تشعر وأنت تتابع التغطية الإعلامية لأحداث الإسكندرية وقطار المنيا وغيرها من الأحداث المؤلمة التي يمر بها بلدنا منذ سنوات بشئ يجعلك تفكر بجدية .. هل نحن نعيش بالفعل فى وطن حقيقى أم أنه قد تم احتكار الحياة فى هذا الوطن لصالح فئة واحدة من الناس هم نجوم الإعلام والفضائيات .. ويحق لك ولى أن نتساءل .. لماذا يحشرون الفنانين فى كل شئ؟ وما الذى يمكن أن تؤثر به يسرا أو عادل إمام أو أى فنان آخر فى الناس مسيحيين ومسلمين ويجعلهم يستمعون إلى ما يقولونه من كلمات جوفاء و” كليشيهات ” محفوظة يرددها الإعلام العاجز كلما حدثت لنا أى مصيبة عن الوحدة التى لا يغلبها غلاب والحب الذى يغرق شوارع مصر المحروسة ، ويختلط أحياناً بمياه الصرف الصحى ،وعن الوئام والسلام والحنان الذى يسود الحياة فى بلدنا ويجعلنا ننسى الفقر والبطالة وعدم الإحساس بالأمان والتزوير والغش والتدليس لننهمك جميعاً فى قبلة فرنسية ” من الفم” لنثبت للعالم أجمع أننا أكثر شعوب الأرض بلاهة ، وأن جلودنا أصبحت سميكة لدرجة أننا نحول أى كارثة إلى نكتة ونضحك عمال على بطال ، ،ولا نأخذ أى شئ بشكل جدى ، أو نتأثر لأى مشهد ،حتى ولو كان مشهدا لأشلاء طفل اختلطت بأشلاء أمه، بعد تعرضهما لانفجار قنبلة، وهما خارجان من دار عبادة بعد أن أديا الصلاة لرب الكل الذى لايفرق هو نفسه جل جلاله بين مسلم أو مسيحى أو يهودى أو حتى صابئ ، مادام يؤمن به وباليوم الأخر . لكن هذه المشاعر ليست ملكاً للشعب ، إنها مباحة ومستباحة فقط للباشوات الجدد من الفنانين ولاعبى كرة القدم والمذيعين والمذيعات الأرضيين منهم وأرباب الفضائيات ، و”كريمة” الحزب الحاكم ،والمسئولين والمسئولات وأولاد المسئولين وأولاد المسئولات ، هم فقط الذين من حقهم أن يفرحوا ويحزنوا ويغضبوا ويضحكوا. ويخرجون يومياً على الشاشات ليقوموا بكل الأدوار ، فهم أهل البر والتقوى والأعمال الخيرية ، وهم الذين يقيمون أفراحهم وأفراح أبنائهم فى فنادق الخمس نجوم ويغمسون ملابسهم الداخلية فى الشمبانيا ، ويقضون الصيف فى هاواى ومارينا ، وهم أيضا الذين يحجون ويعتمرون ويمسكون بالسبح ويلبسون الطواقى ” الشبيكة ” فى المناسبات الدينية .. هم أهل الدنيا والآخرة ، وهم الذين يهدى لهم المنتخب انتصاراته فى إفريقيا ، وهم الذين يقذفهم الجزائريون المتعصبون بالحجارة فى السودان .. هم أنفسهم لا يتغيرون .. متصدرون لكل المشاهد وظاهرون فى كل الصور ، هم فقط أبطال هذا الفيلم الهابط المستمر لسنوات طويلة وخانقة ونحن جميعا ً الكومبارس الصامت أو المتفرجين .. وإيه فى الدرجة الثالثة !. مواضيع ذات صلة 1. محمد رفعت: العملية نجحت والشعب مات! 2. محمد رفعت : عفوا كلية الإعلام .. نادم على دخولك 3. محمد رفعت: محاورات المصريين 4. محمد رفعت: أين شهداء الصحافة العربية؟! 5. محمد رفعت: جرب أن تفقد ذاكرتك!