منى مكرم مع أجراس قداس الأحد بكنيسة «العذراء» ببنها، حيث قررت د. مني مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والعائدة لحزبها الرئيسي «الوفد» بعد قطيعة دامت 20 عاماً تقريباً، أن تبدأ دعايتها الانتخابية علي مقعد «كوتة المرأة» بالمحافظة، بدا المشهد غريباً علي العديد من أهالي المحافظة. فالمرشحة، التي اصطحبت معها نائب رئيس حزبها محمد سرحان حديثة عهد بالمحافظة التي تترشح عليها.. هي صعيدية الأصل.. وعندما خاضت أول تجاربها الانتخابية في العام 1987 كان أن خاضتها علي دائرة «شبرا». مني حسبتها خطأ منذ البداية.. فحداثة عهدها بالمحافظة كانت تقتضي منها تواجداً دعائياً «مكثفاً» لكن هذا لم يحدث.. إذ كانت شبه غائبة عن أغلب مراكز المحافظة، مكتفية بدعايتها في مركز المحافظة الرئيسي «بنها» (!!) تواجد مني كشخصية نسائية سياسية كان من الممكن أن يخدمها.. لكنها بدت غائبة عن المشهد.. وتاريخ عائلتها السياسي كان من الممكن أن يدعمها بالمقعد، لو أنها تواصلت مع من فوجئوا أنها مدرجة علي كشف المرشحات يوم الاقتراع «!!». مني استقالت من حزب الوفد في العام 1990 لأنه اتخذ قراراً بمقاطعة الانتخابات البرلمانية الأمر الذي تعارض مع رغبتها الملحة في التواجد داخل حزب لا ينسحب من الحياة السياسية بسبب رأيها آنذاك. وكان أن انضمت في خطوة غير مدروسة بالمرة لحزب «الغد» الذي أسسه - وقتئذ - أيمن نور، الذي أدين بتهمة تزوير توكيلات، إلا أنها تركته هو الآخر بعد أن دبت الصراعات داخله. وعندما عادت مني للوفد - مؤخراً - كان أن داعبها شغف خوض التجربة البرلمانية مجدداً.. وربما كان هذا هو السبب الرئيسي لعودتها للحزب رغم تخوفها من نظام الكوتة بسبب اتساع دوائره إذ كانت تري أنه من الصعوبة بمكان أن تجتاز المرأة هذه الدوائر «!!» تأثرت مني مكرم عبيد بعائلتها إلي حد كبير رغم أنها لم تستسلم لكل أفكارهم حول مشاركة المرأة وحرصت أن تكون أكاديمية وسياسية علي المستوي المحلي والدولي. تعيش مكرم التي خسرت معركتها الانتخابية علي مقعد كوتة القليوبية حالياً صدمة عكستها تصريحاتها عقب الخسارة موضحة أنها ستطالب الشباب بمقاطعة المشاركة في الحياة السياسية. وأوقع الارتباك الذي انتاب مكرم آراءها في تناقض واضح، إذ كانت ترفض فكرة المقاطعة بشكل عام واعتبرتها في وقت سابق خطأ سياسياً لا يجب أن تكرره الأحزاب، بينما هي تكرره الآن «!!». وفي حين استحسنت مكرم التحرك المتأخر، والوقوف في الظل، كانت منافستها نجاح محمد أحمد إدريس «فئات - وطني» تعتمد بشكل رئيسي علي قوة اتصال حزبها وتوجيهه لقواعده لاقتناص المقعد.