عاجل| رسميًا زيادة فترة تخفيف الأحمال ساعة إضافية    إعلام عبري: الجيش يحرق غابات في جنوب لبنان لكشف منصات صاروخية ومواقع عسكرية    خلال 24 ساعة.. ضبط 4807 قضية سرقة تيار كهربائى    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    قطر تسلم حماس مقترحا إسرائيليا جديدا: أكثر قرباً لمواقف الجانبين    سلوفينيا تؤجل الاعتراف بفلسطين كدولة    الحديدي: أفشة يستحق الحصول على وقت كاف في المباريات    السيسي يصدر قرارا جمهوريا جديدا، تفاصيل    القبض على المطرب أحمد جمال لاتهامه بالتسبب في إصابة «عجوز»    بالصور- جميلة عوض ترقص مع والدتها الفنانة راندا في عقد قرانها    «ماجستير في تربية النحل».. تفاصيل في مشوار محمود عبدالعزيز في ذكرى ميلاده    موعد عيد الأضحى 2024.. أطول إجازة رسمية للموظفين «تصل ل 9 أيام متتالية»    السفير حسام زكي: لا مخرج من الوضع الإقليمي المتوتر إلا من خلال تفعيل الآليات المتفق عليها    انهيار عقار بالكامل في ميت غمر بالدقهلية    4 يونيو 2024.. البورصة ترتفع اليوم    أتلتيكو مدريد يخطط لضم مهاجم السيتي    إغلاق متحف الفن الحديث اليوم.. لهذا السبب    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    عيد الأضحى 2024| الدعاء الذي يقوله المُضَحي عند ذبح أضحيته    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    7 تحذيرات لطلاب الثانوية العامة 2024.. مكان كتابة الاسم وأقصى مدة للتأخير    رئيس بعثة الحج: غرفة عمليات القرعة تعمل لتقديم خدمة شاملة لضيوف الرحمن    بعثة المنتخب الأوليمبي لكوت ديفوار تصل القاهرة للقاء مصر وديًا    مهاجم الأهلي السابق: الزمالك خارج المنافسة على الدوري    على رأسهم ريان وبوريكة وبن شرقي.. الزمالك يخطط لصفقات سوبر    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    فيلم فاصل من اللحظات السعيدة يقترب من تحقيق 60 مليون جنيه بدور العرض    توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة المنصورة الجديدة وجامعة إيفانستي الفرنسية    مجلس النواب يستقبل وفد جمعية الصداقة المصرية التايلندية    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة.. أحب الأيام إلى الله    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل شخص بسكين في قليوب    مدير عام فرع التأمين الصحى بالشرقية يتفقد عيادة العاشر من رمضان    غداء اليوم.. طريقة تحضير البامية باللحمة    وزارة الدفاع التركية: مقتل شخصين في تحطم طائرة تدريب عسكرية    الكشف عن الكرة الجديدة للدورى الإسبانى فى الموسم المقبل    جامعة سوهاج تتسلم أرض مستشفى الحروق.. صور    ترقية 20 عضوًا بهيئة التدريس وتعيين 8 مدرسين بجامعة طنطا    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    «شعبة مواد البناء»: إعلان تشكيل حكومة جديدة أربك الأسواق.. ودفعنا لهذا القرار    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    أكرم القصاص ل القناة الأولى: التعديل الوزارى مطروح منذ فترة فى النقاشات    9 أفلام مجانية بقصر السينما ضمن برنامج شهر يونيو    هل التغييرات الحكومية ستؤثر على المشروعات الصحية؟ وزير أسبق يجيب ل«المصري اليوم»    "تموين الإسكندرية": توفير لحوم طازجة ومجمدة بالمجمعات الاستهلاكية استعدادا للعيد    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    ضبط 3 أشخاص بحوزتهم 12 كيلو أفيون مخدر قيمته 1.2 مليون جنيه    محافظ القليوبية يترأس اجتماع اللجنة العليا للإعلانات لبحث طلبات المعلنين    استعدادًا لمجموعة الموت في يورو 2024| إيطاليا يستضيف تركيا وديًا    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    رئيس الدوما الروسي: وقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من شأنه إنهاء الصراع    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    بتكلفة 650 مليون جنيه.. إنشاء وتطوير مستشفى ساحل سليم النموذجى الجديد بسوهاج    وزير العمل يلتقى مدير إدارة "المعايير" ورئيس الحريات النقابية بجنيف    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    جلسة بين الخطيب وكولر لتحديد مصير البوركينابي محمد كوناتيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات ضحايا التحرش
نشر في أكتوبر يوم 17 - 02 - 2013

ما بين صدمة الموقف.. وآثاره النفسية.. تعيش الفتيات والسيدات اللاتى تعرضن للتحرش حالة من الانهزام والانكسار النفسى التى تدفع بأغلبهن إلى الانزواء والانعزال.. باستثناء قلة قررت تحطيم قيود الصمت وسرد تجاربهن فى تحد كبير لنظرة المجتمع المريبة دوما تجاههن..
