فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    السبت 15 نوفمبر 2025.. أسعار الذهب تتراجع 35 جنيها وعيار 21 يسجل 5475 جينها    عاجل- الجيش السوداني يوسع عملياته في كردفان ويستعيد مواقع استراتيجية تمهيدًا للتقدم نحو دارفور    حماس: أهالي غزة يتعرضون للإبادة رغم إعلان توقف الحرب    مباحثات مصرية فلسطينية تتناول مشروع القرار بمجلس الأمن بشأن الترتيبات الأمنية بغزة    نتائج قرعة دور ال32 من كأس مصر    إنجاز مصري بالرياض.. المنتخب المصري يتألق وعمر هشام يشيد بنجوم الجولف    البث المباشر لمباراة إسبانيا وجورجيا اليوم في تصفيات كأس العالم 2026    ليفربول يجهز عرضًا بقيمة 170 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع خليفة صلاح    ضبط عاطل بالشرقية يدير صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبيع أسلحة بيضاء    تراجع في سقوط الأمطار مع استمرار تأثير نوة المكنسة على الإسكندرية    جهود قطاع الأمن العام خلال 24 ساعة    "الداخلية" تكشف حقيقة الادعاء بالتعنت تجاه بعض التابعين لأحد المرشحين بالانتخابات    حسين فهمي يفتتح سوق القاهرة السينمائي بمشاركة 20 جهة عربية ودولية    مواجهات حاسمة في جدول مباريات اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    تأييد الحكم بحبس سائق التريلا المتسبب في مصرع بنات كفر السنابسة بالمنوفية 15 عامًا    التخطيط والتعاون الدولي تقدّم الدعم لإتمام انتخابات مجلس إدارة نادي هليوبوليس الرياضي    الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: إطلاق مدونة سلوك قريبا.. وسنضطر آسفين للتعامل وفق حجم الخطأ حال عدم الالتزام    كيف سبق المصري القديم العالم بالتكنولوجيا؟.. خبير يوضح    «حكايات من الصين المتطورة: لقاء مع جوان هو» في أيام القاهرة لصناعة السينما| اليوم    أسعار الفراخ في البورصة اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    على رأسهم معلول.. استبعاد 8 من تونس لمواجهة البرازيل بسبب فشل استخراج التاشيرة    بعد 100 يوم من حكم الإعدام.. سفاح المعمورة يحلم بالبراءة    «الزراعة»: إصدار 429 ترخيص تشغيل لمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني    آخر تطورات أسعار الفضة صباح اليوم السبت    «الطفولة والأمومة» يتدخل لإنقاذ طفلة من الاستغلال في التسول بالإسماعيلية    عمرو سعد يكشف تطورات الحالة الصحية لشقيقه أحمد بعد حادث العين السخنة    لو مريض سكر.. كيف تنظم مواعيد دواءك ووجباتك؟    في ذكرى وفاته| محمود عبدالعزيز.. ملك الجواسيس    أمريكي يعتدي على شباب مسلمين أثناء الصلاة في ولاية تكساس.. فيديو    تحاليل اختبار الجلوكوز.. ما هو معدل السكر الطبيعي في الدم؟    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    كولومبيا تعلن شراء 17 مقاتلة سويدية لتعزيز قدرتها الدفاعية    مدفعية الاحتلال تقصف شرق مدينة غزة ومسيرة تطلق نيرانها شمال القطاع    الصحة العالمية: «الأرض في العناية المركزة».. وخبير يحذر من التزامن مع اجتماعات كوب 30    وزير الإنتاج الحربي: حياة كريمة تجربة تنموية مصرية رائدة تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية    مؤتمر السكان والتنمية.. وزير الصحة يبحث مع البنك الأوروبي تعزيز الاستثمارات وتطوير المنشآت الصحية    الأهلي يستأنف تدريباته اليوم استعدادًا لشبيبة القبائل بدوري الأبطال    جامعة القناة تقدم ندوة حول التوازن النفسي ومهارات التكيف مع المتغيرات بمدرسة الزهور الثانوية    