الحياة قد تكون سهلة.. سعيدة.. مفروشة بالورود لدى بعض البشر.. وقد تكون قاسية.. رهيبة.. مفروشة بالأشواك لدى البعض الآخر من البشر ومع أنها مفروشة بالأشواك إلا أنهم يسيرون عليها.. فتدمى أقدامهم.. وتدمى قلوبهم، ومع ذلك يعيشون فيها.. وهذه أسرة من آلاف الأسر التى تعانى من الأشواك التى فرشت أمامهم.. ومع ذلك فالأم وبكريتها أو طفلتها الأولى تمشيان على هذه الأشواك.. دنياهما مظلمة.. قاتمة سوداء.. أسود من الليل الحالك.. الأم تنظر إلى طفلتها وتؤكد أنها مازالت طفلة.. ولكن المرض لا يفرق بين صغير وكبير فإنها إرادة الله مهما فعل الإنسان فلن يستطيع أن يهرب من إرادته ومشيئته.. الأم تنظر لطفلتها بحب وأسى وحزن.. عندما جاءت إلى الدنيا فرحت بها كثيراً فهى ستكون لها السند.. حبيبة أمها التى ستقف بجانبها وتساعدها.. لطالما جلست تنظر إليها فى مهدها وتهدهدها وتلعب معها وتحث الأيام أن تجرى بسرعة حتى تراها تمشى على قدميها وتجرى فى أرجاء البيت.. وتمر الأيام والشهور ويتحقق حلم الأم الأول وسرعان ما تحلم بها وقد مر عليها خراط البنات ليخرطها عروساً كبيرة جميلة يتهافت عليها الشباب وتجلس لتختار لها من يسعدها ويجعلها تعيش فى سعادة.. أحلام.. وأحلام.. عاشتها الأم.. ولكنها استيقظت منها فجأة.. استيقظت على واقع مرير لم يخطر على بالها أبداً.. بكاء.. وصراخ ليلاً ونهاراً بدون توقف.. الطفلة الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها السنوات الخمس لا تستطيع أن تعبر أو تشرح ما تشعر به.. حاولت الأم أن تسألها لعلها تفهم ولكن الطفلة تصرخ وتبكى ولا شىء آخر.. ظنت فى أول الأمر أن الطفلة تحاول لفت الانتباه، خاصة بعد أن حملت الأم ورزقها الله بابنة ثانية.. ولكن الطفلة يتزايد صراخها والدموع كثيرة والبكاء حار.. حملتها الأم إلى المستشفى كما نصحها الأب.. فحصها الطبيب.. وصف لها بعض الأدوية والمسكنات وطلب منها أن تعود بها مرة أخرى بعد أسبوع وأكد للأم أن الطفلة ستكون بخير وعافية، ولكن ما حدث أنها ظلت تصرخ وتبكى وتتألم بالرغم من أن الأم انتظمت فى إعطائها الدواء.. عادت بها مرة أخرى إلى الطبيب الذى وصف دواء مختلفاً. وأخبر الأم بأن هذا الدواء سيأتى بالنتيجة المرجوة ولكن لم يحدث واضطرت الأم إلى أن تذهب إلى طبيب ثان فطلب منها إجراء تحاليل كثيرة وكان رجاؤه ألا تهمل الأم فى حق ابنتها الطفلة وبالفعل ذهبت إلى معمل التحاليل وعادت بالنتيجة إلى الطبيب الذى حوّل الطفلة إلى المعهد القومى للأورام وتسأل الأم ولم تجد إجابة شافية.. ولكن الأب يقف مع الطبيب لفترة يستفسر ويسأل وعرف إجابة السؤال لماذا حولت الطفلة إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة؟.. فهى مصابة بلوكيميا حادة بالدم أو سرطان بالدم وأنها فى حاجة ماسة وسريعة لتلقى علاج إشعاعى وكيماوى.. كانت صدمة كبيرة للأم واجهتها بالوجوم والذهول جلست على الأرض فهى غير قادرة على أن تتحملها.. أخذت الطفلة فى حضنها.. فهى لا تستطيع أن تفعل لها شيئا.. سوى الدعاء بأن يرفع الله الغُمة عنها وعن الأسرة.. وبدأت رحلة العلاج منذ شهور قليلة.. رحلة علاج للمرض حتى لا ينهش جسد الطفلة ويطحن عظامها.. هذه الرحلة بدأت تصيب الأب والأم بآلام نفسية، خاصة أن مصاريفها كثيرة.. مصاريف الانتقال من قريتهم بإحدى محافظات الوجه البحرى إلى معهد الأورام بالقاهرة والإقامة لأسابيع لتلقى العلاج بخلاف مصاريف المعيشة.. نعم الأب يعمل موظفاً براتب 700 جنيه، ولكنه لا يستطيع توفير احتياجات الأسرة واحتياجات الابنة المريضة، فالأسرة مكونة من خمسة أفراد.. الأم أرسلت تطلب المساعدة من أهل وأصحاب القلوب الرحيمة.. فهل تجد؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.