«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. منى مكرم عبيد فى حديث الذكريات أتمنى مقابلة الرئيس مبارك لأنه رئيس كل المصريين
نشر في أكتوبر يوم 12 - 12 - 2010

رغم عدم توفيقها فى الانتخابات الأخيرة والتصريحات المنفعلة التى أطلقتها عقب النتائج النهائية، تظل د. منى مكرم عبيد قيمة فكرية وسياسية كبيرة ودائرة معارف متنقلة لكل طالب علم، ومع أنها انضمت لحزب الغد فترة، ثم استقالت فجأة، إلا أنها مازالت أحد أقطاب حزب الوفد المعارض، وتتمتع بشخصية مستقلة وتحظى باحترام وتقدير الجميع.. إنها بنت الباشوات وخريجة المدارس الأجنبية والجامعة الأمريكية. تخصصت فى السياسة وتفوقت على نفسها فى الاقتصاد، فأصبحت علماً يشار له بالبنان. وقد أكدت د. منى فى حوارها ل «أكتوبر» أنها ورثت جينات الزعامة من مكرم عبيد باشا، وروت حكايتها مع «أونكل» مخلوف شيخ الأزهر الأسبق وقالت رأيها بصراحة فى السيد جمال مبارك والسيد البدوى ود.سرور ود. محمد كمال. وكشفت أسرار علاقتها بالباشا فؤاد سراج الدين ونيلسون مانديلا والرئيس السادات وياسر عرفات، وتمنت مقابلة الرئيس مبارك.. أسرار كثيرة وحقائق مثيرة فى السطور التالية.
*ما أهم المحطات فى حياة د. منى مكرم عبيد؟
**مرحلة الطفولة هى أهم محطات حياتى حيث نشأت فى منزل الزعيم مكرم عبيد باشا، ومن المعلوم أن الزعيم كان عنده أكثر من بيت واحد فى سيدى بشر، والبيت الأصلى كان فى شارع الخليفة المأمون بروكسى، وكان معروفاً للكل لدرجة أن محطة الأتوبيس كانت مشهورة بمحطة مكرم.
*هل تأثرت بالزعيم الكبير؟
**طبعاً، لأنى كنت قريبة منه جداً، تشربت منه جينات (الزعامة) وأصبحت لشخصيتى كاريزما خاصة تكونت معالمها من أيام الطفولة حتى أيامنا تلك.
*وماذا عن أيام الطفولة؟
**أنا كنت طفلة شقية أرفض الهزيمة، وأبحث عن النجاح، وأسعى أن تكون لى شخصية مستقلة فى البيت والمدرسة، ومع أطفال الجيران، وكان حضرة الزعيم مكرم باشا يدافع عنى عندما أتعرض للعقاب ولذلك كنت أحبه أكثر من أبى.
*لماذا كل هذا الحب؟
**لأنه كان شخصية حبوبة يحب أهله وأصدقاءه وجيرانه، وبيت العائلة كان بمثابة خلية نحل للوزراء والمشاهير والمفكرين والمثقفين رأيت بعينى عباس العقاد وتوفيق الحكيم، ولويس عوض، ونعمان عاشور، وأحمد ماهر باشا، ومصطفى النحاس، وعبد الرحمن عزام ومحمود فهمى النقراشى وطه باشا السباعى، وسيد باشا سليم، وتضيف د.منى قائلة: فى البداية كنت أعتقد أنهم أقاربى، ولكنى اكتشفت بمرور الوقت أنهم رموز الفكر والأدب والثقافة والسياسة فى مصر.
ولكن الشىء الجميل حقاً والذى لفت نظرى فيما بعد هو حكاية «أونكل» مخلوف.
*وماذا عن هذه الحكاية؟
**أونكل مخلوف هو الشيخ حسنين مخلوف، الذى تولى مشيخة الأزهر فيما بعد وهو أحد أقارب الدكتور أحمد كمال أبوالمجد أمين المجلس القومى لحقوق الإنسان السابق، كنت أعتقد أن أونكل مخلوف من أضلاع عائلة مكرم عبيد باشا، ولكن اكتشفت أنه صديق للزعيم خالد الذكر مكرم عبيد، وأنهم أشقاء فى حب الوطن فآمنت بالمثل القائل، رب أخ لم تلده أمى.
