبة طلب مني المزمار والربابة    ماذا قدمت منظومة التأمين الصحي الشامل خلال 6 سنوات؟    بسبب المصري.. بيراميدز يُعدّل موعد مرانه الأساسي استعدادًا لمواجهة باور ديناموز    ريال مدريد يكتسح أولمبياكوس برباعية في دوري أبطال أوروبا    آرسنال يحسم قمة دوري الأبطال بثلاثية أمام بايرن ميونخ    عبد الله جمال: أحمد عادل عبد المنعم بيشجعنى وبينصحنى.. والشناوى الأفضل    الكرملين: الدعوات لإقالة ويتكوف تهدف إلى عرقلة المسار السلمي في أوكرانيا    ضبط صاحب معرض سيارات لاتهامه بالاعتداء على فتاة من ذوي الهمم بطوخ    أتلتيكو مدريد يقتنص فوزا قاتلا أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال    إعلان نتائج "المعرض المحلي للعلوم والهندسة ISEF Fayoum 2026"    رسائل الرئيس الأبرز، تفاصيل حضور السيسي اختبارات كشف الهيئة للمُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية    كلية الحقوق بجامعة أسيوط تنظم ورشة تدريبية بعنوان "مكافحة العنف ضد المرأة"    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات ضحايا التحرش
نشر في أكتوبر يوم 17 - 02 - 2013

ما بين صدمة الموقف.. وآثاره النفسية.. تعيش الفتيات والسيدات اللاتى تعرضن للتحرش حالة من الانهزام والانكسار النفسى التى تدفع بأغلبهن إلى الانزواء والانعزال.. باستثناء قلة قررت تحطيم قيود الصمت وسرد تجاربهن فى تحد كبير لنظرة المجتمع المريبة دوما تجاههن..
فتيات وسيدات تحدثن عن تجارب ووقائع مؤلمة نسردها فى سياق الحلقة الثانية من تحقيقاتنا حول «التحرش» لتكون جرس إنذار قويا تنبه المجتمع لخطورة الظاهرة.
«ع.س» 23 سنة موظفة تحدثت إلى «أكتوبر» فقالت أتذكر المرة الأولى التى تعرضت فيها لحادثة تحرش وكان عمرى لا يتجاوز الخامسة عشرة عاما، حيث كنت أسير فى الشارع وكنت أرتدى ملابس مُحتشمة إلا أن أحدهم قام بلمسى، لم أكن أعى وقتها ماذا حدث ولكنى شعرت باشمئزاز شديد من نفسى أيضا وليس منه فقط، ولم أرو ما حدث لأحد لأنى لم أكن أعرف ماذا سأقول فنحن نعيش فى مجتمع محافظ، ورغم ذلك هناك من يشعر بلذة فى مضايقة الفتيات والنساء بالشوارع وعند سؤال أحدهم عن سبب فعلته يبررها بملابس الفتاة.
وتضيف «س.أ» طالبة بالجامعة: كنت أسير على الكورنيش بعد يوم محاضرات شاق، وفجأة وجدت مجموعة من الشباب تقترب منى، فلم أهتم ثم اقترب منى أحدهم وقام بمسك يدى وكأنه يريد السير معى متشابكى الأيدى، فلم أشعر بنفسى إلا وأنا أوسعه ضربا ب «الشلاليت» ووقع على الأرض، حتى خلصه منى أحد المارة ففر هاربا، بالهدوء وأكد لى أننى تصرفت بشكل صحيح والحمد الله أننى تمكنت من فعل ذلك، والغريب أن أصدقاءه لم يتدخلوا.. وقفوا يتفرجون عليه وأنا أضربه وكانوا يضحكون فى مشهد قمة فى الاستفزاز وعدم النخوة والرجولة.
