«قدر الله وما شاء فعل».. نحن لا نعترض على مشيئة الله، ولكن حزننا على زهرات صغيرة يجعلنا للحظات قليلة نقف.. ونشاهد.. ولكن فى النهاية نقول الحمد لله قضاء أفضل من قضاء.. هم زهور وزهرات صغيرة رقيقة لم ترتكب إثما فى حياتها فكل عمرها لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، ولكن هذا أمر الله وهناك حكمة كبيرة لهذا الابتلاء. القلب يتمزق.. العين تبكى بدلا من الدموع دما.. فقد وصل لصفحة «مواقف إنسانية» هذا الأسبوع أكثر من خطاب تحمل أوراقاً داخلها دموع وألم.. آلام أمهات وآباء يبكون على أطفالهم الصغار المرضى.. وكان أول هذه الخطابات خطاب من أم «نور» الصغيرة الجميلة التى لم يتعد عمرها السنوات الثلاث.. «نور» هى نور العين لأمها وأبوها.. هى أول فرحة للأسرة.. وتبدأ الحكاية بزواج شاب يعمل فلاحاً أجيراً على باب الله من بنت قريته.. شعر أن حياتهما معا ستكون حياة سعيدة.. وبالفعل عاشا العام الأول فى سعادة واكتملت سعادتهما بحمل الزوجة وإنجابها لطفلة رقيقة.. أسابيع وشهور عاشها الأب والأم فى فرح وسرور بمولد الابنة الحبيبة «نور».. ولكن «قدر الله وما شاء فعل».. الطفلة ضعيفة واهنة عاجزة عن اللعب.. شاحبة الوجه.. دائما مريضة.. دائمة البكاء والصراخ.. كم من مرة ترتفع درجة حرارتها.. كم من مرة تبكى بكاء حاداً فى منتصف الليل.. وكم.. وكم.. لم تجد الأم بدا من أن تطلب من الأب حملها إلى الطبيب، ولكن يطلب منها أن تنتظر قليلا.. فالأطفال دائما يصابون بنزلات البرد، بل وهم كثيرو البكاء بدون أى سبب، ولكنها ألحت فى الطلب، فهى تؤكد له أن الطفلة مصابة بشىء ما فها هى ذى شاحبة عاجزة عن اللعب مع أمها كالأطفال، حاول الأب توفير أى مبلغ للذهاب للطبيب، فهو يعلم كم سيكلفه هذا المشوار، ولكن «الأمر لله» ذهبت الأم بالطفلة إلى الطبيب وصف لها الدواء، ولكنها عادت بعد أيام تشكو له أن «نور» كما هى.. بل هى تتأوه وتآن بصفة دائمة.. طلب منها إجراء تحاليل وكان ذلك بداية المأساة، فقد أظهرت التحاليل إصابة الصغيرة بخلايا سرطانية وطلب الطبيب مرة أخرى إجراء أشعة على البطن والكلى وكانت المفاجأة أن الطفلة مصابة بورم سرطانى بالغدد فوق الكلى وأخبرهم الطبيب أن علاجها لن يكون إلا بالمعهد القومى للأورام، حيث الإمكانيات العالية، وتم تحويلها إلى المعهد.. حملت الأم طفلتها وحبيبتها وجاءت من قريتها بإحدى محافظات شمال الدلتا إلى القاهرة وعرضت «نور» على الأطباء بالمعهد والذين أكدوا أن الطفلة فى حاجة إلى علاج كيماوى وإشعاعى لمحاصرة المرض والعمل على عدم انتشاره فى أى جزء من أجزاء الجسد النحيل وكان على الأم أن تحمل طفلتها أسبوعيا لتلقى العلاج.. كل دخل الأسرة لا يتعدى 350 جنيها ولا يستطيع الأب توفير متطلبات واحتياجات الطفلة المريضة.. الأم تطلب المساعدة، فهل تجد من يعينها؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية. آخر العنقود أما الحالة الثانية فهى حالة الطفل «عبد الرحمن» الذى يبلغ من العمر الخامسة وهو آخر العنقود لأسرته له ثلاثة أخوة وأمه ربة منزل وأبيه رجل أرزقى على باب الله يبحث عن لقمة العيش بشق الأنفس.. يخرج فى الصباح للعمل ليعود فى المساء بجنيهات قليلة تحاول بها الأم أن تكفى الاحتياجات الأساسية والضرورية للأسرة.. لم يكن الأب يفكر أبداً فى أكثر من توفير لقمة العيش.. لم يخطر بباله أنه سيفكر فى يوم من الأيام فى توفير بعض الجنيهات، بل كثير منها لعلاج أى فرد من أفراد أسرته الصغيرة، ولكن ما حدث أصبح أحد المصاعب والهموم التى تواجهه.. الابن الصغير «عبد الرحمن» أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة.. سعال شديد.. مرض وتألم ولم تختلف حكايته عن حكاية الطفلة «نور».. فقد اكتشف الأطباء أنه مصاب بورم سرطانى بالصدر وأنه فى حاجة لإجراء جراحة استكشافية للورم، حيث يتم تحليله والبت فى أمر إجراء جراحة لاستئصاله من عدمه وحجز الطفل بالمعهد القومى للأورام مع أمه التى كانت ترافقه، تركت قريتها وأطفالها الثلاثة الآخرين وعاشت شهوراً مع عبد الرحمن الذى أجريت له جراحة لاستئصال الورم، ثم تلتها جلسات علاج كيماوى وإشعاعى للقضاء على المرض اللعين الذى نهش صدر الطفل.. وكان الطفل فى حاجة إلى مصاريف واحتياجات كثيرة.. وأسقط فى يد الأب والأم.. فمن أين لهما النقود التى توفر هذه الاحتياجات.. كل دخل الأب يتم صرفه بالكامل على متطلبات الأسرة المكونة من ستة أفراد.. وهذا الدخل أيضاً لا يكفى وقد تضطر الأم إلى مد يدها والاستدانة لتغطية النفقات وبمرض الطفل أصبحت الأسرة فى حاجة دائمة.. وقد أرسلت الأم تطلب المساعدة من صفحة مواقف إنسانية ونحن بدورنا نناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة المساعدة من يرد يتصل بنا.