فتيات وسيدات تحدثن عن تجارب ووقائع مؤلمة نسردها فى سياق الحلقة الثانية من تحقيقاتنا حول «التحرش» لتكون جرس إنذار قويا تنبه المجتمع لخطورة الظاهرة.
«ع.س» 23 سنة موظفة تحدثت إلى «أكتوبر» فقالت أتذكر المرة الأولى التى تعرضت فيها لحادثة تحرش وكان عمرى لا يتجاوز الخامسة عشرة عاما، حيث كنت أسير فى الشارع وكنت أرتدى ملابس مُحتشمة إلا أن أحدهم قام بلمسى، لم أكن أعى وقتها ماذا حدث ولكنى شعرت باشمئزاز شديد من نفسى أيضا وليس منه فقط، ولم أرو ما حدث لأحد لأنى لم أكن أعرف ماذا سأقول فنحن نعيش فى مجتمع محافظ، ورغم ذلك هناك من يشعر بلذة فى مضايقة الفتيات والنساء بالشوارع وعند سؤال أحدهم عن سبب فعلته يبررها بملابس الفتاة.
وتضيف «س.أ» طالبة بالجامعة: كنت أسير على الكورنيش بعد يوم محاضرات شاق، وفجأة وجدت مجموعة من الشباب تقترب منى، فلم أهتم ثم اقترب منى أحدهم وقام بمسك يدى وكأنه يريد السير معى متشابكى الأيدى، فلم أشعر بنفسى إلا وأنا أوسعه ضربا ب «الشلاليت» ووقع على الأرض، حتى خلصه منى أحد المارة ففر هاربا، بالهدوء وأكد لى أننى تصرفت بشكل صحيح والحمد الله أننى تمكنت من فعل ذلك، والغريب أن أصدقاءه لم يتدخلوا.. وقفوا يتفرجون عليه وأنا أضربه وكانوا يضحكون فى مشهد قمة فى الاستفزاز وعدم النخوة والرجولة.
وتروى «و.ع» طالبة بالجامعة قائلة: لم أكن أتخيل أن أستاذى هو الذى يتحرش بى، ولكن هذا ما حدث مع الأسف، فقد ذهبت لأستاذ إحدى المواد لأستفهم منه عن جزء غير واضح من المقرر وكنت محرجة ومترددة لأنى للمرة الأولى مرة أذهب فيها للأستاذ فى مكتبه، فاستقبلنى بترحاب شديد وابتسامة مشجعة، شعرت فى البداية أنه والدى وارتحت لذلك، ولكنى فوجئت أنه استغل ذلك بشكل سيئ وامتدت يده لتلمسنى بنوايا خبيثة، واعتقدت أول مرة أنها مصادفة أو أنه لا يقصد، ولكن عندما تكرر الموقف عدة مرات تأكد لى أن النية غير سليمة، وبدأت فى الابتعاد خوفا منه، حتى أننى أصبحت أغيب عن محاضراته وكلى رعب أن أرسب فى مادته.