وتروى «و.ع» طالبة بالجامعة قائلة: لم أكن أتخيل أن أستاذى هو الذى يتحرش بى، ولكن هذا ما حدث مع الأسف، فقد ذهبت لأستاذ إحدى المواد لأستفهم منه عن جزء غير واضح من المقرر وكنت محرجة ومترددة لأنى للمرة الأولى مرة أذهب فيها للأستاذ فى مكتبه، فاستقبلنى بترحاب شديد وابتسامة مشجعة، شعرت فى البداية أنه والدى وارتحت لذلك، ولكنى فوجئت أنه استغل ذلك بشكل سيئ وامتدت يده لتلمسنى بنوايا خبيثة، واعتقدت أول مرة أنها مصادفة أو أنه لا يقصد، ولكن عندما تكرر الموقف عدة مرات تأكد لى أن النية غير سليمة، وبدأت فى الابتعاد خوفا منه، حتى أننى أصبحت أغيب عن محاضراته وكلى رعب أن أرسب فى مادته.
وتقول «م.أ» 36 عاما ربة منزل: كنت أسير بالشارع وجاء رجل بجانبى وتعمد الاصطدام بى وقال كلمة خادشة للحياء وشعرت بضيق شديد وكاد ينفجر رأسى ولم أفعل شيئا لأننى كنت متأكدة من أن الناس سوف تنظر إلى نفس نظرته، كما أننى شعرت بالخوف من إلقائه اللوم على إذا قمت بفضحه ولا أعرف ماذا سيكون رد فعلى إذا حدث ذلك مرة ثانية.
كما تروى «ص.ف» ربة منزل قائلة: تعرضت لموقف سخيف جدا داخل السوبر ماركت، أثناء تسوقى وكان معى صديقة، فوجئت برجل يقترب منى ويلمسنى من الخلف وكنت أنحنى لألتقط سلعة من السلع وعندما وقفت فورا وقبل أن أفعل أى رد فعل كان قد ذهب وابتعد، ولم أستطع أن أذهب وراءه حتى لا ألفت النظر، مضيفة أن هذه المواقف تتعرض لها كثير من صديقاتها خاصة فى الأماكن المزدحمة، خاصة فى الأسواق، أو أى مكان به طوابير بشكل مستفز.
التحرش بالهاتف
وتقول «أ.ن» 22 عاما موظفة: أتعرض يوميا لمضايقات سواء فى الشارع أو فى العمل ولكننى أتذكر أننى تعرضت لتحرش من خلال الهاتف، فقد كان عمرى صغيرا وقتها ورن الهاتف وحين قمت بالرد كان على الجانب الآخر رجل يردد كلاما لم أعرف معناه وقتها إلا أننى شعرت بسوء نواياه وأغلقت الهاتف فى وجهه وشعرت وقتها بقرف شديد وقررت أن أتخذ رد فعل مختلفا لو تكرر مثل هذا الموقف.
أما «ش.ي» 52 عاما ربة منزل (منتقبة) فتقول: لم أكن أتخيل يوما أن يحدث لى ما حدث فقد كنت أسير فى شارع مزدحم وكان هناك رجل يسير خلفى ولكننى لم أشك فى شىء لأننى أرتدى النقاب فليس هناك مبرر للمعاكسة، كما أننى حاولت تجنبه ثم وقفت لركوب المواصلات وفوجئت به يقف بجانبى ويخرج من جيبه نقودا ويدعونى للذهاب معه لمكان ما؛ شعرت بالغليان وظللت أردد حسبى الله ونعم الوكيل وقد كنت فى قمة الذهول وبكيت فقد كنت أظن أن النقاب سيحمينى ولكنه لم يردع المتحرش عن فعلته.
وتستطرد «ع .ج» 33 عاما موظفة قائلة: كنت أسير بمفردى بالشارع ذات مرة وقام أحدهم بإيقافى لسؤالى عن اسمى وعندما تجاهلته قام بجذبى من يدى فصرخت فيه وتجمع المارة وأدعى أنه لم يفعل لى شيئا، واعتقد أننى لو كنت أسير برفقه أبى أو أخى لما تجرأ أحد على فعل ذلك بى فهم يستغلون أى فتاة تسير بمفردها ليقوموا بأفعالهم المُِشينة وهذا يدل على أنهم جبناء وليسوا رجالا.