وتضيف د.منى من الخصال الحميدة التى اكتسبتها من الزعيم مكرم عبيد الاخلاص فى العمل والنزاهة، والالتزام بالمبدأ، والثبات على الموقف، بالإضافة إلى عشق الفن وحب الموسيقى والمداومة على القراءة، وتقديس الحياة الزوجية.
الحياة الزوجية/U/
*ماذا تقصدين بتقديس الحياة الزوجية؟
**هو أن يكون بيتى هو بؤرة اهتمامى الأولى، وللعلم فإن عواقل هذه العائلة الكريمة تقدس الحياة الزوجية، فالسيدة الجليلة «عائدة هانم» زوجة الزعيم مكرم عبيد، فضلت البقاء مع الزعيم فى المعتقل، ورفضت الإقامة فى المنزل بدونه، فكانت نعم الزوجة، وقد تكون هذه رسالة قوية لهوانم وسيدات الجيل الحالى، واللائى يتمردن على أزواجهن، إذا ضاق بهم الحال، حيث أقول لهن هذه زوجة الزعيم مكرم عبيد، فضلت المعتقل على أن تترك زوجها البطل يعانى الوحدة فى محبسه.
هذا لأن «عائدة هانم» كانت بمثابة ملاك يمشى على الأرض.
الابن البكرى/U/
*ماذا عن التاريخ السياسى لهذا الزعيم الكبير؟
**الزعيم مكرم عبيد باشا كان حجة فى كل شىء، فى السياسة والقانون والاقتصاد والخطابة، والزعامة، وكما قلت لك فقد تشربت السياسة على يديه وورثت جينات القيادة حتى قيل عنى أننى «غول سياسة» وتاريخ الباشا معروف، فما بين عامى 1905 إلى 1908 استكمل تعليمه بالكلية الأمريكية فى جامعة أكسفورد بانجلترا ثم حصل على درجة الدكتوراة فى القانون عام 1912، وبعد عودته عين أستاذاً بمدرسة الحقوق إلاّ أنه تحول لمجلس تأديب، وتم فصله بتهمة النضال الوطنى مع سعد زغلول الذى أرسله إلى لندن للمطالبة بالاستقلال أثناء مفاوضات عدلى يكن عام 1922 حتى أطلقوا عليه المجاهد الكبير، ولأن مكرم عبيد باشا كان عاشقاً للزعيم سعد زغلول ، فقد أطلقوا عليه أيضاً ابن سعد زغلول البكرى، لدرجة أن بريطانيا عندما نفت قائد ثورة 1919 إلى سيشل نفت مكرم باشا معه وبعد استقرار الأوضاع تولى مكرم عبيد باشا وزارات المالية والمواصلات والتموين، سواء كان فى حكومة أحمد ماهر باشا أو النحاس باشا.
*ما هى أصعب اللحظات التى مرت بالزعيم الكبير مكرم عبيد باشا؟
**أصعب اللحظات فى حياته كانت عندما قرر مجلس النواب فصله إلا أن الباشا لم يستسلم لهذا الفصل وأسس حزباً جديداً عرف باسم الكتلة الوفدية وأصدر جريدة ناطقة باسمه أطلق عليها «الكتلة الناطقة»، وفى المقابل قرر أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء آنذاك إنصافه فعينه وزيرا للمالية، وهكذا فإن التاريخ لم يتخل يوما عن المجاهد الكبير مكرم عبيد باشا.
*هل سار تلاميذ مكرم عبيد على نفس الدرب الذى سار عليه الزعيم؟
**لابد أن تعرف أن عشاق السياسة فى مصر والعالم العربى تأثروا بالزعيم الكبير ويكفى أن تعلم أن قامة كبيرة مثل د. مصطفى الفقى اختار فى شبابه شخصية الزعيم الكبير لينال عنها درجة الدكتواره، هذا لأن جدى كان يؤمن بوحدة الوطن، وهو صاحب المقولة الشهير: يا رب اجعلنا مسلمين لك وللوطن نصارى، واجعلنا نصارى لك وللوطن مسلمين.