وتقول «م.أ» 36 عاما ربة منزل: كنت أسير بالشارع وجاء رجل بجانبى وتعمد الاصطدام بى وقال كلمة خادشة للحياء وشعرت بضيق شديد وكاد ينفجر رأسى ولم أفعل شيئا لأننى كنت متأكدة من أن الناس سوف تنظر إلى نفس نظرته، كما أننى شعرت بالخوف من إلقائه اللوم على إذا قمت بفضحه ولا أعرف ماذا سيكون رد فعلى إذا حدث ذلك مرة ثانية.
كما تروى «ص.ف» ربة منزل قائلة: تعرضت لموقف سخيف جدا داخل السوبر ماركت، أثناء تسوقى وكان معى صديقة، فوجئت برجل يقترب منى ويلمسنى من الخلف وكنت أنحنى لألتقط سلعة من السلع وعندما وقفت فورا وقبل أن أفعل أى رد فعل كان قد ذهب وابتعد، ولم أستطع أن أذهب وراءه حتى لا ألفت النظر، مضيفة أن هذه المواقف تتعرض لها كثير من صديقاتها خاصة فى الأماكن المزدحمة، خاصة فى الأسواق، أو أى مكان به طوابير بشكل مستفز.
التحرش بالهاتف
وتقول «أ.ن» 22 عاما موظفة: أتعرض يوميا لمضايقات سواء فى الشارع أو فى العمل ولكننى أتذكر أننى تعرضت لتحرش من خلال الهاتف، فقد كان عمرى صغيرا وقتها ورن الهاتف وحين قمت بالرد كان على الجانب الآخر رجل يردد كلاما لم أعرف معناه وقتها إلا أننى شعرت بسوء نواياه وأغلقت الهاتف فى وجهه وشعرت وقتها بقرف شديد وقررت أن أتخذ رد فعل مختلفا لو تكرر مثل هذا الموقف.
أما «ش.ي» 52 عاما ربة منزل (منتقبة) فتقول: لم أكن أتخيل يوما أن يحدث لى ما حدث فقد كنت أسير فى شارع مزدحم وكان هناك رجل يسير خلفى ولكننى لم أشك فى شىء لأننى أرتدى النقاب فليس هناك مبرر للمعاكسة، كما أننى حاولت تجنبه ثم وقفت لركوب المواصلات وفوجئت به يقف بجانبى ويخرج من جيبه نقودا ويدعونى للذهاب معه لمكان ما؛ شعرت بالغليان وظللت أردد حسبى الله ونعم الوكيل وقد كنت فى قمة الذهول وبكيت فقد كنت أظن أن النقاب سيحمينى ولكنه لم يردع المتحرش عن فعلته.
وتستطرد «ع .ج» 33 عاما موظفة قائلة: كنت أسير بمفردى بالشارع ذات مرة وقام أحدهم بإيقافى لسؤالى عن اسمى وعندما تجاهلته قام بجذبى من يدى فصرخت فيه وتجمع المارة وأدعى أنه لم يفعل لى شيئا، واعتقد أننى لو كنت أسير برفقه أبى أو أخى لما تجرأ أحد على فعل ذلك بى فهم يستغلون أى فتاة تسير بمفردها ليقوموا بأفعالهم المُِشينة وهذا يدل على أنهم جبناء وليسوا رجالا.
أما «ه.ح» 20 عاما طالبة فتروى ضاحكة: كنت أستقل أحد المواصلات العامة وكان هناك رجل يجلس خلفى ووضع يده على كتفى فقمت بخلع دبوس من حجابى ونغزته به فى يده فتوجع ولكنه لم ينطق أو يعترض لأنه يعرف ماذا فعل، لذلك أنصح كل الفتيات أن يكون رد فعلهن قويا حتى يكون المُتحرش عبرة لغيره ممن يظنون أن الفتيات سلعة رخيصة.