أما «ه.ح» 20 عاما طالبة فتروى ضاحكة: كنت أستقل أحد المواصلات العامة وكان هناك رجل يجلس خلفى ووضع يده على كتفى فقمت بخلع دبوس من حجابى ونغزته به فى يده فتوجع ولكنه لم ينطق أو يعترض لأنه يعرف ماذا فعل، لذلك أنصح كل الفتيات أن يكون رد فعلهن قويا حتى يكون المُتحرش عبرة لغيره ممن يظنون أن الفتيات سلعة رخيصة.
وتحكى «ع.م» 25 عاما سكرتيرة قائلة: كنت أستقل الأتوبيس وحاول أحدهم لمسى وكنت أبتعد عنه ولكنه كان مُصرا على فعلته فقمت بشتمه فقام بالنزول من الأتوبيس؛ شعرت بالخوف والضيق وأرى أن المجتمع سلبى جدا من ناحية هذه الظاهرة، حيث إن المعظم يلقى باللوم على ملابس الفتاة متناسين أن الفتيات كن قديما ترتدى الملابس القصيرة والضيقة ولم يكن يتعرض لها أحد، فالسبب هو أخلاقيات الشباب التى انحدرت كثيرا.
وتقول «س.أ» 19 عاما طالبة: كنت أسير بالجامعة ورأيت شابا قادما من بعيد وينظر إلى نظرات مريبة وعندما مر بجانبى قال كلاما خادشا ولم أفعل شيئا فقد شعرت بالخوف من نظرات الناس إلى وماذا سيظنون بى ولا أعرف اذا ما تكرر ذلك الموقف ماذا سيكون رد فعلى ولكنه سيكون مُختلفا باختلاف الموقف نفسه.
التحرش فى العمل
وتروى «ش.م» 22 عاما ربة منزل تجربتها قائلة: منذ تخرجت فى الجامعة وأنا أبحث عن عمل ثم قرأت إعلانا فى إحدى الصحف عن وظيفة سكرتيرة وعندما ذهبت لمقابلة المدير ظل ينظر لى نظرات مريبة وتفحصنى بشكل مستفز وطلب منى أن أستدير وأن أسير أمامه ثم أخبرنى أن مرتبى نظير ألا أرفض أى شىء يطلبه منى مهما كان وبالطبع تركته وذهبت ولم أعد مرة أخرى، فحتى أصحاب العمل يستغلون حاجة الفتيات للوظائف لممارسة عُقد النقص لديهم.
وتقول «أ.غ» 40 عاما ربة منزل (منتقبة): كنت أسير بالشارع وكانت هناك سيارة تسير بجانبى وتقف كلما وقفت ثم قام سائقها بفتح باب السيارة إلىّ ولم أفعل شيئا سوى الانصراف من اتجاه آخر وقد شعرت بحزن شديد.
وبعصبية شديدة تروى «ص.ع» 27 عاما ربة منزل موقفا حدث لها قائلة: كنت استقل الميكروباص وكان هناك رجل جالس خلفى ورغم أن مظهره يوحى بالاحترام إلا أنه قام بمد يده ناحيتى وكانت والدتى بجانبى وعندما أخبرتها بما يحدث طلبت منى الصمت خوفا من ألا يقف أحد بصفى ولكننى لم أشعر بنفسى إلا وأنا أقوم بسبه وصفعته على وجهه وأصريت على نزوله من الميكروباص وتضامن الناس معى فى ذلك.
أما «س.س» 23 عاما مُدرسة (حامل) تروى قائلة: تعرضت لموقف سخيف عندما كنت أسير بالشارع بمفردى ومر بجانبى أحد الشباب وقام بإلقاء كلمة خادشة للحياء حول حملى ولم أتمكن من فعل شىء، وقد ذُهلت فأنا امرأة حامل وكنت أرتدى ملابس فضفاضة فلماذا أتعرض لمثل هذه المضايقات، وأرى أن هؤلاء الشباب يقومون بفعل مثل هذه السلوكيات لأن ليس لديهم ما يشغلهم فلو كانوا يعملون لما تفرغوا لمثل هذه السخافات.