وتضيف د. منى: أعتقد أن أجيال الوفد المتعاقبة أمثال ياسين باشا سراج الدين، وفؤاد بدراوى، ومنير فخرى عبدالنور، والسيد البدوى قد آمنوا بمراحل النضال الوطنى، وورثوا بذور الكفاح التى غرسها الوفديون الأوائل أمثال سعد زغلول، مكرم عبيد وفخرى عبدالنور، وحامد محمود، وعبدالرحمن عزام ومصطفى النحاس.
*وماذا عن علاقة الزعيم مكرم عبيد بالدولة العربية؟
**المجاهد الكبير مكرم عبيد يعتبر أول سياسى مصرى يزور البلاد العربية، ففى عام 1939 زار فلسطين وسوريا وفى عام 1944 تعرف على رياض الصلح رئيس وزراء لبنان الذى جاء إلى مصر لزيارته واعترافاً بفضله على الأمة العربية.
الجامعة العربية/U/
*وما هى المشاريع السياسية التىدونتها صفحات التاريخ للزعيم الكبير؟
**مكرم عبيد هو الذى فكر فى مشروع جامعة الدول العربية قبل توقيع بروتوكول الوحدة فى الإسكندرية بخمس سنوات، ولا أبالغ إذا قلت لك إن مكرم باشا هو الذى اختاراسم جامعة الدول العربية، وهو الاسم الذى مازالت محتفظة به حتى اليوم.
*إذا كان الزعيم مكرم عبيد قد ساهم بشكل فاعل فى تكوين شخصية د. منى فماذا عن دور الأب والأم؟
**أمى كانت تتقن الفرنسية، وكانت من أسرة عريقة لها باع طويل فى السياسة والدبلوماسية والاقتصاد، فوالدها فوزى باشا المطيعى، وعمها وزير الخارجية الشهير نخلة باشا المطيعى فى حين كان الوالد خريج المدرسة السعيدية التى اشتهرت بتخريج الوزراء والسفراء والمسئولين ورجال الأعمال.
*وماذا عن تعليم د. منى مكرم عبيد؟
**أنا تربيت فى مدرسة بريطانية اسمها EGS English girls Collge وتعد هذه المدرسة أشهر مدرسة فى الشرق الاوسط حيث تخرج فيها أبناء أكبر العائلات علىمستوى الوطن العربى أمثال الملك فيصل والملك حسين وشكرى القوتلى، وأبناء عائلة شمعون فى لبنان، وعائلة الدجانى بفلسطين، وعائلة عسكرى بالعراق.
الدراسات العليا/U/
*وماذا بعد هذا المستوى من التعليم؟
**بعدها دخلت الجامعة الأمريكية، وأكملت دراستى العليا فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، وبعد رجوعى اختارتنى الجامعة الأمريكية من بين 62 معيدة، وذلك لأنهم لا يرشحون إلاّ معيدة واحدة فقط، ثم حصلت على الماجستير والدكتوارة، وإلى الآن وأنا أشتغل بمهنة التدريس.
*ولكن التدريس مهنة شاقة، وتحتاج إلى نفس طويل والسؤال كيف تتعامل د.منى مكرم عبيد مع شباب اليوم؟
**أنا أحب التدريس جداً، بل عاشقة له، لأننى أحب التواصل مع جيل الشباب، وأعظم شىء يسعدنى أن أقابل طالباً ويقول لى: أنا كنت طالباً عندك وإذا كنت أعيش بعقلية شباب اليوم فإننى قد طعمت هذه العقلية، بالحكمة وخبرة السنين، وأتذكر والكلام على لسان د. منى أننى عندما كنت عضواً فى البرلمان كنت أشجع الطلبة على حضور جلسات البرلمان كنوع من الممارسة التشريعية وكان الأستاذ المبجل سامى مهران أمين مجلس الشعب آنذاك يشيد بالدور العملى الذى أقوم به تجاه هؤلاء الشباب نظرا لأنهم سيكونون قادة المستقبل.
محمد كمال/U/
*هل تذكرين أحد هؤلاء الشباب؟
**كان أنبغهم على الاطلاق الطالب محمد كمال، حيث حصل فيما بعد على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد والعلوم السياسية، والآن هو أمين لجنة التثقيف السياسى بالحزب الوطنى وله باع طويل فى رسم خريطة السياسة المصرية فى الداخل والخارج.