الصين تحذّر رعاياها من السفر إلى اليابان وسط توتر بشأن تايوان    الري: الاعتماد على البصمة المائية لتحديد المحاصيل التي يتم زراعتها بالمياه المعالجة    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية لقرية أم خنان بالحوامدية    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    ترامب يلغي الرسوم الجمركية على سلع غذائية واللحوم وسط مخاوف تصاعد التضخم    ضوابط تلقي التبرعات في الدعاية الانتخاببة وفقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    حكم شراء سيارة بالتقسيط.. الإفتاء تُجيب    الاتجار في أدوية التأمين الصحي «جريمة»    نقيب المهن الموسيقية يطمئن جمهور أحمد سعد بعد تعرضه لحادث    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    بيان من مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للرد على مزاعم حالات الوفيات الجماعية    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. منى مكرم عبيد فى حديث الذكريات أتمنى مقابلة الرئيس مبارك لأنه رئيس كل المصريين
نشر في أكتوبر يوم 12 - 12 - 2010

رغم عدم توفيقها فى الانتخابات الأخيرة والتصريحات المنفعلة التى أطلقتها عقب النتائج النهائية، تظل د. منى مكرم عبيد قيمة فكرية وسياسية كبيرة ودائرة معارف متنقلة لكل طالب علم، ومع أنها انضمت لحزب الغد فترة، ثم استقالت فجأة، إلا أنها مازالت أحد أقطاب حزب الوفد المعارض، وتتمتع بشخصية مستقلة وتحظى باحترام وتقدير الجميع.. إنها بنت الباشوات وخريجة المدارس الأجنبية والجامعة الأمريكية. تخصصت فى السياسة وتفوقت على نفسها فى الاقتصاد، فأصبحت علماً يشار له بالبنان. وقد أكدت د. منى فى حوارها ل «أكتوبر» أنها ورثت جينات الزعامة من مكرم عبيد باشا، وروت حكايتها مع «أونكل» مخلوف شيخ الأزهر الأسبق وقالت رأيها بصراحة فى السيد جمال مبارك والسيد البدوى ود.سرور ود. محمد كمال. وكشفت أسرار علاقتها بالباشا فؤاد سراج الدين ونيلسون مانديلا والرئيس السادات وياسر عرفات، وتمنت مقابلة الرئيس مبارك.. أسرار كثيرة وحقائق مثيرة فى السطور التالية.
*ما أهم المحطات فى حياة د. منى مكرم عبيد؟
**مرحلة الطفولة هى أهم محطات حياتى حيث نشأت فى منزل الزعيم مكرم عبيد باشا، ومن المعلوم أن الزعيم كان عنده أكثر من بيت واحد فى سيدى بشر، والبيت الأصلى كان فى شارع الخليفة المأمون بروكسى، وكان معروفاً للكل لدرجة أن محطة الأتوبيس كانت مشهورة بمحطة مكرم.
*هل تأثرت بالزعيم الكبير؟
**طبعاً، لأنى كنت قريبة منه جداً، تشربت منه جينات (الزعامة) وأصبحت لشخصيتى كاريزما خاصة تكونت معالمها من أيام الطفولة حتى أيامنا تلك.
*وماذا عن أيام الطفولة؟
**أنا كنت طفلة شقية أرفض الهزيمة، وأبحث عن النجاح، وأسعى أن تكون لى شخصية مستقلة فى البيت والمدرسة، ومع أطفال الجيران، وكان حضرة الزعيم مكرم باشا يدافع عنى عندما أتعرض للعقاب ولذلك كنت أحبه أكثر من أبى.
*لماذا كل هذا الحب؟
**لأنه كان شخصية حبوبة يحب أهله وأصدقاءه وجيرانه، وبيت العائلة كان بمثابة خلية نحل للوزراء والمشاهير والمفكرين والمثقفين رأيت بعينى عباس العقاد وتوفيق الحكيم، ولويس عوض، ونعمان عاشور، وأحمد ماهر باشا، ومصطفى النحاس، وعبد الرحمن عزام ومحمود فهمى النقراشى وطه باشا السباعى، وسيد باشا سليم، وتضيف د.منى قائلة: فى البداية كنت أعتقد أنهم أقاربى، ولكنى اكتشفت بمرور الوقت أنهم رموز الفكر والأدب والثقافة والسياسة فى مصر.
ولكن الشىء الجميل حقاً والذى لفت نظرى فيما بعد هو حكاية «أونكل» مخلوف.