وتحكى «ع.م» 25 عاما سكرتيرة قائلة: كنت أستقل الأتوبيس وحاول أحدهم لمسى وكنت أبتعد عنه ولكنه كان مُصرا على فعلته فقمت بشتمه فقام بالنزول من الأتوبيس؛ شعرت بالخوف والضيق وأرى أن المجتمع سلبى جدا من ناحية هذه الظاهرة، حيث إن المعظم يلقى باللوم على ملابس الفتاة متناسين أن الفتيات كن قديما ترتدى الملابس القصيرة والضيقة ولم يكن يتعرض لها أحد، فالسبب هو أخلاقيات الشباب التى انحدرت كثيرا.
وتقول «س.أ» 19 عاما طالبة: كنت أسير بالجامعة ورأيت شابا قادما من بعيد وينظر إلى نظرات مريبة وعندما مر بجانبى قال كلاما خادشا ولم أفعل شيئا فقد شعرت بالخوف من نظرات الناس إلى وماذا سيظنون بى ولا أعرف اذا ما تكرر ذلك الموقف ماذا سيكون رد فعلى ولكنه سيكون مُختلفا باختلاف الموقف نفسه.
التحرش فى العمل
وتروى «ش.م» 22 عاما ربة منزل تجربتها قائلة: منذ تخرجت فى الجامعة وأنا أبحث عن عمل ثم قرأت إعلانا فى إحدى الصحف عن وظيفة سكرتيرة وعندما ذهبت لمقابلة المدير ظل ينظر لى نظرات مريبة وتفحصنى بشكل مستفز وطلب منى أن أستدير وأن أسير أمامه ثم أخبرنى أن مرتبى نظير ألا أرفض أى شىء يطلبه منى مهما كان وبالطبع تركته وذهبت ولم أعد مرة أخرى، فحتى أصحاب العمل يستغلون حاجة الفتيات للوظائف لممارسة عُقد النقص لديهم.
وتقول «أ.غ» 40 عاما ربة منزل (منتقبة): كنت أسير بالشارع وكانت هناك سيارة تسير بجانبى وتقف كلما وقفت ثم قام سائقها بفتح باب السيارة إلىّ ولم أفعل شيئا سوى الانصراف من اتجاه آخر وقد شعرت بحزن شديد.
وبعصبية شديدة تروى «ص.ع» 27 عاما ربة منزل موقفا حدث لها قائلة: كنت استقل الميكروباص وكان هناك رجل جالس خلفى ورغم أن مظهره يوحى بالاحترام إلا أنه قام بمد يده ناحيتى وكانت والدتى بجانبى وعندما أخبرتها بما يحدث طلبت منى الصمت خوفا من ألا يقف أحد بصفى ولكننى لم أشعر بنفسى إلا وأنا أقوم بسبه وصفعته على وجهه وأصريت على نزوله من الميكروباص وتضامن الناس معى فى ذلك.
أما «س.س» 23 عاما مُدرسة (حامل) تروى قائلة: تعرضت لموقف سخيف عندما كنت أسير بالشارع بمفردى ومر بجانبى أحد الشباب وقام بإلقاء كلمة خادشة للحياء حول حملى ولم أتمكن من فعل شىء، وقد ذُهلت فأنا امرأة حامل وكنت أرتدى ملابس فضفاضة فلماذا أتعرض لمثل هذه المضايقات، وأرى أن هؤلاء الشباب يقومون بفعل مثل هذه السلوكيات لأن ليس لديهم ما يشغلهم فلو كانوا يعملون لما تفرغوا لمثل هذه السخافات.
وتقول «أ.خ» 24 عاما موظفة: إن الشباب الذين يقومون بمثل هذه الأفعال يبحثون عن أى أنثى لإلقاء الكلمة لو لعمل الفعل نفسه بصرف النظر عما كانت تلك الفتاة جميلة أو قبيحة وبصرف النظر عن ملابسها وقد رأيت بعينى منتقبات يتعرضن للتحرش رغم ملابسهن الواسعة ورغم أننى أرتدى دائما تلك الملابس أيضا إلا أننى لم أسلم منهم فقد قام أحدهم ذات مرة بالسير خلفى مرددا رقم هاتفه ظنا منه إننى سأحادثه فشعرت باحتقار شديد لكل من يقوم بهذه الفعله أو ما يشابهها.