*معنى هذا أنك تنبأت له أن يكون قيادة سياسية وحزبية كبيرة؟
**تنبأت له ذلك لأنه نشيط، ومخلص فى عمله جداً بالإضافة إلى كونه شخصية هادئة قادرة على التفكير والتحليل والاستقصاء، واستخلاص النتائج، ولذلك كان محل تقدير الجميع أمثال سامى مهران ود. أحمد يوسف والسيد كمال الشاذلى، وأعتقد أن ذلك كان سنة 1990، ولذلك عندما سافر إلى أمريكا اختاروه من بين السياسيين الشبان ليكون مساعداً للعديد من نواب الكونجرس الأمريكى حيث امتزجت عنده الروح المصرية بالثقافة الغربية.
*وماذا عن العمل السياسى؟
**فى سنة 1984 كسب الوفد القضية، وعاد فؤاد باشا سراج الدين لرئاسة الوفد، وطلبنى فى بيته، وقال لى آمراً ستخوضين الانتخابات، وعندما رفضت فى البداية، قال لى بنبرة السياسى والقائد والزعيم هذا ليس تشريفاً ولكنه تكليف فترشحت آنذاك فى دائرة شبرا وكان الانتخاب بالقائمة النسبية، تعاون معى 10 من المرشحين كانوا رجالاً بمعنى الكلمة، وكنا نتقاسم التموين، والمجهود، والدوائر، نأكل معاً ونشرب معاً فى الساحل، والشرابية والزاوية، وروض الفرج، كانوا يحترموننى ويدفعوننى إلى الأمام دائماً، فالبلطجة لم تكن معروفة أما الأنانية وحب الذات والتربيطات المشبوهة فلم نكن نسمع عنها إلاّ فى الكتب.
كرم زيدان/U/
*د. منى.. من هؤلاء الرجال الذين مازالوا يعيشون فى ذاكرتك؟
**كان منهم كرم زيدان، وأحمد طه، وحامد الأزهرى. هؤلاء الرجال تعودوا على احترام الغير، فقد ساعدوا والدى فى الانتخابات قبل مساعدتى، لأن والدى ترشح لعضوية مجلس الشعب واختار سوق الخضار ليكون مقراً انتخابياً له، فكانوا حوله بمثابة الاشقاء والإخوة وهذه روح أولاد البلد التى تربينا عليها.
*وماذا عن النشاط السياسى فى حزب الوفد؟
**بالنسبة للكتابة السياسية فقد كتبت فى أول عدد يصدره الوفد الجديد برئاسة تحرير مصطفى شردى الذى تبنانى، وخصص لى عمودا ثابتاً مع وحيد رأفت وعمر التلمسانى، وأتذكر أن أول مقال لى كان عن الأجيال المتعاقبة فى حزب الوفد، أولهم جيل فؤاد سراج الدين الذين ظلموا فى غمار الحياة السياسية، ثم جيل الطليعة الوفدية، وهو الجيل الذى همشه عبدالناصر، ثم الجيل الثالث وهو جيل منى مكرم عبيد والذى لم يحمل أى كراهية لعبدالناصر، وبعدها كتبت مجموعة من المقالات المهمة ركزت فيها على شعارات التصالح بين ثورتى 1919 و1952.
*هل اقتصر دور د.منى على الكتابة الصحفية؟
**الكتابة الصحفية كانت جزءاً بسيطاً من نشاطى السياسى بعدها تم ترشيحى لأكون أول سيدة عضواً فى الهيئة العليا لحزب الوفد برئاسة الزعيم فؤاد باشا سراج الدين ثم اختلفت مع الوفد وانسحبت فى هدوء، وبعد فترة انضممت لحزب الغد إلا أننى عدت إلى بيتى القديم مرة ثانية.
*لماذا انسحبت إذن؟
**انسحبت لأن حزب الوفد آنذاك قاطع الانتخابات وأنا ضد مبدأ المقاطعة، وبالمناسبة فقد عرضت قرار المقاطعة وأنا فى باكستان على السيدة بناظير بوتو فقالت لى كلمة مازالت ترن فى أذنى حتى الآن وهى أن أى تمثيل أفضل من لا تمثيل.