*وماذا عن هذه الحكاية؟
**أونكل مخلوف هو الشيخ حسنين مخلوف، الذى تولى مشيخة الأزهر فيما بعد وهو أحد أقارب الدكتور أحمد كمال أبوالمجد أمين المجلس القومى لحقوق الإنسان السابق، كنت أعتقد أن أونكل مخلوف من أضلاع عائلة مكرم عبيد باشا، ولكن اكتشفت أنه صديق للزعيم خالد الذكر مكرم عبيد، وأنهم أشقاء فى حب الوطن فآمنت بالمثل القائل، رب أخ لم تلده أمى.
وتضيف د.منى من الخصال الحميدة التى اكتسبتها من الزعيم مكرم عبيد الاخلاص فى العمل والنزاهة، والالتزام بالمبدأ، والثبات على الموقف، بالإضافة إلى عشق الفن وحب الموسيقى والمداومة على القراءة، وتقديس الحياة الزوجية.
الحياة الزوجية/U/
*ماذا تقصدين بتقديس الحياة الزوجية؟
**هو أن يكون بيتى هو بؤرة اهتمامى الأولى، وللعلم فإن عواقل هذه العائلة الكريمة تقدس الحياة الزوجية، فالسيدة الجليلة «عائدة هانم» زوجة الزعيم مكرم عبيد، فضلت البقاء مع الزعيم فى المعتقل، ورفضت الإقامة فى المنزل بدونه، فكانت نعم الزوجة، وقد تكون هذه رسالة قوية لهوانم وسيدات الجيل الحالى، واللائى يتمردن على أزواجهن، إذا ضاق بهم الحال، حيث أقول لهن هذه زوجة الزعيم مكرم عبيد، فضلت المعتقل على أن تترك زوجها البطل يعانى الوحدة فى محبسه.
هذا لأن «عائدة هانم» كانت بمثابة ملاك يمشى على الأرض.
الابن البكرى/U/
*ماذا عن التاريخ السياسى لهذا الزعيم الكبير؟
**الزعيم مكرم عبيد باشا كان حجة فى كل شىء، فى السياسة والقانون والاقتصاد والخطابة، والزعامة، وكما قلت لك فقد تشربت السياسة على يديه وورثت جينات القيادة حتى قيل عنى أننى «غول سياسة» وتاريخ الباشا معروف، فما بين عامى 1905 إلى 1908 استكمل تعليمه بالكلية الأمريكية فى جامعة أكسفورد بانجلترا ثم حصل على درجة الدكتوراة فى القانون عام 1912، وبعد عودته عين أستاذاً بمدرسة الحقوق إلاّ أنه تحول لمجلس تأديب، وتم فصله بتهمة النضال الوطنى مع سعد زغلول الذى أرسله إلى لندن للمطالبة بالاستقلال أثناء مفاوضات عدلى يكن عام 1922 حتى أطلقوا عليه المجاهد الكبير، ولأن مكرم عبيد باشا كان عاشقاً للزعيم سعد زغلول ، فقد أطلقوا عليه أيضاً ابن سعد زغلول البكرى، لدرجة أن بريطانيا عندما نفت قائد ثورة 1919 إلى سيشل نفت مكرم باشا معه وبعد استقرار الأوضاع تولى مكرم عبيد باشا وزارات المالية والمواصلات والتموين، سواء كان فى حكومة أحمد ماهر باشا أو النحاس باشا.
*ما هى أصعب اللحظات التى مرت بالزعيم الكبير مكرم عبيد باشا؟
**أصعب اللحظات فى حياته كانت عندما قرر مجلس النواب فصله إلا أن الباشا لم يستسلم لهذا الفصل وأسس حزباً جديداً عرف باسم الكتلة الوفدية وأصدر جريدة ناطقة باسمه أطلق عليها «الكتلة الناطقة»، وفى المقابل قرر أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء آنذاك إنصافه فعينه وزيرا للمالية، وهكذا فإن التاريخ لم يتخل يوما عن المجاهد الكبير مكرم عبيد باشا.
*هل سار تلاميذ مكرم عبيد على نفس الدرب الذى سار عليه الزعيم؟
**لابد أن تعرف أن عشاق السياسة فى مصر والعالم العربى تأثروا بالزعيم الكبير ويكفى أن تعلم أن قامة كبيرة مثل د. مصطفى الفقى اختار فى شبابه شخصية الزعيم الكبير لينال عنها درجة الدكتواره، هذا لأن جدى كان يؤمن بوحدة الوطن، وهو صاحب المقولة الشهير: يا رب اجعلنا مسلمين لك وللوطن نصارى، واجعلنا نصارى لك وللوطن مسلمين.