وتقول «أ.خ» 24 عاما موظفة: إن الشباب الذين يقومون بمثل هذه الأفعال يبحثون عن أى أنثى لإلقاء الكلمة لو لعمل الفعل نفسه بصرف النظر عما كانت تلك الفتاة جميلة أو قبيحة وبصرف النظر عن ملابسها وقد رأيت بعينى منتقبات يتعرضن للتحرش رغم ملابسهن الواسعة ورغم أننى أرتدى دائما تلك الملابس أيضا إلا أننى لم أسلم منهم فقد قام أحدهم ذات مرة بالسير خلفى مرددا رقم هاتفه ظنا منه إننى سأحادثه فشعرت باحتقار شديد لكل من يقوم بهذه الفعله أو ما يشابهها.
وتروى «ن.م» 25 عاما ربة منزل قائلة: لم يحدث لى هذا الموقف الحمد الله ولكنه حدث لشقيقتى أثناء سيرها معى فبدون أن انتبه قام شاب بلمسها ورأيتها فجأة تبكى بكاء شديدا وعندما علمت منها السبب كان قد اختفى عن الأنظار وشعرت بقهر شديد لأننى لم أستطع أن أفعل لها شيئا.
أما «ه. ط» 26 عاما ربة منزل والتى تركت عملها بسبب هذه الظاهرة فتقول: كنت أتعرض للتحرش حتى وأنا داخل عملى، فكان مدير الشركة التى أعمل بها ينظر لى بطريقة لم أشعر بالارتياح لها وحاولت تجاهل ذلك إلا أنه طلب منى ذات مرة أن أقوم بزيارته فى منزله لإنجاز بعض الأعمال ولكننى رفضت بالطبع وقدمت استقالتى فورا، فهؤلاء المرضى يستغلون الفتيات اللاتى يعملن لديهم لممارسة أفعالهم المُثيرة للاشمئزاز.
وتحكى «إ.م» 22 عاما ربة منزل تجربتها: ذات مرة وأنا عائدة من جامعتى قام أحد هؤلاء المرضى بلمسى فلم أشعر بنفسى إلا وقد أوقفته فى منتصف الشارع ووجهت لوجهه ضربة قوية فهرب مثل الفئران، وأرى أن تصرفات هؤلاء ناجمة عن تنشئة اجتماعية خاطئة فلو كانوا قد تربوا على أن المرأة ليست سلعة رخيصة وعلى أنه ليس من الرجولة التعرض للفتيات بالقول أو بالفعل لم يكن ليفعلوا هذا.
«سلوك مرضى»
وحول أسباب تزايد ظاهرة التحرش فى المجتمع المصرى وكيفية السيطرة عليها تقول د.سناء الخولى أستاذة علم اجتماع الأسرة بجامعة الإسكندرية ووكيلة كلية التربية السابقة إن التحرش يعنى التعرض، وهو لا يحدث من جانب الرجال تجاه النساء فقط، فهناك نوع من التحرش المسكوت عنه وهو تحرش النساء بالرجال والذى يتخذ عدة مظاهر بدءا من الملابس العارية أو الضيقة وحتى النظرة والكلمة وحركات الجسد، إذن التحرش هو سلوك مرضى يتعرض له الصغار والكبار وهو نتيجة لتدنى التربية وتراجع القيم الإنسانية والأخلاقية. مضيفة أن هذا المفهوم تحيط به الضبابية، حيث يعود إلى عاملين هما اختلاف المستويات الثقافية، والخلفية الفكرية.
وأشارت إلى أن الغريب أننا كنا فى الماضى نسير فى الشوارع ونجلس على البحر ونركب المواصلات بمنتهى الأمان ودون خوف، ولكن ما نراه الآن هو جريمة منظمة ومدبرة ومتعمدة لتخويف السيدات وإهانة المرأة وكسر شوكتها وليس تحرشا بالمعنى المفهوم، فالمرأة أصبحت قوة لا يستهان بها، مؤكدة أن التحرش هو إهانة للرجل مثلما هو إهانة للمرأة فهو يقلل من شأنه ومن رجولته.
الحل
وتضيف د.سناء أن الحل للسيطرة على موضوع التحرش فى رأيى هو(بوليس الآداب)، كما كان يحدث فى الماضى، القريب، فقد كان هذا الفرع من رجال الشرطة له صلاحية إلقاء القبض على الشباب المتحرشين واقتيادهم الى قسم البوليس وضربهم (علقة ساخنة) وحلق شعرهم (زيرو) لكى يعرف الناس ماذا فعل هذا الشاب وكان لا يعود إلى ذلك اطلاقا.
