متلازمة الساقين

هناك اضطرابات تحدث خلال النوم، تؤثر على جودة النوم وتزعج المصاب بها.. من هذه الاضطرابات ما يصيب الأطراف السفلية وفى حالات نادرة ما يصيب الأطراف العلوية، وتحدث خلالها أحاسيس غريبة تمنع المصاب بها من النوم، أو تحدث حركات أثناء النوم تؤثر على استمرارية النوم وتسبب تقطعه مما يؤثر على نشاط المصاب أثناء النهار.
لا يجد الكثير من المصابين بهذه الاضطرابات التشخيص الصحيح ومن ثم العلاج المناسب فى أكثر الأحوال بالرغم من توفر العلاج الفعال وذلك بسبب أن الكثير من الممارسين فى القطاع الصحى ليس لديهم خلفية جيدة عن هذه الاضطرابات، لذلك أردنا أن نتحدث عن متلازمة الساقين غير المستقرتين كاضطراب شائع نسبياً وأن نركز على وجود علاج فعال له.
وهناك اضطرابان أساسيان هما حركة الأطراف الدورية ومتلازمة الساقين غير المستقرتين.
ومتلازمة الساقين هى أحد اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة فى الساقين، يمكن أن تحدث فى أى وقت من النوم ولكنها عادة تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة فى تحريك الرجلين أو المشى، ونتيجة لذلك يجد المصاب بها صعوبة فى النوم ومن ثم الأرق.
نوعية الإحساس/U/
ويصف المرضى أحاسيسهم بأوصاف مختلفة منها:
*الشعور بأشياء تزحف على الأرجل
*الشعور بالتنميل وأحياناً الفتور فى الأرجل.
*أحاسيس مبهمة فىالساقين وصعبة الوصف.
*الرغبة الدائمة والشديدة فى تحريك الساقين وقت النوم وأحب أن أوضح أن التنميل وفتور الأطراف الناتج عن انقطاع الدم بسبب النوم فى أوضاع خاصة لا يمت بصلة إلى هذه المتلازمة ولا يمثلها.
يصف المصابون بهذا الاضطراب، أن الشىء الوحيد الذى يريحهم هو تحريك الساقين والقدمين أو النهوض والمشى وللأسف فإن هذا يؤدى إلى حدوث الأرق وعدم القدرة على النوم، ولهذا السبب يعانى هؤلاء المرضى من التعب والاجهاد الدائمين وفى بعض الاحيان تحدث زيادة النعاس، وعدم القدرة علىالتركيز خلال النهار بسبب عدم حصولهم على قدر كاف من النوم كماً وكيفاً خلال فترة الليل.
حركة الأطراف/U/
وهى أحد اضطرابات النوم التى تتميز بنوبات متكررة من حركات الأطراف (عادة الأطراف السفلية) خلال النوم، ينتج عنها عدم استقرار النوم وجعله نوماً خفيفاً الأمر الذى يمنع المصاب من الوصول إلى مراحل النوم العميق المهمة لراحة الجسم.
وهناك علاقة بين اضطراب حركة الأطراف الدورية، ومتلازمة الساقين غير المستقرتين، حيث إن الكثير من المرضى يكونون مصابين بكلا الاضطرابين.
وعادة ما تحدث الحركة فى أصبع القدم الكبير فى نفس الوقت الذى يكون فيه الكاحل والركبة والورك فى حالة انثناء بسيطة، ويحدث انقباض فى العضلات بصورة متكررة كل 20-40 ثانية، وتستمر كل انقباضة لمدة من نصف إلى خمس ثوانى، وتكون الحركة بسيطة ولا تستطيع العين غير الخبيرة اكتشافها أو ملاحظتها، ولكن برغم بساطتها فإنها كفيلة بأن تجعل النوم غير مستقر ومتقطع.
الأطراف السفلى/U/
حيث ثبت فى إحدى الدراسات الطبية أن هذا الاضطراب تسبب فى حدوث 17% من حالات الأرق.
ووجد أيضاً خلال الدراسة الطبية السابقة أن هذا الاضطراب تسبب فى حدوث 11% من حالات زيادة النعاس فى النهار.
السبب غير معروف بالتحديد، ولكن هناك علاقة بين هذا الاضطراب (حركة الأطراف الدورية) ومتلازمة حركة الساقين غير المستقرتين، كما اتضح أن نسبة الإصابة بكلا الاضطرابين تزداد عند كبار السن.