وتضيف د. منى: أعتقد أن أجيال الوفد المتعاقبة أمثال ياسين باشا سراج الدين، وفؤاد بدراوى، ومنير فخرى عبدالنور، والسيد البدوى قد آمنوا بمراحل النضال الوطنى، وورثوا بذور الكفاح التى غرسها الوفديون الأوائل أمثال سعد زغلول، مكرم عبيد وفخرى عبدالنور، وحامد محمود، وعبدالرحمن عزام ومصطفى النحاس.
*وماذا عن علاقة الزعيم مكرم عبيد بالدولة العربية؟
**المجاهد الكبير مكرم عبيد يعتبر أول سياسى مصرى يزور البلاد العربية، ففى عام 1939 زار فلسطين وسوريا وفى عام 1944 تعرف على رياض الصلح رئيس وزراء لبنان الذى جاء إلى مصر لزيارته واعترافاً بفضله على الأمة العربية.
الجامعة العربية/U/
*وما هى المشاريع السياسية التىدونتها صفحات التاريخ للزعيم الكبير؟
**مكرم عبيد هو الذى فكر فى مشروع جامعة الدول العربية قبل توقيع بروتوكول الوحدة فى الإسكندرية بخمس سنوات، ولا أبالغ إذا قلت لك إن مكرم باشا هو الذى اختاراسم جامعة الدول العربية، وهو الاسم الذى مازالت محتفظة به حتى اليوم.
*إذا كان الزعيم مكرم عبيد قد ساهم بشكل فاعل فى تكوين شخصية د. منى فماذا عن دور الأب والأم؟
**أمى كانت تتقن الفرنسية، وكانت من أسرة عريقة لها باع طويل فى السياسة والدبلوماسية والاقتصاد، فوالدها فوزى باشا المطيعى، وعمها وزير الخارجية الشهير نخلة باشا المطيعى فى حين كان الوالد خريج المدرسة السعيدية التى اشتهرت بتخريج الوزراء والسفراء والمسئولين ورجال الأعمال.
*وماذا عن تعليم د. منى مكرم عبيد؟
**أنا تربيت فى مدرسة بريطانية اسمها EGS English girls Collge وتعد هذه المدرسة أشهر مدرسة فى الشرق الاوسط حيث تخرج فيها أبناء أكبر العائلات علىمستوى الوطن العربى أمثال الملك فيصل والملك حسين وشكرى القوتلى، وأبناء عائلة شمعون فى لبنان، وعائلة الدجانى بفلسطين، وعائلة عسكرى بالعراق.
الدراسات العليا/U/
*وماذا بعد هذا المستوى من التعليم؟
**بعدها دخلت الجامعة الأمريكية، وأكملت دراستى العليا فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، وبعد رجوعى اختارتنى الجامعة الأمريكية من بين 62 معيدة، وذلك لأنهم لا يرشحون إلاّ معيدة واحدة فقط، ثم حصلت على الماجستير والدكتوارة، وإلى الآن وأنا أشتغل بمهنة التدريس.
*ولكن التدريس مهنة شاقة، وتحتاج إلى نفس طويل والسؤال كيف تتعامل د.منى مكرم عبيد مع شباب اليوم؟
**أنا أحب التدريس جداً، بل عاشقة له، لأننى أحب التواصل مع جيل الشباب، وأعظم شىء يسعدنى أن أقابل طالباً ويقول لى: أنا كنت طالباً عندك وإذا كنت أعيش بعقلية شباب اليوم فإننى قد طعمت هذه العقلية، بالحكمة وخبرة السنين، وأتذكر والكلام على لسان د. منى أننى عندما كنت عضواً فى البرلمان كنت أشجع الطلبة على حضور جلسات البرلمان كنوع من الممارسة التشريعية وكان الأستاذ المبجل سامى مهران أمين مجلس الشعب آنذاك يشيد بالدور العملى الذى أقوم به تجاه هؤلاء الشباب نظرا لأنهم سيكونون قادة المستقبل.
