يا بلدى.. يا أم الحضارة يا مصر الأصالة، ياما مّر عليكى أجناس من شتى بقاع الأرض بثقافتهم ولغتهم، ولكنك لم تتأثرى بهم.. بل أثرتى فيهم بتقاليدك وعاداتك وكرمك وجودك، فالمصرى له طابع مميز فى كل أرجاء المعمورة، معروف بشهامته وأصالته وعزيمته، اللى تحرك الجبال وتصنع المُحال ابن مصر المحروسة. لكن اللى بيحصل دلوقتى بعيد كل البعد عن ابن مصر، لأن ده مش المصرى ولا دى شخصيته.. البعض يقول: دى نتاج سنوات القهر والظلم، والآخر يقول: دى ذى اللى طلع من القمقم، ولكن هناك من يقول إن هناك من يتربص بمصر وبالمصريين وبثورتهم ويسعون جاهدين لخلق حالة من العشوائية والفوضى وعدم الاستقرار اللى ييظهر الآن فى قطع الطريق ويندسوا وسط العمال ويحركهم ويشعللهم حتى تحترق بلدنا، لأننا طوال تاريخنا لم نر مصرياً يخّرب بلده ويقطع طريق ويكسر كوبرى ويعطل قطارات . أكثر حاجة كان بيعملها العمال يهتفوا ضد الظلم والاستبداد ويطالبوا بحقهم، لكن لا يكسروا ولا يقطعوا طريق ولا يخربوا ولا يعطلوا الإنتاج، لأنهم يعلمون تماما فإن الإنتاج سيعود عليهم بالخير واليمن والبركات ولأولادهم. أما ما يحدث الآن فإننى أميل إلى الرأى الذى يقول إن هناك من يتربص بنا ويسعى لخلق حالة من العشوائية وعدم الاستقرار حتى لا يتمكن بلدنا من النهوض، وأن تظل مصر أسيرة لأزماتنا الداخلية ومشاكلنا الحالية بين الدستور والقانون. لذلك أطالب كل مسئول أن يسعى جاهدا بقطع هذه الأيادى الخفية التى تحاول أن تعبث بأمن واستقرار هذا الوطن، وهذا لن يأتى إلا بتفعيل القانون، لأنه الوسيلة الوحيدة لقطع الطريق على كل من يتحرك، وكأن هذا البلد لا تحكمه قوانين، كما أطالب الحكومة بألا تخاف من اتخاذ القرارات وأن تكون يدها قوية وليست مرتعشة، كما أنها يجب أن تساهم فى بحل هذه الأزمات المتكررة والمتصاعدة بلغة الحوار والتفاوض، لأن الحوار بقلب مستنير محب بلده يختلف عن الحوار من أجل التنظير والتهليل والاستقواء والاستعراض، لأن مصر تحتاج إلى قلوب بتحبها وليس إلى منظرين مستعرضين. فالحوار الهادئ البناء هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، بالوصول إلى صيغة توافقية لكافة الأطراف وليس الهروب منها، فبدون الحوار سيستمر مسلسل الفوضى لإخراج مصر عن دورها الريادى فى المنطقة. وأننى على يقين من أن مصر وشعبها بإذن الله سيثبت للعالم أجمع أنه شعب الحضارة وأنه قادر على تخطى أصعب الأزمات وستبقى مصر باقية بقاء الأهرامات لتتحدث عن نفسها بسواعد أبنائها وستبقى محروسة بكل أبنائها المحبين المخلصين.. وسلمت يا بلادى من كل العدا.. [email protected]