وتجرى للمرضى المصابين بهذا الإضطراب «دراسة النوم» لتأكيد التشخيص أو نفيه، حيث إن الأعراض لا تكفى للتشخيص كما أن «تخطيط النوم» مهم لتحديد مدى تأثير الحركات على استقرار النوم، وبعد التأكد من التشخيص يتم صرف العلاج فى شكل أقراص، وهناك أكثر من نوع يعطى حسب حاجة كل مريض وتكون الاستجابة جيدة عند معظم المرضى المصابين.
مسببات المتلازمة/U/
تشكل الوراثة 30% من حالات الإصابة، أما عن بقية الحالات فإن السبب غير معروف بالتحديد، ولكن هذه المتلازمة تحدث بصورة أكبر عند فئة معينة من الأشخاص المصابين بأحد الأمراض الآتية:
*فقر الدم الناتج من نقص الحديد.
*ضيق وتصلب شرايين الأطراف السفلية
*مرض السكر.
*الفشل الكلوى.
*إدمان الكحوليات.
*ترتفع نسبة الإصابة أثناء الحمل.
العجز الجنسى/U/
يمثل العجز الجنسى هاجساً يؤرق أذهان بعض الرجال ليلاً ونهاراً، فهم يبحثون طيلة الوقت عن سبب يفسر لهم سر هذا العجز الذى يعانون منه، الأمر الذى يهدد حياتهم بالفشل كما يؤثر أيضاً على حالتهم الصحية.
وقد توصلت نتائج أحدث الدراسات العلمية إلى أن العجز الجنسى لدى الرجال كبار السن يعود إلى حد كبير إلى الإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين متمثلة فى حركة لا إرادية فى الساقين.
وأشارت الدراسة التى أعدها علماء الطب فى جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن هذه العلاقة تزداد مع زيادة أعراض حركة الساقين غير الإرادية .
وكشف العلماء عن أن العجز الجنسى يزداد بواقع 16% لدى الرجال الذين يعانون من حركة الساقين اللاإرادية ما بين (5-14) مرة فى الشهر، فى حين وصل العجز الجنسى إلى 76% مع تكرار حركة الساقين غير إلارادية أكثر من 15 مرة شهرياً.
وأوضحت نتائج الدراسة أنه من المحتمل أن يكون لدى مرض متلازمة الساقين غير المستقرتين والعجز الجنسى آليات مشتركة، حيث اكتشف العلماء العلاقة فى دراسة أجريت على 23119 رجلاً تتراوح أعمارهم ما بين 56-91 عاماً.
ماذا يعنى الضعف؟/U/
هو عدم القدرة على بدء أو مواصلة عملية انتصاب القضيب بالقوة التى تكفى لإتمام الاتصال الجنسى، وتعتبر عملية الانتصاب عملية فسيولوجية معقدة حيث إنها تعتمد على عدة أجهزة مجتمعة وهى:
*الجهاز العصبى (المركزى والطرفى)
*الجهاز الدورى (الشرايين والأوردة)
الغدد الصماء التى تفرز هرمون الذكورة (التيستوستيرون) وتعتمد عملية الانتصاب على إفراز مجموعة من الموصلات العصبية التى تنتج من تنبيه الجهاز العصبى المركزى أو الطرفى أثناء الإثارة الجنسية، وهذه الموصلات العصبية تؤدى إلى اتساع شرايين القضيب وتمدد الجسمى الكهفى به مما يؤدى إلى إغلاق أوردة القضيب، وبالتالى زيادة كمية الدم فى الجسمين الكهفيين به، ومن ثم حدوث حالة الانتصاب، ويصحب ذلك انقباض بعض العضلات اللاإرادية فى منطقة الحوض مما يسهم فى زيادة قوة الانتصاب.
الأسباب/U/
كان يعتقد فىالماضى أن حوالى 90% من حالات العجز الجنسى تنتج من أسباب نفسية، وأن 10% تنتج من أسباب عضوية، إلا أنه فى السنوات القليلة الماضية ونتيجة التقدم الهائل الذى طرأ على الاختبارات وطرق التشخيص حيث ثبت أن حوالى 50% من حالات الضعف الجنسى فقط ترجع إلى أسباب نفسية بينما تنتج ال 50% الباقية من أسباب عضوية.
(1) النفسية
تعتبر الأٍسباب النفسية للعجز الجنسى هى الأسباب الرئيسية بين الشباب، ومن أهم الأسباب النفسية للضعف الجنسى القلق والاكتئاب والخوف.. كذلك يعتبر الجهل بالمسائل الجنسية، والاعتقادات الخاطئة من أهم الأسباب وخاصة فى المجتمعات الشرقية، ولاسيما بين الطبقات التى لا تحظى بقدر واف من التعليم والثقافة.