محمد كمال/U/
*هل تذكرين أحد هؤلاء الشباب؟
**كان أنبغهم على الاطلاق الطالب محمد كمال، حيث حصل فيما بعد على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد والعلوم السياسية، والآن هو أمين لجنة التثقيف السياسى بالحزب الوطنى وله باع طويل فى رسم خريطة السياسة المصرية فى الداخل والخارج.
*معنى هذا أنك تنبأت له أن يكون قيادة سياسية وحزبية كبيرة؟
**تنبأت له ذلك لأنه نشيط، ومخلص فى عمله جداً بالإضافة إلى كونه شخصية هادئة قادرة على التفكير والتحليل والاستقصاء، واستخلاص النتائج، ولذلك كان محل تقدير الجميع أمثال سامى مهران ود. أحمد يوسف والسيد كمال الشاذلى، وأعتقد أن ذلك كان سنة 1990، ولذلك عندما سافر إلى أمريكا اختاروه من بين السياسيين الشبان ليكون مساعداً للعديد من نواب الكونجرس الأمريكى حيث امتزجت عنده الروح المصرية بالثقافة الغربية.
*وماذا عن العمل السياسى؟
**فى سنة 1984 كسب الوفد القضية، وعاد فؤاد باشا سراج الدين لرئاسة الوفد، وطلبنى فى بيته، وقال لى آمراً ستخوضين الانتخابات، وعندما رفضت فى البداية، قال لى بنبرة السياسى والقائد والزعيم هذا ليس تشريفاً ولكنه تكليف فترشحت آنذاك فى دائرة شبرا وكان الانتخاب بالقائمة النسبية، تعاون معى 10 من المرشحين كانوا رجالاً بمعنى الكلمة، وكنا نتقاسم التموين، والمجهود، والدوائر، نأكل معاً ونشرب معاً فى الساحل، والشرابية والزاوية، وروض الفرج، كانوا يحترموننى ويدفعوننى إلى الأمام دائماً، فالبلطجة لم تكن معروفة أما الأنانية وحب الذات والتربيطات المشبوهة فلم نكن نسمع عنها إلاّ فى الكتب.
كرم زيدان/U/
*د. منى.. من هؤلاء الرجال الذين مازالوا يعيشون فى ذاكرتك؟
**كان منهم كرم زيدان، وأحمد طه، وحامد الأزهرى. هؤلاء الرجال تعودوا على احترام الغير، فقد ساعدوا والدى فى الانتخابات قبل مساعدتى، لأن والدى ترشح لعضوية مجلس الشعب واختار سوق الخضار ليكون مقراً انتخابياً له، فكانوا حوله بمثابة الاشقاء والإخوة وهذه روح أولاد البلد التى تربينا عليها.
*وماذا عن النشاط السياسى فى حزب الوفد؟
**بالنسبة للكتابة السياسية فقد كتبت فى أول عدد يصدره الوفد الجديد برئاسة تحرير مصطفى شردى الذى تبنانى، وخصص لى عمودا ثابتاً مع وحيد رأفت وعمر التلمسانى، وأتذكر أن أول مقال لى كان عن الأجيال المتعاقبة فى حزب الوفد، أولهم جيل فؤاد سراج الدين الذين ظلموا فى غمار الحياة السياسية، ثم جيل الطليعة الوفدية، وهو الجيل الذى همشه عبدالناصر، ثم الجيل الثالث وهو جيل منى مكرم عبيد والذى لم يحمل أى كراهية لعبدالناصر، وبعدها كتبت مجموعة من المقالات المهمة ركزت فيها على شعارات التصالح بين ثورتى 1919 و1952.
*هل اقتصر دور د.منى على الكتابة الصحفية؟
**الكتابة الصحفية كانت جزءاً بسيطاً من نشاطى السياسى بعدها تم ترشيحى لأكون أول سيدة عضواً فى الهيئة العليا لحزب الوفد برئاسة الزعيم فؤاد باشا سراج الدين ثم اختلفت مع الوفد وانسحبت فى هدوء، وبعد فترة انضممت لحزب الغد إلا أننى عدت إلى بيتى القديم مرة ثانية.
