المرض.. الفقر.. لعنهما الله عندما يجتمعان ليفتكا بكثير من الأسر.. أسر كثيرة لا تجد قوت يومها إلا بشق الأنفس ويزيد على ذلك إصابتها بالمرض الذى ينهش لحمها ويفتت عظامها وبالرغم من معاناتهم إلا أنهم حامدون الله.. شاكرون له.. وسبحان الله فله فى خلقه شئون.. وما دام هؤلاء صابرين على المحنة فمن المؤكد أن الله لن يتركهم ولكن سيقف بجوارهم ويرفع عنهم الفقر والمرض فى الدنيا أو سيكون أجرهم الجنة فى الآخرة. ومن الأسر التى ابتلاها الله بالمرض والفقر كانت أسرة صغيرة فقيرة يعانى أحد أفرادها من المرض العضال.. مرض السرطان اللعين.. كاد قلبى يتمزق عندما قرأت رسالة الأب المسكين فالمريض فى هذه الأسرة ابنها البكرى الذى لم يتعد عمره الآن السادسة.. بدأت رحلته مع المرض وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره.. زهرة يانعة.. عود أخضر يحتاج إلى رعاية.. إلى حب ليصبح عودا صلباً قوياً يواجه رياح الحياة العاتية.. كانت فرحة أبيه شديدة عندما بشر به فهم أسرة تنتمى لإحدى قرى شمال الدلتا والتى تعتبر الولد هو السند والمعين والظهر الذى يسند والده وأسرته فهو حامل اسم العائلة.. وهو العزوة.. وهو عكاز أبيه أيام الشيخوخة القادمة.. كانت أحلام الأب كبيرة للابن.. وأمانى الأم تفوق الحد.. الحكاية بدأت منذ ثلاث سنوات عندما كان الطفل «شريف» يحبو ويتعلم المشى.. أصيب الطفل بشىء ما لم تعلمه الأم.. كل ما تتذكره أنه كان دائم الصراخ.. يبكى يتألم.. يتلوى بين يديها.. وهى تحاول أن تهدهده توفر له ما يريد بقدر إمكانها، ولكنه يصرخ فهناك ما يؤلمه ألما يفوق طاقته كطفل صغير.. وهى لا تدرك حتى رأت بعينيها أثراً لدماء فى البول.. أصيبت بحالة من الفزع والخوف أخبرت الأب وطلبت منه اصطحاب الطفل إلى الطبيب.. دس يده فى جيبه وأخرجها خاوية راتبه الذى لا يتعدى 150 جنيها لا يتبقى منه جنيه واحد بعد مرور الأسبوع الأول من الشهر، ولكنه وعدها بأن يتصرف.. استدان من صديق له حمل طفله إلى الطبيب الذى طلب بعض التحاليل وعندما عاد الأب بالنتائج التى لم تف بالغرض كاملاً.. طلب سرعة إجراء أشعة على المسالك البولية.. وما أن شاهدها الطبيب حتى أخبر الأب أن الطفل يحتاج إلى عرضه على طبيب متخصص فالطفل مصاب بمرض خطير.. كاد الأب يفقد صوابه.. أكد الطبيب على أهمية عرض الطفل وعلاجه بأقصى سرعة.. ولم يجد الأب أمامه سوى أن يأخذ بنصيحة الطبيب.. حمل طفله وجاء من قريته إلى القاهرة.. كل ذلك والطفل لم يكف عن الصراخ من الألم ويتلوى بين يديه وفى عيادة الطبيب واجهه بالحقيقة المُرة.. «فشريف» مصاب بورم سرطانى بالمثانة والحوض.. لم تحتمل الأم الصدمة فسقطت من طولها مصابة بإغماءة، ولكن هذه إرادة الله ولا راد لها.. بكت كيف سيتم علاجه ومن أين للأب بمصاريف العلاج؟! قام الطبيب بتحويل الطفل إلى المعهد القومى للأورام.. الأب حصل على إجازة من عمله ليصطحب طفله أسبوعياً إلى القاهرة لتلقى العلاج والمتابعة لشهور طويلة، ولكن الورم يحتاج إلى جراحة لاستئصاله وبالفعل دخل «شريف» إلى غرفة العمليات، وتم إجراء الجراحة واستئصال الورم، ولكنه للأسف فقد القدرة على التحكم فى عمليتى الإخراج مما سبب عبئاً نفسياً ماديا عليه وعلى أبيه وأمه فهو يحتاج إلى استخدام حفاضات بصفة مستمرة، ومصاريف انتقال من القرية إلى القاهرة لتلقى العلاج الكيماوى والإشعاعى لإيقاف زحف المرض على عوده الأخضر.. الأب لا يجد قوت اليوم لأسرته وخاصة طفله المريض.. أرسل خطاباً يطلب المساعدة فهل يجد؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.