رغم اختلافى الشديد مع الداعية الفضائى الذى دخل فى صراع عبثى مع الفنانة إلهام شاهين وصل إلى ساحات المحاكم، وتبادل فيه الطرفان تشويه السمعة والضرب تحت الحزام، إلا إننى أندهش تماماً من التحامل الاعلامى على الشيخ، والدفاع المستميت عن إلهام، وكأنها هى رمز الحرية والإبداع، والتغاضى عن أعمال كثيرة مبتذلة قدمتها ولا تستحق بالفعل الدفاع عنها..فالسينما الإيرانية على سبيل المثال حصدت جوائز المهرجانات الدولية ووصلت إلى العالمية، بدون مشاهد حميمة ولقطات مبتذلة. وما يحدث الآن هو امتداد لتراث قديم لتقديس نجوم ونجمات الفن، والتعامل معهم على أنهم فقط هم صفوة هذا المجتمع وحراس الفكر والتنوير..فقد كنا نشعر لسنوات طويلة ، ونحن نتابع التغطية الإعلامية لأى حدث مهم سواء كان حدثا حزينا مثل عبارة الموت ، أو حدثا سعيدا من الأحداث القليلة المفرحة التى مرت علينا خلال السنوات الثلاثين الماضية، ومعظمها لم يكن يخرج عن بعض الانتصارات فى كرة القدم..كنا نشعر ونحن نتابع تغطيات تلك الأحداث بشئ يدفعنا للتساؤل .. هل كنا نعيش بالفعل فى وطن حقيقى أم أنه قد تم احتكار الحياة فى هذا الوطن لصالح فئة واحدة من الناس هم نجوم الإعلام والفضائيات؟!.. ولماذا يحشرون الفنانين بالتحديد «حتى الآن» فى كل شىء؟ وما الذى يجعلهم يستضيفون فناناً أو فنانة ليفتى فى السياسة أويحلل الأحداث وكأنه خبير استراتيجى؟! والحقيقة أننا عشنا سنينا طويلة فى ظل استعراض الرجل الواحد «وان مان شو» الذى احتكر هو وعائلته وشلة المنتفعين بنظامه كل شىء حتى المشاعر..الفرح والحزن والانتصار والانكسار، بعد أن تم تأميم العواطف هى الأخرى ولم تعد ملكاً للشعب ، بل ظلت مباحة ومستباحة فقط للباشوات الجدد من الفنانين ولاعبى كرة القدم والمذيعين والمذيعات الأرضيين منهم وأرباب الفضائيات ، و«كريمة» الحزب الحاكم ،والمسئولين والمسئولات وأولاد المسئولين وأولاد المسئولات ، هم فقط الذين من حقهم أن يفرحوا ويحزنوا ويغضبوا ويضحكوا. وهم فقط الذين يخرجون يومياً على الشاشات ليقوموا بكل الأدوار ، فهم أهل البر والتقوى والأعمال الخيرية ، وهم الذين يقيمون أفراحهم وأفراح أبنائهم فى فنادق الخمس نجوم ، ويقضون الصيف فى هاواى ومارينا ، وهم أيضا الذين يحجون ويعتمرون .. هم أهل الدنيا والآخرة. والخوف أن نعود تدريجيا لنفس التقسيمة الفاسدة المفسدة بين نخبة من النجوم «الفالصو» والنمور الورقية الذين يحركون الأحداث ويخرجون لك من كل القنوات، وبين شعب المتفرجين والأغلبية الصامتة وحزب الكنبة الذى أفاق من غيبوبته الأبدية لأيام ثم عاد إلى سباته العميق!.