*لماذا انسحبت إذن؟
**انسحبت لأن حزب الوفد آنذاك قاطع الانتخابات وأنا ضد مبدأ المقاطعة، وبالمناسبة فقد عرضت قرار المقاطعة وأنا فى باكستان على السيدة بناظير بوتو فقالت لى كلمة مازالت ترن فى أذنى حتى الآن وهى أن أى تمثيل أفضل من لا تمثيل.
*لماذا لم تعرض وجهة نظرك على الباشا فؤاد سراج الدين؟
**رحت للباشا، وقلت له وجهة نظرى إلا أنه لم يقتنع، وأكدت عليه أن الناس «هينسونا» فى الشارع.. وبعد 5 سنوات تحققت نبوءتى، فبعد أن كان للوفد 37 نائباً فى البرلمان أصبح له بعد 5 سنوات 5 نواب، ولم يحصل الوفد على هذا العدد حتى الآن.
*هل تتوقعين تعيينك فى مجلس الشعب القادم.
**الرئيس مبارك شرفنى قبل ذلك واختارنى عضوا بمجلس الشعب، وكانت تلك الفترة من أجل سنوات حياتى، وأكثرها عطاء لبلدى، خاصة فى اللجان المتخصصة، كما كنت عضوا فى لجنتى الشئون الخارجية والتعليم، واختيار الرئيس مبارك لى يؤكد أنه رئيس لكل المصريين.
جمال مبارك/U/
*وما رأيك فى السيد جمال مبارك والسيد البدوى؟
**السيد جمال مبارك مثل أبنائى وهو شاب متزن، ومثقف، امتزجت شخصيته بالثقافة الغربية، والروح المصرية الطيبة، وللأمانة فهو يتمتع بهدوء الأعصاب وحسن الاستماع، وقبول الرأى والرأى الآخر، وهى مواصفات مطلوبة لأى مسئول يتولى موقعاً سياسياً.
أما الدكتور السيد البدوى فقد نجح فى لم شمل الوفد، وأحيا المبادئ الليبرالية التى قام عليها الحزب، كما أنه - والحق يقال - نجح فى ضم شخصيات كبيرة للحزب امثال الشاعرالكبير أحمد فؤاد نجم والكابتن طاهر أبوزيد، والفنانة القديرة سميرة أحمد بالإضافة إلى مواقفه السياسية المعروفة.
وسام الشرف/U/
*وماذا عن د. فتحى سرور؟
**د. فتحى سرور برلمانى قدير وفقيه قانونى يشار له بالبنان فى المحافل الدولية، وقد سافرت معه عندما كنت عضواً فى مجموعة الفرنكفونية، وهى حركة البرلمانيين الناطقين بالفرنسية، والتى منحتنى أكبر أوسمتها المعروفة بcommandeut.
*هل نالت د. منى مكرم عبيد شرف التدريس بالخارج؟
**قمت بالتدريس لمدة أسبوعين فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، كما درست بجامعة السلام بكوستاريكا، والجامعة الأمريكية فى فرنسا، وجامعة السربون فى أبوظبى بالإضافة إلى عملى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحضور المؤتمرات الدولية المتعلقة بالعلاقات الخارجية وحقوق الإنسان والمرأة والديمقراطية.
*د. منى عندى سؤال يقف فى حلقى.. هل أنت مقتنعة بسياسية حزب الوفد؟
**طبعاً أنا مقتنعة بسياسة الحزب لأنها قائمة على أسس ثابتة، ولازال يحتفظ بمبادئه حتى هذه اللحظة.
*وما هى تلك المبادئ من وجهة نظرك؟
**هى إقامة دولة مدنية ليبرالية، واحترام مبدأ المواطنة، وتشجيع الرأسمالية الوطنية والتى تعد امتداداً لسياسة طلعت حرب كما أن قيادات مصر العظيمة تخرجت من تحت عباءة حزب الوفد أمثال سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وفؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج، وفخرى عبدالنور ومختار نصار ووحيد رأفت، ومحمد صلاح الدين وزير الخارجية الأسبق وأحمد ماهر الكبير.