وقد ينتج الضعف الجنسى أيضاً من عيوب أو أخطاء فى التربية أو لاختلال العلاقة بين الوالدين أو نتيجة لخبرة جنسية سيئة أو كنتيجة للشذوذ الجنسى.
وأخيراً قد ينتج هذا النوع من الضعف الجنسى من وجود خلافات زوجية أو نتيجة عدم التواصل بين الزوجين أو الإحساس بالكراهية من جانب أحد الزوجين للطرف الآخر.
(2) العضوية
وهى أسباب خاصة بالجهاز الدورى (الشرايين والأوردة) وهذه تشمل أسباباً خاصة بالشرايين أو الأوردة المغذية للقضيب أو كلاهما وهى:
*تصلب الشرايين.
*ارتفاع ضغط الدم.
*التدخين.
*زيادة نسبة الدهون والكوليستيرول بالدم.
*مرض البول السكرى.
*عيوب خلقية بالشرايين والأوردة الخاصة بالقضيب.
*إصابات القضيب والحوض وكذلك التعرض للأشعة.
(3) العصبية
*مرض البول السكرى: الذى يؤثر أيضاً على الأعصاب الطرفية بالإضافة إلى تأثيره على الجهاز الدورى.
*بعض أمراض الجهاز العصبى المركزى: مثل الشلل الرعاش والأورام والصرع.
*إصابات العمود الفقرى
*بعض العمليات الجراحية: مثل استئصال البروستاتا أو المستقيم أو المثانة البولية.
*اضطرابات الغدد الصماء: مثل نقص هرمون الذكورة (التيستوستيرون) وكذلك ارتفاع نسبة هرمون الغدة النخامية (البرولاكتين).
(4) الدوائية
مثل استعمال بعض أنواع المهدئات ومضادات الاكتئاب وكذلك بعض الأدوية المستعملة فى علاج ارتفاع ضغط الدم.
استعمال المخدرات والافراط فى الكحوليات كتعاطى الحشيش والأفيون والهروين والكوكايين.
(5) الميكانيكية
-تليف القضيب
-الصغر الزائد فى حجم القضيب
-السمنة المفرطة
حركة الساقين اللاإرادية/U/
إن هذا النوع من اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم يصيب ما بين 5-15% من الأفراد حسب إحصائيات مختلفة.
كما تبين أن عشرة من بين مائة شخص تقريباً يعانون من هذه المشكلة فى فترة ما من حياتهم، وترتفع نسبة الإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين لدى النساء أكبر من الرجال ويعتبر الحمل أحد العوامل المرتبطة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين حيث يعانى منها نحو 30% من النساء أثناء فترة الحمل.
وبالرغم من عدم وجود سبب علمى واضح، فإنه من الملاحظ علمياً ارتباط تململ الساقين (متلازمة الساقين غير المستقرتين) بنقص الحديد المسبب لفقر الدم (الأنيميا) وتقدم العمر، والإصابة بمرض السكر، وقصور وظائف الكلى، وأمراض الروماتيزم والمفاصل، إضافة لبعض أمراض المخ والأعصاب كمرض باركنسون (الشلل الرعاش).
وتساعد بعض السلوكيات الصحية والغذائية كالتدخين وتناول المنبهات (الكافيين) وقلة النشاط الحركى على تفاقم أعراض المتلازمة.
وجدير بالذكر .. أنه من الضرورى التنبية إلى أن أعراض متلازمة الساقين قد تظهر بشكل ثانوى فقط تبعاً لمرض انقطاع التنفس أثناء النوم، وتختفى بمجرد تشخيص وعلاج المرض الأساسى.
**التشخيص والعلاج
يتم التشخيص بالعرض على طبيب الأعصاب أو طبيب اضطرابات النوم، وأخذ التاريخ المرضى بدقة، واللجوء فى بعض الحالات إلى عمل دراسة للنوم لتسجيل حركة الساقين وتشخيص انقطاع التنفس أثناء النوم الذى يرتبط بهذه الحالة كما تقدم.
ومن وسائل العلاج الحرص على إجراء تمرينات خفيفة لعضلة الساقين بشكل يومى أو اللجوء إلى العلاج الطبيعى، وتجنب الحرمان من النوم وعدم تناول الكافيين والمشروبات الكحولية، وتجنب الادوية التى تستفز ظهور اعراض الحالة كالأدوية التى تستخدم فى علاج الاكتئاب.
كما أنه من الضرورى علاج فقر الدم فى حالة وجوده وذلك بتناول مركبات الحديد.
كما أنه من الضرورى أيضاً علاج انقطاع التنفس أثناء النوم للتخفيف من حدوث اضطراب الساقين.