أما الجريمة التى تحدث حاليا من التحرش الممنهج للسيدات فى المظاهرات لابد من مواجهتها بأقسى درجات العنف ولابد من تغليظ عقوبة التحرش وتفعيل القوانين لكى يرتدع من يقوم بهذا الفعل ويفكر فى ارتكابه.
ويقول د.مدحت عبد الحميد رئيس قسم علم النفس بكلية آداب الإسكندرية إنه رغم وجود ظاهرة التحرش الجنسى منذ عهود مضت فإن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد زادت من تفشيها حيث إنها فتحت الصندوق الأسود القابع فى بطون المصريين فخرجت منه المكبوتات المرفوضة واللاشعوريات الفجة والشحنات الانفعالية المستهجنة مجتمعيا ومن بينها التحرش الجنسى مع وجود منظومة عوامل مساعدة داخلية مثل: كسر حاجز الخوف وزيادة الجرأة والتبجح والانفلات النفسى والفوضى النفسية والتسيب النفسى وتقلص فرص التعبير السوى عن الرغبات الجنسية والجوع النفسى الجنسى وذيوع حالات الخواء النفسى وتدهور السلم القيمى وضعف الرقابة الذاتية، فضلا عن منظومة عوامل مساعدة خارجية مثل: ضياع هيبة الدولة والاستخفاف بالقانون وغوغائية الشارع المصرى... إلخ مما جهز مناخا صالحا لتفشى الرذيلة والانحراف والخراب النفسى.
سيطرة وعدوان
ويقول د. مدحت إن المتحرش تتسم شخصيته غالبا بعدة صفات ومنها السيطرة، والعدوان، والقيادية، والعنف، والعدائية، والحرمان عاطفى، والتعرض إلى خبرات فشل سابقة، والتعرض إلى مشاعر الرفض، والنبذ، والاستهجان، مشاعر تهديد داخلى. وغالبا ما يكون لديه ميول انتقامية، وميول سادية ونزعات إيذاء، أو يكون قد فشل فى تجربة عاطفية، أو له ميول عقابية، ومحاولات تأكيد الذات الجنسية، ولديه مشاعر نقص ودونية لا شعورية، ميول قهرية، علامات هو، ضمور فى نمو الضمير، عقد نفسية فى الطفولة.
ويضيف قائلا إن الفتاة ضحية التحرش غالبا ما تتعرض لأعراض نفسية سيئة جدا نتيجة تعرضها لهذه التجربة القاسية ومنها الإصابة بالاكتئاب، واضطراب شهية الطعام، واضطراب النوم، والكوابيس، والشكاوى الجسمية المتعددة، وزيادة المشكلات المدرسية، والانسحاب الاجتماعى، وتقلص الأنشطة، ومشاعر قلق، وتوتر، ومشاعر انزعاج، والانشغال الزائد بما حدث، ونوبات بكاء، ومشاعر خوف، ونوبات صراخ، ونزعات هروبية، سلوكيات إيذاء ذات.
ومشاعر عدائية، ومشاعر عدوان، وميول انتحارية، وغضب مكبوت غير محلول السلبية، ونزعات انتقام، ومشاعر حسرة، ومشاعر ألم، وضعف التركيز، واتجاهات سالبة نحو الجنس، لذلك لابد من أن تحصل الضحية على مساعدة نفسية حتى تعود الى حياتها الطبيعية.
وعن أسلوب القضاء على تلك الظاهرة يقول د.مدحت عبد الحميد لابد من استحداث منظومة متابعة ومراقبة ومحاسبة وقوانين رادعة مع وضع برامج توعوية وإرشادية ووقائية وعلاجية للشباب على كافة الأصعدة والمجالات، وكذلك ضرورة التخلص من الانفلات الأمنى واستعادة الأمن الشرطى والأمان النفسى بتوفير معيشة كريمة للمواطنين خاصة لدى العشوائيات لأن التحرش يرتبط طرديا وجوهريا بالفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.