*لماذا لم تعرض وجهة نظرك على الباشا فؤاد سراج الدين؟
**رحت للباشا، وقلت له وجهة نظرى إلا أنه لم يقتنع، وأكدت عليه أن الناس «هينسونا» فى الشارع.. وبعد 5 سنوات تحققت نبوءتى، فبعد أن كان للوفد 37 نائباً فى البرلمان أصبح له بعد 5 سنوات 5 نواب، ولم يحصل الوفد على هذا العدد حتى الآن.
*هل تتوقعين تعيينك فى مجلس الشعب القادم.
**الرئيس مبارك شرفنى قبل ذلك واختارنى عضوا بمجلس الشعب، وكانت تلك الفترة من أجل سنوات حياتى، وأكثرها عطاء لبلدى، خاصة فى اللجان المتخصصة، كما كنت عضوا فى لجنتى الشئون الخارجية والتعليم، واختيار الرئيس مبارك لى يؤكد أنه رئيس لكل المصريين.
جمال مبارك/U/
*وما رأيك فى السيد جمال مبارك والسيد البدوى؟
**السيد جمال مبارك مثل أبنائى وهو شاب متزن، ومثقف، امتزجت شخصيته بالثقافة الغربية، والروح المصرية الطيبة، وللأمانة فهو يتمتع بهدوء الأعصاب وحسن الاستماع، وقبول الرأى والرأى الآخر، وهى مواصفات مطلوبة لأى مسئول يتولى موقعاً سياسياً.
أما الدكتور السيد البدوى فقد نجح فى لم شمل الوفد، وأحيا المبادئ الليبرالية التى قام عليها الحزب، كما أنه - والحق يقال - نجح فى ضم شخصيات كبيرة للحزب امثال الشاعرالكبير أحمد فؤاد نجم والكابتن طاهر أبوزيد، والفنانة القديرة سميرة أحمد بالإضافة إلى مواقفه السياسية المعروفة.
وسام الشرف/U/
*وماذا عن د. فتحى سرور؟
**د. فتحى سرور برلمانى قدير وفقيه قانونى يشار له بالبنان فى المحافل الدولية، وقد سافرت معه عندما كنت عضواً فى مجموعة الفرنكفونية، وهى حركة البرلمانيين الناطقين بالفرنسية، والتى منحتنى أكبر أوسمتها المعروفة بcommandeut.
*هل نالت د. منى مكرم عبيد شرف التدريس بالخارج؟
**قمت بالتدريس لمدة أسبوعين فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، كما درست بجامعة السلام بكوستاريكا، والجامعة الأمريكية فى فرنسا، وجامعة السربون فى أبوظبى بالإضافة إلى عملى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحضور المؤتمرات الدولية المتعلقة بالعلاقات الخارجية وحقوق الإنسان والمرأة والديمقراطية.
*د. منى عندى سؤال يقف فى حلقى.. هل أنت مقتنعة بسياسية حزب الوفد؟
**طبعاً أنا مقتنعة بسياسة الحزب لأنها قائمة على أسس ثابتة، ولازال يحتفظ بمبادئه حتى هذه اللحظة.
*وما هى تلك المبادئ من وجهة نظرك؟
**هى إقامة دولة مدنية ليبرالية، واحترام مبدأ المواطنة، وتشجيع الرأسمالية الوطنية والتى تعد امتداداً لسياسة طلعت حرب كما أن قيادات مصر العظيمة تخرجت من تحت عباءة حزب الوفد أمثال سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وفؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج، وفخرى عبدالنور ومختار نصار ووحيد رأفت، ومحمد صلاح الدين وزير الخارجية الأسبق وأحمد ماهر الكبير.
فؤاد سراج الدين/U/
*ماذا يمثل الباشا فؤاد سراج الدين للدكتورة منى مكرم عبيد؟
**الباشا هو امتداد طبيعى لأبى وجدى، فهو الذى ملأ فراغ الوفد بعد رحيل القيادات الوفدية الكبيرة وهو الشخصية القديرة التى ظلت وفية لقيادات الوفد حتى رحيله ولذلك عندما اصطحبنى الأستاذ سعد فخرى عبدالنور لملء استمارة عضوية لانضمامى للوفد، قابلنى الباشا فؤاد سراج الدين قائلاً مرحبا ببنت الباشوات، وقام بملء الاستمارة والتوقيع عليها، ودعمنى حتى أصبحت أول سيدة عضواً فى اللجنة العليا لحزب الوفد، وكنت أنا ممثلة الوفد الوفية والناطقة باسمه فى كل البلاد العربية وخاصة الجزائر.