إلا أنه فى كثير من الحالات، يتم اللجوء إلى استخدام أدوية الأعصاب الطرفية كدواء «براميبكسول»، وغيرها من علاجات مرض الشلل الرعاش، إضافة إلى بعض الأدوية المهدئة ومضادات الألم كدواء «هايدروكودون» أو مضادات الصرع كدواء «جابا بينتين» مع العلم بأنه يجب متابعة تأثير هذه الأدوية بصورة دقيقة ودورية من الطبيب المختص.
ويجب التنويه إلى أن متلازمة الساقين غير المستقرتين من المشكلات المزمنة والمزعجة لكن شدتها تخف فى بعض الأحياء دون علاج محدد، قبل أن تعود من جديد مما يؤدى إلى تجاهلها من قبل كثير من المرضى والأطباء على حد سواء.
وسائل طبيعية /U/
تتساءل معظم النساء عن طريقة أو وسيلة لعلاج متلازمة الساقين غير المستقرتين حيث إنهن أكثر عرضة للإصابة بها كما سبق ذكره وايضاً يتساءلن عن علاج للإحساس بالحرقة الذى تجتاح الساقين فتجعل الحركة غير مستقرة فيهما، وهو ما يتسبب فى حدوث اضطرابات فى نوم الملايين من الناس وفيما يلى بعض التوصيات لعلاج تلك الحالة:
**طبيب الأعصاب
تعد متلازمة الساقين غير المستقرتين من الاضطرابات الوراثية، وأيضاً يكثر حدوثها فى حالات الحمل والإصابة بمرض السكر أو داء الشلل الرعاش.
وقبل وصف العلاج يقوم طبيب الأعصاب بدراسة الحالة وبعد معرفة السبب المحتمل وراء حدوث الحالة ويعالج بعدها بإعطاء مركبات الحديد مثلاً فى حالة إذا كان السبب نقص الحديد فى حالات فقر الدم.
من الأدوية المستخدمة فى علاج الحالة عقار الدويامين الذى ثبتت فعاليته فى معظم الحالات ومازالت الأبحاث قائمة لمعرفة تأثير الدويامين على آليات الدماغ.
**أخصائى مشكلات النوم
يوضح أخصائى مشكلات النوم أن الخمول وعدم الحركة ترسب ظهور أعراض متلازمة الساقين ولذلك فإن الحفاظ على النشاط البدنى والذهنى يساعد على التشخيص من الحالة المرضية، فالمشى على سبيل المثال يساعد فى التخلص من الحالة فوراً وأيضاً النشاط الذهنى كحل الكلمات المتقاطعة وألعاب الفيديو تشارك فى التخلص من الأعراض المرضية.
أما فى حالة الجلوس لفترات طويلة فقد نصح اخصائى مشكلات النوم باستخدام وسادة صغيرة ذات جزأين (حجرتين) ودفعهما بالقدمين لتحريك عضلات الساقين دون الاضطرار إلى الوقوف.
كما ينصح باستخدام الدويامين والادوية المضادة للتشنجات والأقراص المنومة لعلاج متلازمة الساقين وتجنب الكافيين والكحول والتبغ فجميعها يثير ترسب الحالة المرضية.
**العلاج الطبيعى
يحسن العلاج الطبيعى كفاءة الدورة الدموية التى تؤدى بدورها إلى تحسن حالة متلازمة الساقين كما أن هناك مادة السيركوكابس التى هى خليط من الأعشاب كالجنزبيل والفلفل الحار وفيتامين (إى) مع مادة إكليل الجبل، وهذه الخلطة هى مواد طبيعية قادرة على تنشيط الدورة الدموية وخاصة لدى المرضى الذين لا يتناولون مواد وعقاقير تساعد على سيولة الدم.
وأيضاً نوجه نصيحة قبل ان تتوجه إلى فراشك بتغطيس القدمين فى ماء دافئ لمدة عشر دقائق فهذا يحسن أيضاً من كفاءة الدورة الدموية.
وننصح المرأة التى تعانى من متلازمة الساقين بغمس زوجين من الجوارب القطنية بالماء البارد ثم عصرهما ثم ترتديهما وتغطى الجوارب القطنية بزوج من الجوارب الصوفية ثم الرقدة فى الفراش فسوف يؤدى ذلك إلى مضاعفة نشاط الدورة الدموية وتحسين التنفس وتعزيز الاسترخاء.
ويعد الكالسيوم من الاملاح الضرورية للعملية الكيمياء- بيولوجية الخاصة بحركات العضلات فيساعد على تمدد العضلات وتقلصها بسهولة ولذلك ينصح بتناول 1جم من الكالسيوم يومياً.