أكثر ما يدمى القلب أن ترى أمامك طفلة أو طفلا صغيراً بريئاً قد أصيب بأى مرض، ولكن القلب ينزف من الحزن عندما يكون هذا المرض مرضاً لا شفاء منه.. وهذا الأسبوع كانت هناك حالات كثيرة من هذا النوع التى تدمى القلوب.. والتى نهشت مخالب المرض فى أجسادهم الصغيرة.. وقضى على طفولتهم وهذه حالة طفلة من إحدى محافظات غرب الدلتا والقريبة من الإسكندرية.. تبلغ من العمر الثانية عشرة.. تلميذة بإحدى المدارس الابتدائية متفوقة تحفظ دروسها وتفهمها وتذاكر بجد واجتهاد.. تحبها مدرستها فهى جميلة.. مطيعة.. رقيقة.. صوتها منخفض عينها تمتلئ بالشقاوة.. وتعيش طفولتها فى براءة.. لم تشعر بالمرض إلا قليلاً.. ولدت وأحيطت بالرعاية والحب فهى الابنة البكرية لأمها رزقها الله بعدها بولد واكتفت فى الحياة بهما حتى يستطيع الأب أن يوفر لهما حياة كريمة.. كانت الأم تحلم أحلاما كثيرة وتتمنى أمنيات أكثر.. كانت تنتظر الخُطّاب الذين سيأتون لها من كل حدب وصوب.. البنت كانت تشعر بذلك وتبادل أباها وأمها الحب.. كانت تقضى يوم الإجازة فى استذكار دروسها واللعب مع أبناء وبنات الجيران ومساعدة أمها بالرغم من صغر سنها.. ولكن دوام الحال من المحال.. البنت الجميلة بدأت تشعر بآلام فى يدها اليمنى.. تشكو لأمها وتجيب الأم أنها ربما سقطت عليها أو حملت شيئاً ثقيلاً.. تدهن الأم ساعدها ببعض المسكنات ويمر يوم والثانى والابنة مازالت تشكو وتحملها إلى الوحدة الصحية يخبرها الطبيب بأن الطفلة مصابة بآلام روماتيزمية بعظام يدها وصف لها بعض المسكنات.. طلب منها الراحة وعدم استخدام ذراعها بعض الوقت حتى تشفى ولكن الآلام داهمت «ولاء» وجعلتها غير قادرة على تحريك يدها بل ذراعها كله.. وظلت تبكى طوال الليل.. عادت بها الأم مرة أخرى للطبيب الذى طلب منها حملها إلى المستشفى المركزى.. وتوالت الأحداث الأليمة ليكتشف الأطباء بعد الأشعة والفحوصات والتحاليل أن الابنة مصابة بورم سرطانى بعظام الذراع الأيمن وتحتاج إلى مكان متخصص لعلاجها فتم تحويلها إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة وجاءت الأم بها وكان علاجها جلسات من الكيماو ى والإشعاعى، ثم أجريت بعد ذلك جراحة لاستئصال الورم وتثبيت عظمة الذراع الأيمن وأن عليها التردد على المعهد لمواصلة العلاج الكيماوى حتى لا ينتشر المرض فى أجزاء الجسد النحيل.. الأب يعمل خفيرا بمرتب 400 جنيه والمطالب والاحتياجات تفوق هذا المبلغ بكثير والطفلة فى حاجة إلى مصاريف أرسلت الأم تطلب المساعدة فهل من مجيب؟