شهدت أروقة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك نشاطاً عربياً متواضعاً يدور فى مجمله حول ثلاث قضايا جوهرية – وقف إطلاق النار فى سوريا والبحث عن حلول عاجلة لإنهاء أزمة باتت تهدد المنطقة بحروب مفتوحة عربية وإقليمة وربما تدخلات خارجية كما تحظى القضية الفلسطينية بمحاولات لإعطائها مركزاً قانونياً يحولها من أراض متنازع عليها إلى أرض محتلة والقضية الثالثة وقف خطر قادم يمس الأديان بعد تكرار محاولات الإساءة للإسلام. ولأول مرة فى تاريخ الأممالمتحدة يشارك الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى فى اجتماع لمجلس الأمن للحديث عن القضايا العربية وإمكانية التعاون بين المجلس والجامعة العربية. وبعيداً عن الخطابات والمواقف المعلنة وضع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى الأممالمتحدة أمام مسئولياتها فى حفظ الأمن والسلم كما حرص على التنسيق مع وزراء الخارجية والقادة العرب من أجل وحدة الموقف العربى فى معالجة الأزمات التى تمر بها المنطقة حيث ناقش مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن)، مسألة عضوية فلسطينبالأممالمتحدة، والموقف العربى الداعم لهذا التوجه والذى عبر عنه أكثر من قرار خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب ولأول مرة تطلب الولاياتالمتحدةالأمريكية تأسيس إطار للتعاون والحوار مع الجامعة العربية وقد وقع الدكتور العربى مذكرة تفاهم بين الجامعة العربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بناءً على طلب الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى تهدف إلى استمرار الحوار وتبادل المشاورات حول الأوضاع العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. كما تحدث العربى فى جلسة مجلس الأمن على المستوى الوزارى وأكد على سبل التعاون بين الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وأهمية تكامل دورهما لإرساء السلم والأمن الدوليين. فيما دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، أحد المؤيدين الرئيسيين للمعارضة السورية، إلى تدخل عسكرى عربى فى سوريا لوقف النزاع هناك. وقال الشيخ حمد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «من الأفضل للدول العربية نفسها أن تتدخل انطلاقا من واجباتها الإنسانية والسياسية والعسكرية، وأن تفعل ما هو ضرورى لوقف سفك الدماء، ودعت قطر القوى العالمية إلى إعداد «خطة بديلة»، بشأن سوريا فى غضون أسابيع وفرض منطقة حظر جوى لتوفير ملاذ أمن داخل البلاد، إذا فشل المبعوث الدولى بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمى فى إحراز تقدم فى الأزمة. ويقول نشطاء إن 27 ألف شخص قتلوا فى الانتفاضة السورية التى بدأت قبل 18 شهرا باحتجاجات سلمية تطالب بالإصلاح لكنها تحولت إلى تمرد مسلح ذى أبعاد طائفية قد تجر إلى الصراع قوى إقليمية. أوضح الأخضر الإبراهيمى أن الوضع فى سوريا «سيىء للغاية ويزداد سوءا» ويمثل خطرا على الشرق الأوسط والأمن العالمى. وأضاف أن لديه «بضع أفكار» وليس خطة كاملة لإنهاء الصراع لكنه يتمنى انفراجا يتيح وضع حد للعنف «فى المستقبل القريب». هذا الموقف الخطير أربك اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى تحديد الأولويات واتخاذ القرارات الداعمة للحل ولكن متوقع أن تنتهى الاجتماعات دون إيجاد حل سوى المواقف المعلنة من الجميع وهى نفسها التى يراهن عليها نظام الأسد فى كسب الوقت ومحاولات لوأد حرية وحياة الشعب السورى ولكن الجميع يراهن على وجود حل من الداخل. وفى الشأن الفلسطينى بدأت إسرائيل تطرح الانسحاب الأحادى من الضفة الغربية كما حدث ذلك فى غزة – لكن هذا الطرح ربما يحرك الجمود الذى تعانى منه القضية الفلسطينية ويبدو أنه لا – حل لأية مشكلة فى ظل استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لإجراء الانتخابات الرئاسية بعد أسابيع.