فؤاد سراج الدين/U/
*ماذا يمثل الباشا فؤاد سراج الدين للدكتورة منى مكرم عبيد؟
**الباشا هو امتداد طبيعى لأبى وجدى، فهو الذى ملأ فراغ الوفد بعد رحيل القيادات الوفدية الكبيرة وهو الشخصية القديرة التى ظلت وفية لقيادات الوفد حتى رحيله ولذلك عندما اصطحبنى الأستاذ سعد فخرى عبدالنور لملء استمارة عضوية لانضمامى للوفد، قابلنى الباشا فؤاد سراج الدين قائلاً مرحبا ببنت الباشوات، وقام بملء الاستمارة والتوقيع عليها، ودعمنى حتى أصبحت أول سيدة عضواً فى اللجنة العليا لحزب الوفد، وكنت أنا ممثلة الوفد الوفية والناطقة باسمه فى كل البلاد العربية وخاصة الجزائر.
*وماذا عن ياسين سراج الدين؟
**كان سياسيا قديراً ولكنه لم يصل إلى رتبة الباشا فؤاد سراج الدين.
نيلسون مانديلا/U/
*أهم الشخصيات التى قابلتها د.منى؟
**قابلت نيلسون مانديلا،وبهرت بشخصيته القوية، وتحديه الزمن، كما كنت عاشقة لبناظير بوتو رئيس وزراء باكستان، كما كانت لى جلسات وجلسات مع الرئيس السادات، وأبوعمار والسير دونالد تسانج الرئيس الحالى لهونج كونج.
*هل تعرف د. منى مكرم عبيد طريق الخوف؟
**نحن عائلة لا تعرف الخوف، حيث عودنا مكرم عبيد باشا على الجرأة والشجاعة وقول الحق لدرجة أننى كنت طفلة صغيرة أتشاجر يومياً مع الأولاد ولا أخشى العواقب وارتدى ملابس الصبيان وأتقمص شخصيتهم على مسرح المدرسة، وكما أنه معروف عنى أننى صاحبة شخصية قوية سواء كان ذلك فى البرلمان أو قاعة المحاضرات.
*بعد هذا السرد لكل شخصية مفتاح فما مفتاح شخصية د. منى مكرم عبيد؟
**مفتاح شخصيتى هو خفة الظل لأنها تدل على الذكاء وحسن التصرف فى وقت اتهم فيه العرب بالغباء كما أن جمال الروح والتسامح من أهم مقومات المرأة الجميلة.
وتؤكد د. منى أنها تكره الكذب والخيانة وكل المواصفات الذميمة.
*وماذا يمثل الوفاء فى حياة السياسية القديرة؟
**قمة الوفاء أن تكون مخلصاً لبلدك،وأن تعمل لخدمتها بكل ما تملك من قدرات، وفى المقابل يجب أن يكون الإنسان وفياً لأهله وأصدقائه وأساتذه، ولمن لهم فضل عليه، وكما هو معلوم فالعطاء من الوفاء، والشجرة المثمرة هى التى يتجمع حولها الناس، ليأكلوا من ثمرها، ويشموا رائحتها، وهذا ينطبق على البشر وتضيف د. منى قائلة مازالت أدين بالفضل للذين رسموا خريطة السياسة المصرية قبل الثورة، وبعدها.
نادى الجزيرة/U/
*كيف تقضى د. منى يومها؟
**أستيقظ مبكراً وأذهب إلى نادى الجزيرة من 7 - 10، حيث كنت ومازالت عضواً فيه، وسكرتيراً شرفياً له، ثم أتناول فطورى وأقرأ الصحف، وأبدأ نشاطى اليومى من الساعة 12 ظهراً حتى العاشرة مساء.
*وماذا عن هوايات بنت الباشوات؟
**أنا أحب التاريخ، وقراءة سير الزعماء أمثال، تيتو، ونهرو وغاندى كما أعشق تاريخ الأمم والشعوب والتحولات السياسية والسلوكيات الاجتماعية، للبشر بإلاضافة إلى عشق الرياضة والتنس والسباحة والموسيقى والتمثيل، لدرجة أننى عندما كنت طفلة صغيرة أمثل دور الولد الشقى، كما أعشق الاستماع إلى فيروز ومحمد منير، ومدمنة شعر نزار قبانى وفاروق جويدة وقصص بهاء طاهر ومقالات عمرو الشبكى وصنع الله إبراهيم.
*ما الأمنية التى تسعى إليها د. منى مكرم عبيد ولم تتحقق حتى الآن؟
**زيارة جزيرة سيشل التى نفى فيها الزعيمان سعد زغلول ومكرم عبيد ومقابلة الرئيس مبارك حتى أقول له ما يدور فى عقلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.