وتروى «ن.م» 25 عاما ربة منزل قائلة: لم يحدث لى هذا الموقف الحمد الله ولكنه حدث لشقيقتى أثناء سيرها معى فبدون أن انتبه قام شاب بلمسها ورأيتها فجأة تبكى بكاء شديدا وعندما علمت منها السبب كان قد اختفى عن الأنظار وشعرت بقهر شديد لأننى لم أستطع أن أفعل لها شيئا.
أما «ه. ط» 26 عاما ربة منزل والتى تركت عملها بسبب هذه الظاهرة فتقول: كنت أتعرض للتحرش حتى وأنا داخل عملى، فكان مدير الشركة التى أعمل بها ينظر لى بطريقة لم أشعر بالارتياح لها وحاولت تجاهل ذلك إلا أنه طلب منى ذات مرة أن أقوم بزيارته فى منزله لإنجاز بعض الأعمال ولكننى رفضت بالطبع وقدمت استقالتى فورا، فهؤلاء المرضى يستغلون الفتيات اللاتى يعملن لديهم لممارسة أفعالهم المُثيرة للاشمئزاز.
وتحكى «إ.م» 22 عاما ربة منزل تجربتها: ذات مرة وأنا عائدة من جامعتى قام أحد هؤلاء المرضى بلمسى فلم أشعر بنفسى إلا وقد أوقفته فى منتصف الشارع ووجهت لوجهه ضربة قوية فهرب مثل الفئران، وأرى أن تصرفات هؤلاء ناجمة عن تنشئة اجتماعية خاطئة فلو كانوا قد تربوا على أن المرأة ليست سلعة رخيصة وعلى أنه ليس من الرجولة التعرض للفتيات بالقول أو بالفعل لم يكن ليفعلوا هذا.
«سلوك مرضى»
وحول أسباب تزايد ظاهرة التحرش فى المجتمع المصرى وكيفية السيطرة عليها تقول د.سناء الخولى أستاذة علم اجتماع الأسرة بجامعة الإسكندرية ووكيلة كلية التربية السابقة إن التحرش يعنى التعرض، وهو لا يحدث من جانب الرجال تجاه النساء فقط، فهناك نوع من التحرش المسكوت عنه وهو تحرش النساء بالرجال والذى يتخذ عدة مظاهر بدءا من الملابس العارية أو الضيقة وحتى النظرة والكلمة وحركات الجسد، إذن التحرش هو سلوك مرضى يتعرض له الصغار والكبار وهو نتيجة لتدنى التربية وتراجع القيم الإنسانية والأخلاقية. مضيفة أن هذا المفهوم تحيط به الضبابية، حيث يعود إلى عاملين هما اختلاف المستويات الثقافية، والخلفية الفكرية.
وأشارت إلى أن الغريب أننا كنا فى الماضى نسير فى الشوارع ونجلس على البحر ونركب المواصلات بمنتهى الأمان ودون خوف، ولكن ما نراه الآن هو جريمة منظمة ومدبرة ومتعمدة لتخويف السيدات وإهانة المرأة وكسر شوكتها وليس تحرشا بالمعنى المفهوم، فالمرأة أصبحت قوة لا يستهان بها، مؤكدة أن التحرش هو إهانة للرجل مثلما هو إهانة للمرأة فهو يقلل من شأنه ومن رجولته.
الحل
وتضيف د.سناء أن الحل للسيطرة على موضوع التحرش فى رأيى هو(بوليس الآداب)، كما كان يحدث فى الماضى، القريب، فقد كان هذا الفرع من رجال الشرطة له صلاحية إلقاء القبض على الشباب المتحرشين واقتيادهم الى قسم البوليس وضربهم (علقة ساخنة) وحلق شعرهم (زيرو) لكى يعرف الناس ماذا فعل هذا الشاب وكان لا يعود إلى ذلك اطلاقا.