*وماذا عن ياسين سراج الدين؟
**كان سياسيا قديراً ولكنه لم يصل إلى رتبة الباشا فؤاد سراج الدين.
نيلسون مانديلا/U/
*أهم الشخصيات التى قابلتها د.منى؟
**قابلت نيلسون مانديلا،وبهرت بشخصيته القوية، وتحديه الزمن، كما كنت عاشقة لبناظير بوتو رئيس وزراء باكستان، كما كانت لى جلسات وجلسات مع الرئيس السادات، وأبوعمار والسير دونالد تسانج الرئيس الحالى لهونج كونج.
*هل تعرف د. منى مكرم عبيد طريق الخوف؟
**نحن عائلة لا تعرف الخوف، حيث عودنا مكرم عبيد باشا على الجرأة والشجاعة وقول الحق لدرجة أننى كنت طفلة صغيرة أتشاجر يومياً مع الأولاد ولا أخشى العواقب وارتدى ملابس الصبيان وأتقمص شخصيتهم على مسرح المدرسة، وكما أنه معروف عنى أننى صاحبة شخصية قوية سواء كان ذلك فى البرلمان أو قاعة المحاضرات.
*بعد هذا السرد لكل شخصية مفتاح فما مفتاح شخصية د. منى مكرم عبيد؟
**مفتاح شخصيتى هو خفة الظل لأنها تدل على الذكاء وحسن التصرف فى وقت اتهم فيه العرب بالغباء كما أن جمال الروح والتسامح من أهم مقومات المرأة الجميلة.
وتؤكد د. منى أنها تكره الكذب والخيانة وكل المواصفات الذميمة.
*وماذا يمثل الوفاء فى حياة السياسية القديرة؟
**قمة الوفاء أن تكون مخلصاً لبلدك،وأن تعمل لخدمتها بكل ما تملك من قدرات، وفى المقابل يجب أن يكون الإنسان وفياً لأهله وأصدقائه وأساتذه، ولمن لهم فضل عليه، وكما هو معلوم فالعطاء من الوفاء، والشجرة المثمرة هى التى يتجمع حولها الناس، ليأكلوا من ثمرها، ويشموا رائحتها، وهذا ينطبق على البشر وتضيف د. منى قائلة مازالت أدين بالفضل للذين رسموا خريطة السياسة المصرية قبل الثورة، وبعدها.
نادى الجزيرة/U/
*كيف تقضى د. منى يومها؟
**أستيقظ مبكراً وأذهب إلى نادى الجزيرة من 7 - 10، حيث كنت ومازالت عضواً فيه، وسكرتيراً شرفياً له، ثم أتناول فطورى وأقرأ الصحف، وأبدأ نشاطى اليومى من الساعة 12 ظهراً حتى العاشرة مساء.
*وماذا عن هوايات بنت الباشوات؟
**أنا أحب التاريخ، وقراءة سير الزعماء أمثال، تيتو، ونهرو وغاندى كما أعشق تاريخ الأمم والشعوب والتحولات السياسية والسلوكيات الاجتماعية، للبشر بإلاضافة إلى عشق الرياضة والتنس والسباحة والموسيقى والتمثيل، لدرجة أننى عندما كنت طفلة صغيرة أمثل دور الولد الشقى، كما أعشق الاستماع إلى فيروز ومحمد منير، ومدمنة شعر نزار قبانى وفاروق جويدة وقصص بهاء طاهر ومقالات عمرو الشبكى وصنع الله إبراهيم.
*ما الأمنية التى تسعى إليها د. منى مكرم عبيد ولم تتحقق حتى الآن؟
**زيارة جزيرة سيشل التى نفى فيها الزعيمان سعد زغلول ومكرم عبيد ومقابلة الرئيس مبارك حتى أقول له ما يدور فى عقلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.