أما الجريمة التى تحدث حاليا من التحرش الممنهج للسيدات فى المظاهرات لابد من مواجهتها بأقسى درجات العنف ولابد من تغليظ عقوبة التحرش وتفعيل القوانين لكى يرتدع من يقوم بهذا الفعل ويفكر فى ارتكابه.
ويقول د.مدحت عبد الحميد رئيس قسم علم النفس بكلية آداب الإسكندرية إنه رغم وجود ظاهرة التحرش الجنسى منذ عهود مضت فإن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد زادت من تفشيها حيث إنها فتحت الصندوق الأسود القابع فى بطون المصريين فخرجت منه المكبوتات المرفوضة واللاشعوريات الفجة والشحنات الانفعالية المستهجنة مجتمعيا ومن بينها التحرش الجنسى مع وجود منظومة عوامل مساعدة داخلية مثل: كسر حاجز الخوف وزيادة الجرأة والتبجح والانفلات النفسى والفوضى النفسية والتسيب النفسى وتقلص فرص التعبير السوى عن الرغبات الجنسية والجوع النفسى الجنسى وذيوع حالات الخواء النفسى وتدهور السلم القيمى وضعف الرقابة الذاتية، فضلا عن منظومة عوامل مساعدة خارجية مثل: ضياع هيبة الدولة والاستخفاف بالقانون وغوغائية الشارع المصرى... إلخ مما جهز مناخا صالحا لتفشى الرذيلة والانحراف والخراب النفسى.
سيطرة وعدوان
ويقول د. مدحت إن المتحرش تتسم شخصيته غالبا بعدة صفات ومنها السيطرة، والعدوان، والقيادية، والعنف، والعدائية، والحرمان عاطفى، والتعرض إلى خبرات فشل سابقة، والتعرض إلى مشاعر الرفض، والنبذ، والاستهجان، مشاعر تهديد داخلى. وغالبا ما يكون لديه ميول انتقامية، وميول سادية ونزعات إيذاء، أو يكون قد فشل فى تجربة عاطفية، أو له ميول عقابية، ومحاولات تأكيد الذات الجنسية، ولديه مشاعر نقص ودونية لا شعورية، ميول قهرية، علامات هو، ضمور فى نمو الضمير، عقد نفسية فى الطفولة.
ويضيف قائلا إن الفتاة ضحية التحرش غالبا ما تتعرض لأعراض نفسية سيئة جدا نتيجة تعرضها لهذه التجربة القاسية ومنها الإصابة بالاكتئاب، واضطراب شهية الطعام، واضطراب النوم، والكوابيس، والشكاوى الجسمية المتعددة، وزيادة المشكلات المدرسية، والانسحاب الاجتماعى، وتقلص الأنشطة، ومشاعر قلق، وتوتر، ومشاعر انزعاج، والانشغال الزائد بما حدث، ونوبات بكاء، ومشاعر خوف، ونوبات صراخ، ونزعات هروبية، سلوكيات إيذاء ذات.
ومشاعر عدائية، ومشاعر عدوان، وميول انتحارية، وغضب مكبوت غير محلول السلبية، ونزعات انتقام، ومشاعر حسرة، ومشاعر ألم، وضعف التركيز، واتجاهات سالبة نحو الجنس، لذلك لابد من أن تحصل الضحية على مساعدة نفسية حتى تعود الى حياتها الطبيعية.
وعن أسلوب القضاء على تلك الظاهرة يقول د.مدحت عبد الحميد لابد من استحداث منظومة متابعة ومراقبة ومحاسبة وقوانين رادعة مع وضع برامج توعوية وإرشادية ووقائية وعلاجية للشباب على كافة الأصعدة والمجالات، وكذلك ضرورة التخلص من الانفلات الأمنى واستعادة الأمن الشرطى والأمان النفسى بتوفير معيشة كريمة للمواطنين خاصة لدى العشوائيات لأن التحرش يرتبط طرديا وجوهريا بالفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.